العشرالآواخر،القيام، الدعاء ، الإعتكاف ، ليلة القدر
صالح العويد
1432/09/17 - 2011/08/17 17:22PM
الحمد لله؛ شرح صدور المؤمنين للإقبال على طاعته، أحمده سبحانه؛ خصَّ هذه العَشْر من رمضان بمزيد فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدنا محمدًا عبده ورسوله، خيرُ مَنِ احتَفى بهذه العَشْر، وأطال فيها القيام لعباده ربِّه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله أكرم ما أسررتم، وأجمل ما أظهرتم، وأفضل ما ادخرتم، أعاننا الله على لزومها، وأوجب لنا ثوابها. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّتُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
أيها المسلمون، هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، تتقلص تتقضى شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ [آل عمران:30] ينادي ربكم: ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) فها هي العشر الأواخر قد دنت، عشرِ التجلياتِ والنفحات ، وإقالةِ العثرات ، واستجابةِ الدعوات ، وعتقِ الرقاب الموبقات . عَشْرٌ تصفو فيها الأوقات للذيذ المناجات، والانكسار والذلِّ والتضرُّع وسَكْب العَبَرات، بين يدي بارئ الأرض والسماوات، فكم وكم فيها لربِّ العزَّة من عتيقٍ من النار، وطليقٍ من عذابها، وكم من أسيرٍ للذنوب وصله الله بعد القطع، وكتب له السعادة بعد طول العناء والشقاء، ببركة ما قدَّم في هذه العَشْر من توبةٍ صادقةٍ، وبفضل ما بذل من جَهْدٍ من الباقيات الصالحات.
فيا لسعادة السعداء، الذي شقُّوا الطريق إلى الجنة بعمل أهل الجنة، وهاجروا في هذه العَشْر إلى الله، وهجروا من أجله كلَّ محبوبٍ ومرغوبٍ ومطلوبٍ، واشتغلوا فيها بنَيْل رضاه، فتمَّت لهم الفرحة يوم الجوائز، وكانوا من أكرم القادمين على الله.ألا وإن من الغُبْن الواضح: أن ينصرف البعض عن العبادة في هذه العَشْر، وأن ينشغلوا عنها بإعداد اللِّباس والرِّياش، والاستعداد للعيد بالمباهج والزخرف والجديد، وأن ترتفع نسبة اللاهين والغافلين الذين يذرعون الأسواق طلبًا للمتعة، أو يحيون هذه الليالي المفضَّلة في اللهو والعبث، والاستماع إلى الأغاني الرقيعة، والتفكُّه بالتمثيليات الساخرة الماجِنة، وليس ذلك بالمسلك السديد، ولا النهج الرشيد.
أيها الإخوة، فهذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته، كم من مستقبل له لم يستكمله... وكم من مؤمل بعود إليه لم يدركه... هلا تأملتم الأجل ومسيره، وهلا تبينتم خداع الأمل وغروره. إن كان في النفوس زاجر، وإن كان في القلوب واعظ، فقد بقيت من أيامه بقيةٌ. بقية وأي بقية، إنها عشره الأخيرة. بقية كان يحتفي بها نبيكم محمد أيما احتفاء. في العشرين قبلها كان يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر. هجر فراشه، أيقظ أهله، يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً: ((ألا تقومان فتصليان)) يطرق الباب وهو يتلو: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ [طه:132]، ويتجه إلى حجرات نسائه آمرا: ((أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة))
لذَّة التهجُّد، والمناجاة، وقيام الليل، وتلاوة القرآن العظيم - هي اللذَّة التيتتقاصر دونها ملذَّات الدنيا؛ عن المغيرةبن شُعْبَة - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - صلَّى حتىانتفخت قدماه؛ فقيل له: أتكلف هذا وقد غَفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وماتأخَّر؟! فقال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا))؛ متفقٌ عليه وعن عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره"؛ أخرجهمسلمٌ.
أيها المسلمون، اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم لا تضيعوا فرصة في غير قربة. قدموا لأنفسكم وجدوا وتضرعوا. تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها ؟ قال قولي: ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى
الدعاء الدعاء.أيهاالأحبة عُجُّوا في عشركم هذه بالدعاء. فقد قال ربكم عز شأنه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: ياعبدالله .. في كلِّ لَيلةٍ ساعةُ إجابَةِ، الأبوابُ فيها تفتَح، والكريم فيها يمنَح، فسَل فيها ما شئتَ فالمعطِي عظيم، وأيقِن بالإجابةِ فالرّبّ كريم، وبُثَّ إليهِ شَكواك فإنّه الرّحمنُ الرّحيم، وارفَع إليه لأواكَ فهوَ السّميع البصير، يقول عليه الصلاةُ والسلام: ((إنّ في اللّيلِ لساعةً لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل اللهَ خيرًا مِن أمرِ الدّنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاه، وذلك كلَّ ليلة)) رواه مسلم.ونسَماتُ آخرِ الليلِ مظِنّة إِجابةِ الدّعوات، قيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : أيّ الدعاءِ أسمَع؟ قال: ((جوفُ اللّيل الآخِر ودُبر الصّلواتِ المكتوباتِ)) رواه الترمذيّ وصححه الألباني. إن للدعاء ـ أيها الإخوة ـ شأنا عجيبا، وأثرا عظيما في حسن العاقبة، وصلاح الحال والمآل والتوفيق في الأعمال والبركة في الأرزاق إن أهل الدعاء الموفقين حين يعُجُّون إلى ربهم بالدعاء، يعلمون أن جميع الأبواب قد توصد في وجوههم إلا بابا واحدا هو باب السماء. باب مفتوح لا يغلق أبدا، فتحه من لا يرد داعيا ولا يخيب راجيا. فهو غياث المستغيثين، وناصر المستنصرين، ومجيب الداعين.
فألظوا بالدعاء – رحمكم الله – سلوا ولا تعجزوا ولا تستبطؤا الإجابة. فيعقوب عليه السلام فقد ولده الأول ثم فقد الثاني في مدد متطاولة، ما زاده ذلك بربه إلا تعلقا: عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ [يوسف:83] ونبي الله زكريا عليه السلام؛ كبر سنه واشتعل بالشيب رأسه ولم يزل عظيم الرجاء في ربه حتى قال محققا: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبّ شَقِيّاً [مريم:4].
لا تستبطئ الإجابة ـ يا عبد الله ـ فربك يبتليك بالتأخير لأنه يحب تضرعك، ويحب صبرك، ويحب رضاك بأقدراه، رضا بلا قنوط، ، وقد قال نبيك محمد: ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي))
أيها الإخوة، ويجمل الدعاء وتتوافر أسباب الخير ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف، فقد اعتكف رسول الله هذه الأيام حتى توفاه الله.عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه؟؟؟.المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجات الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته.
إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم، ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم لازم هذا المعتكف بيت ربه وحبس من أجله نفسه، ويقف عند أعتابه يرجوا رحمته ويخشى عذابه، لا يطلق لسانه في لغو ولا يفتح عينه لفحش ولا تتصنت أذنه لبذاءٍ. في درس الاعتكاف انصرف المتعبد إلى التفكير في زاد الرحيل وأسباب السلامة، السلامة من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول المخالطة.في مدرسة الاعتكاف يتبين للعابد أن الوقت أغلى من الذهب فلا يبذله في غير حق، ولا يشتري به ما ليس بحمد، يحفظه عن مجامع سيئة، بضاعتها أقوال لا خير في سماعها، فلا تحرمواأنفسكم هذه السنة المحمدية ، والخلوة الربانية ، فإنها بلسمٌ للقلوب ، ودواءٌ لآفاتها ، فإن لم يتيسر اعتكاف العشر فبعض الأيام .. فإن لم يتيسر فلو ليالي الأوتارولوليلة واحدة ، فمن دخل المسجد قبل المغرب وخرج بعد الفجر كتب له اعتكاف ليلة ..
أيها الأحبة، أوقاتكم فاضلة اطلبوا الليلةَ العظيمة التي لا يحرم خيرها إلا محروم ، ليلةُ العتق والمباهاة ، ليلةُ القرب والمناجاة ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، عزِيزَة السّاعات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها) ، خَلقٌ عَظيم ينزِل من السماءِ لشُهودِ تلك اللّيلة من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء وشقاء الأشقياء: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:4] ولا يهلك على الله إلا هالك. فاتقوا الله رحمكم الله واعملوا وجددوا وأبشروا وأملوا.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّالْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍآَخِذِينَ مَاآَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما منالبينات والحكمة.أقولُ ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه كان للأوَّابين غفورًا.
أما بعد:فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله أكرم ما أسررتم، وأجمل ما أظهرتم، وأفضل ما ادخرتم، أعاننا الله على لزومها، وأوجب لنا ثوابها. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّتُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
أيها المسلمون، هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، تتقلص تتقضى شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ [آل عمران:30] ينادي ربكم: ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) فها هي العشر الأواخر قد دنت، عشرِ التجلياتِ والنفحات ، وإقالةِ العثرات ، واستجابةِ الدعوات ، وعتقِ الرقاب الموبقات . عَشْرٌ تصفو فيها الأوقات للذيذ المناجات، والانكسار والذلِّ والتضرُّع وسَكْب العَبَرات، بين يدي بارئ الأرض والسماوات، فكم وكم فيها لربِّ العزَّة من عتيقٍ من النار، وطليقٍ من عذابها، وكم من أسيرٍ للذنوب وصله الله بعد القطع، وكتب له السعادة بعد طول العناء والشقاء، ببركة ما قدَّم في هذه العَشْر من توبةٍ صادقةٍ، وبفضل ما بذل من جَهْدٍ من الباقيات الصالحات.
فيا لسعادة السعداء، الذي شقُّوا الطريق إلى الجنة بعمل أهل الجنة، وهاجروا في هذه العَشْر إلى الله، وهجروا من أجله كلَّ محبوبٍ ومرغوبٍ ومطلوبٍ، واشتغلوا فيها بنَيْل رضاه، فتمَّت لهم الفرحة يوم الجوائز، وكانوا من أكرم القادمين على الله.ألا وإن من الغُبْن الواضح: أن ينصرف البعض عن العبادة في هذه العَشْر، وأن ينشغلوا عنها بإعداد اللِّباس والرِّياش، والاستعداد للعيد بالمباهج والزخرف والجديد، وأن ترتفع نسبة اللاهين والغافلين الذين يذرعون الأسواق طلبًا للمتعة، أو يحيون هذه الليالي المفضَّلة في اللهو والعبث، والاستماع إلى الأغاني الرقيعة، والتفكُّه بالتمثيليات الساخرة الماجِنة، وليس ذلك بالمسلك السديد، ولا النهج الرشيد.
أيها الإخوة، فهذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته، كم من مستقبل له لم يستكمله... وكم من مؤمل بعود إليه لم يدركه... هلا تأملتم الأجل ومسيره، وهلا تبينتم خداع الأمل وغروره. إن كان في النفوس زاجر، وإن كان في القلوب واعظ، فقد بقيت من أيامه بقيةٌ. بقية وأي بقية، إنها عشره الأخيرة. بقية كان يحتفي بها نبيكم محمد أيما احتفاء. في العشرين قبلها كان يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر. هجر فراشه، أيقظ أهله، يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً: ((ألا تقومان فتصليان)) يطرق الباب وهو يتلو: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ [طه:132]، ويتجه إلى حجرات نسائه آمرا: ((أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة))
لذَّة التهجُّد، والمناجاة، وقيام الليل، وتلاوة القرآن العظيم - هي اللذَّة التيتتقاصر دونها ملذَّات الدنيا؛ عن المغيرةبن شُعْبَة - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - صلَّى حتىانتفخت قدماه؛ فقيل له: أتكلف هذا وقد غَفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وماتأخَّر؟! فقال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا))؛ متفقٌ عليه وعن عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره"؛ أخرجهمسلمٌ.
أيها المسلمون، اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم لا تضيعوا فرصة في غير قربة. قدموا لأنفسكم وجدوا وتضرعوا. تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها ؟ قال قولي: ((اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى
الدعاء الدعاء.أيهاالأحبة عُجُّوا في عشركم هذه بالدعاء. فقد قال ربكم عز شأنه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: ياعبدالله .. في كلِّ لَيلةٍ ساعةُ إجابَةِ، الأبوابُ فيها تفتَح، والكريم فيها يمنَح، فسَل فيها ما شئتَ فالمعطِي عظيم، وأيقِن بالإجابةِ فالرّبّ كريم، وبُثَّ إليهِ شَكواك فإنّه الرّحمنُ الرّحيم، وارفَع إليه لأواكَ فهوَ السّميع البصير، يقول عليه الصلاةُ والسلام: ((إنّ في اللّيلِ لساعةً لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل اللهَ خيرًا مِن أمرِ الدّنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاه، وذلك كلَّ ليلة)) رواه مسلم.ونسَماتُ آخرِ الليلِ مظِنّة إِجابةِ الدّعوات، قيلَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : أيّ الدعاءِ أسمَع؟ قال: ((جوفُ اللّيل الآخِر ودُبر الصّلواتِ المكتوباتِ)) رواه الترمذيّ وصححه الألباني. إن للدعاء ـ أيها الإخوة ـ شأنا عجيبا، وأثرا عظيما في حسن العاقبة، وصلاح الحال والمآل والتوفيق في الأعمال والبركة في الأرزاق إن أهل الدعاء الموفقين حين يعُجُّون إلى ربهم بالدعاء، يعلمون أن جميع الأبواب قد توصد في وجوههم إلا بابا واحدا هو باب السماء. باب مفتوح لا يغلق أبدا، فتحه من لا يرد داعيا ولا يخيب راجيا. فهو غياث المستغيثين، وناصر المستنصرين، ومجيب الداعين.
فألظوا بالدعاء – رحمكم الله – سلوا ولا تعجزوا ولا تستبطؤا الإجابة. فيعقوب عليه السلام فقد ولده الأول ثم فقد الثاني في مدد متطاولة، ما زاده ذلك بربه إلا تعلقا: عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ [يوسف:83] ونبي الله زكريا عليه السلام؛ كبر سنه واشتعل بالشيب رأسه ولم يزل عظيم الرجاء في ربه حتى قال محققا: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبّ شَقِيّاً [مريم:4].
لا تستبطئ الإجابة ـ يا عبد الله ـ فربك يبتليك بالتأخير لأنه يحب تضرعك، ويحب صبرك، ويحب رضاك بأقدراه، رضا بلا قنوط، ، وقد قال نبيك محمد: ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي))
أيها الإخوة، ويجمل الدعاء وتتوافر أسباب الخير ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف، فقد اعتكف رسول الله هذه الأيام حتى توفاه الله.عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه؟؟؟.المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجات الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته.
إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم، ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم لازم هذا المعتكف بيت ربه وحبس من أجله نفسه، ويقف عند أعتابه يرجوا رحمته ويخشى عذابه، لا يطلق لسانه في لغو ولا يفتح عينه لفحش ولا تتصنت أذنه لبذاءٍ. في درس الاعتكاف انصرف المتعبد إلى التفكير في زاد الرحيل وأسباب السلامة، السلامة من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول المخالطة.في مدرسة الاعتكاف يتبين للعابد أن الوقت أغلى من الذهب فلا يبذله في غير حق، ولا يشتري به ما ليس بحمد، يحفظه عن مجامع سيئة، بضاعتها أقوال لا خير في سماعها، فلا تحرمواأنفسكم هذه السنة المحمدية ، والخلوة الربانية ، فإنها بلسمٌ للقلوب ، ودواءٌ لآفاتها ، فإن لم يتيسر اعتكاف العشر فبعض الأيام .. فإن لم يتيسر فلو ليالي الأوتارولوليلة واحدة ، فمن دخل المسجد قبل المغرب وخرج بعد الفجر كتب له اعتكاف ليلة ..
أيها الأحبة، أوقاتكم فاضلة اطلبوا الليلةَ العظيمة التي لا يحرم خيرها إلا محروم ، ليلةُ العتق والمباهاة ، ليلةُ القرب والمناجاة ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، عزِيزَة السّاعات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فيها) ، خَلقٌ عَظيم ينزِل من السماءِ لشُهودِ تلك اللّيلة من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء وشقاء الأشقياء: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:4] ولا يهلك على الله إلا هالك. فاتقوا الله رحمكم الله واعملوا وجددوا وأبشروا وأملوا.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّالْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍآَخِذِينَ مَاآَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما منالبينات والحكمة.أقولُ ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه كان للأوَّابين غفورًا.
المشاهدات 6164 | التعليقات 10
ماشاء الله تبارك الله
سأختصر منها وسأخطب بها الجمعه القادمه إن شاء الله
نفع الله بكم
بارك الله فيكم ونفع بكم..
ستكون الخطبة القادمة بإذن الله تعالى..
ستكون الخطبة القادمة بإذن الله تعالى..
جزاك الله خير ونفع الله بك أستفدت منها كثيراً في الخطبة القادمة ..
عبد الله العصيمي;7846 wrote:
ماشاء الله تبارك الله
سأختصر منها وسأخطب بها الجمعه القادمه إن شاء الله
نفع الله بكم
سأختصر منها وسأخطب بها الجمعه القادمه إن شاء الله
نفع الله بكم
الله يحفظك أخي عبدالله
وأسأل الله لي وللجميع التوفيق
وأسأل الله لي وللجميع التوفيق
الشمراني;7857 wrote:
بارك الله فيكم ونفع بكم..
ستكون الخطبة القادمة بإذن الله تعالى..
ستكون الخطبة القادمة بإذن الله تعالى..
وفيك بارك وهذاالمقصود
حصول الفائدة للجميع
أبو اليسر;7858 wrote:
جزاك الله خير ونفع الله بك أستفدت منها كثيراً في الخطبة القادمة ..
وإياك ونفع الله الجميع
بمايكتب
بمايكتب
أسأل الله أن يوفقني وإياكم للقبول
وقيام ليلة القدر
جزاك الله خير الجزاء على ماسطرة أنملك وكتب ذلك في سجل حسناتك يوم تلقاه
أحسنت أحسن الله إليك
وتقبل منا ومنك
صالح العويد
أمّا بعد: فأوصيكُم ـ أيّها النّاس ـ ونفسِي بتقوَى الله عزّ وجلّ، فاتقوا اللهَ رحمكم الله، واغتنِموا مواسمَ الأرباحِ فقد فُتِحت أسواقها، وداوموا قرعَ أبواب التوبة قبل أن يحينَ إغلاقها. الغَفلةُ تمنَعُ الرِّبحَ، والمعصيةُ تقودُ إلى الخُسران. الواقفُ بغير بابِ الله عظيمٌ هوانُه، والمؤمِّل غيرَ فضلِ الله خائبةٌ آماله، والعامِل لغير الله ضائعةٌ أعمالُه. الأسباب كلُّها منقطِعة إلا أسبابه، والأبوابُ كلّها مغلَقة إلا أبوابُه. النّعيمُ في التلذُّذ بمناجَاةِ الله، والرّاحة في التّعَب في خدمةِ الله، والغِنى في الافتقارِ إلى الله. المغبون من انصرف عن طاعة الله، والمحروم من حرم رحمة الله، والمأسوف عليه من فاتته فرص الشهر، وفرط في فضل العشر، وخاب رجاؤه في ليلة القدر، مغبون من لم يرفع يديه بدعوة، ولم تذرف عينه بدمعة، ولم يخشع قلبه لله لحظة. ويحه ثم ويحه أدرك الشهر ألم يحظ بمغفرة؟؟ ألم ينل رحمة؟؟ يا بؤسه ألم تقل له عثرة؟ فأمِطْ عن رأسك قناع الغفلة، وانْتَبِهْ من السهو والرَّهبة، أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّّى بملائكته المسبِّحة بقُدُسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جِنِّه وإِنْسِه؛ فقال قولاً كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدِّين. واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفّق ولىّ أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم ورحمة على من وليتهم عليهم اللهم ربنا عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك اللهم لا يرد أمرك ولا يهزم جندك سبحانك وبحمدك .. اللهم انصر جندك في كل مكان اللهمَّ عجِّل بالفَرَج والنَّصر والتَّمكين، لإخواننا المستضعفين، في كل مكانٍ يا ربَّ العالمين. اللهمَّ رُدَّ كَيْدَ الكائدين، ومكر الماكرين، وإفساد المفسدين، اللهمَّ تقبَّل صيامنا، وقيامنا، وصالح أعمالنا، اللهمَّ أعتقنا من إفك الذنوب، وباعِد بيننا وبين الخطايا، وأَجِرْنا من الشيطان الرجيم.اللهمَّ طيبنا للقائك، وأدخلنا في حزب أوليائك، وارزقنا الرِّضا بقضائك، وقنِّعنا بعطائك، واكْفِنا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمَّن سواك، وتوفَّنا مسلمين يا أرحم الراحمين.اللهم وفقنالقيام ليلة القدر إيماناواحتسابا واجعلنافيهامن المقبولين ولاتجعلنامن المحرومين المطرودين ربناتقبل مناإنك أنت السميع العليم وتب عليناإنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتناوزوجاتنا ولجميع المسلمين الأحياءمنهم والميتين رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
تعديل التعليق