القناعة وحصول البركة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/04/01 - 2024/10/04 01:32AM
الْحَمْدُ للهِ خَلقَ الخلْقَ ودبَّرَ أَمْرَهُم وكَفَل أقواتَهُم وأرزاقَهُم نحمَدُه على ما أَعطَى ونشكُرُه على ما أَوْلى وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لَه تَبَارَكَ اسْمُه وتعَالى جَدُّه ولا إلهَ غَيرُه وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُهُ بعَثَه بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما كَثِيرا أمَّا بَعدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ الله حَقَّ تَقْوَاهُ واعْلَموا أنَّه سُبْحَانَهُ مَالِكُ المُلكِ ومُدبِّرُ الأمرِ ورَازقُ كُلِّ حَيٍّ والمالُ لا يَنْفَعُ صَاحِبَهُ إِلَّا إِذَا تَوَفَّرَتْ فِيهِ شُرُوطٌ ثَلَاثَةُ الأَوَّلُ أَنْ يَكُونَ حَلَالًا الثَّانِي أَن لَّا يَشْغَلَهُ عَنِ الآخِرَة الثَّالِثُ أَنْ يُؤَدِّيَ حَقَّ اللهِ فِيه قال سَمَاحَةُ شَيخِنَا العَلَّامَةُ عَبْدُ العَزِيز ابنُ بَاز رَحِمَهُ اللهُ : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ حُبُّ المالِ مُقَيَّدًا بِالشَّرِيْعَةِ فَمَنْ تَقَيَّدَ بِهَا أَفْلَحَ وبَارَكَ اللهُ لَهُ فِيمَا رَزَقَهُ وكَفَاهُ القَلِيْلُ عَنِ الكَثِير ا.هـ والمُؤْمِنُ يُبْغِضُ الحَرَامَ وَلَوْ كانَ كَثِيرًا ويَقْنَعُ بِالحَلَالِ وَلَوْ كانَ قَلِيلًا وقَنَاعَتُهُ لا تُقْعِدُهُ عَنْ طَلَبِ الرِّزْق فَالقَنَاعَةُ لا تَعْنِي الكَسَلَ وتَرْكَ العَمَل بَلْ هِيَ فِعْلُ الأَسْبَابِ المُمْكِنَةِ المُبَاحَةِ والرِّضَا بِمَا قُسِمَ لَهُ جاءَ حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ إِلَى النبيَّ ﷺ فَسَألَهُ مَالاً فأعْطَاهُ ثُمَّ سأَلَه فأعطَاهُ ثُمَّ سأَلَه فأعْطَاه ثُمَّ قَالَ لَهُ النبيُّ ﷺ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى فَالبَركةُ مِنَّةٌ مِنَ اللهِ فَإِذَا بَارَكَ لِلإِنسَانِ في العُمُرِ أَطَالَهُ عَلَى طَاعتِهِ وإذا بارَكَ في العِلْمِ قَادَه للعَمَلِ والْخَشيَةِ وإذَا بارَكَ لِلإِنسَانِ في عَملِهِ الصَّالِحِ يَجِدُ قوَّةً ونَشَاطاً وَهِمَّةً وإذا بَاركَ لَهُ في صِّحَّتِهِ متَّعَهُ بِكَامِلِ قِوَاهُ الجِسْمِيةِ وَالعَقْلِيةِ وإذا بارَكَ لَهُ في مَالِهِ نَمَّاهُ وكثَّرَهُ ورَزَقَ صَاحِبَهُ القَنَاعَةَ بهذَا المَالِ ولَم يُشْقِهِ بهِ ووفَّقَهُ لصَرفِهِ في أُمورِ الْخيرِ وعلى ما يُدْخِلُ السُّرورَ عليهِ وإذا بارَكَ لَهُ في الأولادِ رُزِقَ بِرَّهُم ودُعَاءَهُم وَصَلَاحَهُم وإذا بارَكَ لَهُ في الزَّوجةِ أقرَّ بها عَينَهُ إنْ نظرَ إليها سَرَّتْهُ وإنْ غابَ عنها حَفِظَتْهُ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ والسُّنِةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ولِلْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الحمدُ للهِ وَاهِبِ النِّعَمِ وَدافِعِ النِّقَمِ أحمدُهُ سُبْحَانَهُ وأشكُرُهُ وأُثْنِي عليهِ الخَيرَ كُلَّه وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَه وهُو خيرُ الرَّازِقينَ وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ صَلَى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسلِّمَ تَسْلِيمًا أَمَا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَكُونُوا عَلَى الآخِرَةِ أَحْرَصَ مِنكُمْ عَلَى الدُّنيَا فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنهُمَا أَهلٌ وَفي كُلٍّ مِنهُمَا رَابِحُونَ وَخَاسِرُونَ وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى قَالَ سُبحَانَهُ (( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ))
أيُّهَا المُسلِمُ إِنَّ الْبَرَكَةَ لَيستْ بكَثرَةِ المَالِ ولا بِسُلطَةِ الْجَاهِ ولا بالْوَلَدِ ولا بأَنْوَاعِ العُلُومِ المَادِيَّةِ ولكنَّهَا شُعورٌ بالنَّفْسِ يَشعُرُ بهِ الإِنسَانُ فيؤَدِّي إلى صَفَاءِ النَّفْسِ وطِيبِ الْقَلْبِ وهَنَاءِ الْعَيْشِ وقُرَّةِ الْعَينِ اللهمَّ بارِكْ لنا في أعمارِنا وأعمالِنا وأزواجِنا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِأَسْبَابِ نَيلِ البَرَكَةِ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا )
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عبدك ورسولك نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وفَضْلِكَ وَإحْسانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِين اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَمَا فِيهِ خَيرٌ للِبِلاد والعِباد اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى سَوابِغِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1727994729_خطبة الجمعة الموافق 1 ربيع الآخر 1446هـ.pdf

1727994735_خطبة الجمعة الموافق 1 ربيع الآخر 1446هـ.docx

المشاهدات 1358 | التعليقات 0