العين حق
1436/08/19 - 2015/06/06 14:07PM
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله
العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين
صح ذلك عن الحبيب الصادق المصدوق ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا} أي إذا طلب من العائن الذي تسبب في أذى إخوانه أن يغتسل ليصب ماء الغسل على من تسبب في مرضه بنظره إليه ليبرأ يجب عليه أن يستجيب لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك وكما جاء في قصة سيدنا سهل ابن حنيف رضي الله عنه عندما ذهب يغتسل فنظر إليه عامر ابن ربيعة فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة يعني (جلد عذراء في خدرهاـ وكان سيدنا سهل ابن حنيف قد وهبه الله عزو جل حسنا وجمالا ونضارة) فلما قال عامر ذلك خر مغشيا عليه وصرع رضي الله عنه فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تتهمون فيه أحدا قالوا نظر إليه عامر ابن ربيعة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال علام يقتل أحدكم أخاه فإذا رأى أحدكم شيئا يعجبه فليبرك (أي يدعو بالبركة ويقول باسم الله تبارك الله لا حول ولا قوة إلا بالله) ثم أمره أن يغتسل فيأخذ هذا الماء فيصب على رأس سهل وعلى جسده ففعلوا ذلك فبرأ بحول الله وقوته} رواه الإمام أحمد وابن ماجة.
إذا فالعين حق وهي سبب يبتلى به العائن والمعين فالعائن ذو نفس خبيثة ينظر إلى عباد الله ويحسدهم على ما أعطاهم الله وما من به عليهم فالعطايا من الله عزو جل وحده لا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى وهو جل جلاله الذي قسم الأرزاق والصور والأجسام والهيئات والمعايش وقال جل جلاله {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيات الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون} فالعائن الحاسد لم يرضى بقسمة الله وعطاء الله لغيره من عباد الله متسخط على أقدار الله ينفث سمومه إلى العباد كالأفاعي الضارة المؤذية القاتلة فإذا علم أحد من نفسه ذلك فليتق الله عزو جل ولينته عن ذلك وليستغفر الله عزو جل ويتوب إليه فإذا أعجبه شيء فليدعو بالبركة ويقول تبارك الله العظيم واهب النعم لمن شاء من عباده ويقول اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
العائن قد يؤذي نفسه وأهل بيته
ذكر أن سليمان ابن عبد الملك الخليفة وقف أمام المرآه فأعجب بنفسه فقال كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وكان أبو بكر صديقا وكان عمر فاروقا وكان عثمان حييا وأنا ملك شاب وخليفة المسلمين قالوا فما دار عليه الشهر إلا وهو ميت.
وصاحب الجنتين في سورة الكهف قال له صاحبه المؤمن {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}
ويروى أيضا أن رجلا عائنا دخل بيته ولم يذكر الله عزو جل وكانت له بنتا في غاية الجمال فنظر إليها وقال يا سعده ويا هناه من تكونين من نصيبه ويتزوجك قالوا فارتفعت حرارتها في الحال وما أشرقت عليها شمس يوم جديد إلا وهي من أهل القبور. لذلك قال الإمام مالك رحمه الله ينبغي لمن يدخل بيته أن يبرك ويدعو بالبركة لأهله ولأولاده.
كيف الخلاص من هذا الداء العضال والمرض الفتاك
بالوقاية والتحصن بالحصن الحصين ألا وهو كثرة ذكر الله عزو جل وقراءة القرآن وهو شفاء القلوب وشفاء الأبدان قال الله عزو جل {قل هو للذين آمنوا هدى وشفا} والتعوذ بما ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول {أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة} رواه البخاري. وكان جبريل عليه السلام وهو أشرف الملائكة يرقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف خلق الله ويقول {باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك} رواه مسلم. سورة الفاتحة جربها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فكانت كافية شافية نافعة وهي أعظم سورة في كتاب الله كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم. الإخلاص والمعوذتين من أعظم ما كان يتعوذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعوذ به أهل بيته وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين وكان عند النوم ينفث في كفيه الشريفتين (تفل بغير ريق) ويقرأ فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح بكفيه بدنه يبدأ بوجهه ورأسه حتى ينتهي إلى قدميه الشريفتين. وقال صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء لم يضره شيء}.
وفي الختام
نحذر غاية الحذر من الدجالين ومن المشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ورقاهم وطلاسمهم لا تغني عن العباد شيئا بل تزيد المريض مرضا على مرضه ومن صدق هؤلاء وابتلي بهم ضل ضلالا مبينا وابتعد عن هدي سيد المرسلين الذي قال {من تعلق بشيء وكل إليه} فمن تعلق تميمة وما شابهها من الطلاسم والخزعبلات التي ابتلي بها الجهال من المسلمين وكل إليها ولكن من تعلق بالله وتوكل على الله وعلم أن الله عزو جل هو الأول والآخر ومنه عزو جل النفع والضر ابتلاء واختبار للعباد ودعاه وطلب منه الشفاء والمعافاة عافاه الله وشفاه الله وهو جل جلاله وحده الذي يملك ذلك قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي كافيه وواقيه وحاميه وحافظه وقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم {أن من خرج من بيته فقال باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عن الشيطان} يا لها من أعطيات من رب الأرض والسماوات ولكن لابد وأن يكون صادقا فيما يقول عالما بالمعنى معتقدا اعتقادا جازما أن الله عزو جل يملك ذلك وملأ قلبه بمحبة الله وشوقا إلى لقياه فهو جل جلاله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. أسأل الله عزو جل أن يعافيني وإياكم من كل مكروه وسوء ويقينا وإياكم من شرور الأشرار من العائنين والحاسدين والفجار اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين
صح ذلك عن الحبيب الصادق المصدوق ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا} أي إذا طلب من العائن الذي تسبب في أذى إخوانه أن يغتسل ليصب ماء الغسل على من تسبب في مرضه بنظره إليه ليبرأ يجب عليه أن يستجيب لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك وكما جاء في قصة سيدنا سهل ابن حنيف رضي الله عنه عندما ذهب يغتسل فنظر إليه عامر ابن ربيعة فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة يعني (جلد عذراء في خدرهاـ وكان سيدنا سهل ابن حنيف قد وهبه الله عزو جل حسنا وجمالا ونضارة) فلما قال عامر ذلك خر مغشيا عليه وصرع رضي الله عنه فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تتهمون فيه أحدا قالوا نظر إليه عامر ابن ربيعة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال علام يقتل أحدكم أخاه فإذا رأى أحدكم شيئا يعجبه فليبرك (أي يدعو بالبركة ويقول باسم الله تبارك الله لا حول ولا قوة إلا بالله) ثم أمره أن يغتسل فيأخذ هذا الماء فيصب على رأس سهل وعلى جسده ففعلوا ذلك فبرأ بحول الله وقوته} رواه الإمام أحمد وابن ماجة.
إذا فالعين حق وهي سبب يبتلى به العائن والمعين فالعائن ذو نفس خبيثة ينظر إلى عباد الله ويحسدهم على ما أعطاهم الله وما من به عليهم فالعطايا من الله عزو جل وحده لا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى وهو جل جلاله الذي قسم الأرزاق والصور والأجسام والهيئات والمعايش وقال جل جلاله {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيات الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون} فالعائن الحاسد لم يرضى بقسمة الله وعطاء الله لغيره من عباد الله متسخط على أقدار الله ينفث سمومه إلى العباد كالأفاعي الضارة المؤذية القاتلة فإذا علم أحد من نفسه ذلك فليتق الله عزو جل ولينته عن ذلك وليستغفر الله عزو جل ويتوب إليه فإذا أعجبه شيء فليدعو بالبركة ويقول تبارك الله العظيم واهب النعم لمن شاء من عباده ويقول اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
العائن قد يؤذي نفسه وأهل بيته
ذكر أن سليمان ابن عبد الملك الخليفة وقف أمام المرآه فأعجب بنفسه فقال كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وكان أبو بكر صديقا وكان عمر فاروقا وكان عثمان حييا وأنا ملك شاب وخليفة المسلمين قالوا فما دار عليه الشهر إلا وهو ميت.
وصاحب الجنتين في سورة الكهف قال له صاحبه المؤمن {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}
ويروى أيضا أن رجلا عائنا دخل بيته ولم يذكر الله عزو جل وكانت له بنتا في غاية الجمال فنظر إليها وقال يا سعده ويا هناه من تكونين من نصيبه ويتزوجك قالوا فارتفعت حرارتها في الحال وما أشرقت عليها شمس يوم جديد إلا وهي من أهل القبور. لذلك قال الإمام مالك رحمه الله ينبغي لمن يدخل بيته أن يبرك ويدعو بالبركة لأهله ولأولاده.
كيف الخلاص من هذا الداء العضال والمرض الفتاك
بالوقاية والتحصن بالحصن الحصين ألا وهو كثرة ذكر الله عزو جل وقراءة القرآن وهو شفاء القلوب وشفاء الأبدان قال الله عزو جل {قل هو للذين آمنوا هدى وشفا} والتعوذ بما ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول {أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة} رواه البخاري. وكان جبريل عليه السلام وهو أشرف الملائكة يرقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف خلق الله ويقول {باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك} رواه مسلم. سورة الفاتحة جربها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فكانت كافية شافية نافعة وهي أعظم سورة في كتاب الله كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم. الإخلاص والمعوذتين من أعظم ما كان يتعوذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعوذ به أهل بيته وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين وكان عند النوم ينفث في كفيه الشريفتين (تفل بغير ريق) ويقرأ فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح بكفيه بدنه يبدأ بوجهه ورأسه حتى ينتهي إلى قدميه الشريفتين. وقال صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء لم يضره شيء}.
وفي الختام
نحذر غاية الحذر من الدجالين ومن المشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ورقاهم وطلاسمهم لا تغني عن العباد شيئا بل تزيد المريض مرضا على مرضه ومن صدق هؤلاء وابتلي بهم ضل ضلالا مبينا وابتعد عن هدي سيد المرسلين الذي قال {من تعلق بشيء وكل إليه} فمن تعلق تميمة وما شابهها من الطلاسم والخزعبلات التي ابتلي بها الجهال من المسلمين وكل إليها ولكن من تعلق بالله وتوكل على الله وعلم أن الله عزو جل هو الأول والآخر ومنه عزو جل النفع والضر ابتلاء واختبار للعباد ودعاه وطلب منه الشفاء والمعافاة عافاه الله وشفاه الله وهو جل جلاله وحده الذي يملك ذلك قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي كافيه وواقيه وحاميه وحافظه وقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم {أن من خرج من بيته فقال باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له هديت وكفيت ووقيت وتنحى عن الشيطان} يا لها من أعطيات من رب الأرض والسماوات ولكن لابد وأن يكون صادقا فيما يقول عالما بالمعنى معتقدا اعتقادا جازما أن الله عزو جل يملك ذلك وملأ قلبه بمحبة الله وشوقا إلى لقياه فهو جل جلاله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. أسأل الله عزو جل أن يعافيني وإياكم من كل مكروه وسوء ويقينا وإياكم من شرور الأشرار من العائنين والحاسدين والفجار اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان