العشر الأواخر من رمضان
إبراهيم بن سلطان العريفان
1438/09/21 - 2017/06/16 08:14AM
الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، الحمد لله الذي جعل رمضان موسما لفعل القربات والصالحات ونيل الدرجات و الحسنات ،وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له جعل ختام رمضان ميدانا لجليل الطاعات وجميل القربات وباب الاستدراك الفائتات ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من جّد وقام وأزكى من صلى وصام صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته، واغتنام شهر التقوى بتحصيل أعلى درجاتها ونيل أسمى مراتبها فإنها خير زاد وأرجى ذخر قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ).
إخوة الإيمان والعقيدة ... هاهي العشر الأواخر من رمضان قد أطلّت علينا إيذانا بختام شهر رمضان المبارك، تستحث همم المتقين وتشد من عزم العابدين للاقتداء بهدي سيد المرسلين، ليكونوا في سجل المقبولين وعداد المرحومين، كما تعظ المقصرين والمفرطين على استدراك تقصيرهم والتوبة من تفريطهم، لعلهم ينجو في ختام الشهر أن يكونوا في سجل الأشقياء وعداد المحرومين، فهذه العشر عباد الله قد خصها ربنا جل وعلا بفضائل جمة وخصائص مشهودة ،وهذا من كرم الله تعالى وعظيم جوده وإحسانه أن جعل خير ليالي الشهر أواخرها ليزداد المحسنون ويستدرك المقصرون .
وإن من أعظم أسباب البركة و الفضل، وأسرار المثوبة والأجر لهذه الليالي العشر، أن فيها ليلة القدر تلك الليلة المباركة الشريفة القدر، التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والتي هي خير من ألف شهر في العبادة والذكر والدعاء والقيام ، قال تعالى في فضلها وعظم قدرها ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) هي سلام للمؤمنين من كل سوء، وحصن لهم من كل شر ،من غروب شمسها إلى طلوع فجرها . تلك الليلة مطلب المؤمنين ورجاء الصالحين وأمنية المتقين ، فيها يتنزل الروح الأمين جبريل عليه السلام والملائكة الكرام يشهدون مواطن الذكر والقيام والدعاء ،فتعم الأنوار وتحل البركات وتكثر الخيرات وتجاب الدعوات ، سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم :" أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال ( قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ) وقد بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بفضلها العميم حين قال ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) وأمر بتحريها في العشر الأواخر من رمضان وفي الوتر منها خاصة.
ولأجل هذا الفضل العميم والخير العظيم فقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم هذه العشر بمزيد من الاجتهاد في العبادة وكان له هدي وسنة في إحيائها ، قالت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. وقالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. دلالة واضحة على اجتهاده وتفرغه للعبادة واعتزاله النساء ، وكان من رحمته بأهله أن يوقظهم للمشاركة في هذا الفضل العظيم ، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين (أي العشرين الأول من رمضان) بصلاة ونوم فإذا كان العشر شّمر وشّد المئزر.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إحياء تلك العشر بقيام الليل إتماما لقيام رمضان الذي بشّر فاعله بالمغفرة والرضوان فقال صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فقيام الليل -عباد الله- شرف المؤمن ،ورفعة في منزلته عند الله تعالى، الذي امتدح القائمين بقوله جل وعلا (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وفي قيام الليل لذة وأنس يستشعرها المؤمن قال عنها بعض العلماء:" ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملُّق في قلوبهم باللَّيل من حلاوة المناجاة.
وفي قيام الليل يدرك المسلم ساعة الإجابة التي يتنزل فيها الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل ، فينادي سبحانه وهو الكريم الرحيم ( من يدعوني فاستجيب له ،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له ) تلك الساعة التي بشّر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال ( إنّ في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ). وقال عليه الصلاة والسلام ( إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة ).
ومن فضائل قيام الليل أن يدرك المسلم تلك العبادة العظيمة التي يختص بها العباد المقربون وهي الاستغفار بالأسحار ، امتدحهم ربهم فقال (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) فحري أن نجتهد في تحريها وأن نجّد في طلبها ، فهي والله الغنيمة الباردة فاز من ظفر بها وأقبل، وحرم من ضيعها وفرط ، قال الصادق المصدوق ( فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ، وأشهد الا اله الا الله حبب للمؤمنين الايمان وزينه في قلوبهم وكّره اليهم الكفر والفسوق والعصيان ،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله بشّر المتقين بالرضوان ووعد التائبين بالغفران وأمّل المقربين بالدرجات العلى من الجنان صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين والتابعين لهم بإحسان وبعد
معاشر المؤمنين ... من هديه صلى الله عليه وسلم الإقبال على كتاب الله تلاوة وتدبرا فكان يتدارس هو وجبريل القرءان سويا حتى يختمه وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم ختمه مرتين ، وعلى هذا سار السلف الصالح حيث كانوا يلتزمون القرآن ويتفرغون لتلاوته والاستزادة من ختماته، فكان قتادة رضي الله عنه يختم القرآن في كل سبع مرة وفي رمضان في كل ثلاث مرة وفي العشر الاواخر في كل ليلة مرة ، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في العشر ان يعتكف في المسجد طوال العشر مجتهدا في عبادة ربه متحريا ليلة القدر ،والاعتكاف هو لزوم المسجد بنية التقرب الى الله تعالى ، وهو سنة ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى ( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :"من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها(يعني ليلة القدر) وعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان النبي صلى اله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعده" ،وحال المعتكف المنقطع للعبادة الذي حبس نفسه على طاعة الله، كحال ذلك السائل الذي لايزال يطرق باب سيده ومولاه يرتجي ان يفتح له فيلج ، فهو بين الخوف والرجاء والذل بين يدي مولاه ،قال احد السلف:" أتيت الله من الابواب كلها فوجدتها ملأى فأتيته من باب الذل فوجدته خاليا، فطوبى لمن وفق لاحياء تلك العشر المباركة ، وهنيئا لمن اهتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وجّد واجتهد في طاعة الله ،وفقنا الله لرضاه وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم .
هذا وصلوا وسلموا
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته، واغتنام شهر التقوى بتحصيل أعلى درجاتها ونيل أسمى مراتبها فإنها خير زاد وأرجى ذخر قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ).
إخوة الإيمان والعقيدة ... هاهي العشر الأواخر من رمضان قد أطلّت علينا إيذانا بختام شهر رمضان المبارك، تستحث همم المتقين وتشد من عزم العابدين للاقتداء بهدي سيد المرسلين، ليكونوا في سجل المقبولين وعداد المرحومين، كما تعظ المقصرين والمفرطين على استدراك تقصيرهم والتوبة من تفريطهم، لعلهم ينجو في ختام الشهر أن يكونوا في سجل الأشقياء وعداد المحرومين، فهذه العشر عباد الله قد خصها ربنا جل وعلا بفضائل جمة وخصائص مشهودة ،وهذا من كرم الله تعالى وعظيم جوده وإحسانه أن جعل خير ليالي الشهر أواخرها ليزداد المحسنون ويستدرك المقصرون .
وإن من أعظم أسباب البركة و الفضل، وأسرار المثوبة والأجر لهذه الليالي العشر، أن فيها ليلة القدر تلك الليلة المباركة الشريفة القدر، التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والتي هي خير من ألف شهر في العبادة والذكر والدعاء والقيام ، قال تعالى في فضلها وعظم قدرها ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) هي سلام للمؤمنين من كل سوء، وحصن لهم من كل شر ،من غروب شمسها إلى طلوع فجرها . تلك الليلة مطلب المؤمنين ورجاء الصالحين وأمنية المتقين ، فيها يتنزل الروح الأمين جبريل عليه السلام والملائكة الكرام يشهدون مواطن الذكر والقيام والدعاء ،فتعم الأنوار وتحل البركات وتكثر الخيرات وتجاب الدعوات ، سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم :" أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال ( قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني ) وقد بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بفضلها العميم حين قال ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) وأمر بتحريها في العشر الأواخر من رمضان وفي الوتر منها خاصة.
ولأجل هذا الفضل العميم والخير العظيم فقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم هذه العشر بمزيد من الاجتهاد في العبادة وكان له هدي وسنة في إحيائها ، قالت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. وقالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. دلالة واضحة على اجتهاده وتفرغه للعبادة واعتزاله النساء ، وكان من رحمته بأهله أن يوقظهم للمشاركة في هذا الفضل العظيم ، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين (أي العشرين الأول من رمضان) بصلاة ونوم فإذا كان العشر شّمر وشّد المئزر.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إحياء تلك العشر بقيام الليل إتماما لقيام رمضان الذي بشّر فاعله بالمغفرة والرضوان فقال صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فقيام الليل -عباد الله- شرف المؤمن ،ورفعة في منزلته عند الله تعالى، الذي امتدح القائمين بقوله جل وعلا (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وفي قيام الليل لذة وأنس يستشعرها المؤمن قال عنها بعض العلماء:" ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملُّق في قلوبهم باللَّيل من حلاوة المناجاة.
وفي قيام الليل يدرك المسلم ساعة الإجابة التي يتنزل فيها الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل ، فينادي سبحانه وهو الكريم الرحيم ( من يدعوني فاستجيب له ،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له ) تلك الساعة التي بشّر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال ( إنّ في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ). وقال عليه الصلاة والسلام ( إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة ).
ومن فضائل قيام الليل أن يدرك المسلم تلك العبادة العظيمة التي يختص بها العباد المقربون وهي الاستغفار بالأسحار ، امتدحهم ربهم فقال (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) فحري أن نجتهد في تحريها وأن نجّد في طلبها ، فهي والله الغنيمة الباردة فاز من ظفر بها وأقبل، وحرم من ضيعها وفرط ، قال الصادق المصدوق ( فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ، وأشهد الا اله الا الله حبب للمؤمنين الايمان وزينه في قلوبهم وكّره اليهم الكفر والفسوق والعصيان ،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله بشّر المتقين بالرضوان ووعد التائبين بالغفران وأمّل المقربين بالدرجات العلى من الجنان صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين والتابعين لهم بإحسان وبعد
معاشر المؤمنين ... من هديه صلى الله عليه وسلم الإقبال على كتاب الله تلاوة وتدبرا فكان يتدارس هو وجبريل القرءان سويا حتى يختمه وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم ختمه مرتين ، وعلى هذا سار السلف الصالح حيث كانوا يلتزمون القرآن ويتفرغون لتلاوته والاستزادة من ختماته، فكان قتادة رضي الله عنه يختم القرآن في كل سبع مرة وفي رمضان في كل ثلاث مرة وفي العشر الاواخر في كل ليلة مرة ، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في العشر ان يعتكف في المسجد طوال العشر مجتهدا في عبادة ربه متحريا ليلة القدر ،والاعتكاف هو لزوم المسجد بنية التقرب الى الله تعالى ، وهو سنة ثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى ( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :"من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها(يعني ليلة القدر) وعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان النبي صلى اله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعده" ،وحال المعتكف المنقطع للعبادة الذي حبس نفسه على طاعة الله، كحال ذلك السائل الذي لايزال يطرق باب سيده ومولاه يرتجي ان يفتح له فيلج ، فهو بين الخوف والرجاء والذل بين يدي مولاه ،قال احد السلف:" أتيت الله من الابواب كلها فوجدتها ملأى فأتيته من باب الذل فوجدته خاليا، فطوبى لمن وفق لاحياء تلك العشر المباركة ، وهنيئا لمن اهتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وجّد واجتهد في طاعة الله ،وفقنا الله لرضاه وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم .
هذا وصلوا وسلموا