الفرح السرور بالعيد بعد ختام سيد الشهور 1438هـ

محمد البدر
1438/09/27 - 2017/06/22 04:41AM
[align=justify]الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
ها نحن نودع أعز ضيف وأخف ضيف يمر علينا نسأل أن نكون من الذين أحسنوا وفادته ، فاجعلوا ختامه توبة نصوح وأكثروا من الاستغفار لعل الله يفرج عنا وعنكم وعن المسلمين ،وارفعوا أصواتكم بالتكبير والتحميد والتهليل .
عِبَادَ اللَّهِ:اعتاد الكثير من الناس في مثل هذه الأيام في بلاد الحرمين وفي كل مكان من المواطنين والمقيمين المسارعة لأعمال الخير والبر والاحسان ومساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين وغيرهم ،فابحثوا عن الفقراءوالمحتاجين والمتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافاً فهؤلاء لا يصلهم أي مساعدات من الجمعيات الا من طلب منهم أو تذلل لهم أو وقف على بابهم ,وليس لهم إلا الله جل وعلا ، ثم من سأل وبحث عنهم ففيهم الجار والقريب وذوي الأرحام وابن السبيل والغارمين وغيرهم هؤلاء هم المستحقين حقاً قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:يُشرع في هذه الأيام صَدَقَةِ الْفِطْرِ يخرجها المسلم شكرا لله على نعمة التوفيق لصيام رمضان وقيامه وفيها إحسان إلى الفقراء و المحتاجين وتجب زكاة الفطر على كل نفس من المسلمين ، غربت عليها شمس آخر يوم من رمضان وهي حيَّة ويتولاها بنفسه أو يوكل من يثق به فَعَنْ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أما مقدارها فَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:« كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
الأَقِطٍ : اللبن المحمض يجمد حتى يستحجر ويطبخ أو يطبخ به .
وأما الجنين الذي في بطن أمه فلا تجب عليه الزكاة وإن زكي عنه فهو أفضل لفعل عثمان رَضِي اللَّهُ عَنْهُ ،ولا يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بل يجب أن تكون طعاما يؤكل يخرج من غالب قوة أهل البلد.
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر التكبير :ابتداءً من غروب شمسِ آخر يومٍ من رمضان إلى حضور الإمام إلى مصلى العيد وصفة التكبير (اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ) ويستحب جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت .
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر صلاة العيد ، والتي هي فرض عين على الرجال الأحرار وهو اختيار شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ:ولا يجوز التخلف عنها إلا بعذر كمرض أو سفر أو غير ذلك وحكمها حكم صلاة الجمعة .
وعن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :«كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن السنة :الخروج إلى المصلى خارج البنيان لفعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد ترك مسجده وخرج إلى المصلى فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فاتقوا الله عبادالله وسارعوا إلى إحياء هذه السنة سنة الخروج إلى مصليات العيد اقتداءً بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ،فإن لم يوجد فإلى المسجد ،ولنحذر من التكبير الجماعي الذي أحدثه بعض الناس حيث يكبر منهم واحد والناس له تبع يكبرون بالألحان وبصيغ لم ترد في الشرع .
ويسن للمسلم أن يفطر على تمرات ، قبل خروجه إلى المصلى ، فعَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«كَانَ يُفْطِرُ عَلَى تَمَرَاتٍ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمُصَلَّى » رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ومن السنة إظهار الفرح والسرور بالعيد ،وإدخال السرور على الأطفال والأرحام والأصدقاء ،وعلى اليتامى والفقراء والمساكين ..

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ....

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
ومن السنة أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا »رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.
ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ ،فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:« كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا أن زيارة المقابر بعد صلاة العيد ليست من السنة ولا من هدي السلف الصالح فاتركوها .
عِبَادَ اللَّهِ:ومما حث عليه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد شهر رَمَضَانَ صيام سِتًّا مِنْ شَوَّال فَعَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

ألا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 1078 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا