الغبار ... رحمة أم عذاب !!

الحمدُ لله خلقَ فقدَّرَ، وَمَلَكَ فَدَبَّرَ، سبحانَه ما أعظمَ شأنَهُ وسُلطانَه، وما أوسعَ حلمَهُ وغُفرَانَهُ. سبَّحت لهُ السَّمواتُ وأَملاَكُها، والنُّجومُ وأفَلاكُها، والرِّياحُ وذَرَّاتُها, والأَرَضُونَ وسكَّانُها, نشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ، أظهرَ الأَدِلَّةَ على وَحدَانِيتِهِ وَجَلاَّهَا، وَتَوَعَّد الغَافِلِينَ بالنَّارِ وَلَظَاهَا، اللهُمَّ إنَّا نَبْرَأُ إليكَ من قُلُوبٍ خَلَت مِن هُداها، وأُشرِبَت هَوَاهَا، ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، خيرُ البَرِيَةِ وأزكَاها، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ.
عبادَ الله ... أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، تَدرَّعُوا بها في الشِّدةِ والرَّخاءِ، واعمُرُوا أوقاتَكم بِها في الصَّبَاحِ والْمساءِ، فبالتَّقوى تُدفَعُ البَلايا, وَتَهُونُ الرَّزَايَا: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا.
إخوة الإيمان والعقيدة ... آياتٌ ونذرٌ من رَبِّ الْعالَمينَ نراها يوماً بعدَ يومٍ! بلْ في كلِّ لحظةٍ؛ حروبٌ هنا ومَجَاعاتٌ هناكَ، وَحوادِثُ في البَرِّ والبَحرِ والْجَوِّ، يَموتُ فيها جَماعاتٌ في لَحظةٍ واحدةٍ، زَلازِلُ وَبَراكِينٌ، وَعَواصِفُ وَأَعَاصِيرُ, وغُبارٌ يَخنِقُ البَشَرَ وَيَشُلُّ حَرَكَتَهم, وأودِيَةٌ تَسِيلُ وتَجرِفُ ما في طَرِيقِها, وسبحانَ اللهِ! ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) والمسلمُ بما يَحمِلُهُ من عقيدةِ التَّوحيدِ يعلمُ أنَّ الضُّرَ والنَّفعَ بِيدِ اللهِ العزيزِ الحكيمِ، وأنَّ ما يَجري إنَّما هيَ لِحِكَمٍ يُريدِها اللهُ، عَلِمَها بَشَرٌ أو غَابَتْ عنهم ( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ).
أيُّها الْمؤمنونَ: نعيشُ في هذه الأيامِ تَقَلُّباتٍ جَوِّيَّةٍ مُتباينَةٍ! وغُبارٌ ورياحٌ! ومطرٌ وَبَرَدٌ! وفي هذه التَقَلُّبات قد يضجرُ أناسٌ ويتأفَّفونَ! وقد يَسُبُّ أناسٌ ويَتفوَّهونَ! وبالْمُقابلِ سمعنا عن أناسٍ يَفرحونَ ويأنَسونَ لأنَّهم عن الْمَدَارِسِ غائِبونَ!
عبادَ اللهِ ... والمؤمنُ الْفَطِنُ هو من يَقِفُ عندَ هذهِ الآياتِ وقفَةَ اعتبارٍ وادِّكارٍ, لا وقفةَ تَشهٍّ ومُتابعةٍ للأخبارِ والأحوالِ! فَبعضُ إخوانِنَا يكونُ حَظُّهُ مُتابَعةُ ما قالَهُ الفَلَكِيُّونَ, والتِقَاطُ صُّورِ الأعاصيرِ والأتربَةِ, وَمُراقَبةُ سَيرِ الرِّياحِ! غافِلاً عن الآياتِ العظمى, والعِبَرِ الكُبرى! واللهُ تعالى يقولُ ( وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) فلنقفْ يا مؤمنونَ مع سُنَنِ اللهِ في الرِّياحِ,وكيفَ كانُ هَدي نبيِّنا صلى الله عليه وسلم.
عبادَ الله:ما يُحدِثُه اللهُ في الكَونِ من أُمورٍ تَخرُجُ عن مَألوفِ النَّاسِ, شَأنٌ عَظيمٌ, لا يُدرِكُه إلاَّ مَنْ مَلأَ الإيمانُ قَلبَهُ، وعظَّمَ اللهَ في نَفسِهِ، وأَيقَنَ بِقولِ اللهِ ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ).
