العيد دواء الشحناء خطبة عيد الفطر 1444هـ
عبد الله بن علي الطريف
العيد دواء الشحناء خطبة عيد الفطر 1444هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذيِ الفضلِ والبركات.. واللهُ أكبر أحسَن تدبيرَ الكائنات، والحمدُ لله قدّر الأرزاقَ والأقوات، والله أكبر أنزَل الماءَ من المعصرات، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشكره أن منَّ علينا بإِتْمَامِ شهر الصيام والرحمات.. وله الحمد أن بلغنا عيد الفطر وجعل وقته من أجل الأوقات.. والله أكبر عدد ما كبر مكبر وهلل.. ولا إله إلا الله عدد ما تقابل الناس في هذا العيد بوجه متهلل.. والحمد لله على التمام وإن نقص الشهر فأجره عند الله مُكَمَّل.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه فرحَ بالعيد وجعل الفرحَ به من العملِ المفضل.. وعلى آله وصحبه أولى العزم والتشمير عدد ما طلع نجم وأفل وسلم تسليما..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد: أيها الإخوة والأخوات: عيدُكم مبارك، وعيدُكم سعيدٌ، وأدمَ الله مسرّاتكم، وتقبّل طاعتكم، وزادَكم إحسانًا وتوفيقًا، وأعانكم على ذكرِه وشكرِه وحسن عبادته.
الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ بالتّكبير، والله أكبر ما تصافَح المسلمون وتصافَوا بكل حب وتقدير في هذا اليومِ الكبير، والله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا.
الله أكبر ما أشرقَت شمسُ هذا اليومِ الأغرّ، والله أكبر ما تعاقب العيدان: عيدُ الفطر وعيد النحر.
أيها المؤمنون والمؤمنات: في هذا اليوم العظيم، وفي كل وقت نتواصى بما وصنا فيه ربنا حين قال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ..) [النساء:131] فالتقوى خيرُ الزادِ ليومِ المعادِ، اتّقوه فيما أمرَ، واتّقوه فيما نهى عنه وزجَرَ، زيِّنوا بواطنَكم بالتّقوى والإخلاصِ والتّوبةِ؛ كما زيّنتم أبدانَكم بجميلِ اللّباسِ والمظهَرِ، وتذكَّروا باجتماعِكم هذا يومَ العرضِ الأكبر، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة:18]. جعلنا اللهُ ممن ذُكِّرَ فتذكَّر، وغفرَ لنا ذنوبَنا ما تقدَّمَ منها وما تأخّر؛ فهو الكريم الجواد، يقبلُ التوبةَ عن عبادِه ويغفِرُ لمن استَغفَر.
العيدُ أيها الإخوةُ والأخوات: مظهرٌ من مظاهرِ الدين، وشعيرةٌ من شعائرِهِ المعظمة، التي تنطوي على حكمٍ عظيمةٍ؛ ومعانٍ جليلةٍ وأسرارٍ بديعة؛ لا تعرِفُها الأممُ في شتى أعيادِها..
فالعيدُ بمعناه الديني عندنا معاشر المسلمين: شكرٌ لله على تمامِ العبادةِ، لا يقولها المؤمنُ بلسانِه فحسب، ولكنها تعتلجُ في سرائرِهِ رضاً واطمئناناً، وتنبلجُ في علانيتِه فرحاً وابتهاجاً، وزينةً في مظهره وإشراقاً...
والعيدُ في معناه الزمني: وقتٌ حدده الله تعالى وخصه بعبادات شتى لا تكون إلا فيه.
والعيد في معناه النفسي: وقت خُصص لنسيانِ الهمومِ، واطراحِ الكُلف، واستجمامِ القوى الجاهدةِ في الحياة.
والعيدُ في معناه الاجتماعي: يومُ يلتقي فيه الأرحامِ والأصحاب، وتتصافح الأيدي والقلوب، ويتعانقون مطرحين كل معاني البغضاء والشحناء.. يجتمعُون على البرِ والصلةِ مهما كان بينَهم من خلافاتٍ أو مشكلات.
والعيد يوم الأطفالِ يفيضُ عليهم بالفرحِ والمرحِ، والهدايا من الأهل والجيران..
