الكهانة والعرافة (مختصرة ومشكولة) PDF+DOC

عبدالله اليابس
1443/03/22 - 2021/10/28 15:15PM

الكهانة والعرافة                        الجمعة 23/3/1443هـ

الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا كَمَا أَمَرَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِرْغَامًا لِمَنْ جَحَدَ وَكَفَرَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الخَلَائِقِ والبَشَرِ، الشَّفِيعِ الـمُشَفَّعِ فِي الـمَحْشَرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ مَا اِتَّصَلَتْ عَينٌ بِنَظَرٍ، وَسَمِعَتْ أُذُنٌ بِخَبَرٍ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. عَالَمُ الغَيْبِ عَالَمٌ مَجْهُولٌ، يَتَعَلَّقُ بِهِ مَعْرِفَةُ مَا مَضَى كَيْفَ وَقَعَ، ومَعْرِفَةُ الـمُسْتَقْبَلِ كَيْفَ سَيَقَعُ، وَإِذَا كَانَ الإِنْسَانُ يُدْرِكُ بِحَوَاسِّهِ عَالَمَ الشَهَادَةِ.. فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ بِهَا عَالَمَ الغَيْبِ.. وَبِالذَّاتِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالـمُسْتَقْبَلِ.

وَلِذَلِكَ تَجِدُ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ مُولَعُينَ بِتَتَبُّعِ أَخْبَارِ الـمُسْتَقْبَلِ، فَتَجِدُ البَعْضَ يُتَابِعُ مُفَسِّرِي الرُؤى فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ لِيَسْقُطَ عَلَى أَيَّةِ مَعْلُومَةٍ قَدْ تُوصِلُهُ لِعِلْمٍ شَيءٍ مِنْ قَادِمِ أَيَّامِهِ، أَوْ تَجِدُهُمْ يُتَابِعُونَ الـمُحَلِّلِيْنَ السِّيَاسِيِّينَ أَوِ الاِقْتِصَادِيينَ الذِينَ يَسْتَشْرِفُونَ شَيْئًا مِنْ أَحْدَاثِ الـمُسْتَقْبَلِ بِنَاءً عَلَى وَقَائِعِ الحَالِ، أَوْ يُتَابِعُونَ خُبَرَاءَ الطَّقْسِ لِمَعْرِفَةِ التَّوَقُعَاتِ لِلأَحْوَالِ الجَوِّيَةِ.

وَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ الأُمُورُ وَالتَّوَقُّعَاتِ مُبَاحَةً جَائِزَةً إِذَا كَانَتْ مَبْنِيَةً عَلَى قَوَاعِدَ صَحِيْحَةٍ، وَكَانَ صَاحِبُهَا لَا يَجْزِمُ بِوُقُوعِهَا، وَإِنَّمَا يُعَلِّقُ وُقُوعَهَا عَلَى مَشِيْئَةِ اللهِ تَعَالَى.. إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَإِنَّ فُضُولَ النَّاسِ لِمَعْرِفَةِ عَالَمِ الغَيْبِ تَجَاوَزَ حُدُودَ ذَلِكَ إِلَى الدُخُولِ فِي صُوَرٍ مُحَرَّمَةٍ مِنْ صُوَرِ تَتَبُّعِ عَالَمِ الغَيْبِ، فَعَالَمُ الغَيْبِ فِي وَاقِعِ الأَمْرِ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، يَقُوُلُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}.

فَعِلْمُ الغَيْبِ اِخْتَصَّ اللهُ سُبْحَانَهُ بِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ لِنَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَلَا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَيِّنَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ لِأُمَّتِهِ، {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، وَيَقُوُلُ سُبْحَانَهُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}.

وَنَفَى اللهُ تَعَالَى كَذَلِكَ عَنِ الجِنِّ عِلْمَ الغَيْبِ، {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.