فَمِنَ الظُّلمِ أَنْ يَقصِرَ الإنسانُ ما يجري على الأسبابِ المَادَّيَةِ الحِسِّيةِ بِمَعزَلٍ عن الأسبابِ الشَّرعِيَّةِ والحِكَمِ الإِلهِيَّة, ففي صحيحِ مُسلمٍ رحمهُ اللهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ ( أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ. يَقُولُونَ: الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِبِ ).
إخوةَ الإيمانِ ... الرِّيحُ والإعصَارُ والغبارُ رُسُلٌ ونُذُرٌ من عندِ اللهِ تعالى وآيةٌ من آياتِهِ ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا ) وهي جُندٌ من جُنُودِ اللهِ يَنصُرُ بِها مَن يَشاءُ, ويُعَذِّبُ بِها مَن يَشاءُ! فَفِي غَزوةِ الْخَندَقِ صارت الرِّيحُ جُنداً ونعمَةً للمؤمنينَ, وعذاباً وَدَمَاراً على الكافِرينَ! قالَ اللهُ تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا ) حتى نادى أَبُو سُفْيَانَ وقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! إنَّكُمْ وَاَللَّهِ مَا أَصْبَحْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ، لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ وَالْخُفُّ، وَلَقِينَا مِنْ شِدَّةِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ، مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ، وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بِنَاءٌ.
عباد الله .. وإذا شاءَ اللهُ جَعَلَها رَحْمَةً وَرُخَاءً وَلَقَاحَاً ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ) وصدَقَ اللهُ ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ).
أيُّها الكرامُ .. ولِعَظَمَةِ الرِّيحِ وعِظَمِ شَأنِها فقد أَقسَمَ اللهُ بِها فَقَالَ جَلَّ في عُلاهُ ( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ) وَجَعلَها بُرهَانَاً على رُبُوبِيَّتِهِ وأُلُوهِيَّتِهِ، فَقَالَ ( وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ).
وبالجملةِ .. فَحياةُ ما على الأَرضِ مِن إنسانٍ ونَبَاتٍ وَحيوانٍ قائِمةٌ على الرِّيَاحِ، فَلولا تَسخِيرُ اللهِ الرِّياحَ لنا لَمَاتَ النَّباتُ وَهَلَكَ الحَيوَانُ وَفَسَدَ الطَّعامُ واختَنقَ الإنسانُ، فسُبحانَ مَنْ سَخَّرها وأرسلَها!
والْمَطَرُ - عبادَ اللهِ - قائِمٌ على خَمْسِ رِيَاحٍ: رِيحٌ يَنشُرُ السَّحَابَ ورِيحٌ يُؤلِّفُ بَينَهُ ويَجمَعُهُ ورِيحٌ يُلَقِّحُهُ ورِيحٌ يَسُوقُ السَّحَابَ حيثُ يُريدُ اللهُ ورِيحٌ تَذْرُوهُ فَتُفَرِّقُهُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ).
فاللهمَّ انفعنا وارفعنا بالقرآنِ العظيمِ, واجعلنا فيه من الفائزينَ, أقولُ ما تسمعونَ واستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذَنبٍّ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبةُ الثانيةُ:

