الليبراليون وعداوة الإسلام/ عبدالعزيز صباح الفضلي

احمد ابوبكر
1437/03/09 - 2015/12/20 04:17AM
[align=justify] لا أدري إن كان بعض أصحاب الفكر الليبرالي والعلماني يدركون أم لا أنهم بمواقفهم وتصريحاتهم وتحركاتهم، يحاربون الإسلام نفسه وليس الإسلاميين كما يزعمون.

التيار الليبرالي يدّعي بأنه يحارب دعاة الظلام والانغلاق والرجعية والتخلف... إلى آخر الألقاب التي يطلقونها على من يدعو إلى التمسك بأحكام الشريعة، والمحافظة على القيم والأخلاق في المجتمع.

وفي الحقيقة هم يحاربون الإسلام نفسه بأحكامه وتشريعاته ومبادئه.

سأذكر مثالين لما أقول حتى تتضح الصورة، وجدنا في الكويت مثلاً من رفعوا قضايا من أجل إبطال قانون منع الاختلاط في الجامعة والكليات، وجدنا في المقابل حماساً وفرحة لدى الليبراليين لهذا الحكم، وكأنهم حققوا انتصاراً في محاربة الفساد المستشري في المجتمع، أو عالجوا التدهور الذي يعيشه التعليم في الكويت.

من طالبوا بتطبيق منع الاختلاط أتوا بفتاوى شرعية تدعو للفصل بين الجنسين، نظراً لما يترتب عليه من مفاسد، وللأسف فإن أصحاب الفكر الليبرالي لا يقيمون اعتبارات للفتاوى الشرعية، بقدر اهتمامهم وحرصهم على الدعوة إلى الحرية المطلقة وإن خالفت الشرع.

المثال الثاني: حرص التيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية على محاربة مظاهر التدين والالتزام في المجتمع السعودي، وتشجيع كل ما من شأنه الدعوة إلى تحرر المرأة ومخالطتها الرجال، والتخلص من عادات وأعراف المجتمع المحافظ والتي يتطابق كثيرٌ منها مع قيم الإسلام وتوجيهاته.

في إحدى الفعاليات المقامة ضمن مهرجان معرض الكتاب في جدة، أقيمت أمسية شعرية شاركت فيها شاعرة سعودية، وبعد الانتهاء علق المُقدم قائلا: الظلام يتدحرج!

وقصد بذلك منع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدخول للقاعة، وعدم السماح لهم بمنع مشاركة النساء في تلك الأمسية.

للأسف نجد أن المُقدم يطعن في قيم الإسلام قبل أن يكون حديثه عن رجال الهيئة، فهؤلاء الرجال - حماة الفضيلة - إنما ينطلقون من أحكام الإسلام وتشريعاته ومبادئه وأخلاقه، لذلك فالحرب والعداوة لتلك الأحكام والمبادئ لا لذات شخوص رجال الهيئة.

ونقول إن بعض الأخطاء التي تقع من بعض رجال الهيئة لا تعني نسف كل الجهود التي يقومون بها، أو تبرر الدعوة إلى إلغاء الهيئة، وطرد منتسبيها.

أتمنى من قلبي صادقا من أصحاب الفكر الليبرالي، ما داموا يؤمنون بالإسلام دينا، أن يلتزموا بالإسلام كعقيدة وشريعة ومنهج حياة.

وليس كما يظن بعضهم بأن الإسلام محصور داخل إطار المسجد فقط، وأما خارجه فللناس حرية الاختيار من الأحكام والتشريعات والتصرفات مع ما يتوافق مع رغباتهم واختياراتهم الشخصية.

«فلان يصلي»... عبارة كثيرا ما يرددها بعض الطيبين عندما تتحدث عن سوء شخص أو ظلمه للآخرين، وكأنها دعوة لعدم الحديث عن فساده، أو محاربته للدين وأهله.

ونقول إن صلاة الإنسان بينه وبين ربه، لكن تعامله مع الآخرين سيحاسب عليه أمام الله تعالى، ويكفي أن أُذكّر هؤلاء الطيّبين بالمرأة التي كانت معروفة بكثرة صيامها وقيامها إلا أنها كانت تؤذي جيرانها، فقال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : «هي في النار».

كما أذكر هؤلاء بأن رأس المنافقين (عبدالله بن أُبي بن سلول) كان من الحريصين على أداء الصلاة في المسجد مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وربما صلّى في الصف الأول
المصدر: الرأي
[/align]
المشاهدات 566 | التعليقات 0