وَلِتَرْسِيخِ هَذَا الـمَعْنَى فِي نُفُوسِ النَّاسِ أَبْطَلَ الإِسْلَامُ كُلَّ طَرِيقٍ يَدَّعِي البَشَرُ أَوِ الجِنُّ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مِنْ خِلَالِهِ، فَأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ، وَهِيَ: مُحَاوَلَةُ اِسْتِكْشَافِ الغَيْبِ عَنْ طَرِيقِ تَهْيِيجِ الطَّيرِ مِنْ أَعْشَاشِهِا، فَإِنْ ذَهَبَتْ يَمِينَاً ظَنَّ الـمُتَطَيِّرُ أَنَّ فِي سَفَرِهِ خَيْراً فَيَمْضِي فِيهِ، وَإِنْ ذَهَبَتْ يَسَارَاً ظَنَّ أَنَّ فِي سَفَرِهِ شَرَّاً فَيَرْجِعُ عَنْهُ، أخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ)، وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الطِّيَرَةُ شِركٌ).

وَأَبْطَلَ الإِسْلَامُ كَذَلِكَ الكِهَانَةَ، وَهِيَ: طَلَبُ العِلْمِ بِالـمُسْتَقْبَلِ وَالإِخْبَارُ عَمَّا فَي الضَمِيرِ، فَالكَاهِنُ مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ بِالغَيْبِ، وَالغَيْبُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، رَوَى البَزَّارُ وَجَوَّدَ سَنَدَهُ اِبْنُ بَازٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُهُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ).

وَلِلْكِهَانَةِ صُوَرٌ مُتَعَدِّدَةٌ، فَمِنْهَا: الذَّهَابُ لِلْعَرَّافِيْنَ وَالـمُنَجِّمِيْنَ، الذِيْنَ يَدَّعُونَ مَعْرِفَةَ شَخْصِيَاتِ البَشَرِ وَمُسْتَقْبَلِهُمْ بِوَاسِطَةِ الأَبْرَاجِ، أَوْ يَقْرَؤُونَ الكَفَّ أَوْ الفِنْجَانَ، وَيَسْتَطْلِعُونَ الطَّالِعَ وَالبَخْتَ والحَظَّ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَنْ إِتْيَانِهِمْ وَسُؤَالِهِمْ، وَأَخْبَرَ أُمَّتَهُ أَنَّ مَنْ أَتَاهُمْ مُصَدِّقَاً أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ الغَيْبَ كَفَرَ كُفْرَاً أَكْبَرَ مُخْرِجًا مِنَ الـمِلَّةِ، أَمَّا مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ لَكَنْ حَضَرَ مَكَانَهُم لَيَرَى مَا يَفْعَلُونَهُ، فَإِنَّهُ يَكْفَرُ كُفْرًا أَصْغَرَ فَإْنْ سَأَلَهُمْ مِنْ غَيْرِ تَصْدِيْقٍ فَلَا تُقْبَلُ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً، رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

وَلَا يُشْتَرَطُ فِي الذَّهَابِ لِلْعَرَّافِيْنَ والـمُنَجِّمِيْنَ أَنْ يَكُونَ ذَهابًا حَقِيْقِيًا إِلَى مَنَازِلِهِمْ أَوْ مَحَلَّاتِهِم، بَلْ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مُتَابَعَةُ حِسَابَاتِهِمْ فِي وَسَائِلِ التَوَاصُلِ، أَوْ مُشَاهَدَةُ مَقَاطِعِهِمْ أَوْ مَقَالَاتِهِمْ، وَلَو عَلَى سَبِيْلِ الاِسْتِكْشَافِ مِنْ غَيْرِ تَصْدِيْقٍ، فَكُلُّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُنُوبِ كَمَا دَلَّت عَلَيْهِ الأَحَادِيْثُ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..  وَمِنْ صُوَرِ الكَهَانَةِ الـمُعَاصِرَةِ مَا يُسَمَّى بِالكَارْمَا، وَهِوَ مُصْطَلَحٌ مَأْخُوذٌ مِنَ الدِّيَانَاتِ الهِنْدِيَّةِ القَدِيْمَةِ، وَيَزعُمُ مَنْ يَأْخُذُ بِهِ بِأَنَّهُ هُوَ القَانُوُنُ الـمُسَيْطِرُ عَلَى الـمَخْلُوقَاتِ، وَأَنَّكَ تَسْتَطِيْعُ فِعْلَ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا أَرَدْتَ، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ طُقُوسٌ وَأَكْوَادُ وَمُعْتَقَدَاتٌ، وَمَنْ يَتَقَدَّمُ مِنْهُمْ فِي هَذَا الـمُعْتَقَدِ يُؤْمِنُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، أَوْ تَقَمُّصِ الأَرْوَاحِ، أَيْ عَوْدَةُ رُوحِ كَائِنٍ مَيْتٍ فِي جَسَدِ الإِنْسَانِ الحَيٍّ، فَيُمْكِنُ أَنْ تُشَاهِدَ جَارَكَ مَثَلاً لَكِنَّ رُوحَهُ رُوحَ عُمَرِ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهِيَ مُعْتَقَدَاتٌ خَيَالِيَّةٌ وَثَنِيَّةٌ، مَنْ تَطَوَّرَ فِيهَا وَتَعَمَّقَ أَوْدَتْ بِهِ إِلَى الكُفْرِ عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَى.

وَمِنَ الصُّوَرِ الـمُعَاصِرَةِ لِلْكِهَانَةِ كَذَلِكَ مَا يُسَمَّى بِالتَخَاطُرِ، وَهُوَ اِنْتِقَالُ الأَفْكَارِ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرٍ بَدُونِ اِسْتِخْدَامِ وَسَائِلِ الاِتِّصَالِ الحِسِّيَّةِ، وَهُوَ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ الإِدْرَاكِ خَارِجَ مَجَالِ الحَوَاسِّ، فَيَتَخَيَّلُ الوَاحِدُ مِنْهُمْ عَلَى سَبِيْلِ الـمِثَالِ عَزِيْزَاً عَلَيْهِ، وَيُفَكِّرُ بِهِ بِمَا يُسَمُّونَهُ الكَشْفَ الدَاخِلِيَّ، وَيَتَخَيَّلُ أَنَّهُ يُخَاطِبُهُ وَيُهَاتِفُهُ، وَيَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَزُورَهُ فِي مَنْزِلِهِ بَعْدَ سَاعَةٍ، وَمِنْ ثَمَّ يَنْتَظِرُ زِيَارَتَهُ، وَإِذَا لَمْ تَنْجَحْ الـمُحَاوَلَةُ كَرَّرَهَا مَعَ مَزِيْدٍ مِنَ التَّرْكِيْزِ حَتَّى يَنْجَحَ بِنَظَرِهِ.

وَهَذَا لَا شَكَّ ضَرْبٌ مِنَ الخَيَالِ وَالعَبَثِ، فَاللهُ تَعَالَى وَحْدَهُ مَنْ يَعْلَمُ مَا تُخْفِي الصُدُورُ، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}.

وَالعَجِيْبُ أَنَّ هَذِهِ الأَفْكَارَ والـمُعْتَقَدَاتِ عَلَى مَا فِيْهَا مِنْ عَبَثٍ وَعَدَمِ وَاقِعِيَّةٍ، إِلَّا أَنَّها تَجِدُ رَوَاجًا فِي صُفُوفِ بَعْضِ أَبْنَاءِ الـمُسْلِمِيْنَ، وَلَيْسَ فِي صُفُوفِ العَامَّةِ مِنْهُمْ فَقَطْ، بَلْ حَتَّى فِي صُفُوفِ بَعْضِ الـمُتَعَلِّمِيْنَ العُلُومَ الدُّنْيَوِيَّةَ، حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّ الخُرَافَةَ لَا تُفَرِّقُ بَيْنَ مُثَقَّفٍ وَغَيْرِهِ، وَلَا صَغِيْرٍ وَكَبِيْرٍ، وَإِنَّما السِّلَاحِ فِي مُوَاجَهَتِهَا هُوَ الإِيْمَانُ بِاللهِ تَعَالَى، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، وَالاِسْتِزَادَةُ مِنَ العِلْمِ الشَرْعِيِّ، فَهُوَ الحِصْنُ الحَصِيْنُ فِي مُوَاجَهَةِ الفِتَنِ وَالضَّلَالَاتِ.

فَاللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذَّنْبِ الذِّي لَا نَعْلَم.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

1635434122_الكهانة والعرافة 23-3-1443.docx

1635434123_الكهانة والعرافة 23-3-1443.pdf

المشاهدات 2561 | التعليقات 0