الفرج والمخرج بعد الشّدة والكرب ( خطبة جمعة )
محمد بن سليمان المهوس
1438/03/22 - 2016/12/21 19:00PM
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها ،وَكُلَّ مُحْدثةٍ بِدْعَةٍ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٍ، وكُلَّ ضَلالةٍ فِي النّارِ ، أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / سُنَّةُ الِابْتِلَاءِ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ بَاقِيَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) وَقَالَ ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) وَقَالَ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ )) وَقَالَ ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) وَقَالَ (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ))
وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ:((الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ)) قَالَ:((يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ , فَلا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ وَمَا لَهُ خَطِيئَةٌ)) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
وَالْمُتَأَمِّلُ عِبَادَ اللَّهِ لِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، يَجِدُ أَلْوَانًا وَصُنُوفًا مِنَ الِابْتِلَاءَاتِ الَّتِي مَرَّتْ عَلَيْهِمْ فِي دِينِهِمْ ! فَهَذَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ لَقِيَ مِنْ الْأَذَى مِنْ قَوْمِهِ مَا لَقِيَ ! أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، وَإِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ مُشْرِكُو قَوْمِهِ بِأَنْ يَقْتُلُوهُ أَشَدَّ قِتْلَةٍ وَقَالُوا ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )) وَرَسُولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُذِّبَ وَعُذِّبَ بِرَمْيِهِمْ لَهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أُدْمِيَتْ قَدَمَاهُ وَشُجَّ رَأْسُهُ ، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ ؛ وَصَحَابَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ حَلَّ بِأَكْثَرِهِمْ الِابْتِلَاءُ ،يَقُولُ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا غَيْرَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطُوهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ به في شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ .
يَقُولُ عُثْمَاْنُ بِنُ عَفَّاْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لَقِيْتُ رَسُوْلَ اَللهِ بِاَلْبَطْحَاءِ , فَأَخَذَ بِيَدِيِ , فَاَنْطَلَقْتُ مَعَهُ ,فَمَرَّ بِعَمَّارَ بْنِ يَاسِرٍ وَأَبِيهِ وَأُمَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ : (( صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ )) وَفِي رِوَايَةٍ : ((فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ )) وَفِيْ رِوَايَةٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُمْ فَقَالَ : (( صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ )) ، فَاَلرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُذَكِّرُهُمْ بِمَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ ، وَيَأْمُرُهُمْ بِاَلْصَّبْرِ، وَيَدْعُو لَهُمْ بِاَلْمَغْفِرَةِ ، وَهُمْ يُعَذَّبُوْنَ عَذَابَاً لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ ، وَلَكِنْ إِيْمَاْنُهُمْ بِاَللهِ تَعَالَى ، وَتَصْدِيقُهُمْ بِرَسُوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَعَلَهُمْ يَصْبِرُونَ عَلَىْ قَسْوَةِ اَلْتَّعْذِيِبِ ، حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّ أُمَّهُمْ سُمَيَّةُ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ كَانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً ، فأُعْطِيَتْ لِأَبِي جَهْلٍ يُعَذِّبُهَا ، فَعَذَّبَهَا عَذَابًا شَدِيدًا ، رَجَاءَ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ، وَتَرْجِعَ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ فَامْتَنَعَتْ ، فَاسْتَطَالَ الْفَاجِرُ أَبُو جَهْلٍ سَبًّا فِي عِرْضِ الْعَجُوزِ الضَّعِيفَةِ سُمِّيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَغْلَظَتْ لَهُ الْقَوْلُ ، فَتَمَيَّزَ الْفَجَرَةُ غَيْظًا بِإِهَانَةٍ سَيَّدِهِمْ ، فَرَبَطُوا إِحْدَى رِجْلَيْهَا بِبَعِيرِ وَالْأُخْرَى بِآخَرَ فَانْبَرَى شَقِيُّهُمْ أَبُو جَهْلٍ بِحَرْبَةِ فَضَرَبَ قُبْلَهَا ؛ فَمَاتَتْ شَهِيدَةٌ ، وَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيدَةٍ فِي الْإِسْلَامِ ، وَتَفَرَّدَ عَمَّارُ بِالْعَذَابِ بَعْدَ أَنْ فَقَدَ وَالِدَيْهِ أَمَامَ نَاظِرِيهِ تَحْتَ حَمْأَةِ الْعَذَابِ مِنْ غَيْرِ قُدْرَةٍ عَلَى نُصْرَتِهِمْ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَأَعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَا اشْتَدَّ الِابْتِلَاءُ وَالْكَرْبُ جَاءَ الْفَرَجُ وَالْيُسْرُ ، بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .
عِبَادَ اللهِ / اِتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ من سُنَنِ اللَّهِ تَعَالَى فِيِ الْبَلَاءِ :أَنَّهُ كُلَّمَا اشْتَدَّ أَشْرَفَ عَلَى الِانْتِهَاءِ وَجَاءَ الْفَرَجُ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ((وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))
اَللَّهُمَّ عَجِّلْ بِفَرَجِكَ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ بِكُلِّ مَكَانٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اَلْلَّهُمَّ عَجِّلْ بِفَرَجِكَ لِإِخْوَانِنَا فِي الشَّامِ وَالْعِرَاقِ والْيَمَنِ ، اَلْلَّهُمَّ عَوِّضْهُمْ خَيْراً ، وَاَرْبِطْ عَلَى قُلُوْبِهِمْ ، وَقَوِّي عَزَاْئِمَهُمْ ، اَلْلَّهُمَّ نَفِّسْ كُرْبَتَهُمْ ، وَأَزِلْ هَمَّهُمْ وَغَمَّهُمْ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِيْ نُحُوْرِهِمْ ، إِنَّكَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرِ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) رَوَاهُ مُسْلِم .
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها ،وَكُلَّ مُحْدثةٍ بِدْعَةٍ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٍ، وكُلَّ ضَلالةٍ فِي النّارِ ، أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / سُنَّةُ الِابْتِلَاءِ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ بَاقِيَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) وَقَالَ ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) وَقَالَ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ )) وَقَالَ ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) وَقَالَ (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ))
وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ:((الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ)) قَالَ:((يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ , فَلا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الأَرْضِ وَمَا لَهُ خَطِيئَةٌ)) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
وَالْمُتَأَمِّلُ عِبَادَ اللَّهِ لِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، يَجِدُ أَلْوَانًا وَصُنُوفًا مِنَ الِابْتِلَاءَاتِ الَّتِي مَرَّتْ عَلَيْهِمْ فِي دِينِهِمْ ! فَهَذَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ لَقِيَ مِنْ الْأَذَى مِنْ قَوْمِهِ مَا لَقِيَ ! أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا، وَإِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ مُشْرِكُو قَوْمِهِ بِأَنْ يَقْتُلُوهُ أَشَدَّ قِتْلَةٍ وَقَالُوا ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )) وَرَسُولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُذِّبَ وَعُذِّبَ بِرَمْيِهِمْ لَهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أُدْمِيَتْ قَدَمَاهُ وَشُجَّ رَأْسُهُ ، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ ؛ وَصَحَابَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ حَلَّ بِأَكْثَرِهِمْ الِابْتِلَاءُ ،يَقُولُ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا غَيْرَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطُوهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ به في شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ .
يَقُولُ عُثْمَاْنُ بِنُ عَفَّاْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لَقِيْتُ رَسُوْلَ اَللهِ بِاَلْبَطْحَاءِ , فَأَخَذَ بِيَدِيِ , فَاَنْطَلَقْتُ مَعَهُ ,فَمَرَّ بِعَمَّارَ بْنِ يَاسِرٍ وَأَبِيهِ وَأُمَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ : (( صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ )) وَفِي رِوَايَةٍ : ((فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ )) وَفِيْ رِوَايَةٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُمْ فَقَالَ : (( صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ )) ، فَاَلرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُذَكِّرُهُمْ بِمَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ ، وَيَأْمُرُهُمْ بِاَلْصَّبْرِ، وَيَدْعُو لَهُمْ بِاَلْمَغْفِرَةِ ، وَهُمْ يُعَذَّبُوْنَ عَذَابَاً لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ ، وَلَكِنْ إِيْمَاْنُهُمْ بِاَللهِ تَعَالَى ، وَتَصْدِيقُهُمْ بِرَسُوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَعَلَهُمْ يَصْبِرُونَ عَلَىْ قَسْوَةِ اَلْتَّعْذِيِبِ ، حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّ أُمَّهُمْ سُمَيَّةُ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ كَانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً ، فأُعْطِيَتْ لِأَبِي جَهْلٍ يُعَذِّبُهَا ، فَعَذَّبَهَا عَذَابًا شَدِيدًا ، رَجَاءَ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ، وَتَرْجِعَ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ فَامْتَنَعَتْ ، فَاسْتَطَالَ الْفَاجِرُ أَبُو جَهْلٍ سَبًّا فِي عِرْضِ الْعَجُوزِ الضَّعِيفَةِ سُمِّيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَغْلَظَتْ لَهُ الْقَوْلُ ، فَتَمَيَّزَ الْفَجَرَةُ غَيْظًا بِإِهَانَةٍ سَيَّدِهِمْ ، فَرَبَطُوا إِحْدَى رِجْلَيْهَا بِبَعِيرِ وَالْأُخْرَى بِآخَرَ فَانْبَرَى شَقِيُّهُمْ أَبُو جَهْلٍ بِحَرْبَةِ فَضَرَبَ قُبْلَهَا ؛ فَمَاتَتْ شَهِيدَةٌ ، وَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيدَةٍ فِي الْإِسْلَامِ ، وَتَفَرَّدَ عَمَّارُ بِالْعَذَابِ بَعْدَ أَنْ فَقَدَ وَالِدَيْهِ أَمَامَ نَاظِرِيهِ تَحْتَ حَمْأَةِ الْعَذَابِ مِنْ غَيْرِ قُدْرَةٍ عَلَى نُصْرَتِهِمْ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَأَعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَا اشْتَدَّ الِابْتِلَاءُ وَالْكَرْبُ جَاءَ الْفَرَجُ وَالْيُسْرُ ، بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .
عِبَادَ اللهِ / اِتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ من سُنَنِ اللَّهِ تَعَالَى فِيِ الْبَلَاءِ :أَنَّهُ كُلَّمَا اشْتَدَّ أَشْرَفَ عَلَى الِانْتِهَاءِ وَجَاءَ الْفَرَجُ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ((وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))
اَللَّهُمَّ عَجِّلْ بِفَرَجِكَ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ بِكُلِّ مَكَانٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اَلْلَّهُمَّ عَجِّلْ بِفَرَجِكَ لِإِخْوَانِنَا فِي الشَّامِ وَالْعِرَاقِ والْيَمَنِ ، اَلْلَّهُمَّ عَوِّضْهُمْ خَيْراً ، وَاَرْبِطْ عَلَى قُلُوْبِهِمْ ، وَقَوِّي عَزَاْئِمَهُمْ ، اَلْلَّهُمَّ نَفِّسْ كُرْبَتَهُمْ ، وَأَزِلْ هَمَّهُمْ وَغَمَّهُمْ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِيْ نُحُوْرِهِمْ ، إِنَّكَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرِ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) رَوَاهُ مُسْلِم .
المرفقات
الفرج والمخرج بعد الشّدة والكرب.doc
الفرج والمخرج بعد الشّدة والكرب.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق