الفتاوى الكاوستية من نفائس الإجابات الفقهية للنوازل العصريّة

الفتاوى الكاوستية من نفائس الإجابات الفقهية للنوازل العصريّة.

أجاب عليها:

فضيلة العلّامة: عميد كلية (جون لوك) الشرعيّة، المستشار الشرعيّ للصحافة السعوديّة.


س1/ الشيخ الكريم، ما حكم الشريعة في اختلاط الرجال بالنساء في الدراسة ..؟

ج1/ الحمد لله، الاختلاط لفظة محدثة لم ترد في الكتاب والسنّة، ولم تعرف في أي ديوان من دوواين الإسلام، فالحكم لا يتعلّق بالاختلاط، وإنما التحريم متعلّق بالخلوة فهي محرّمة بنصّ حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي أجمع المسلمون على حكمه.

س2/ لكن –فضيلة العميد- قد تتطلّب الدراسة الجامعية حصول خلوة بين الأستاذ وطالبته أو الطالب وزميلته من غير قصد بل لأمر عارض لا ينتبه الشخص له، فما الحكم؟

ج2/ لا حرج في ذلك، لأن المحرّم في الخلوة ما كان متعمّداً مقصوداً، وأما ما كان من جهل أو نسيان فلا شيء فيه، وقد قال الله تعالى ( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).

س3/ أحسن الله إليك، فإن حصل ذلك لقصد تعليم الأستاذ للطالبة أو لحاجة الطالب لشرح بعض الأمور وإبداء بعض المشاعر والهموم لزميلته في داخل أروقة الجامعة فهل ترى في هذا بأساً ؟

ج3/ لا بأس به إن شاء الله، لأن المحرّم في الخلوة ما كان في البيوت كما قال الإمام أحمد، وأما الخلوة في داخل مباني الجامعة وهي في حركة العمل فلا يعتبر خلوة لأنّ الخلوة حرّمت في الشريعة لمظنّة الفساد وهو لا يكون إلا في البيوت.

س4/ فإن لزم الأمر – أطال الله بقاءك-أن تنفرد الطالبات بزملائهنّ في البيوت لحاجة أو صداقة أو نحوها، فما الرأي الذي ترونه؟

ج4/ الذي يظهر أن لا بأس في ذلك إن شاء الله، لأن الشريعة مبنية على التيسير والسعة والرحمة، وما جعل عليكم في الدين من حرج، والواجب على الإنسان أن ينظر في مقاصد الشريعة حتى لا يضيّق على الناس في دنياهم.

س5/ لو أردنا –نحن طلاب الجامعة- أن نقيم مباراة رياضية وديّة بين الطلاب والطالبات في لعبة كرة القدم أو السلّة أو غيرها، فهل في ذلك من حرج؟

ج5/ الإنسان بحاجة ماسّة لممارسة الرياضة لما فيه من فوائد عظيمة على الصحّة وقوّة البدن والسلامة من الأمراض، وقد جاءت الشريعة بالحثّ على كلّ ما فيه قوّة وفضّل النبيّ صلى الله عليه وسلم المؤمن القويّ على المؤمن الضعيف، وقد سابق النبيّ صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها مرتين، فليس ذلك من حرج إن شاء الله.

س6/ يسوؤنا في الجامعة أن نرى حالات السفور والتكشّف لدى بعض الطالبات مما لم نعتد على مرآه قبل ذلك في مجتمعاتنا المحافظة فقد كنّا في السابق لا نرى إلا عين المراة أمّا الآن فنرى حال النساء فيها كما هنّ في كثير من بلاد العالم، فما الحالة التي ترونها موافقة للشريعة؟

ج6/ الراجح من أقوال العلماء أن كشف المرأة لوجهها وكفّيها لا حرج فيه، للدلائل الكثيرة في ذلك، وهو مذهب جمهور العلماء قديماً وحديثاً، وما كنتم ترونه من قبل فهو من العادات الجاهليّة والمخلّفات الموروثة من القيم الوثنيّة التي لم يعرفها الإسلام، والله أعلم.

س7/ تقام صلاة الجماعة في الجامعة، فما حكم شهود الجماعة؟

ج7/ تجب الصلاة مع الجماعة لما ثبت من أحاديث كثيرة في هذا الباب.

س8/ فإن كان النظام لا يراعي أوقات الجماعة؟

ج8/ الصحيح أن صلاة الجماعة سنّة مؤكّدة، فبإمكانكم الصلاة فرادى ولا شيء في ذلك، غير أن لا تؤخّروا الصلاة عن وقتها بأي حال من الأحوال لأن هذا من التهاون الذي يشمله قوله تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون).

س9/ لكن وقت المحاضرات قد يتسارع بحيث لا نستطيع أن نصلّي الصلاة في وقتها؟

ج9/ إذا احتاج الإنسان لتأخير الصلاة عن وقتها فله تأخيرها إلى الوقت الذي يليها فيؤخّر صلاة الظهر حتى يصليها مع العصر لما جاء من جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بلا مرض ولا سفر، ولا يجوز له تأخيرها عن الوقت الثاني أبداً لأن الله تعالى قال (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) فيصليها ولو في حال الضرورة أو الحرب بقدر استطاعته لقوله تعالى (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً).

س10/ فإن لم أجد فرصة للصلاة نظراً لانشغالي بالمحاضرات فما ذا أفعل ؟

ج10/ إذا رجعت إلى منزلك فصلّ الصلوات كلّها إذن ولا شيء عليك لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما شغله المشركون في غزوة الخندق أخّر صلاة العصر حتى غابت الشمس فصلّاها بعد وقتها من غير جمع، والله أعلم.

س11/ نعاني من الملل والضجر نظراً لكثرة متطلّبات الجامعة وثقل أعباء الدراسة، مما نبحث فيه عن ترويح للنفس يعيد لها نشاطها، فما حكم حضورنا لحفلات الرقص النسائية في نهاية الأسبوع؟

ج11/ ليس في كتاب الله ولا في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كلام أحد من أئمة الإسلام نصّ بمنع الرقص مطلقاً، أو تحريمه على كلّ حال، فالمرأة قد ترقص لزوجها أو ترقص في حفلات الزواج التي حثّت الشريعة على ضرب الدفوف فيها، والرقص ليس إلا هزّ وتحريك لأعضاء الجسد وليس في الشريعة ما يدلّ على تحريم هزّ شيء من جسد الإنسان، ولو جاء شيء من ذلك فهو من تكليف ما لا يطاق لأن الإنسان لا يسلم من هزّ شيء من جسده في ذهابه وإيابه أو ممارسته للركض أو اللعب المباح.

منقول
المشاهدات 2372 | التعليقات 1

للاسف لاتطاوعني نفسي على الضحك على هذه المهازل..

وإن كان الأمر يدعو للضحك

وللأسف أيضا بمثل هذه الفتاوى يهدم الدين!!
والله المستعان!!