القدس في العقل الصهيوني- نظرة على دراسات المستشرقين اليهود

الفريق العلمي
1436/01/02 - 2014/10/26 15:16PM
تحتلّ مدينة القدس مكانة كبيرة لدى الدارسين والباحثين والمؤرخين في جميع العصور، فمنذ عهد الإسلام الأول حيث أولاها مكانة خاصة (بالتوجه للصلاة إليها) فكانت قبلة المسلمين الأولى صلى إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام سبعة عشر شهراً.

ثم نزل القرآن بشأن تحويل القبلة إلى البيت الحرام: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ) (1). وقد ورد ذكرها سبع مرات بما يفيد البركة والقداسة، ثم الآية الهامة والصريحة بهذا الصدد في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (2).

وقد وردت فيها عدة أحاديث صحيحة السند في المصنفات المعتمدة من كتب الحديث كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق الصنعاني ومسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم وغيرها من الكتب، بل إنّ هناك عدة مصنفات جمعها مؤلفوها خصيصًا لفضائل بيت المقدس، تفيد بركتها وقداستها وأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأرض المحشر والمنشر ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومهد المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام-، ثم إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلم- قد صلى بها إمامًا بالأنبياء جميعًا، وهذا رمزٌ هام وعميق له أثر كبير يضفى قداسة على هذه المدينة، ثم إنّه قد عُرِج به صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى من فوق قبة الصخرة المشرفة.

كل هذه الآيات والأحاديث والروايات غرست مكانة وقداسة وبركة هذه المدينة في قلوب أبناء أمّة الإسلام، وكانت زادًا كبيرًا لخوض الصراع مع المحتل الغاشم.

لذلك عمل الاستعمار القديم والحديث -الصليبي الحاقد مسبقًا الذي جعل من المسجد الأقصى مستودعًا للقمامة- واقترف الكثير من الجرائم بحق أبناء الإسلام والمسلمين في فلسطين، ثم الاستعمار الأوروبيّ الحديث والمعاصر الذي ورث وتشرّب كلّ أدبيات الحروب الصليبية في مصر وبلاد الشام، ثم الهجمة العسكرية التي سبقتها هجمات فكرية وسياسية على بلدان العالم العربي والإسلامي، وبالذات منطقة القلب منه- فلسطين.

وقد أفرز هذا الاستعمار حركة فكرية وعلمية تمثّلت بالعلماء من باحثين ودارسين ومؤرخين وسياسيين كما حدث في الحملة الفرنسية على بلاد الشام ومصر.

وقد عرفت تلك الفئة بالمستشرقين، الذين أنيطت بهم وظيفة هامة داخل دوائر الاستعمار، وقدّموا من خلالها فوائد جليلة كان لها أثرٌ كبير على بقاء الاستعمار ودعمٍ كبير لقوته في البلدان المستعمرة، وتمثّلت خدماتهم بتقديم (المعرفة) (3)، نعم المعرفة من أجل السيطرة، لما للمعرفة من أهمية وبالذات معرفة الخصم ومعرفة العدو فهي ثلثا النصر، وأتجاسر أنْ أقول: إنهم استطاعوا أنْ يعرفوا الكثير عنّا وعن تاريخنا وحضارتنا.

هذه الفئة من المستشرقين أخذت تبحث وتنقّب في تراثنا العربي الإسلامي بنوايا مسبقة غير سليمة، مما حدا بها لنتائج غير حميدة وغير صحيحة في الأغلب. لأنها كانت لغرض التشكيك في الروايات والأحاديث التي غرست فينا حبّ بيت المقدس وعززت مكانتها، وقد حدا بالبعض منهم لأنْ يتجرّأ على التفسير ويقوم بليّ أعناق النصوص ليقرّر جهْلاً وعبثاً بقراءة مبتسرة لبعض العبارات ليقول إنّ المسجد الأقصى ليس هو المقصود المتعارف عليه لدى المسلمين، بل هو في السماء، وهذا غيض من فيض مقولاتهم.

فقد أخذ هؤلاء المستشرقون يبحثون وينقّبون في تراثنا العربي الإسلاميّ من مخطوط ومطبوع؛ ليستطيعوا أنْ ينفذوا بواسطته إلى التشكيك والتقليل من أهمية مدينة القدس في الإسلام، وأنها فقط مقدسة لدى اليهود، وأنّ كل الأحاديث التي وردت جاءت متأخرة في المصنفات الحديثية... إلى آخر تلك الترهات.

وقد تم بحث هذا الموضوع تحت عنوان (أدب فضائل المدن) و(فضائل بيت المقدس) بالذات.

في هذه العجالة أردت أنْ ألقي الضوء على أهمّ تلك النماذج والأعمال مبيّناً جذورها مع دراستها والرد عليها بما أوتيت من قراءة واطّلاع حول هذا الموضوع.

وقبل أنْ أتعرّض لما أسلفت لأعمال هؤلاء أودّ أنْ أعرّف بهم وبمنهجهم وهويتهم وتكوينهم؛ لنتصوّر كيف يقومون بتلك الأعمال بصورة دؤوبة ورتيبة، وهو ما عُرِف عنهم من خلال تجربتهم في البحث والدراسة في التراث العربي الإسلامي واللغة العربية والحضارة الإسلامية وهذه التجربة هي تجربة الاستشراق في العصر الحديث والمعاصر إلى الآن.

