الفريضة الغائبة: النقد البنّاء - أ.شريف عبد العزيز - عضو الفريق العلمي

الفريق العلمي
1439/08/06 - 2018/04/22 17:55PM

الفريضة الغائبة: النقد البنّاء

مرت الأمة الإسلامية منذ قيامها قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان بأطوار عدة، ومشاهد شتى، تأرجحت فيها بين القوة والضعف، والوحدة والفرقة، والسيادة والتبعية، والفتح والاحتلال، والتمكين والاستضعاف، والنهوض والانحدار، والتقدم والتخلف، وخلال تلك الأطوار المختلفة حافظت الأمة على قوامها الرئيسي ودعائمها الأساسية التي أبقت أمة الإسلام وحدها دون غيرها من الأمم حتى اليوم، فكل الأمم التي عاصرت وواكبت قيام أمة الإسلام سقطت وبادت وذابت في غيرها، عدا أمة الإسلام التي ما زالت صامدة حتى اليوم.

 

ولكن هذا الصمود لا يعني بالضرورة أن الأمة في عافية وأمان؛ بل المشاهد بعين البصيرة يعلم أن الأمة تعاني تراجعاً حضارياً وانحداراً أخلاقياً ومجتمعياً لم تعرفه بهذا المستوى العام من قبل، ولسنا في حاجة لاستعراض أوجه هذا التراجع والانحدار لأنه أكبر وأكثر من أن نعرض له في مقامنا هذا؛ بل ما يعنينا في المقام الأول هو التنقيب والبحث في أسباب هذا التخلف والتراجع، والوقوف على مكامن الضعف، ومواضع الخلل، من أجل كتابة روشتة على بصيرة وهداية.

 

وسوف نعرض في هذا المقال لأحد الأسباب الرئيسية لتأخر الأمة وتخلفها عن ركب الحضارة وسدة القيادة كما كانت من قبل، وهذا السبب غياب فريضة "النقد البنّاء" وحلول "النقد الهدّام" مكانه، مما أفقد فريضة النقد ضرورتها وحتميتها وفاعليتها؛ فرغم أهمية النقد في تقويم الأعمال وتصحيح المسار وتنقيح الأفكار، إلا إنه قد تحول مع تبني منهج الجدل لدى الكبير والصغير، إلى ألعوبة وهواية وهوى نفس، وذلك بالمسارعة في القدح والذم والثلب لعلماء الأمة وأعلامها وأعيانها، بمسميات شتى وحجج واهية لا حظ لها من شرع أو عقل أو عرف، ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً، وينصرون حقاً.

 

لذلك كان بيان حقيقة "النقد" في الإسلام وضوابطه وآلياته وآدابه وأهدافه من الضرورة بمكان، لإيقاف فوضى المصطلحات في الإسلام، ونزيف العلاقات الاجتماعية والإسلامية التي تخريبها على يد حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام ممن لا يتورع عن الحط والتحقير من أعلام الأمة وعلمائها وأخيارها.

 

أولاً: مفهوم "الخطأ" في الإسلام

"الخطأ" فطرة بشرية مجبول عليها الإنسان، وكل محاولات التنصل من حقائق الفطرة تبوء بالفشل، حيث تكذبها الوقائع وتكشف عوارها الأحداث، فمهما أوتى الإنسان من علم وكمال، فهو عرضة للخطأ -إلا الأنبياء والمرسلين بعصمة الله لهم- لذلك كانت دعوات الرسل والأنبياء تترى لتأسيس منهج تقويم الإنسان وإصلاحه ومواجهة عيوبه وأخطائه وأفكاره، ومن ثم كانت فريضة "النقد" وسيلة من وسائل بيان الأخطاء وسبل معالجتها وتقويمها.

 

الخطأ هو المادة الرئيسية لعمل النقد، مع الفارق بين النقد من وجهة نظر الإسلام أو النقد البنّاء والذي يهدف للبحث عن الأخطاء من أجل علاجها والتخلص منها وتقويم مسيرة الإنسان، وبين النقد الهدام الذي يبحث عن الأخطاء من أجل كشفها وفضح صاحبها والتشنيع عليه والاستهزاء منه.