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، نَشهدُ أنَّ اللهَ الملِكُ الْحقُّ الْمبِينُ, لا إلهَ إلا هو يَفعلُ ما يَشاءُ ويَحكُمُ ما يُريدُ، ونَشهدُ أنَّ مُحمدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ خيرُ العبيدِ ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابِعينَ ومن تَبِعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الْمَزِيدِ.
فاتقوا اللهَ - عبادَ الله - واعلموا أنَّهُ ليسَ بينَ اللهِ وبينَ أحدٍ مِن خَلقِهِ نَسَبٌ ولا حَسَبٌ، فاللهَ تعالى يقولُ ( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ).
عباد الله ... ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فقَالَ: الرِّيَاحُ ثَمَانِيَةٌ: أَرْبَعَةٌ مِنْهَا رَحْمَةٌ، وَأَرْبَعَةٌ عَذَابٌ، فَأَمَّا الرَّحْمَةُ: فَالنَّاشِرَاتُ وَالْمُبَشِّرَاتُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَالذَّارِيَاتُ، وَأَمَّا الْعَذَابُ: فَالْعَقِيمُ وَالصَّرْصَرُ والعَاصِفُ والقَاصِفُ.
ولِذا كانَ لِنَبِيِّنا مع الرِّياحِ شَأنٌ آخَرُ وَحَالٌ مُغَايِرَةٌ، ولا عجَبَ فهو عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أعلَمُ النَّاسِ بِرَبَّهِ وأَخْبَرُ الْخَلْقِ بَأسَبَابِ عَذَابِهِ وعِقَابهِ. تُصَوِّرُ لَنَا أُمُّ الْمؤمِنينَ عَائشةُ رضيَ اللهُ عنها حالَ نَبِيِّنا بقولها: كانَ إِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: (لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
عباد الله ... اعلموا أَنَّهُ لا يَجوزُ سَبُّ الريح ولا لَعنُها، ولا التَّأفَّفُ منها على سبيلِ الاعتراضِ عليها, فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ ).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، أَنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ، فَلَعَنَهَا, فَقَالَ النَّبِيُّ ( لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ ).
أيُّها المؤمنونَ ... ومن أسبابِ مَنعِ العَذَابِ والرِّياحِ والغُبارِ, التَّوبةُ والاستغفارُ، فاللهُ تعالى يقولُ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) والْمؤمنُ الصَّادِقُ هو مَنْ يَتَأَثَّرُ قَلبُهُ بالآياتِ الكَونِيَّةِ التي يَراهَا، فَتُذَكِّرُهُ باللهِ، وَتُحيي قَلبَهُ, وَتُجَدِّدُ إيْمَانَهُ، وَتَجعَلُهُ مُتَّصِلاً باللهِ، ذَاكِرَاَ لَهُ، شَاكِرَاً لِنِعَمِهِ، مُستَجِيرَاَ من سَخَطِهِ وَنِقَمِهِ.
فاتَّقُوا اللهَ يا مؤمنون وَتَذَكَّروا ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) فقبل يومين هبت علينا ريح رأينا آثارها في اليوم التالي .. من قلع الأشجار وتساقط الأحجار .. فَهل تَدْعُونا هذه الآياتُ والنُّذُرُ لِمُرَاجَعَةِ أَنْفُسِنا وَتَصحِيحِ أَخطَائِنَا ؟!
لِنَكُن أَكثَرَ صَرَاحَةً معَ أنفُسِنا؛ ما حَالُنا مَعَ فَرِيضَةِ الصَّلاةِ ؟!كم تَشكُو مَساجِدُنا مِن نُدرَةِ الْمُصلِّينَ في الفَجْر خاصَّةً؟!
لا عُذرَ لَهم أمامَ اللهِ, إلا الكَسَلُ والسَّهَرُ والنَّومُ، فَهُم في فُرُشِهم يَتَقَلَّبُونُ! وعن دُعاةِ الفَلاحِ غافِلُونَ! أفلا يَتُوبُونَ وَيَتَذَكَّرونَ! ألا تُشَاهِدُونَ في هذا الزَّمنِ قَطْعَاً للأَرحَامِ ؟!وعُقُوقَاً لِلوالِدَينِ الكِرامِ ؟!وأكلاً لِلحرامِ ؟!
فيا مؤمنُونَ .. استمسكوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِدِينِكُم واحذَرُوا مُخالَفَةَ رَبِّكم فإنَّ اللهَ يَغَارُ، ويُمهِلُ ولا يُهمِلُ فانظُرُوا في أعمَالِكُم واحفَظُوا جَوَارِحَكُم وَنَقُّوا مَكَاسِبَكُم وقُومُوا بِرِعَايَةِ أَولادِكُم، وامنَعوا الفَسَادَ في بُيُوتِكم واستِرَاحَاتِكم، وَتَعَاونُوا على البِرِّ والتَّقوى، وتَذَكَّروا أنَّ الفِتَنَ تُدفَعُ بالأَمِرِ بالْمَعرُوفِ والنَّهي عن الْمُنكَرِ ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).
فاللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ وَجَميعِ سَخَطِكَ، اللهمَّ لا تَجعلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنَا ولا تَجعلْ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنَا، واغفر لَنا وارحَمنَا واعفُ عنَّا, اللهمَّ آمِنَّا في دُورِنَا، وَأَصلِح أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، اللهم لا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قَضَيتَهُ، ولا هَمَّاً إلا نَفَّستَهُ، ولا مَرِيضَاً إلا شَفَيتَهُ، ولا مَيْتَاً إلا رَحِمتَهُ، ولا أَسِيراً إلا فَكَكتَهُ, ولا مَظلُوماً إلا نَصَرتَهُ، ولا ظَالِمَاً إلا دَحرتَهُ. اللهمَّ مُنْزِلَ الكتَابِ ومُجريَ السَّحابِ وهازِمَ الأَحزَابِ، اهزم طاغِيَةَ سوريا وحزبَهُ وجُندَهُ يا رب العالمين.
عباد الله... صلوا وسلموا على من أمركم الله ....
المرفقات

452.doc

المشاهدات 5854 | التعليقات 3

بورك فيك شيخ إبراهيم ونفع بك الإسلام وأهله


جزاك الله خيرا


بارك الله في علمك وقلمك ولاحرمك الأجر