مدخل عن الاستشراق الأوروبي الحديث وارتباطه بالجذور الصليبية:

الاستشراق يُعنى بدارسة الحياة الحضارية للأمم الشرقية بصفة عامة، ودراسة حضارة الإسلام والعرب بصفة خاصة، فالمجالات التي يبحث فيها اللغة والدين والحضارة والعادات والتقاليد.

ودوافع الاستشراق موروثة لدى الفرنجة والغربيين، وهي امتدادٌ للحروب الصليبية وأيضًا وراء الدوافع الاستعمارية والسياسية التي دفعت ملوك أوروبا إلى غزو الشرق واستعماره، خصوصًا بلاد الشام والأراضي المقدّسة التي كانت تتمتّع بطمأنينة روحية سرّها الدين الإسلامي وحضارة مدنية عظيمة، لا عهد للنصارى واليهود بها أو بمثلها في بلادهم، كلّ هذه العوامل خلقت لدى الصليبيين التصميم عل الاستيلاء على هذه البلاد مهما طال الزمن وكثرت التكاليف وذلك بعد أنْ أخفق الغرب عسكريًا في الحروب الصليبية وحتى في الاستعمار الذي جاء في القرن التاسع عشر وهو امتداد للحروب الصليبية.

ويلاحظ الدارس أنّ الجيل الأول من المستشرقين كان من الرهبان والقساوسة وما زال بعضهم حتى الآن من رجال اللاهوت، وأنّ روح التعصّب والأفكار الكنسية والنظرة إلى الإسلام نظرة غير موضوعية.



مكانة القدس لدى اليهود (القدس في الأساطير اليهودية)، القدس في التوارة:

"يورشلايم في التوارة: يروشلايم القدس العاصمة الأبدية لشعب إسرائيل، وتعتبر إحدى المدن القديمة والمشهورة في العالم، وهي مدينة المقدسات، وقلب الأمة ومركزها الوطني والديني والروحي، وهي عاصمة دولة إسرائيل الجديدة، ومقر المؤسسات المركزية للدولة والحكومة الصهيونيّة... وقد ورد اسم القدس في التوراة 6400 مرة، لم يعرف مصدر هذا الاسم، سميت في عهد القضاة (يبوس) وبعد أنْ احتلّها الملك داود سميت مدينة داوود... حيث أقام عليها المذبح، وأمّا سليمان فقد بنى هناك الهيكل الأول الذي أصبح شعارًا لوحدة اليهود، وعندما تجزّأت المملكة في عهد (رحبعام) إلى مملكتيْ (يهوذا) و(إسرائيل) بقيت القدس عاصمة للمملكة يهوذا فقط". وعندما وصلها الفتح الإسلامي عام 637م -حسب التصوّر اليهودي- "أقام المسلمون في منطقة (جلالييت) مساجد فاخرة وحوّلوا القدس إلى مكان ديني إسلامي أطلقوا عليه: اسم القدس" (4).

هذا تصوّر للقدس ومكانتها وتاريخها في التراث والأساطير الصهيونية التي تأسّست عليها دولة إسرائيل وعاصمتها القدس، حيث لا وجود حقيقيّ لـ(إسرائيل) بدون القدس، ولذلك يعمل الاحتلال على تهويدها باستمرار من حيث المكان والزمان، وقد تناول الكثير من الباحثين والدارسين موضوع الاستيطان وانتهاكات الاحتلال بشكلٍ عام والقدس بشكل خاص، لكنّنا نعتقد أنّ القليل تناول القضية الأهم وهي: (اغتيال فكرة القداسة لمدينة القدس من قلوب أبناء المسلمين). وهذه القضية هي من أخطر القضايا التي يتعرض لها أبناء الأمة العربية والإسلامية.

وقد بيّن أهميتها بعض الباحثين المعاصرين فقال عنها: "القدس هي مدينة متميّزة عن سائر المدن في أيامنا هذه، وكذلك كانت ظاهرة غير عادية على مدى التاريخ الإنساني، فإذا تطلّعنا إلى خريطة الشرق الأوسط التاريخية لشهدنا قيام مراكز حكم وحضارات أقدم منها ليس فقط في فلسطين فحسب، بل في غيرها من المناطق كمصر أو العراق، حيث نشأت مدن أهم منها أضعافًا مضاعفة في عصورٍ لم تكنْ القدس فيها معروفة أبدًا، ومع ذلك فإنّ الأمر الذي تثيره القدس في الذاكرة الإنسانية أعمق من الأهمية النسبية التي كان من المتوقّع أنْ تثيره استنادًا إلى الكبر النسبي لمساحتها، وعدد سكانها في الماضي، أو إلى آثار الحضارة المادية التي بقيت من المراحل الأولى لتاريخها سواء في المدينة نفسها أو في المتاحف المختلفة في العالم. إنّ مصدر الانطباعات القوية التي تعكسها القدس في أذهان العامة والخاصة عبر التاريخ وحتى أيامنا هذه ناجمة بالطبع عن أهميتها الدينية والثقافية" (5).

