الله الكريم الأكرم
حسام بن عبدالعزيز الجبرين
الله الكريم الأكرم 22 / 7 / 1440هـ
الحمد لله الملكِ القدوسِ السلام ، المحيطِ القديرِ العلاّم ، وأشهد ألا إله إلا الله الأكرمُ الجوادُ الكريم ، المحسنُ الغفورُ الحليم ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، عاش حياته زاهدا ، وجاد حين اغتنى متعبدا ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فالتقوى طريق الجنة ، وإن من العجب أن نترك الطيبات حين ينهانا عنها الطبيب خشية ضررها ولا نترك خبائث المعاصي خشية النار ! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
عباد الرحمن : الإيمان في القلوب يضعف ويقوى ، والإيمان كلما قوي زادَ إقبال المؤمن على الطاعات ، و نَفَر من الذنوب ! وأكثر من التوبات ، فعلى المسلم أن يحرص على ما يزيد إيمانه ، ومغذيات الإيمان كثيرة !
من أعظمها : مجالس الذكر ، ومن أعظم مجالس الذكر الكلام عن أسماء الله وصفاته ، وحديثنا اليوم عن اسم من أسماء الله سبحانه لم يرد كثيرا في القرآن ، فقد ورد ثلاث مرات في كتاب الله ولكننا نشاهد كثيرا آثار هذا الاسم في حياتنا كلها ونرجو أن نكون جميعا ممن يعيشون آثار هذا في جنة عرضها السموات والأرض !
حديثنا عن اسم الله الكريم ! قال سبحانه { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40 وفي الحديث : " إنَّ ربَّكم تبارَكَ وتعالى حيِيٌّ كريمٌ، يستحيي من عبدِهِ إذا رفعَ يديهِ إليهِ، أن يردَّهُما صِفرًا" أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني .
سبحانه الكريم : إذا وعد وفى ، و إذا قدر عفا .
سبحانه الكريم : خلقنا من عدم وأمدّنا بأصناف الطيبات الكثيرة ؛ فالأطعمة أنواع كاللحوم والفواكه وغيرها ، وكل نوع أصناف ، فمن أصناف الفواكه البرتقال والتمر ، وفي الصنف أشكال وألوان فكم أنواع التمور مثلا ؟! وسبحانه الكريم : يسر للناس المراكب في البر والبحر {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70 .
عز وجل الكريم : أذِن بمناجاته كل وقت ! بل يفرح بالسائلين ويجيب دعوة المضطرين ولو كانوا مشركين !
تعالى الحكيم الكريم : حين يدعوه الداعي قد يعطيه طلبه ، وقد يصرف عنه شرا بتلك الدعوة أو يدخرها له في الآخرة قالوا يا رسول الله ! إذن نكثر . قال : " الله أكثر "
جل وعز الكريم : يضاعف الحسنة عشرة أضعافها إلى أضعاف كثيرة حتى أن صدقة تمرة واحدة من كسب طيب تضاعف حتى تكون مثل الجبل!
جل وعز الكريم : يمنّ بالأرزاق على عباده ثم يستقرضهم ليأجرهم ، ويعدهم بالخُلْف ليرغبهم ، و يضاعف مثوبتهم إلى سبعين ألف بالمائة وأكثر ! فسبحان الغني الرحيم الكريم !
جل وعز الكريم : يفرح بالتائبين ويمحو ذنوبهم ولو أسرفوا بل يبدل سيئاتهم حسنات !
وإن من أعظم إكرام الله للناس: تعليم الكتابة ! وتعليمهم مصالح دينهم ودنياهم وإكسابهم القدرة والتوفيق لذلك ، واسم الله الأكرم لم يرِد إلا في موضع واحد { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } 3-5 العلق وكم يا ترى عدد المعلومات الهائلة في مختلف ألوان الفنون والعلوم والمعارف؟!
والأكرم أفعل تفضيل أي الأشد كرما ، فكم تقذف المطابع وكم تخرج دور النشر وكم في مراكز البحوث والمعلومات ومواقع الانترنت من معلومات شرعية ولغوية وطبية وتاريخية وصناعية وتجارية وزراعية وإدارية !
إخوة الإيمان : لفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء فقط ؛ بل الإعطاء من تمام معناه ، ولذا تنوعت عبارات أهل العلم فقالوا : الكريم : كثير الخير والعطاء ، وقالوا الكريم : الذي له قدر عظيم وشان كبير ، وقالوا : المنزه عن النقائص والعيوب ، و قالوا : الذي يعطي لا لعوض ، وقالوا : الذي إذا وعد وفى وإذا قدر عفا ، وقالوا : الذي يعطي لغير سبب ، وقالوا : الذي يعطي من يحتاج ومن لا يحتاج .إلى غير ذلك مما قيل في هذا الاسم العظيم .
بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة وبما صرّف فيهما من العلم والحكمة واستغفروا الله إنه كان غفارا
الحمد لله وصف كلامه بالكرم فقال {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } وأشهد ألا إله إلا الله { رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } وعد عباده المؤمنين حقا فقال { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } وصلى الله وسلم على محمد خاتم رسله وعلى آله وصحبه أما بعد عباد الرحمن :
فإن للإيمان باسم الله الكريم آثار على المسلم منها :محبة ربنا الكريم سبحانه على ما أسبغ من النعم الظاهرة والباطنة !
ومن الآثار : الحياء من الله والتأدب معه عز وجل ، حيث أنه ومع كثرة معاصينا لم يمنع كرمه وعطاءه عنّا !
ومن آثار الإيمان باسم الله الكريم : شكر الله بالقلب واللسان والجوارح على ما أسبغ من نعم ظاهرة وباطنة في أبداننا و مطاعمنا ومشاربنا وغيرها كثير كثير .
ومن الآثار : التعلق بالله سبحانه والتوكل عليه فهو الغني الكريم المقتدر ، لا نهاية لكرمه وهو القادر لا يعجزه شيء ولا يستكثر شيئا .
ومن آثار الإيمان باسم الكريم: التخلق بخلق الكرم والتحلي بالجود والسخاء فهو سبحانه كريم يحب الكرماء ، وخلق الكرم الذي يحبه الله ليس في الإسراف وتبذير الأموال !
ومن الآثار : كثرة دعاء الله والإلحاح في المسألة ، وإن تأخر ما يدعو به المسلم فليحسن ظنه بربه فإنما مَنْع الكريم رحمة وحكمة ، تأمل قول الحق سبحانه {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }الشورى27 ختاما عباد الرحمن : أعظم أسباب نيل كرامة الكريم سبحانه تقواه جل وعلا في السر والعلن فالأكرم عنده سبحانه الأتقى من عباده كما قال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
ثم صلوا وسلموا ...
المرفقات
الكريم-الأكرم
الكريم-الأكرم