القول المبين في حادث الاعتداء على الوالدين.
عبد الله بن علي الطريف
1437/09/21 - 2016/06/26 01:59AM
القول المبين في حادث الاعتداء على الوالدين.
أيها الإخوة: وتتكرر الأحداث المؤسفة من شباب باع العقول إلى ظالم مجهول..! لن أتحدث عن تفاصيل ما حدث ليلة الجمعة الماضية فقد كفتنا وسائل الإعلام نقل البيان الخاص بالجريمة.. لأنني أصبت بذهول وألم وأذى نفسي شديد وأنا أسمع البيان.. وأمضيتي ليلتي بأسف وكمد لكني تذكرت قول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:155-157] فقلتها فسكنت نفسي فاللهم لطفك وحلمك.. وسأكتفي عن سرد الحدث بذكر بعض الإيضاحات الهامة حول الحادثة:
أولاً: لقد انتهك المجرمون بجريمتهم حُرماتٍ كثيرة فانتهكوا حُرمة الدم وحرمة الدين قال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله: في تحريم قتل النفس والجناية عليها قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ..) [الاسراء:33] وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ" رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ... والنفس التي حرم الله هي نفس المسلم ونفس الكافر المعاهد والذمي والمستأمن قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" رواه البخاري وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93] فجعل نفس المعاهد مثل نفس المؤمن في قتل الخطأ تجب بها الكفارة والدية وحرم سبحانه قتل نساء الكفار وصبيانهم ورهبانهم وشيوخهم وأمر بقتال المقاتلين منهم المدافعين عن الكفر الصادين عن الإسلام..أهـ
وانتهكوا الجناة حرمة الأبوة وحرمة الشهر وحرمة الدولة والسلطان.. قال الله تعالى عن الإحسان للولدين: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23،24] وكرر (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ثلاث مرات في غير هذا الموضع؛ فأين القتل من الإحسان..! وأما حرمة شهر رمضان فقد انتهكوها؛ فأين جريمة القتل من قَولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ تعالى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ." رواه البخاري عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وأجمع أهل العلم على أن من واجبات ولي الأمر تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين، وقطع الخصام بين المتنازعين حتى تعم النصفة، فلا يتعدى ظالم، ولا يضعف مظلوم. كل حرمة منها موبقة من الموبقات..
ثانياً: لنعلم علم اليقين أن مناهجنا ومساجدنا وخطبنا لا علاقة لها بإيجاد أو تغذية هذا الفكر الضال وأن مثل هذا الفكر هو صنيعة أناس لم يستقوا من معين علم مشايخنا شيئاً وإنما أخذوه من ضلال مجهولون بثوه في وسائل الاتصالات الإلكترونية واستقاه بعض شبابنا من هذه الوسائل فضلوا وجنوا. نسأل الله لهم الهداية والرشاد.
ثالثاً: أثبتت التجربة أن ممانعة من اعتنقوا هذا الفكر أو تأثروا به سواء من الأبناء أو غيرهم ممن نعلم عنهم ليست مجدية وقد تكون سبباً في مثل هذه الجريمة النكراء لكن الأولى في نظري الصمت ورفع أمره للجهات الأمنية بسرية..
رابعاً: علينا أن نتنبه ونؤكد للأبناء والبنات خطورة هذا الفكر وتحذيرهم من النظر في مواقعهم وتغريداتهم وغيرها ولا على سبيل الاطلاع لأن الاطلاع قد يكون سبباً للتأثر بفكرهم الضال وكم من مكتشف بحسن نية أصبح لهم ضحية، ورجل عليه السمت والعقل والهدوء أصبح وحشاً كاسراً وقاتلاً مجرماً..
