العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ وَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ

محمد البدر
1438/09/21 - 2017/06/16 00:55AM
[align=justify]الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ .
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ:نحمد الله أن بلغنا العشر الأواخر من رمضان فلنغتنمها ونسابق فيها إلى الخيرات ونحييها بكثرة الطاعات والقربات اقتداءً بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فقدكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيره وينبغي علينا الاقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك،بإيقاظ الأهل والأولاد وحثهم على إحياء هذه العشر المباركة ويشمل الاجتهاد فيها بكل طاعة وكل عبادة تقرِّب إلى الله من قرآة القرآن، والإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة والاعتكاف والصدقة و المسارعة في الخيرات،وصلة الأرحام، والإحسان إلى عباد الله، وغير ذلك من الأعمال الصالحات، وإن مما يزيد العشرَ الأواخر فضلاً وبركة أن فيها ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة وشريفة، تعدل عبادتُها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر ،إنها ليلةٌ من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :« مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللَّهِ:كانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصُّ الليالي العشر من رمضان بالاعتكاف طلبًا لليلة القدر .
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ :« تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ منْ رَمَضانَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللَّهِ:وفي هذه العشركان عليه الصَّلاة والسَّلام يجتهد في صلاة التَّهجد أكثر من تهجده في أوَّل الشَّهر.‏
عِبَادَ اللَّهِ: في هذه العشر المباركة نلاحظ انخفاض في عدد المصلين وتُعمر الأسواق في أعظم ليالي السنة وأفضلها وهذا من الحِرْمان الواضح والخسران المبين .
عِبَادَ اللَّهِ:هذه العشر الأواخر من شهر القرآن قد أقبلت فهل من مشمر لساعد الجد وهل من مسارع لجني الحسنات ،إنها فرصة عظيمة للدعاء والتضرع والتذلل والخضوع والإلحاح لطلب العفو والمغفرة من الغفور الرحيم ذو العرش الكريم ، وإن مِن أرجَى أحوال التذلُّل الاعتكاف في بيتٍ من بيوت الله طلبًا لعفوِ الله، اقتداء بنبيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك .

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .......



الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أَيْقَظَنِي بَعْضُ أَهْلِي، فَنُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللَّهِ: تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ ،الليلة المباركة ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلة ينزِل من السماءِ خَلقٌ عَظيم لشُهودِ تلك اللّيلة،لَيلةُ سلامٍ وبَرَكاتٍ على هذِهِ الأمّة ، ليلة تُطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فإن ضعُف العبدُ أو عجَزَ عن قيام العشر كلها، فلا يُغْلَبَنَّ على السبع الأواخر؛ فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فاجتهدوا -يا عِبَادَ اللَّهِ - في هذه البواقي من ليالي الشهر، وأكثروا فيها من الصلاة والأذكار، والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا ? قَالَ قُولِي :«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ الا وصلوا ...


الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 1001 | التعليقات 2

بورك فيك ياشيخ محمد على هذا الاختصار الغير مخل


جزاك الله خيرا