والعيدُ يومُ الفقراءِ يلقاهم باليسرِ والسعةِ..
والعيدُ يومُ المسلمين يجمعُهم على التسامحِ والتزاورِ، ويومُ الأصدقاء يُجددُ فيهم أواصرَ الحبِ ودواعيَ القربِ.
والعيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسى أضغانها، فتجتمعُ بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافحُ بعد انقباضٍ، ولسانُ حالِهْم يقول عيدنا خالٍ من الكدرِ يجلِلُه الودُ والبشرُ، ويجتمعُ الناسُ في تواؤمٍ على الطعامِ وهو شعيرةٌ من شعائرِ الإسلامِ التي سنَّها رسولُ اللهِ ﷺ كما قالَ ذلك شيخُ الإسلامِ بنُ تيميةَ رحمه الله، وفي هذا كلِه تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكونُ من الحبِ والوفاءِ والإخاءِ.. وفيه أروعُ ما يُضْفَى على القلوبِ من الأنسِ، وعلى النفوسِ من البهجةِ، وعلى الاجسامِ من الراحة.
وفي العيدِ تَهِشُ النفوسُ الكَزَّةُ إلى الإحسانِ.. وتنقاد النفوس الجامحة للخير..
وللعيدِ فرحةٌ بالهدايةِ يومَ ضلتْ فئامٌ من البشرِ عن صراطِ اللهِ المستقيمِ، فصارت تتقربُ إلى جمادٍ أو حيوانٍ، أو تتعبدُ لله كما تظن بدينٍ قد حَكَمَ اللهُ ببطلانِه وانتهاءِ أوانِه، أو بما يعدونه إسلاماً وقد جانبوا فيه ما كان عليه رسولُ اللهِ ﷺ وأصحابه..
فأيُّ فرحةٍ وأيُّ نعمةٍ أعظمُ، وأيّ مَنٍّ أَمَنُّ وأفضلُ من أنَّ اللهَ هدانَا للإسلامِ فلم يجعلْنا خوارج نلعن ونكفر ونقتل ونفجر.. ولم يجعنا مشركينَ نَجْثُو عند أصنامٍ أو بهائم، ولا يهوداً نَغْدُو إلى بيعةٍ، ولا نصارى نَرُوحُ إلى كنيسةٍ، وإنما اجتبانا على ملةِ أبينِا إبراهيمَ ودينِ نبيِنَا محمدٍ ﷺ (..هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ..) [الحج:78]
وللعيدِ فرحةٌ بإتمامِ شهرِ رمضانَ يومَ تَصَرَّمَتْ أعمارٌ عن بُلُوغِه، أو ضَلَ أناسٌ عن التوفيقِ لاستثمارِه..
وفرحٌ بتوفيقِ اللهِ وعَوُنِه على ما يَسَّرَ من طاعَتِه، فقد كانت تلك الأيامُ الغُرُّ والليالي الزُّهْرُ مُتَنَـزلِ الرحماتِ والنفحاتِ، اصطَفْتْ فيها جُموعُ المسلمين في سَبْحٍ طويلٍ تُقَطعُ الليلَ تسبيحاً وقرآناً، فكم تَلَجْلَجَتْ الدعواتُ في الحَنَاجِرِ، وتَرَقْرَقَتْ الدمُوعُ في الْمَحَاجِرِ، وشَفَّتِ النفُوسُ ورَقْتْ حتى كأنَمَا يعرجُ بها إلى السماءِ تعيشُ معَ الملائكةِ، وتَنْظُرُ إلى الجنةِ والنارِ رأيَ عينٍ، في نعمةِ ونعيمٍ لا يَعْرِفُ مذَاقَها إلا من ذاقَها.. فحُقَّ لتلك النفوسِ أن تفرحَ بنعمةِ هذا الفيضِ الإيماني الغامرِ..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة والأخوات: تزاوَروا، وانشُروا المحبّةَ والإِلْفةَ، وثِّقُوا روابِطَكم، تبادلوا التهاني والدّعوات بعُمرٍ مَديد وعملٍ صالحٍ سَديد، افرَحوا بيوم فِطرِكم كما تفرَحون بيومِ صومِكم، فَرحةَ القيامِ بالواجبِ وامتثالِ الأمرِ، وفرحةَ حُسنِ الظنِّ بالله الكريمِ المنّان والثّقةِ بحسنِ جزائِه، فللصائِم فرحتان: إذا أفطرَ فرِح لفطرِه، ليس الفطر اليومي فقط، بل يفرح بتمام صيام، وإذا لقيَ ربَّه يوم القيامة فرحَ لصومِه. وبفضل الله أدّيتم فرضَكم، وأطَعتُم ربَّكم، صُمْتُم وقُمتُم، وقرأتم وتصدقتم، فهنيئًا لكم.