خامساً: ونحن بشهر الدعاء لابد من الدعاء لمن ضل بالهداية والرشاد، ومن لم يوفق للهداية أن يكشف الله أمره ويُمـَكن رجال الأمن من القبض عليه... وعلينا أن دعو لأبنائنا وبناتنا بالحفظ من هذا التوجه، ندعو ربنا بإلحاح أن يحفظ على هذا البلد المبارك أمنه إنه جواد كريم
أيها الإخوة: وتتكرر الأحداث المؤسفة من شباب باع العقول إلى ظالم مجهول..! لن أتحدث عن تفاصيل ما حدث ليلة الجمعة الماضية فقد كفتنا وسائل الإعلام نقل البيان الخاص بالجريمة.. لأنني أصبت بذهول وألم وأذى نفسي شديد وأنا أسمع البيان.. وأمضيتي ليلتي بأسف وكمد لكني تذكرت قول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:155-157] فقلتها فسكنت نفسي فاللهم لطفك وحلمك.. وسأكتفي عن سرد الحدث بذكر بعض الإيضاحات الهامة حول الحادثة:
أولاً: لقد انتهك المجرمون بجريمتهم حُرماتٍ كثيرة فانتهكوا حُرمة الدم وحرمة الدين قال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله: في تحريم قتل النفس والجناية عليها قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ..) [الاسراء:33] وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ" رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ... والنفس التي حرم الله هي نفس المسلم ونفس الكافر المعاهد والذمي والمستأمن قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" رواه البخاري وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93] فجعل نفس المعاهد مثل نفس المؤمن في قتل الخطأ تجب بها الكفارة والدية وحرم سبحانه قتل نساء الكفار وصبيانهم ورهبانهم وشيوخهم وأمر بقتال المقاتلين منهم المدافعين عن الكفر الصادين عن الإسلام..أهـ
وانتهكوا الجناة حرمة الأبوة وحرمة الشهر وحرمة الدولة والسلطان.. قال الله تعالى عن الإحسان للولدين: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23،24] وكرر (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ثلاث مرات في غير هذا الموضع؛ فأين القتل من الإحسان..! وأما حرمة شهر رمضان فقد انتهكوها؛ فأين جريمة القتل من قَولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ تعالى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ." رواه البخاري عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وأجمع أهل العلم على أن من واجبات ولي الأمر تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين، وقطع الخصام بين المتنازعين حتى تعم النصفة، فلا يتعدى ظالم، ولا يضعف مظلوم. كل حرمة منها موبقة من الموبقات..
ثانياً: لنعلم علم اليقين أن مناهجنا ومساجدنا وخطبنا لا علاقة لها بإيجاد أو تغذية هذا الفكر الضال وأن مثل هذا الفكر هو صنيعة أناس لم يستقوا من معين علم مشايخنا شيئاً وإنما أخذوه من ضلال مجهولون بثوه في وسائل الاتصالات الإلكترونية واستقاه بعض شبابنا من هذه الوسائل فضلوا وجنوا. نسأل الله لهم الهداية والرشاد.
ثالثاً: أثبتت التجربة أن ممانعة من اعتنقوا هذا الفكر أو تأثروا به سواء من الأبناء أو غيرهم ممن نعلم عنهم ليست مجدية وقد تكون سبباً في مثل هذه الجريمة النكراء لكن الأولى في نظري الصمت ورفع أمره للجهات الأمنية بسرية..
رابعاً: علينا أن نتنبه ونؤكد للأبناء والبنات خطورة هذا الفكر وتحذيرهم من النظر في مواقعهم وتغريداتهم وغيرها ولا على سبيل الاطلاع لأن الاطلاع قد يكون سبباً للتأثر بفكرهم الضال وكم من مكتشف بحسن نية أصبح لهم ضحية، ورجل عليه السمت والعقل والهدوء أصبح وحشاً كاسراً وقاتلاً مجرماً..
خامساً: ونحن بشهر الدعاء لابد من الدعاء لمن ضل بالهداية والرشاد، ومن لم يوفق للهداية أن يكشف الله أمره ويُمـَكن رجال الأمن من القبض عليه... وعلينا أن دعو لأبنائنا وبناتنا بالحفظ من هذا التوجه، ندعو ربنا بإلحاح أن يحفظ على هذا البلد المبارك أمنه إنه جواد كريم
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق