اللُّغةِ العربيَّةِ لغةِ القرآنُ الكريمُ
محمد البدر
1441/06/17 - 2020/02/11 23:42PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾.وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾.وقَالَ تَعَالَى ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾.وَقَالَ تَعَالَى ﴿ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾. وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَكَذلِك أوْحيْنا إلَيْكَ قُرْآنا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لارَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنَ الْمَشْرِقِ ، فَخَطَبَا ، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا - أَوْ - إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ » رواه البخاري .
عِبَادَ اللَّهِ : نحمد الله عز وجل أن هدانا للإسلام وارسل إلينا رسولاً عربياً ومنَّ الله علينا بأفصَحِ لسانٍ، وأبلغ بيانٍ، وأفضلِ لُغةٍ لغةِ القرآن الكريم: اللغة العربية.قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾ وانزل عليه القرآنُ الكريمُ بلسانٍ عربِيٍّ مُبينٍ لِيكونَ لنَا عزًّا ومجدًا وفخراً ، أنزلَهُ اللهُ باللِّسانِ العربِيِّ الْمُبينِ، وامتنَّ بِهِ علَى الناسِ أجمعينَ، يقولُ تعالَى : ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ : إنَّ للُّغةِ العربيَّةِ مكانةً تقصرُ عنْ وصْفِهَا العباراتُ، وقدسيَّةً انفرَدَتْ بِهَا عَنْ سائِرِ اللُّغاتِ، فهِيَ محفوظةٌ بِحفظِ كتابِ اللهِ الَّذِي حفظَ لَهَا وجوداً متميزاً خالداً، قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ وهِيَ محفوفةٌ بعنايةِ أُولِي الألبابِ ، وملائمةٌ للعلومِ والآدابِ، فهِيَ عذبةُ الألفاظِ، جميلةُ المعانِي، حقًّا إِنَّهَا لغةُ القرآنِ العجيبةِ ، منْ دخلَ في جوفِ غزارتِها ، وجدَ المتعةَ البلاغيةَ ، والرحابةَ اللفظيةَ مَا أعظمَ هذِهِ اللُّغةَ الَّتِي نزَلَ القرآنُ الكريمُ بِهَا، وحُقَّ لنا أنْ نفخرَ بها ، ونتمسَّكَ بِهَا، ونَعَضَّ عليهَا بالنَّواجذِ ، واللُّغةِ العربيَّةِ كما هو معروف تتميز بسعتها وكثرة مدلولات ألفاظها وشمولها لمعان متقاربة،وقد جاء الشرع (القرآن الكريم والسنة النبوية) بألفاظ معينة لأحكام محددة ، وبين بشكل واضح المعنى المراد من كل لفظ وحدد المقصود منها مما أغنى - في هذا الموضع - عن الرجوع دائما إلى أصل اللغة ,وهي كما تعلمون لغة الدين الإسلامي، لغة القرآن المجيد، لغة الحديث الشريف، لغة التدوين والتأليف في الإسلام، لغة التخاطب والتفاهم بين سائر المسلمين في الدنيا والآخرة، فهي الصلة بين الله تعالى وعباده وبين رسوله وأمته وبين شرعه وعباده، وبين الأوائل والأواخر، وبين الغائبين والحاضرين.
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: (اللُّغةِ العربيَّةِ من الدين ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللُّغةِ العربيَّةِ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب إلخ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لِسَانُ الْعَرَبِ أَوْسَعُ الْأَلْسِنَةِ مَذْهَبًا، وَأَكْثَرُهَا أَلْفَاظًا.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: لماذا لا نعتز بلغتنا العربية ، كما يعتز غير العربي بلغته ولهجته ويرفض أن يتكلم بغيرها ، الا يكفينها شرفا أنها لغة القرآن وبها تكلم سيد الأنام صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يستغني عنها فقيه ولا حافظ ولا عالم ولا قارئ فأحبُّوا لغةَ كتابِهِ المبينِ، فعلينا أنْ نربِّيَ أبناءَنَا علَى حبِّهَا والاعتزازِ بِهَا، والتَّحدثِ بِهَا، وأنْ نُلزِمَهُمْ بتعلُّمِ كتابِ اللهِ وعلَى المعلمين الحرص على تعليم الأبناء اللُّغةِ العربيَّةِ وأنْ يغرِسُوا فِي نفوسِهم الوعْيَ بأهميةِ هذِهِ اللُّغةِ، ويعمَلُوا علَى تنميةِ الذَّوقِ الأدبِيِّ فِي نفوسِهِمْ .
عِبَادَ اللَّهِ: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ بقواعدها وأحكامها وألفاظها حتى تفقهوا كلام ربكم وسنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتعملوا بهما. الا وصلوا ...
المرفقات
اللُّغةِ-العربيَّةِ-لغةِ-القرآنُ-الك
اللُّغةِ-العربيَّةِ-لغةِ-القرآنُ-الك