عيدنا عيدٌ سَعيد نستَقبِلُه بالتّكبير، وتجمعُنا فيه صلاةٌ جامعة، ونختمه بالتسبيح والتحميد والتهليل، فعيدنا اتصال بربنا وتواصُلٌ مع إخوانِنا، أرأيتم أعظمَ وأجملَ من هذا المنهَج في الاجتماع والاحتفال الجامِع بين صلاحِ الدّين والدنيا؟!
هذا هو العيد بأبهى صوره وكلا طرفي العيد في معناه الإسلامي جمال، وجلال، وتمام وكمال، وربط واتصال، وبشاشة تخالط القلوب، واطمئنانٌ يلازم الجنوب، وبسطٌ وانشراح، وهجرٌ للهموم واطراحٌ، وكأنه مروجٌ أزهرت فزادت نُضرة.
وليس السر في العيد يومه الذي يبتدئ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السر فيما يَعْمُرُ ذلك اليوم من أعمال، وما يغمره من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد لا اليوم نفسه.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيّها الإخوة والأخوات: وفي غَمرةِ البهجةِ والابتهاجِ والفَرح والسرور والاستبشار ثمَّة أمرٌ مهم يجب أن نوليه جُلَ اهتمامنا.. بل نجعل العيد فرصة سانحة للأخذ به والمحافظةِ عليه.. ألا وهو تنقية القلب من الحقد والحسد والشحناء المسببة للتباغض والتدابر والتهاجر.. نعم العيدُ وقتٌ لذلك.. العيدُ فرصتنا السانحة لإطراح تلك القيود الأرضية وآثارها الشيطانية البغيضة المفضيةِ لمضارٍ دنيويةٍ وأخروية.
التنازع والشحناء تفرق وضعف وهوان: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46].
من مات وهو هاجر لأخيه توعده رسولُ الله ﷺ: بسوء الخاتمة فقَالَ «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ». رواه أبو داود وصححه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وإن هجر أحدكم أخاه لأي سبب من اسباب الدنيا فلا يطيل الهجر ولا يتجاوز ثلاثة أيام قال رَسُولُ الله ﷺ: «لاَ يَحِل لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ». متفق عليه عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقَالَ ﷺ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه مسلم وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أيها الإخوة أيها الأخوات: ما أعظمَها من فاجعةٍ، وما أشدَها من عقوبةٍ عاجلةٍ.! يغفرُ اللهُ لجميعِ المسلمين.. ويُنْظِر المتشاحنين.!!
فيا من يريد مغفرة الله ورضوانه، والدخولَ لجنتِه أخرج الشحناء والعداوة والبغضاء الآن من قُلْبِك.. الآن وأنت في مجلسك وقبل أن تتجاوز عتبة باب هذا المسجد وقبل أن تذهب لملتقيات عيدكم الأسري والاجتماعي..
وكما نظفتم وطيبتم وزينتم ظواهركم؛ طهروا بالعفو والصفح بواطنكم.. وزينوا بالحب والتصافي نفوسكم..
وهذا العيد أيها المؤمنون والمؤمنات والصائمون، والصائمات، والقائمون، والقائمات.. فرصة للتغيير ونقطة للتحول والتطهير..
ما أجمل لقاء العفو بين المتخاصمين.! وما أحر لقاء الصفح بين المتشاحنين.! وما أعذب كلمات الود بين الجافين.!
أرجوكم.. أرجوكم أيها الإخوة والأخوات: لننطلق من هذا المسجدِ وهذا الجمعِ السعيدِ المباركِ وقد عقدنا العزم على العفو والصفح..
أقبلوا أنتم على من بينكم وبينه موقف أو خصومة أو وقفة نفس، وبادروه بمد يد المعايدة.. وأبلجوا له أساريرَ وجوهِكم.. خذوه بأحضانِكم وأعلنوا عفوَكم وصفحَكم.. وإن تـَمَنَّعَ عليكم فأخبروه أن هذا يومُ العيد وهو يومُ التصافي والتحاب والتسامحِ والفرحِ بفضل الله..
وعانقوا رؤوساً طالما تلوت.. وقابلوا وجوهاً طالما صدت وأشاحت وقربوا أجساداً طالما تدابرت وولت.. وآنسوا بين نفوسٍ تجافت وتباعدت وقلوبٍ بالغيض امتلأت وفاضت..
ماذا ننتظر وماذا نرجو وتلك البلايا نعيشها وهذه الأكدار نتحملها.. رفقاً بقلوب من لحم ودم.. أَظْنَها الغمُ وأجسادٍ هدها الهم..
إن لم نتقارب ونتصافى في العيد فمتى يكون الصفو.؟! وإن لم نتحاب ونتصافح في العيد فمتى يكون الحب والصفح.؟! واهٍ من قلوبٍ قاسية.. ونفوسٍ مظلمةٍ لا تلين لموعظة.. ولا تهتبلُ فرصةَ صفاءٍ ولا تَرعَوى..
الله أكبر ما تنزّلت الرحماتُ من العليّ الكبير، والله أكبر ما سعَت الأقدامُ لزيارةِ قريبٍ كبيرٍ كان أو صغير، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
وعلاج داء الشحناء إبداله بسلامة الصدر.. ومن العلاج كذلك: صيامُ ثلاثة أيام من كلّ شهر، فقد قَالَ ﷺ: «أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟» قَالُوا: بَلَى. «قَالَ: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ». رواه النسائي وصححه الألباني. أي: تزيل الحقد والغيض والعداوة والوساوس من الصدر.
ومن العلاج: الهَدِيةُ وإفشاء السلام، وقد جاء في الحديث عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَولُه: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» الأدب المفرد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحسنه الألباني. وقوله ﷺ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وكذلك الصدقة والكلمة الطيبة علاج لهذا المرض، يقول سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا) [التوبة:103]، ويقول سبحانه: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء: 53].
أيها الأخ والأخت المباركين: تعالوا بنا ندعو الله أن يَسُلَّ سخيمة قلوبنا، ويزيل عنا الشحناء..
وليعزم كل واحد من المتشاحنين على حل مشكلته ويتنازل عن حقه الذي يراه أو بعضه في سبيل مغفرة ذنبه.. قال الله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22] ألا تحبون أن يغفر الله لكم.. إذاً هيا بادروا الآن لا تؤجلوا ولا تترددوا.. والله إني لكم من الناصحين..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة: ونحن في غمرة الفرح بهذا العيد السعيد لا ننسى من الذكر والدعاء رجالاً فضلاء وإخواناً كرماء وقفوا بأجسادهم وعقولهم وحملوا أرواحهم على أكفهم يذودون عن حياض الوطن، ويقومون بأمنه الداخلي والخارجي قد تركوا الأهل والعشيرة في هذه الأيام السعيدة ولبوا نداء المرابطة والدفاع عن الوطن وأهله.
اللهم أكتب لهم من الأجر أوفر الحظ والنصيب واحفظهم بحفظك الذي لا يضام وعينك التي لا ترام وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين.. واجزهم عنا خير الجزاء..
وحيث اجتمع اليوم لنا عيدان عيد الفطر وعيد الأسبوع الجمعة فلمن حضر صلاة العيد الخيار إن أحب أن يصلي الجمعة صلى وهو على خير، وإن صلى ظهراً في بيته فيجوز له ذلك. ومن فاتته صلاة العيد تجب عليه صلاة الجمعة، ولا تقام صلاة الجماعة في عموم المساجد.. لله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.