 

والخطأ وورد ذكر في القرآن على عدة معان منها:

الخطأ: ضد الصواب بغير تعمد، كما في قوله: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) [الأحزاب: 5].

 

الخطأ: بمعني الذنب عن عمد، قال تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [النساء: 112].

 

الخطأ: عدم العمد مطلقاً، كما في قوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) [النساء: 92]

 

ثانياً: تعريف النقد ومشروعيته

النقد لغة:

قال ابن فارس: النون والقاف والدال، أصل صحيح يدل على إبراز شيء وبروزه. من ذلك: النقد في الحافر، وهو تقشُّره، والنقد في الضرس: تكسره، وذلك يكون بتكشف لِيطه عنه. ومن الباب: نقد الدرهم، وذلك أنْ يكشف عن حاله في جودته أو غير ذلك. ودرهم نقد: وازن جيد، كأنه قد كشف عن حاله فعلم.

 

ويأتي النقد بمعنى كشف العيوب، قال أبو الدرداء: "إن نقدت الناس نقدوك"؛ أي: عبتهم واغتبتهم، من قولك: نقدت الجوزة أنقدها، ونقد الدرهم، ونقد له الدرهم؛ أي: أعطاه إيَّاه. ونقد الدراهم؛ أي: أخرج منها الزيف، وناقدت فلانًا، إذا ناقشته بالأمر.

 

النقد اصطلاحاً:

النقد في حقيقته تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى علم من العلوم، وفن من الفنون، يبدأ بالتذوُّق؛ أي: القدرة على التمييز، ويعبر منها إلى التفسير والتعليل والتحليل والتقييم، في خطوات لا تُغني إحداها عن الأخرى، وهي متدرجة على هذا النسق؛ كي يتخذ الموقف نهجا واضحا، مؤصلاً على قواعد مؤيدًا بقوة الملكة بعد قوة التمييز.

 

ويتغاير مفهوم النقد بحيثيات الفن الذي يخاض فيه، فنقد الأدباء والشعراء غير نقد الفقهاء وأهل الفرق، ونقد الأصوليين غير نقد المحدِّثين، غير نقد الدعاة والمفكرين؛ فلكل قواعده ومناهجه، غير أن المشترك بينها هو النظر في المقالة لبيان عيوبها، وكشف نقائصها، ثم الحكم عليها بمعايير فنها، وتصنيفها مع غيرها.

 

وللنقد مفردات مقاربة؛ مثل: التقييم والردود، والمناظرات والمحاورات، والجدل والمباحثة، والمِراء والمناقشة، وإن كان لكل واحد ما يميزه عن غيره من دواعي وأساليب وغايات ودوافع.

فالتقييم يكون في الغالب للمقالات والإنتاج الفكري بمنهجية عرض الخطأ والصواب، السيئ والحسن. والنقد عند أهل الحديث هو وصف في الراوي، يثلم عدالته ومروءته؛ مما يترتب عليه سقوط كلامه وردُّه، وهو مرادف لكلمة "الجرح". أما الرد ففي الغالب يكون هدمًا لمقالة أو فكرة جملة وتفصيلاً. والجدل يكون بالأخذ والرد، والطرح والبدائل.

 

 الحاجة إلى النقد:

الاختلاف بين الناس سنة كونية وحقيقة فطرية عبر عنها القرآن الكريم في قوله: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)[هود: 118]، وهذا الاختلاف راجع لكون الإنسان يملك ملكات ذهنية تمكنه من التمييز والقبول والرد، كما أن له ميوله ونزوعه نحو رغباته، ويسعى دائماً للظفر بمبتغاه المعنوي والحسي، فهو يمتلك قدرات على الدفاع عن مبتغاه، والهجوم على منغصات مراده، ودواعي الهوى فيه تحرِّك نزعات التمرد على الهدى، وتلبيس الحق بالباطل، والتدليس بين الخير والشر، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.