فمدينة القدس هي على رأس الأعمال الفكرية التهويدية، من طمس للتراث الزاخر والعبث به وتشويهه وتقديمه لأبناء الأمة العربية والإسلامية، وقد قام بهذا الدور الفئة التي تستّرت بستار العلم لخدمة الاستعمار وبالذات في البلاد المستعمرة. وقد كان على رأس هؤلاء المستشرقين كثيرًا من اليهود الذي استطاعوا تحصيل الكثير من العلوم العربية والإسلامية بواسطة وجهود المدرسة اليهودية الأولى في الاستشراق التي لم تكنْ لتقوم لها قائمة لولا جهود (شبرنجر) و(جولد زيهر) و(مونك) و(فامبرى) و(شاخت)، وكانت هي الأساس الذي اعتمد عليه المستشرقون اليهود في فلسطين المحتلة.

لقد بدأ الاستشراق اليهوديّ في فلسطين على يد كلٍّ من (جوتياين) و(شلوسنجر)، (وبلانك) و(بينس)، إلى أنْ امتدّ حتى البروفيسور (م.ي.كستر)؛ حيث اتّجه بالاستشراق إلى وجهة جديدة تتوجه بدراسة القضايا الحيوية والفعالة مثل: (أدب فضائل المدن) و(فضائل بيت المقدس، نشأتها وأهميتها)، (الرواية الإسلامية في بلاد الشام) أو(روايات الشاميين)، و(القبلة وتحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة). والجهاز الاستشراقيّ لم يغفلْ باحثوه ودارسوه للتوجّه نحو دراسة الحق اليهوديّ المزعوم في فلسطين (منذ داود حتى وقتنا الحاضر)، فما نحن من وجهة نظر تاريخهم إلا غزاة ولسنا بأصحاب الأرض أو الحق ويطلقون على الفترة الإسلامية بـ(الاحتلال الإسلاميّ). ولقد أفاضت عدة دوائر استشراقية في الوطن المحتل إلى تنبّؤات جديدة ومثمرة ومفيدة في التعرّف على قضايا الصراع العربي- الصهيونيّ وجذوره، ومنه مشروع غزة- أريحا الذي قام بصياغته مستشرقون. ولم يغفلْ قادة الاستشراق عن تدريس الإسلام لجيل (الصابرا) الجديد كي يتقن التعامل مع أبناء العروبة والإسلام، فلديهم كتب إسلامية مهمّة قد فُرِضت وقُرّرت لكي يقرأها أبناء جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وعدا عن الطواقم والأجهزة فهناك أساليب كثيرة تدور في دائرة الاستشراق ينبغي دراستها ورصدها وتفهمها من مؤسسات، ودور نشر، ودوريات، ومؤتمرات... إلخ. وفي اعتقادي إنّ أهمّ مؤسسة تقوم بدراسة الإسلام وتدريسه بدقة وإخلاص لأبنائها اليهود هي (الجامعة العبرية) و(جامعة تل أبيب).



وفي تصوّري أنّ أهمّ مستشرقٍ خاض في هذا المجال وأسّس الدراسات التي كان لها دورٌ كبير في التطاول على الإسلام وتراثه العظيم هو: أجناس جولد زيهر (1850-1921) (6)، المستشرق اليهودي المجري. حيث تقدّم بنظرية مفادها: "أنّ فكرة قداسة القدس جاءت متأخّرة، ولم يكنْ للقدس أيّ قيمة قبل وجود الخليفة عبد الملك بن مروان الذي قصد من وراء بناء قبة الصخرة التغلّب على منافسه عبد الله بن الزبير، الذي استغلّ قداسة مكة عاصمة ملكه وسيلةً للدعاية، ومحاولة تحويل الحج من الكعبة إلى المعبد الجديد بالقدس، كانت إجراءً برّر بأقوالٍ نسبت إلى النبي وإلى بعض أصحابه. وتبعاً لهذا الافتراض ظهرت أعداد هائلة من الأحاديث المؤيّدة والمضادة للأهمية الدينية لبيت المقدس وحرْمته كأسلحةٍ في الحرب بين المتنافسين على الخلافة" (7). وقد ردّد هذه الفرية كلّ من جاء بعد جولد زيهر، وإنْ اختلف بشيءٍ قليل في طريقة العرض، ولكن كان الجوهر واحداً.

حيث عزّز هذه المقولة الباحث (إ. حسون) في مقدمة تحقيقه لمخطوط (فضائل البيت المقدس للواسطي)، فيقول: "نقل الأمويّون مقرّ الخلافة من الحجاز، مهد الإسلام، إلى الشام مهد اليهودية والنصرانية، وقد حدت هذه الخطوة بالأمويين إلى العمل من أجل إضفاء صبغة إسلامية مقدّسة على الشام عامة وبيت المقدس خاصة، ولا شكّ في أنّ معاوية كان مدفوعًا بدوافع سياسية قبليّة بحتة حين قرّر نقل العاصمة إلى دمشق واستبدال الحجاز بالشام. ولم يكنْ صعبًا عليه إثبات حرمة بلاد الشام فالقرآن يسمّيها (الأرض المقدسة) في سياق خطاب موسى إلى بني إسرائيل وفيها المسجد الأقصى الذي (بارك حوله) وإليه أسري بالرسول [صلى الله عليه وسلم]، كما أنه كان القبلة الأولى للمسلمين. وقد وسّع معاوية المعنى الذي يشتمله بيت المقدس إلى الأرض المقدسة. وكي ينشر معاوية ذلك بين المسلمين ويدفع عن نفسه تهم علماء المدينة وأصحاب علي وكبار الصحابة الذين لم يؤيّدوه أو يؤيّدوا خطوته هذه، عمل على ترويج الأحاديث والقصص التي تروي ذلك" (8)، ثم يقفز (حسون) إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فيقول: "وممن كان لهم اليد الطولى في ترسيخ مكانة بيت المقدس في الإسلام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي ذكرت إحدى الروايات أنّه تلقّى البيعة فيه، والذي بنى قبة فوق الصخرة مؤكّداً بذلك أنها مقدسة في الإسلام". وحسب حسون، "فقد كانت هذه الخطوة من خطوات الدولة الأموية في سبيل تعزيز أمر الإسلام في ديارٍ ما زالت النصرانية راسخة القدم فيها" (9).

وفي موضع آخر يورد حسون زيادات على ما أورده سلفه (جولد زيهر) فيقول: "انتشر التحديث عن بيت المقدس عن الكتب في نهاية القرن الأول للهجرة وبداية القرن الثاني، وهذه العبارة تعني بصورة عامة مصادر يهودية في الغالب أو نصرانية، فقد حفظ لنا الواسطي أثراً عن خالد ابن حازم جاء فيه: "قدم الزهري بيت المقدس فجعلت أطوف به في تلك المواضع فيصلي فيها. قال إنّ هنا شيخاً يحدّث عن الكتب يُقال له عقبة بن أبي زينب فلو جلسنا إليه. قال فجلسنا إليه فجعل يحدث فضائل بيت المقدس. فلما أكثر قال له الزهري: أيها الشيخ لن تنتهي إلى ما انتهى الله إليه. قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)" (10).

ثم يحاول حسون إثارة الشبه حول أحاديث الفضائل فيقول: "يتجلّى الصراع بين رجال الحديث كالزهري الذين يرون أنّ فضل بيت المقدس يكمن في أنّه كان المكان الذي أُسرِيَ بالنبي إليه، وكفاه بذلك فضلاً، وبين القِصاص الذين يجتذبون إليهم العامة ويقصّون عليهم القصص من كلّ مصدر كان وخاصة من كتب اليهود والنصارى. وقد بلغ هذا الصراع ذروته في القرن التاسع للهجرة في كتابات ابن تيمية إلا أنّ النصر طيلة قيام هذا الصراع لم يحالفْ المحدّثين وانتشرت القصص بين المسلمين وأُخِذت على أنّه روايات ثابتة صحيحة. ولا أدلّ على ذلك من أنّ مدناً إسلامية كانت في حينه ذات أهمية كبيرة، وجد علماؤها حاجة إلى ربطها بصورة أو بأخرى ببيت المقدس لإعطاء تلك المدن صبغة إسلامية مقدسة" (11).

وقبل أنْ نورد مقولات أخرى لمستشرقين آخرين لهم أهمية كبيرة لدى الباحثين الجدد، أود أنْ نناقش نظرية (جولد زيهر) بصدد بناء قبة الصخرة المشرفة من قِبَل بواسطة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حتى يصرف الأنظار عن الحج إلى بيت الله الحرام، حيث أورد جولد زيهر: "أنّ عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة ليصرف الناس عن الحج إلى بيت الله الحرام، مخافة أن يأخذهم ابن الزبير بالبيعة له" (12).



الرد على افتراءات جولد زيهر:

إنّ دراسة شاملة للمصادر وتقويم الظروف التاريخية يوضّح أنّ بناء قبة الصخرة لم يُقصَد به تحويل الحج من مكة إلى بيت المقدس، بينما الأحاديث المتناقضة المتعلّقة بقداسة هذا الأخير لم تبدأْ بشكلٍ مقتصر أو حتى بشكلٍ رئيس في الفترة ما بين بناء قبة الصخرة (عام 66 هـ) وموت ابن الزبير سنة (73هـ).

وإنّ مؤرّخي القرن الثالث المسلمين الذين أرّخوا للنزاع بين الأمويّين وابن الزبير بتفصيل كبير، بالإضافة إلى الجغرافيين الأوائل، بمن فيهم المقدسيّ وهو أحد أبناء القدس لم يلمّحوا ولو منْ بعيدٍ إلى أنّ عبد الملك قد ادّعى نية جعل بيت المقدس مركزًا للإسلام بدلاً من مكة. وعلى النقيض من ذلك، يروي الطبري (قسم 2 ص77-73) في أحداث سنة 18 هـ أنّ أربع ألوية قد اجتمعت معاً لأداء فريضة الحج بعرفات، وهي: لواء عبد الملك وابن الزبير، ونجده الخارجي وابن الحنفية، وهذه الرواية تؤكّد فقط الواقع العجيب وهو أنّ أربعة أحزاب مختلفة التحقت مع بعضها في وقتٍ واحد لأداء فريضة الحج، ومن المؤكّد حقيقةً أنّ الرجال القادمين من الشام أدّوا فريضة الحج أيضًا في أوقات أخرى من تلك السنين الحاسمة.... ويبدو أنّ المصدرين القديمين اللذيْن ذكرا ادّعاء أنّ عبد الملك ببنائه قبة الصخرة نوى أنْ يحوّل الحج إلى بيت المقدس هما: اليعقوبي وهو شيعيّ صريح، والمؤرّخ النصراني المعروف (يوتيخويوس) -ابن البطريق-، وربط كلّ منهما بهذا الزعم روايات أخرى، أبطلهما زيفهما الظاهر. قال ابن البطريق: "إنّ عبد الملك بن مروان -الذي حكم زمناً طويلاً بعد موت ابن الزبير- حرّم الحج إلى مكة"، بينما يوسّع اليعقوبي هذا الاتهام لينال به كلّ الأمويّين، وهو اتهامٌ مناقض للأحاديث الصحيحة في الحجّ إلى مكة زمن أولئك الخلفاء، واختبارًا للمصادر قد تبيّن حتى الآن أنّه ليس فيها ما يدعو لتبرير افتراض أنّ قبة الصخرة كانت كما هو المتصوّر في الأصل بديلاً عن الكعبة" (13).

