القرار الملكي .. و تأصيل الكهنوت الديني ..!
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]بداية يجب أن نعلم أن أي " مأسسة " للدين أو احتكار فهم الدين في مؤسسات دينية يتم اختيار اعضاؤها من قبل السلطة السياسية تعني اننا في خضم كهنوت ديني .. مهما حاولنا زبرقة الامر ..!![/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]و الكهنوت بمعنى أن يتم تحويل الدين إلى مؤسسة ، و حصر التفسيرات و التأويلات الدينية التي يتلقاها أفراد المجتمع عند هذه المؤسسة الدينية .. وهذه تمثل كهنوت ديني بلا جدال ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]نحن نعلم جيدا أن هذا الكهنوت محمي سياسياً، وبإمكان السياسي أن يقلبه رأساً على عقب في غمضة عين، ولكنه يستفيد من هذا الكهنوت البعيد عن السياسة والموجه باتجاه المجتمع ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]ولو نظرنا إلى اعضاء هيئة كبار العلماء لوجدنا أنهم ليسوا من أهل العلم العميق ، ومؤلفاتهم محدودة وفقيرة ، ومعلوماتهم عن العصر تكاد تكون معدومة ، وإحاطتهم بالتراث الفكري والفقهي الإسلامي المخالف لما لدينا ضعيفة للغاية .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]نحن نعيش في مرحلة ضمور العلم و الإبداع ، و هؤلاء العلماء هم مجرد مرددين لما سبقهم من أراء ، لا يجيدون أكثر من حفظ و ترديد المختارات الفقهية التي نشؤء عليها ، و منقطعين تماما عما لدى الأخرين بل و الإنقطاع تماما عن علوم و معارف العصر .. و رغم ذلك نجد أن هالة القدسية تحيط بهم و تطلق عليهم القاب على غرار سماحة العلامة .. وفضيلة الشيخ الرباني ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أذهب إلى أي مكتبة .. و أطلع على مؤلفاتهم و مصنفاتهم .. ستجد أنها لا تتجاوز الإختيار بين الاراء الفقهية بين ذات المذهب أو هي شروحات للكتب التراثية التراثية القديمة ، بل أن معظم قيمتهم المقدسة تنبع من وفائهم للتقليد و خوفهم من التغيير و التجديد المعرفي ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]لا عجب أن ينتفض التيار السلفي باكمله من أجل قضية وجودية كبرى .. و هي خروج إمرأة كاشفة على شاشة التلفاز ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]اما القضايا السياسية و شؤون المال العام و الشأن الإقتصادي و الإجتماعي و العلاقات الدولية و القوانين و النظم .. فمعارفهم في هذه المجالات لا تتجاوز تلك التي يعرفها أبسط الناس و عامتهم ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هؤلاء الأشخاص هم من يملك عقول الناس .. و هم من يكوّن قناعات المجتمع و مبادئه .. بل هي السلطة المسيطرة معرفياً على المجتمع عن طريق سيطرتها على التعليم الذي يدرس فيه الطالب أكثر من 60 ساعة دينية قبل تخرجه من الثانوية ، و يتم زرع المفاهيم السلفية في داخله منذ الصغر ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]التحرر من التبعية لهذا الكهنوت ليس قراراً سياسياً ، لأننا نعلم جيدا أن هذا الكهنوت محمي من قبل السلطة السياسية ، وبإمكان السياسي أن يقلبه رأساً على عقب في غمضة عين، ولكنه يستفيد من هذا الكهنوت البعيد عن السياسة والموجه باتجاه المجتمع[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]و هذا الكهنوت لا يُستخدم ضد التيارات المختلفة فقط ، بل ونجد أن السلطة السياسية قد تستخدمه ضد ذات التيار كما تبين ذلك ردة فعل هيئة كبار العلماء على " مذكرة النصيحة " التي وقع عليها 400 من كبار العلماء و الشخصيات الدينية المستقلة في المملكة فكانت النتيجة أن استخدمت السلطة المؤسسة الدينية لقمع هذه التظاهرة وفق البيان الشهير الذي اتهمهم ب " الارتباطات الفكرية المنحرفة و الاتزام بمبادئ جماعات و احزاب اجنبية !! " و كان المصير ان لبثوا بضع سنين في السجن .. والقضية معروفة ..![/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]لذا و كما قلت ، التحرر من هذا الكهنوت لن يكون بواسطة قرار سياسي ، و إنما يكون عن طريق نشر قيم التنوير و الحرية بين أفراد المجتمع ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]و التنوير كما يعرّفه إيمانويل كانط هو : خروج الإنسان من حالة القصور التي فرضها على نفسه , ( القصور هو عدم قدرة المرء على إستخدام عقله دون هداية الأخرين ) هذا القصور ليس نتيجة نقص العقل أو غياب الفهم و إنما بسبب غياب العزيمة و الشجاعة الذين يحفزان الإنسان على إستخدام العقل دون التوجيه أو الهداية من قبل شخص أخر .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]قلة قليلة من البشر هم من يختارون الحرية و الإستقلالية الفكرية بعيداً عن تسلط الأخرين ..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]طائفة كبيرة من الناس يختارون أن يكونوا قاصرين طوال حياتهم ، وهذا يعفيهم من عناء التفكير و عذاب المعرفة ، من المريح أن يفكر الأخرون بدلاً عنهم ، لن يحتاجوا إلى أن يجهدوا أنفسهم فهناك أوصياء سيتخذون القرارات بدلاً عنهم ،و هذا يستلزم الخضوع و العبودية من قبل هؤلاء الأوصياء المشرفين على حياة الأتباع ..![/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]و يبقى الكهنوت الديني هو المسيطر الأوحد على القيم المعرفية لمجتمعنا منذ عقود ، فكانت النتيجة كما نراه من تخلف و تراجع ، حتى أتى بعض المشايخ ال mbc[FONT="] المتنورين قليلا فتقدمت البلد شبرين ..!![/FONT][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]دار الليبراليّة السعوديّة[/FONT]
المشاهدات 2906 | التعليقات 3
أول مرة أسمع بهذا الموقع ...
بحثت في النت ووجدته منتديات شبيهة بالشبكة الليبرالية المغلقة قبل فترة ويظهر والله أعلم أنها ظهرت بوجه جديد حسبنا الله ونعيم الوكيل عليهم.
وبالنسبة للنقل هو لإطلاع المشايخ الخطباء لأنه راصد والراصد يأتي بالموافق والمخالف.
كل يغني على ليلاه، فالليبراليون لا يرون في القرار إلا مزيدًا من الأغلال التي تكبل بها أعناقهم، وتغلق بها ألسنتهم عن الخوض في المسائل العلمية الشرعية بغير علم، بل إن شئت فقل بعلم منافٍ للشريعة ومضاد لها، فهم يريدون هدم شعائر الدين في هدوء، دون أن ينتقدهم أحد، أو يرد عليهم أحد، أو يتصدى لهم أحد، وإن سولت لأحد العلماء نفسه الرد على هؤلاء وصموه باللائحة الطويلة العريضة من التهم المعلبة، وسلقوه بألسنة حداد، أشحة على الخير، لأجل ذلك يفتون في عضد العلماء، ويحاولون جاهدين هدمهم لهدم الاحتجاج بأقوالهم، رغم أن كلامهم بهت وزور يشهد به القريب والبعيد والحاضر والبادي..
إن أخشى ما يخشى من القرار ليس ما يراه ذلك العتريس وأمثاله، وإنما الخوف من تقييد العلماء الربانيين غير المنتسبين للهيئة، من مواجهة أمثال هذا الرجل من المتجرئين على الدين وأهله، اللاهين بثوابت الأمة، فتتاح لهم ممارسة الشذوذ والهجوم على الثوابت دون تعرض من أحد أو رد على شبهاته، فإسكات ألسنة العلماء الربانيين في هذه الحالة سيكون بمثابة النار التي ستأكل الأخضر واليابس من البقية الباقية من التمسك بالسنة في هذا البلد.. فنسأل الله أن يحفظ علماءنا وأمتنا وديننا من عبث العابثين.
عبدالله محمد الروقي
وش تصير دار الليبراليّة السعوديّة ياشيخ ماجد حفظك الله
تعديل التعليق