 

وبعد اتساع الأمة الإسلامية ودخول شعوب وحضارات وبلاد جديدة بكل ما تحمله من أفكار ورؤى وموروثات فكرية وعقدية قديمة، ظهرت الحاجة إلى تحصين الأتباع من زيغ القول والمعتقد، فترتب على ذاك مطالعة معتقدات الفرق والطوائف والرد عليها، وابتلي المسلمون بمن خلط بعقائد الإسلام ما ليس منه، ومن ألبس الشريعة غير ردائها، وطوائف بغت على عقيدة المسلمين، فكثرت الأقوال، وتكاثرت الآراء، فتشعبت الفرق، فقام العلماء على المخالفين، يدفعون عن معين الإسلام الزيف، ويكشفون الدخل، ويبينون الدخن.

 

مشروعية النقد:

نقد العقائد، وتتبع مقالات الفرق والطوائف، ودحض شبه أتباع النحل والملل منشؤه وأصله في القرآن الكريم، وذلك في طريقة القرآن في الرد على أقوال أهل الكتاب والمشركين، وعرض معتقداتهم ومقالاتهم ودحضها. وأمر الله تعالى بدعوتهم وجدالهم بالتي هي أحسن، وجهادهم باللسان والسنان؛ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125]، (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [العنكبوت: 46]، ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ )[الأنبياء: 18].

 

وكتاب الله جاء بنقد العقائد السائدة وانحرافها، ونقد مظاهر التحلل الاجتماعي، ومناقشة إنكار البعث. فنقد آلهتهم الباطلة، وبين عيوب ما يزعمون ألوهيته، وكشف النواقص التي تَنفي عنها التأله، قال الله: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ * قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [الزمر: 38، 39] وقوله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) [النجم: 19 - 23].

 

ونقد القرآن اليهود في مزاعمهم الباطلة حول أنبياء الله وادعاء الخصوصية عند الله وتعنتهم وجهلهم وتعصبهم وحقدهم وحسدهم للمؤمنين وذلك في مواطن كثيرة، كما نقد النصارى في عقيدتهم الضالة وكذبهم فيما ذهبوا إليه من ألوهية عيسى -عليهم السلام-، ونسبة الولد والزوجة للرب -جلّ في علاه أيضا- في مواطن كثيرة.

 

وبالجملة فإن النقد يستمد مشروعيته من روافد شرعية كثيرة، فهو يستمدها من مشروعية النصيحة لله ورسوله وسائر المسلمين، ومن مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذا أصل في الإسلام، وسيمة في هوية الأمة الإسلامية وفضلها على الأمم. ومن مشروعية محاسبة النفس، ومراجعة الأفعال والقرارات، والمحاسبة تكون من الفرد وبين الجماعة، وهي وظيفة أهل العلم والمحققين والمتخصصين في هذه الأمة.

 

قال أحمد بن حنبل: "الحمد لله الذي جعَل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون مَن ضَلَّ إلى الهدى، ويُبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائه قد هدَوه! فلله ما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم ".

 

وقال ابن القيم: "عادتنا في مسائل الدين كلها، دقِّها وجلِّها، أنْ نقول بموجبها، ولا نضرب بعضَها ببعض، ولا نتعصب لطائفة على طائفة. بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق، ونخالفها فيما معها من خلاف الحق، لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ".

 

ثالثاً: مضار غياب النقد

النقد هو تمحيص بين الثمين والرخيص، فإن أُغلق بابه، ما درى الناس رُتب العلم، ولا مراتب العلماء، ولا فرَّق أحد بين الأكابر والأصاغر، ولا عُرِف العالم من المتعالم، ولا تبين الحق من كثرة الباطل، ولا مُيز الصواب عن الخطأ.

 

ومما يحزن القلب حقاً في هذه الأيام استفراغ بعض أهل العلم والفكر والدعاة جهد طاقاتهم؛ لصد النقد بكل السبل، والدفع بمن يقوم بمهمة حراسة الشريعة، وتحصين العقيدة؛ للكف عن أهل الأهواء، أو تتبع زلات الدخلاء، أو هفوات طائفة من العلماء، أو النصح وبيان الخلاف؛  حتى أن البعض يقيم نفسه منابذًا عن المبطلين؛ بتخذيل القائمين بالنقد؛ لستر مرض التقصير بداء التخذيل، مُرهبًا من النقد الداخلي، ومهوشاً بتفريق الصف، وتكدير السلم، وتشميت الكافرين في المسلمين، وإيقاظ الفتن النائمة، إلى آخر هذه القائمات من الاتهامات التي توجه للناقدين.

 

والتخذيل ما سرى في أُمة إلا وبدت معاول الهدم الداخلي بها، وتجلت إرهاصات السقوط؛ فسنة الله في خلقه: التدافع بين الصواب والخطأ، والحق والباطل، والخير والشر، ومتى انكفأ أهل الحق، طلع قرن الباطل، ومتى أٌسكت الصواب، أُشيع الخطأ، وهو أمر ماض إلى يوم الدين.

 

ومن مضار غياب النقد على الأمة الإسلامية:

1 – توقف حركة الاجتهاد، وغياب التجديد، وشيوع التقليد، ومن شأن ذلك أن تَنزل على المسلمين نوازل لا يدري رؤوس التقليد لها أصلاً، وتَطرأ أزمات اجتماعية لا يعيها المقلدة؛ لأن مشاكل الناس تجاوزت زمن من يقلدون.

 

2 - اختلاط الجيد بالرديء، والتباس الخطأ بالصواب، وتدليس الباطل بشيء من الحق، فيتشابه الأمر عليهم، ولا يُفرَّق بين الرفيع والوضيع من أهل العلم، ولا بين الأصيل والدخيل، ومن كان أمرهم ذلك، خرَّقوا للدين بدعًا وشبهات، كما أن من دعائم فشو الخطأ وتسويقه: السكوت عنه، فتمتد المخالفة طولها، ويمتد رواقها، ويشيع انتشارها؛ في الاعتقاد، والأقوال، والأعمال؛ فالأهواء أخطاء متساقطة، فتندرس السنن، وتمحى الآثار، فتؤول بالأمة إلى أسرها بأغلال ما أنزل الله بها من سلطان.

 

3 – تضعضع موقف أهل السنّة في قابلة سدنة البدع والهوى، بتعطيل وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالسنة أصل، والبدعة حادث طارئ، وما سكت أهل حق إلا علا صوت باطل، وإن لم يجد الصغير من يأخذ بيده، لم يعرف قدره، ولن يعي زلته، فإن شب على الخطأ، شاب على الباطل، ومن مناهج التعليم تربية المتعلم على تدارك أخطائه بنصائح المعلم، وإرشادات المربي نقد للمتعلم، وتربية له على مقامات العلم والأدب، وتوجيه نحو الصواب.

 

4 - استعلاء أهل الأهواء على أهل السنة، والأصاغر على الأكابر، والرُّويْبِضة على أئمة العلم، وظهور المبطلين على المصلحين، والتقدم عليهم في المجامع، وسبقهم في درجات المنابر، واحتباؤهم على أفواه السكك؛ لمشاغبة المصلحين، والتحريش بأهل العلم، والتعريض بأهل الصلاح، وتحريض السفهاء عليهم، وتكميم أفواه العلماء بعصا السلطان، فإن سكت العلماء، تنمر الجهلاء، وأهل الباطل شخصيات قلقة، يورثون القلاقل بتصعيد الخلاف، فيكثرونه من قطرة، ولو صمتوا، لقل الخلاف.

 

5 - كسر الحاجز النفسي بين السنة والبدعة، والحسنة والسيئة، والمعروف والمنكر، فيستمرئ الناس الباطل، وتتميع الأخلاق، وتموت حمية الدين، ويستعصي إصلاح الدهماء على العلماء، ويجفل العامة ممن ينصحهم، ويجافون من يرشدهم.

 

بالجملة لو سكت أئمة العلم ومن تَبعهم، لصِيحَ بالباطل، وإن جَهِل الناس أمر دينهم، واقعوا المحظور، وقوم يعلوهم أهل الباطل والمرجفون، لا يؤمن عليهم مكر الله، أن تنزل بهم فتن تأخذ أولهم بآخرهم؛ قال تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) [الأنفال: 25].

المشاهدات 564 | التعليقات 0