ويعتقد (غويتين) -وهو مستشرق يهودي- أنّ الأسباب التي دفعت عبد الملك إلى إقامة قبة الصخرة ليست في الواقع سياسية، وإنما دينية بحتة يمكن وصفها في إطارين:

"أ- تعاظم الهالة القدسية التي أحاطت بفلسطين عامة، وبالقدس خاصة، بشكلٍ خاص منذ بداية الإسلام خاصةً بين حلقات الزّهاد، والصوفية الذين تأثّروا على ما يبدو بالرهبانية المسيحية. ليس واضحًا ما إذا كان عبد الملك نفسه، أو على الأصحّ ابنه الوليد هو الذي شيّد المبنى الثاني في رحبة الحرم القدسي، ولكن ما من شك، لأنّ المبنيين تحوّلا إلى توأمين لا ينفصلان، مع أنّه توجد روايات تشير إلى منافسة بينهما على غرار مسجديْ مكة والمدينة. لقد جاءت قبة الصخرة لتحفظ، وتمجّد الصخرة التي أقيمت فوقها، ويمكن فيها للمؤمن أنْ يصلّي صلاته بمفرده. بينما يشكّل المبنى الآخر مسجداً خاصاً لإقامة صلاة الجمعة يوم الجمعة، ولذلك يطلق عليه الجامع، وقد أضيفت إليهم قباب كثيرة أخرى في الفترة الأموية كما تشهد على ذلك الحفريات بمحاذاة السور الجنوبي" (14).

وتخلص المستشرقة (لاتزروس يافه) إلى أنّ الذي عزّز مكانة القدس في الإسلام هو مجيء الحملات الصليبية وتحويل قبة الصخرة كنيسة مسيحية، حيث حدث ردّ فعلٍ في الإسلام فبدأ الفقهاء يدّعون ويعزّزون قدسية القدس في الإسلام، وبدأت الدعوة إلى الجهاد بغية استردادها من أيدي الكفار، ومن جرّاء ذلك ازدهرت آداب فضائل القدس التي كانت جذورها وطيدة في الإسلام، وعلى أثر تحرير القدس على أيدي المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي (عام 1187م-583هـ) وخاصةً في القرن الثالث عشر الميلادي السابع الهجري فصاعدًا، نفّذت مشاريع بنائية كثيرة حول (الحرم)، وفي المدينة بشكلٍ خاص من أجل التأكيد على طابعها الإسلامي، وعلى الرغم من ذلك فقد أعاد المسلمون القدس (عام 1229م/ 626هـ) سلميًا (ما عدا الحرم نفسه)، مع بعض المناطق في الجليل إلى فردريك الثاني إمبراطور ألمانيا وملك الصليبيين" (15).

للباحث (عمانوئيل سيفان) عدة تعليقات بخصوص قدسية القدس في الإسلام (16)، وذلك في معرض حديثة عن الإسراء والمعراج. يؤكّد سيفان بأنّ محمدًا كان يعرف بوجود مدينة القدس، إلاّ أنّها لم تلفتْ اهتمامه، ولم تحظَ بقدسية من جانبه (17). ويذهب سيفان إلى أبعد من ذلك حيث يقول: "إنّ محمداً حاول استقطاب الأسباط اليهودية في مكة إلى دينه فدعا أتباعه لأن يتجهوا في صلاتهم نحو القدس، واستمرّ على ذلك النهج ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، ولكنّه ألغى هذا النهج عندما لم يقبلْ أحبار اليهود به، وعندما اتخذ الكعبة من مكة قبلةً له وهو المكان الأكثر قدسية لدى العرب في شبه الجزيرة منذ الجاهلية وبالتالي فإنّ ارتفاع قيمة القدس في نظر المسلمين لم يكنْ سوى فصلٍ عابر".

