الغَيْرَةُ المَحْمُودَةُ 19/5/1440هـ
خالد محمد القرعاوي
الغَيْرَةُ المَحْمُودَةُ 19/5/1440هـ
الحَمْدُ للهِ سَهَّلَ لِمَرْضَاتِهِ سَبِيلاً، أَوضَحَ طَرِيقَ الهِدَايَةِ وَجَعَلَ الرَّسُولَ عَلَيهِ دَلِيلاً، نَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، الحَلالُ مَا أَحَلَّهُ اللهُ, وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ, وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ، وَنَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ المُصْطَفَى, وَنَبِيُّهُ المُرْتَضَى، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِك عَلَيهِ وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسَانٍ وَإيمَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ، وَنَفْسِي بِتَقْوى اللهِ تَعَالى القَائِلِ: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهِ (النساء:131). وَذَلِكَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ.
عِبَادَ اللَّهِ: الْغَيْرَةُ خُلُقٌ كَرِيمٌ جُبِلَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ العَظِيمُ، حَتَّى عُدَّ مَنْ يُدافِعُ عَنْها مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى! وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ). وَالْغَيْرَةُ عَلَى الْمَحَارِمِ خُلُقٌ نَبِيلٌ جُبِلَ عليهِ الْعَرَبُ، وجَاءَ الْإِسْلَامُ فَعَزَّزَهُ، وَهَذَّبَهُ.
ألا تَعْلَمُونَ يَا رَعَاكُمُ اللهُ: أنَّ أَجَلَّ مَنْ يَغَارُ هُوَ رَبُّ الْأَرْبَابِ، فَقَدْ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ). رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَكَانَ نَبِيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَغَارُ وَيَقُولُ كَمَا فِي الصَّحِيحِ: (أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي ). فَالْغَيْرَةُ فِي مَوْطِنِهَا، مِنْ جُمَلَةِ الْأُمُورِ الْمَحْمُودَةِ، وَالْغَيْرَةُ لَا تَعْنِي الشَّكَّ وَالرِّيبَةَ، وَإِنَّمَا تَعْنِي تَحَمُّلَ الْمَسْؤُولِيَّةِ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ.
إِنَّ الْغَيْرَةَ تَعْنِي قُوَّةَ الْإِيمَانِ، وَرُسُوخَهُ فِي الْقَلْبِ، وَتَعْظِيمَ شَعَائِرِ اللَّهِ، وَحِفْظَ حُدُودِهِ، وَنَشْرَ الْفَضِيلَةَ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ. وَفِي المُتَّفَقِ عَلَيْهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلُّكمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ».
عِبَادَ اللَّهِ: إنَّ الرِّضى بِاخْتِلاطِ الجِنْسَينِ فِي المُجْتَمَعَاتِ يُنَافِي كَمَالَ الغَيْرَةِ على مَحَارِمِ المُسْلِمِينَ! فَمِنْ صُوَرِهِ : اخْتِلاطُ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ الأَجَانِبِ عَنْهُنَّ, فِي المَحَلاَّتِ التِّجَارِيَّةِ وَالمُتَنَزَّهَاتِ وَالمَكَاتِبِ والمَعَامِلِ وَالمُسْتَشْفَيَاتِ وَالمُسْتَوصَفَاتِ والحَفَلاتِ والمُنَاسَبَاتِ !
فَأينَ مِيزَانُ الغَيْرَةِ عِنْدَ هَؤلاءِ وَأَولِيَائِهِمْ ؟
عِبَادَ اللهِ : ألا تَرَونَ بِأُمِّ أَعْيُنِكُمْ تَغَيُّرَاً بَيِّنَاً عِنْدَ بَعْضِ نِسَاءِ المُسْلِمينَ ؟ تَغَيُّرٌ فِي العَبَاءَاتِ ! وَخُرُوجُ مُتَعَطِّرَاتٍ , وَبَعْضُهُنَّ مَائِلاتٌ مُمِيلاتٌ مُتَكَسِّرَاتٌ فِي المَشْيِ , خَاضِعَاتٌ فِي القَولِ وَيُكْثِرْنَ المِزَاحَ بِدُونِ أدْنَى حَرَجٍ! وَاللهُ المُسْتَعَانُ. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ ,فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ويقول ابن القيم رحمه الله: وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ. انتهى كلامه رحمه الله.
فَاتَّقِينَ اللهَ يَا نِسَاءنَا وَاحْتَشِمْنَ وَاسْتَتِرْنَ بِسِتْرِ اللهِ وَاحْتَجِبْنَ عَنِ الحَرَامِ, وَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الرِّجَالُ فِي نِسائِكُم وَاسْتَوصُوا بِهِنَّ خَيرَاً. سَتَرَ اللهُ علينا وَعَليكُمْ وعلى المُسْلِمينَ جَميعاً ,وزَيَّنَنَا جَمِيعَاً بالتَّقْوى , أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطَبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمدُ للهِ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَأَحْسَنَ خَلْقَهُ وِتَقوِيْمَهُ، نَشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, امتنَّ على عبادِهِ بِهِدَايَتِهِ وتَوفِيقِهِ، وَنَشهَدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُهُ أدَّبَهُ رَبُّهُ فَأَحسَنَ تَأْدِيبَهُ, صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ، وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عليهِ.
