القرآن الكريم
فهد عبدالله الصالح
1438/08/15 - 2017/05/11 08:19AM
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾ [الكهف: 1، 2].
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها الناس واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
عباد الله: لقد أكرمكم الله أمة الإسلام، أكرمها بالقران كما أكرمها بخاتم الرسل الكرام أنزل الله كتابه الحكيم مصدقاً لما قبله من الكتب ثم تكفل سبحانه بحفظه وصيانته، وللقران يا أمة القران له في نفس المؤمن مكانة ليس لأي كتاب على الإطلاق، فالقران هو كتاب الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وكفى بذلك تعظيما في نفوس المؤمنين.. فالمؤمن يعظم ربه ابتداءً فيعظم بالتالي كل شيء يأتيه من عند ربه فكيف بكلام ربه؟ إنه يكفى المؤمن شرفاً أن يستشعر في قلبه أن الله يخاطبه شخصيا بهذا القران.
أيها المسلمون: إنه لا يوجد في تاريخ البشرية كتاب نال من المكانة في نفوس أصحابه كما نال القرآن، ولا يوجد كتاب قرئ وحفظ مثل هذا الكتاب، ولا عجب إن سماه الله (القرآن) فهو الكتاب المقروء.
أمة القران: لقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى إلى الله كما قال تعالى ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30] وهذه الشكوى لها واقع ملموس في حياة المسلمين سواء من ظاهرة الهجر أو من الخسران الذي وقعوا فيه بسبب ترك العمل بهذا القران. إن هجر القران الكريم له عدة صور منها:ترك الإيمان به وعدم التصديق بما جاء فيه، وعدم تدبره وتفهمه، وترك العمل به، وعدم امتثال أوامره واجتناب زواجره، ومن هجرانه عدم تحكيمه في جوانب الحياة كافة، ومن هجرانه عدم قراءته، وعدم العناية بحفظه ونشره في العالمين.
ولما حرم المسلمون أنفسهم من هذا الكنز العظيم والدستور الكامل لجؤوا إلى قوانين البشرية المبنية على المصالح الفردية ووقعوا في الخلل والظلم والأمراض النفسية والهم والحزن وعدم فهم التاريخ وحقيقة عداوة الكفار والمشركين والمنافقين،والطريق الصحيح للحرية والكرامة، فهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم وصدق الله العظيم ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].
أيها المسلمون: لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بقراءة كتابه المبين ورتب على القراءة الأجر الكبير وسواء قلت القراءة أو كثرت فان القارئ لا يعدم أجرا قوله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) وملازمة قراءة القرآن صحبة خير تفي صاحبها حقه في الدنيا وتشفع له في دار الآخرة، وفي صحيح مسلم (اقرءوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، والحفظ صنو القراءة ففي الحديث (إن الذي ليس في جوفه شيء من القران كالبيت الخراب ) ولقد شرع الله القران والحفظ من أجل إن يتزود العباد من الحسنات ومن أجل الارتباط بالقران قراءة وفهماً وعلماً و فإن القراءة لا تجدي نفعا إلا بتدبر المعاني وبتفهم الآيات قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) بل إن الله تعالى أمر بالتدبر (أفلا يتدبرون القران أم على قلوب اغفالها ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع القران فيقف عند معانيه فتتحرك مشاعره وتزرف عيناه تأثرا بما يقرا وتفاعلا مع الخطاب الإلهي.
القرآن - يا أمة القران - شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة والتحاكم ليس مقصوراً على أصحاب القرار فحسب بل هو شامل للجميع بما في ذلك الفرد المسلم، فالمسلم يتحاكم أمام نفسه ومع زوجه ومع ولده ومع الناس كافة في سائر علاقاته، والمؤمن يتأدب بأدب القرآن فما أمر الله به فهو المعروف الذي يجب أن يفعل وما نهى الله عنه فهو المنكر الذي يجب أن يترك.
والله عز وجل أرسل كثيراً من الرسل ولم يقصص علينا إلا بعض قصص الأنبياء التي ستقع جرائم في هذه الأمة كاللواط وتطفيف الكيل الميزان، وكل جرائم الأقوام تتفق على جريمة تكذيب ما جاءت به الرسل عن ربها، فالقارئ للقرآن يعرف حال الأمم إذا استقامة على شرع الله وعبدت ربها وعملت صالحاً لوجهه تعالى من النعيم والرخاء والأمن والسلامة وإذا خالفت أمر ربها كيف تتحقق فيها سنة الله في الهلاك والعذاب وذهاب الأمن والرخاء، والقارئ للقرآن بتمعن وتفهم تمر عليه آيات وصف الجنة فيقف عندها طويلاً ويتخيل هذا النعيم المقيم وليس بينه وبينه إلا رحمة الله ثم العمل الصالح فيجد ويجتهد للفوز برضاء الله والجنة، وتمر عليه آيات وصف جهنم فيتأمل فيها طويلاً ويتخيل نفسه أحد حطبها إذا هو انساق للشيطان والهوى والنفس فيأخذ نفسه مأخذ الجد ويبتعد عن كل طريق يوصل لها، والمسلم وهو يقرأ كتاب ربه بتدبر وتأمل يجد فيه الحقوق الواجبة له والحقوق الواجبة عليه فيأخذ ويعطى.
أيها الإخوة في الله: شهر رمضان والذي بقي عليه نصف شهر لمن يبلغه الله هذا الشهر شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، في شهر رمضان كان نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم بدأ ينزل حسب الوقائع والأحداث ولقد كان جبريل عليه السلام يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة فاقترن القرآن بشهر الصبر والجهاد وشهر المغفرة والعتق من النار.
وبعد - أيها المسلمون - فكم هو مؤسف أن يمر بالمسلم اليوم واليومان وربما أكثر وهو محروم من هذا القرآن علماً وسلوكاً وأجرا، وكم هو مؤسف حقاً أن يكثر من القرآن في المأتم والأحزان وأن يقرأ على الأموات والله أنزله لمصلحة الأحياء ليحكم بين الناس وليهدى للتي هي أقوم وأفضل وأحسن، ويوم أن كانت أمتنا أمة القرآن تعتصم به وتتمسك بشريعته وتقيم حضاراتها على هديه رفعها الله إلى الذروة وكانت لها الرفعة والسؤدد والقوة والمنعة والسلطة وقمة المجد، وبمقدار ما تخلت عنه تخلى الله عنها وهذا مصداق خبر المعصوم صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
فاتقوا الله جميعاً - أيها المؤمنون - واقرؤوا كتاب ربكم وعلموه أولادكم وتدبروا في معانيه وادعموا حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في كل مكان في أرض الله وساهموا في طباعته ونشره ففي الحديث الصحيح (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وليكن لكل مسلم ورد من القرآن كل يوم وليحرص على التبكير في المجيء للمسجد للصلاة ليقرأ ما كتب الله له، وليستفيد الإنسان من أي وقت ينتظر فيه ليقرأ من حفظه أو من مصحف قريب منه أو من جواله.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/115957/#ixzz4gkxE0bLx
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها الناس واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
عباد الله: لقد أكرمكم الله أمة الإسلام، أكرمها بالقران كما أكرمها بخاتم الرسل الكرام أنزل الله كتابه الحكيم مصدقاً لما قبله من الكتب ثم تكفل سبحانه بحفظه وصيانته، وللقران يا أمة القران له في نفس المؤمن مكانة ليس لأي كتاب على الإطلاق، فالقران هو كتاب الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وكفى بذلك تعظيما في نفوس المؤمنين.. فالمؤمن يعظم ربه ابتداءً فيعظم بالتالي كل شيء يأتيه من عند ربه فكيف بكلام ربه؟ إنه يكفى المؤمن شرفاً أن يستشعر في قلبه أن الله يخاطبه شخصيا بهذا القران.
أيها المسلمون: إنه لا يوجد في تاريخ البشرية كتاب نال من المكانة في نفوس أصحابه كما نال القرآن، ولا يوجد كتاب قرئ وحفظ مثل هذا الكتاب، ولا عجب إن سماه الله (القرآن) فهو الكتاب المقروء.
أمة القران: لقد رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى إلى الله كما قال تعالى ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30] وهذه الشكوى لها واقع ملموس في حياة المسلمين سواء من ظاهرة الهجر أو من الخسران الذي وقعوا فيه بسبب ترك العمل بهذا القران. إن هجر القران الكريم له عدة صور منها:ترك الإيمان به وعدم التصديق بما جاء فيه، وعدم تدبره وتفهمه، وترك العمل به، وعدم امتثال أوامره واجتناب زواجره، ومن هجرانه عدم تحكيمه في جوانب الحياة كافة، ومن هجرانه عدم قراءته، وعدم العناية بحفظه ونشره في العالمين.
ولما حرم المسلمون أنفسهم من هذا الكنز العظيم والدستور الكامل لجؤوا إلى قوانين البشرية المبنية على المصالح الفردية ووقعوا في الخلل والظلم والأمراض النفسية والهم والحزن وعدم فهم التاريخ وحقيقة عداوة الكفار والمشركين والمنافقين،والطريق الصحيح للحرية والكرامة، فهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم وصدق الله العظيم ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].
أيها المسلمون: لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بقراءة كتابه المبين ورتب على القراءة الأجر الكبير وسواء قلت القراءة أو كثرت فان القارئ لا يعدم أجرا قوله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) وملازمة قراءة القرآن صحبة خير تفي صاحبها حقه في الدنيا وتشفع له في دار الآخرة، وفي صحيح مسلم (اقرءوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، والحفظ صنو القراءة ففي الحديث (إن الذي ليس في جوفه شيء من القران كالبيت الخراب ) ولقد شرع الله القران والحفظ من أجل إن يتزود العباد من الحسنات ومن أجل الارتباط بالقران قراءة وفهماً وعلماً و فإن القراءة لا تجدي نفعا إلا بتدبر المعاني وبتفهم الآيات قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) بل إن الله تعالى أمر بالتدبر (أفلا يتدبرون القران أم على قلوب اغفالها ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع القران فيقف عند معانيه فتتحرك مشاعره وتزرف عيناه تأثرا بما يقرا وتفاعلا مع الخطاب الإلهي.
القرآن - يا أمة القران - شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة والتحاكم ليس مقصوراً على أصحاب القرار فحسب بل هو شامل للجميع بما في ذلك الفرد المسلم، فالمسلم يتحاكم أمام نفسه ومع زوجه ومع ولده ومع الناس كافة في سائر علاقاته، والمؤمن يتأدب بأدب القرآن فما أمر الله به فهو المعروف الذي يجب أن يفعل وما نهى الله عنه فهو المنكر الذي يجب أن يترك.
والله عز وجل أرسل كثيراً من الرسل ولم يقصص علينا إلا بعض قصص الأنبياء التي ستقع جرائم في هذه الأمة كاللواط وتطفيف الكيل الميزان، وكل جرائم الأقوام تتفق على جريمة تكذيب ما جاءت به الرسل عن ربها، فالقارئ للقرآن يعرف حال الأمم إذا استقامة على شرع الله وعبدت ربها وعملت صالحاً لوجهه تعالى من النعيم والرخاء والأمن والسلامة وإذا خالفت أمر ربها كيف تتحقق فيها سنة الله في الهلاك والعذاب وذهاب الأمن والرخاء، والقارئ للقرآن بتمعن وتفهم تمر عليه آيات وصف الجنة فيقف عندها طويلاً ويتخيل هذا النعيم المقيم وليس بينه وبينه إلا رحمة الله ثم العمل الصالح فيجد ويجتهد للفوز برضاء الله والجنة، وتمر عليه آيات وصف جهنم فيتأمل فيها طويلاً ويتخيل نفسه أحد حطبها إذا هو انساق للشيطان والهوى والنفس فيأخذ نفسه مأخذ الجد ويبتعد عن كل طريق يوصل لها، والمسلم وهو يقرأ كتاب ربه بتدبر وتأمل يجد فيه الحقوق الواجبة له والحقوق الواجبة عليه فيأخذ ويعطى.
أيها الإخوة في الله: شهر رمضان والذي بقي عليه نصف شهر لمن يبلغه الله هذا الشهر شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، في شهر رمضان كان نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم بدأ ينزل حسب الوقائع والأحداث ولقد كان جبريل عليه السلام يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة فاقترن القرآن بشهر الصبر والجهاد وشهر المغفرة والعتق من النار.
وبعد - أيها المسلمون - فكم هو مؤسف أن يمر بالمسلم اليوم واليومان وربما أكثر وهو محروم من هذا القرآن علماً وسلوكاً وأجرا، وكم هو مؤسف حقاً أن يكثر من القرآن في المأتم والأحزان وأن يقرأ على الأموات والله أنزله لمصلحة الأحياء ليحكم بين الناس وليهدى للتي هي أقوم وأفضل وأحسن، ويوم أن كانت أمتنا أمة القرآن تعتصم به وتتمسك بشريعته وتقيم حضاراتها على هديه رفعها الله إلى الذروة وكانت لها الرفعة والسؤدد والقوة والمنعة والسلطة وقمة المجد، وبمقدار ما تخلت عنه تخلى الله عنها وهذا مصداق خبر المعصوم صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
فاتقوا الله جميعاً - أيها المؤمنون - واقرؤوا كتاب ربكم وعلموه أولادكم وتدبروا في معانيه وادعموا حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في كل مكان في أرض الله وساهموا في طباعته ونشره ففي الحديث الصحيح (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وليكن لكل مسلم ورد من القرآن كل يوم وليحرص على التبكير في المجيء للمسجد للصلاة ليقرأ ما كتب الله له، وليستفيد الإنسان من أي وقت ينتظر فيه ليقرأ من حفظه أو من مصحف قريب منه أو من جواله.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/115957/#ixzz4gkxE0bLx