ويستدلّ سيفان على عدم أهمية القدس في نظر الإسلام في سنواته الأولى وبالادعاء بأنّ القدس كانت من أواخر المدن التي تمّ احتلالها لدى غزو سوريا، وأنّه تم احتلالها من قِبَل ضابط صغير، وليس من قِبَل عمر بن الخطاب كما يدّعي المسلمون (18). ويزعم سيفان أنّ أهمية القدس أُدخلت إلى الإسلام من قِبَل أحبار اليهود ضمن إطار ما يسمّيه المسلمون بالإسرائيليات، ويقول إنّ المسلمين: "يقرّون بأنّ تغيير اسم القدس من إيليا إلى بيت المقدس تم بفضل الحبر اليهودي كعب الأحبار". وأنّ الاسم العربي الجديد بيت المقدس لم يكن سوى ترجمة للاسم العبري (بيت همقداش)، والاسم الذي ورد في الوثائق اليهودية. ويذهب سيفان إلى حد الادعاء بأن قدسية القدس اعتبرت في أعين المسلمين بدعة، استمدت جذورها من اليهود والمسيحيين الذين استمرّوا في تقديسهم للقدس، وحاولوا إدخال ذلك إلى التقاليد الإسلامية (19).



وهكذا وبهذه الأفكار المختلفة التي أوردناها للباحثين المعاصرين نرى أنّهم يكادون يلتقون في عدة نقاط من أهمها:

1- مكانة بيت المقدس في الإسلام في القرن الثاني للهجرة منبثقة من خلال رحلتي الإسراء والمعراج، ومن حديث: «لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد».

2- إن تفسير الآية (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (20) حيث إنّ المسجد الأقصى فُهِم في البداية على أنّه مسجد بعيد قصيّ سماوي (ولم يُقصَد منه بالطبع ذلك المسجد الذي لم يقمْ في إلاّ زمن الأمويين والذي أطلق عليه الاسم نفسه بسبب الربط الذي تم بينه وبين القدس في الحديث والتفاسير؛ وقد حاول بعض الدارسين أنْ يجدوا مكاناً ملائماً لهذه المصطلح (الأقصى) على مقربة من مكة (كالجعرانة أو المدينة). وهناك باحثون يعتقدون بأنّ القصد هو مصلّى سماوي في آنٍ واحد أي القدس العليا السماوية.

3- بالنسبة لحديث: «لا تُشدّ الرحال» فقد قام البروفيسور قسطر بدراسة قيمة لهذا الحديث، وسنرى فيما بعد نتائج دراسته.

4- بناء الخليفة عبد الملك بن مروان (لقبة الصخرة) هو لأنّه كان يحاول في تلك الأيام أنْ يطوّر شعائر عبادة في الحرم تشبه تلك التي قام بها في الكعبة كالطواف غير أنّ الطواف في الصخرة من اليمين إلى اليسار (على عكس الطواف في الكعبة).

ويعتقد الباحث غويتين أنّ الأسباب التي دفعت عبد الملك إلى إقامة قبة الصخرة ليست في الوقع سياسية، وإنما دينية (21). قدسية القدس نشأت وتطورت ونمت مع الوقت ولكنها واجهت دوماً معارضة ما، ووجدت هذه المعارضة صدى لها في مؤلفات الفقه والشريعة الإسلامية، وهذه المعارضة في الإسلام نفسه لقدسية القدس قديمة جداً، وما زالت قائمة حتى اليوم، ومع أنّ أسسها كانت دينية صرفة، فإنها لم تستطعْ أنْ تقف في وجه التيارات العظيمة التي تأثرت باليهودية والمسيحية.



هذه هي نتائج دراسات المستشرقين حسب ما وقفنا عليه من أبحاثهم، ودراساتهم عن (قدسية القدس، ونشأة فضائل بيت المقدس في الإسلام).

من الممكن التعليق على هذه الدراسات وكتابة الملاحظات من خلال ربط بيت المقدس بالغزوات الصليبية؛ حيث تدور جميع أبحاث المستشرقين اليهود في دراساتهم حول فضائل بيت المقدس إلى تكريس النقاط التالية:

أولاً: أنّه لم تكنْ هناك أي قداسة لبيت المقدس في الإسلام، قبل وجود الخلافة الأموية في بيت المقدس، وأنّ الخليفة عبد الملك بن مروان قد بني قبة الصخرة المشرفة ليصرف أنظار المسلمين عن الكعبة، وذلك بسبب ثورة ابن الزبير، وأنّ بناءه لقبة الصخرة المشرفة جاء ليكون مبنى يحجّ إليه المسلمون ينافس الكعبة في مكة المكرمة، التي كانت آنذاك تحت سيطرة عبد الله بن الزبير، ولأنّ عبد الملك لم يردْ أنْ يحجّ رعاياه إلى منطقة التمرد، وأنه -عبد الملك- قد منع الأمويين من أداء الحج في مكة، وهذه الفرية من افتراءات المستشرق جولد زيهر.

ثانياً: أنّ قداسة بيت المقدس مصطنعة وأنّ الهالة القدسية التي تعاظمت لبيت المقدس ولفلسطين كانت بسبب الموروثات الإسرائيلية والمسيحية حول بيت المقدس.

ثالثاً: أنّ المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، هو في السماء وليس في الأرض، على حدّ زعمهم، وأنّ كلمة الأقصى تفيد أنّه مصلى سماوي، أي القدس العليا، البعد الزماني المعلق، أو أن الأقصى مكان آخر في المدينة.

رابعاً: يزعم المستشرقون أنّ الأحاديث التي رُوِيت في فضائل بيت المقدس وجدت في فترة متأخرة وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وأنّ جلّ الأحاديث هذه هي من اختلاق محمد بن شهاب الزهري.

خامساً: أنّ بناء الخليفة عبد الملك بن مروان لقبة الصخرة هو لأنّه كان يحاول في تلك الأيام أنْ يطوّر شعائر عبادة في الحرم تشبه تلك التي قام بها في الكعبة، كالطواف، غير أنّ الطواف في الصخرة من اليمين إلى اليسار على عكس الطواف في الكعبة، ويعتقد المستشرق غويتاين أنّ الأسباب التي دفعت عبد الملك إلى إقامة قبة الصخرة ليست في الواقع سياسية وإنما دينية.

إنّ جميع هذه الشبهات والترّهات التي أثارها هؤلاء المرجفون يمكن الرد عليها بآية واحدة من سورة الإسراء: (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ). إنّ لفظ البركة قد أطلق في القرآن الكريم سبع مرات على أرض فلسطين أرض بيت المقدس، وإنّ هناك حِكَماً كبيرة قد غابت عن هؤلاء الذين أعمى الله بصيرتهم، ولا يمكن أنْ يستطيعوا فهمها لأنهم يتعامون عن الحق، وإلا ما هي الحكمة من أنّ الله سبحانه وتعالى أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك، ثم قل لي بربك ما الحكمة من عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فوق قبة الصخرة المشرفة وإمامته للصلاة في الأنبياء جميعاً، ثم عروجه إلى السماء السابعة وفرض الصلاة.

إنّ هناك رابطة مقدّسة ووثيقة بين مكة وبيت المقدس وقد توثّقت منذ اتخاذ المسلمين المسجد الأقصى قبلتهم الأولى حوالي سبعة عشر شهراً، هناك حكم غابت عن هؤلاء المستشرقين الحاقدين الذين يبتغون من وراء ذلك معرفة مصيرهم على تلك الرمال المتحركة، حيث إنهم يدرسون ويحلّلون مدى قداسة هذه المدينة في قلوب أبناء الأمة الإسلامية، ويريدون من وراء ذلك معرفة معنى الجهاد وكيف استيقظ في المشرق العربي إبّان الحروب الصليبية، وتأثير إحياء فكرة الجهاد في نفوس المسلمين وردود فعلهم ضدّ الاحتلال الغريب، ويبحثون عن جذور الترابط في المنطقة وعن أسباب توحّد المشرق والمغرب في معركة حطين وما بعدها.



مدى تغلل الأيادي اليهودية في التراث العربي الإسلامي (أحاديث الفضائل كنموذج):

المستشرقون اليهود شديد الحساسية لموضوع فضائل بيت المقدس حيث يقومون بدراستها وتحليلها ومقارنتها بفضائل مكة والمدينة (22)، وقد قام العديد منهم بدراسة وتحقيق بعض مخطوطات فضائل بيت المقدس ونفثوا كثيرًا من أفكارهم وسمومهم في مقدّمتها، وفي ثنايا سطورها وهوامشها، وكتب الكثير منهم الأبحاث والدراسات التي تعزّز وجهة نظرهم، وقد قام البعض منهم بالسطو والاستيلاء على بعض المخطوطات الموقوفة منذ مئات السنين في مكتبات المساجد الفلسطينية.

ويقصّ علينا الأستاذ الباحث عصام الشنطي مأساة مخطوطة فلسطينية فريدة ونفيسة، كانت موجودة في مكتبة جامع أحمد باشا الجزار، في مدينة عكا الواقعة على الشاطئ الفلسطيني، وهي الآن أسيرة حبيسة في الجامعة العبرية، وعلى الرغم من أنّ هذه المخطوطة قد صدرت مطبوعة محقّقة عن الجامعة المذكورة بالقدس على يد (إسحاق حسون) (23) إلا أنّ أوّل من نبّه لهذه المخطوطة في وقتٍ مبكر هو (عبد الله مخلص) عضو المجمع العلمي العربي في دمشق في مقالته التي نشرت عام 1930 في مجلة المجمّع العلمي العربي، وقد أشار إلى نفاستها وإلى مؤلفها (أبي بكر محمد بن أحمد الواسطي)، وأنها محفوظة في مكتبة جامع أحمد باشا الجزار في مدينة عكا، وهي نسخة وحيدة ليس لها ثانية في خزائن المخطوطات العربية في العالم، ويتحدّث الأستاذ الشنطي عن هذه المخطوطة في مقالة كبيرة له في مجلة معهد المخطوطات العربية بعنوان: (فضائل البيت المقدس لأبي بكر الواسطي) (24) فينبغي مراجعتها.



وهكذا وبعد أنْ حاولنا إبراز نتائج دراسات المستشرقين اليهود بصدد فضائل بيت المقدس تتّضح لنا الصورة كيف يحاول المستشرقون اليهود حاولوا بشتى الوسائل والمعرفية والبحثية منها بالذات النيل من مكانة هذه المدينة، ولكن يا ترى هل أثمرت جهودهم؟ سنرى ذلك في الصفحات التالية إن شاء الله تعالى





أ- المراجع المشار إليها:

1- قدسية القدس في الإسلام: حواء لاتسروس، يافه. في القدس: دراسات في تاريخ المدينة، القدس: ياد يتساق بن تسفي (ناشر) 1990م.

2- القدس دراسات في تاريخ المدينة: يهوشواع بارفر. القدس كما انعكست في المفاهيم الدينية المسيحية واليهودية في مستهل القرون الوسطى القدس: ياد يتسحاق بن تسفي (1990م). تحرير: أمنون كوهين.

3- القدس في الفترة العربية 638-1099: شلودوف، غويتاين. أمنون كوهين (محرر) في كتاب القدس: دراسات في تاريخ المدينة، القدس (1990م) ياد يتسحاق بن تسفي (ناشر).

4- القدس ومكانتها لدى المسلمين، وانعكاس ذلك من خلال كتب التراث: د. عفيف عبد الرحمن. بحث ضمن المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام (فلسطين)- القدس مج1 ص(224-270) عمّان: الجامعة الأردنية/ ط2 1983م.

5- المسجد الأقصى في الإعلام الإسرائيلي: أبو زيّاد، زياد. ورقة بحث قُدّمت إلى اليوم الدراسي الذي عُقِد في مركز الأبحاث الإسلامية بتاريخ 22/7/1992م تحت عنوان (المسجد الأقصى حاضراً ومستقبلاً).

ب- الأبحاث والمقالات باللغة العربية:

1- تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، ولمحة عن تاريخ القدس: العارف، عارف القدس: مطبعة دار الأيتام الإسلامية 1955م.

2- دراسات في تاريخ المدينة: كوهين، أمنون (محرر)/ القدس: ترجمة: سلمان مصالحة. مراجعة الترجمة وإعداد الكتاب للنشر: د. إسحق حسون/ القدس: ياد يتسحاق بن تسفي 1990.

3- فضائل البيت المقدس: أ. حسون الواسطي، أبي بكر محمد بن أحمد، (محقق). القدس: الجامعة العبرية في أورشليم القدس، معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية (1979).







هوامش:

(1) البقرة 144.

(2) الإسراء 1.

(3) بصدد أهمية المعرفة للسيطرة والاستعمار، انظر: كتاب (الاستشراق، المعرفة- السلطة- الإنشاء) لإدوارد سعيد، ترجمة كمال أبو ديب، بيروت: المؤسسة العربية، 1995م.

(4) انظر: معجم المصطلحات الصهيونية: إعداد: أفرايم ومناحم تلمي، (ص228-229) ترجمة: أحمد بركات العجرمي، عمّان: دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث ط1، 1987.

(5) انظر: (القدس دراسات في تاريخ المدينة) ص 8، مقدّمة أمنون كوهين، ترجمة: سلمان مصالحة، مراجعة الترجمة: إسحاق حسون، القدس: دار ياد يتسحاق بن تسفي، 1990م.

(6) ولد سنة 1850 م بمدينة اشتولفيسنبرج من بلاد المجر. من أسرة يهودية ذات مكانة وقدر كبير. له العديد من المؤلفات والأبحاث أشهرها (العقيدة والشريعة) و(دراسات محمدية) و(الظاهرية أصلهم ومنشأهم). مات سنة 1921م. انظر بالتفصيل عن حياته وترجمته: (موسوعة المستشرقين ص119-126) لعبد الرحمن بدوي، بيروت: دار العلم للملايين، 1989م. والأعلام للزركلي 1/84.

(7) من قضايا الفكر الإسلامي كما يراها بعض المستشرقين ص348 منشورات كلية الدعوة الإسلامية، لبيبيا 1988م.

(8) انظر: (فضائل البيت المقدس) للواسطي ص20.

(9) المصدر نفسه ص21.

(10) المصدر نفسه ص23.

(11) المصدر نفسه (ص23-24 ).

(12) من قضايا الفكر الإسلامي ص347.

(13) المصدر نفسه ص349-350.

(14) المصدر السابق نفسه ص38.

(15) المصدر السابق نقسه ص(42-43).

(16) انظر: بحث سيفان (قدسية القدس في الإسلام) من خلال بحث زياد أبو زياد (المسجد الأقصى في الإعلام الإسرائيلي)، بحث مقدّم إلى مركز الأبحاث الإسلامية ص(2-3).

(17) المصدر السابق نفسه ص (2-3).

(18) المصدر السابق نفسه ص(7)، (21).

(19) المصدر السابق نفسه ص7.

(20) سورة الإسراء آية (1).

(21) انظر: (القدس دراسات في تاريخ المدينة) ص38، بحث (قدسية القدس في الإسلام).

(22) راجع بهذا الصدد ما كتبه المستشرق عمانويل سيفان في كتابه (الإسلام والصليبيات) نقلاً عن كتاب: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، تأليف: إبراهيم عبد الكريم، ص23، دار الجيل للنشر، 1992م.

(23) نشرت هذه المخطوطة ضمن سلسلة ماكس شلوسنجر التذكارية، في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية، الجامعة العبرية في القدس، دار ماغنس للنشر، سنة 1979م. بتحقيق وتقديم إسحق حسون.

(24) انظر مقالة الأستاذ عصام الشنطي (فضائل البيت المقدس لأبي بكر الواسطي) ص9-42، من مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد 36، ج1/2، جمادى الآخرة وذو الحجة، 1412هـ/ يناير 1992م.


بحث وتحقيق/ عبد اللطيف زكي أبو هاشم

مدير دائرة المخطوطات والمكتبات- فلسطين- وزارة الأوقاف.

المصدر: موقع مدينة القدس
المشاهدات 2939 | التعليقات 0