أمَّا بعدُ: فَأَوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوى اللهِ وَطَاعَتِهِ، وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا عِبَادَ اللهِ: في يومٍ من الأيامِ قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لأَصحَابِهِ: أَتَمَنَّى رِجَالاً مِثلَ أَبي عُبَيدَةَ وَمُعَاذٍ وَحُذَيفَةَ ، فَأَستَعمِلُهُم في طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ! رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَا أَصوَبَ رَأيَهُ وَأَدَقَّ فَهمَهُ! لَقَد تَمَنَّى رِجَالاً لأنَّهُ يَعلَمُ أنَّهُمُ الأَسَاسُ الذينَ تَحيَا بِوُجُودِهِمُ المُجتَمَعَاتُ! وإِنَّ رَجُلاً وَاحِدًا تَتَحَقَّقُ فِيهِ مَعالِمُ الرُّجُولَةِ الحَقِيقِيَّةِ, لَهُوَ أَعَزُّ مِن كُلِّ مَعدِنٍ نَفِيسٍ، وَإِنَّ رَجُلاً صَالِحَاً تَامَّ الرَّجُولَةِ, لَهُوَ عِمَادُ الأُمَّةِ وَرُوحُ نَهضَتِهَا, وَمُنطَلَقُ صَلاحِها وإِصلاحِهَا. وَبِعَكْسِ ذَلِكَ تَمَامًا يَكُونُ الفَسَادُ والإفْسَادُ !
نَعَم يا مُؤمِنُونَ: أُمَّتُنا ودِينُنَا ومُجتَمَعُنا في هذا الزَّمنِ بِحاجَةٍ إلى رِجَالٍ أَخضَعُوا أنْفُسَهُمْ لِمَا أَرادَ اللهُ عزَّ وجلَّ، فَهْمَاً وَسُلُوُكاً وَتَطبِيقَاً, فَمِن أَخَصِّ صِفَاتِهِمْ في القُرآنِ الكَرِيمِ : أَنَّهمْ قَوَّامُونَ عَلَى مَن وَلاَّهُمُ اللهُ أَمرَهُم مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ، كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَىَ النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم . قَالَ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: القيِّمُ الرَّئِيسُ، الذي يَحْكـُمُ أَهلَهُ وَيُقَوِّمُ اعوجَاجَهم إذا اعْوَجُّوا، وهو المَسئُولُ عنهم يومَ القيامةِ!
عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ الْغَيْرَةَ عَلَى الْمَحَارِمِ تَدُلُّ عَلَى عِزَّةِ الْمُسْلِمِ، وَنُبْلِ أَخْلَاقِهِ. وَلَا يَغَارُ أَحَدٌ عَلَى مَحَارِمِهِ إِلَّا وَهُوَ غَيُورٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ. وَالْإِسْلَامُ جَاءَ بِحِفْظِ الْمَحَارِمِ، وَلِذَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ فَقَالَ: (لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ). وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الصَّحِيحِ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَحَذَّرَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخَلَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ الْمُحَرَّمَاتِ عليهم، فَقَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ). رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
فَالْإِسْلَامُ حَثَّ عَلَى الْغَيْرَةِ الْمَحْمُودَةِ، وَنَدَبَ إِلَيْهَا، لِأَنَّهَا مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ الرُّجُولَةِ وَالشَّهَامَةِ، فَبِهَا تُسْتَجْلَبُ الْمَكَارِمُ، وَتُسْتَدْفَعُ الْمَكَارِهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَبَدًا: الدَّيُّوثُ، والرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاء، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا مُدْمِنُ الْخَمْرِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الدَّيُّوثُ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ، قُلْنَا: فَمَا الرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: الَّتِي تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ) صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ،
فالإنْسَانُ َالَّذِي لَا يَغَارُ عَلَى مَحَارِمِهِ وَلا مَحَارِمِ المُسْلِمِينَ فِي عَقْلِهِ نَقْصٌ، وَفِي اسْتِقَامَتِهِ رَخَاوَةٌ، وَفِي رُجُولَتِهِ خَلَلٌ، وَفِي قَوَامَتِهِ عَيْبٌ، وَفِي أَخْلَاقِهِ وَسُلُوكِهِ انْحِرَافٌ! نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ. فَالَّلهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. اللهم اهدِنا فيمَن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت .، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقِنا شر ما قضيت ، نَسْتَغْفِرُكَ الَّلهُمَّ مِن جَميعِ الذُّنُوبِ والخَطَايا وَنتوبُ اٍليك. الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ, وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا, لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللهم ثبِّت قلوبَنا على دينك، وصراطِك المستقيم. اللهمَّ أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ياربَّ العالمين. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عِبَادَ اللهِ أُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوه عَلى عُمُومِ نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق