الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-1-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران

محمد محمد
1443/11/10 - 2022/06/09 18:31PM

الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-1-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ:

فلطالما أبهرَ الإنسانَ حديثُ بعضِ الصالحينَ إذ يتحدثونَ عما يرونَه من فرقٍ مبهرٍ في حياتِهم، وعن فرقٍ عظيمٍ في فهمِهم وصحةِ نظرِهم واستقرارِ تفكيرِهم؛ ببركةِ هذا القرآنِ.

ولطالما أبهرَ الإنسانَ حديثُ بعضِ الصالحينَ إذ يبثونَ شَجْواهُم عما يَجدونَه في أنفسِهم بعدَ تلاوةِ القرآنِ، يتحدثونَ عن شيءٍ يُحِسُّونَ به كأنَّما يلمسونَه بحواسِهم، من قوةِ الإرادةِ في فعلِ الخيراتِ والتَأَبِّي على المعاصي، وراحةِ النفسِ في صراعاتِ الأفكارِ والمنافساتِ الاجتماعيةِ.

بلْ لقدْ أبهر الإنسانَ فوقَ ذلك كلِّه تَشَرُّفُ النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-ذاتِه بالقرآنِ! سيدُ ولدِ آدمَ يتشرفُ بكتابِ اللهِ.

فانظرْ كيفَ يرسمُ القرآنُ حالَ النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-قبلَ القرآنِ، وحالَ النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-بعدَ القرآنِ، كما قالَ-تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ).

وقولِ اللهِ-سبحانه-: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ).

فانظرْ باللهِ عليكَ كيفَ تأثرتْ حالُ النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-بعدَ إنزالِ القرآنِ عليهِ، بل انظرْ ما هو أعجبُ من ذلك، وهو حالُ النبيِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-بعدَ الرسالةِ إذا راجعَ ودارسَ القرآنَ معَ جبريل-عليهِ السلامُ-كيفَ يكونُ أجودَ بالخيرِ مِنَ الريحِ المرسلةِ-كما في صحيحِ البخاريِ-، هذا وهو رسولُ اللهِ الذي كَمُلَ يقينُه وإيمانُه، ومعَ ذلك يتأثرُ بالقرآنِ فيزدادُ نشاطُه في الخيرِ، فكيف بنفوسِنا الضعيفةِ المحتاجةِ إلى دوامِ العلاقةِ مع هذا القرآنِ.

بلْ انظرْ كيفَ جعلَ خاصِيَّةَ الرسولِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-تلاوةَ هذا القرآنِ: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً).

وانظرْ إلى ذلكَ التصويرِ الشَجِيِ لحالِ أهلِ الإيمانِ في ليلِهم كيفَ يسهرونَ مع القرآنِ: (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ).

أتُرى أنَّ اللهَ-جلَّ وعلا-يُنَوِّعُ ويُعَدِّدُ التوجيهاتِ لتعميقِ العلاقةِ معَ القرآنِ عبثًا؟  

فتارةً يحثُنا صراحةً على التدبرِ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ).

وتارةً يحثُنا على الإنصاتِ إليهِ: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا).

وتارةً يأمرُنا بالتفننِ في الأداءِ الصوتيِ الذي يَخْلِبُ الألبابَ؛ لتقتربَ من معاني هذا القرآنِ: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).

وتارةً يأمرُنا بالتهيئةِ النفسيةِ قبلَ قراءَتِه بالاستعاذةِ مِنَ الشيطانِ؛ لكي تصفوَ نفوسُنا لاستقبالِ مضامينِه: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

وتارةً يغرِسُ في نفوسِنا استبشاعَ البعدِ عن القرآنِ: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).

وتاراتٍ أخرى ينبُهنا على فضلِهِ، وعظيمِ المنةِ بهِ، وتيسيرِه للذكرِ، فهلْ مِنْ مُدَّكِرٍ،..الخ، 

كلُّ ذلكَ ليُرَسِّخَ علاقتَنا بالقرآنِ.

فهل تُرى ذلك كلَّه كانَ اتفاقًا ومصادفةً لا تحملُ وراءَها الدلالاتِ العظيمةَ؟!

بلْ هلْ منَ المعقولِ أنْ يكونَ القرآنُ الذي أقسمَ اللهُ به، وتَمدَّحِ بالتكلمِ بهِ، وجعلَه أعظمَ الكتبِ السماويةِ التي أنزلَها-سبحانه-وخَصَّ به أفضلَ البشريةِ محمدًا-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-، وجعلَ حفظَ ألفاظِه خَاصِيَّةَ أهلِ العلمِ، هلْ مِنَ المعقولِ أنْ تكونَ كلُّ هذهِ الخصائصِ والشرفِ والعظمةِ للقرآنِ ويكونَ كتابًا اعتياديًا في حياتِنا؟!

لا بُدَّ أنَّ هذا الشرفَ للقرآنِ يعكسُ عظمةً في مضامينِ هذا القرآنِ ذاتِه ومحتوياتِه، ولا بُدَّ أنْ يكونَ لهذا القرآنِ حضورٌ في حياتِنا يوازي هذه العظمةَ.

مِنْ أعجبِ أسرارِ القرآنِ وأكثرِها لفتًا للانتباهِ تلك السطوةُ الغريبةُ التي تخضعُ لها النفوسُ عندَ سماعِه، سطوةُ القرآنِ ظاهرةٌ حارتْ فيها العقولُ.

حينَ يسري صوتُ القارئِ في الغرفةِ، يغشى المكانَ سكينةٌ محسوسةٌ تهبطُ على أرجاءِ ما حولَك.

تشعرُ أنَّ ثمةَ توترًا يغادرُ المكانَ.

كأنَّ الجماداتِ مِنْ حولِك أطبقتْ على الصمتِ، كأنَّ الحركةَ توقفتْ.

هناكَ شيءٌ ما تشعرُ بهِ لكنَّك لا تستطيعُ أنْ تُعَبِّرَ عنه.

حينَ تكونَ في غرفتِك-مثلًا-، ويصدحُ صوتُ القارئِ من جهازِك المحمولِ، أو حينَ تكونُ في سيارتِك في لحظاتِ انتظارِ، ويتحولُ صوتُ الإذاعةِ إلى عرضِ آياتٍ مسجلةٍ من الحرمِ الشريفِ، تشعرُ أنَّ سكونًا غريبًا يتهادى رويدًا رويدًا فيما حولَك.

كأنَّما كنتَ في مصنعٍ يرتطمُ دويُ عجلاتِه ومحركاتِه ثم توقفَ كلُّ شيءٍ مرةً واحدةً.

كأنَّما توقفَ التيارُ الكهربائيُ عن هذا المصنعِ مرةً واحدةً فَخَيَّمَ الصمتُ، وخفتتِ الأنوارُ، وسادَ الهدوءُ المكانَ.

هذه ظاهرةٌ محسوسةٌ يصنعُها القرآنُ العظيمُ في النفوسِ، تَحدَّثَ عنها الكثيرُ من الناسِ بلغةٍ مليئةٍ بالحَيْرةِ والعَجَبِ.

يخاطبُك أحيانًا شابٌّ يتذمرُ من والدِه أو أمِهِ.

فتحاولُ أنْ تصوغَ له عباراتٍ تربويةً جذابةً لتقنعَه بضرورةِ احترامِهما مهما فعلَا له.

وتلاحظُ أنَّ هذا الشابَّ يزدادُ مناقشةً ومجادلةً لك.

فإذا استعضتَ عنْ ذلك كلِّه، وقلتَ له كلمةً واحدةً فقطْ: يا أخي الكريمُ يقولُ-تعالى-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) تَرى موقفَ هذا الفتى يختلفُ كليًا، ومن شدةِ انفعالِك بالموقفِ تنسى الشابَّ ومشكِلَتَهُ، وتعودُ للتفكيرِ في هذهِ السطوةِ المدهشةِ للقرآنِ، كيفَ صمتَ هذا الشابَ وأطرقَ لمجردِ سماعِ قولِه-تعالى-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، حتى نغماتُ صوتِه تغيرتْ، يا اللهُ كيف هزتْه هذه الآيةُ هزًا!

أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فيقولُ أحدُ الشيوخِ-فكَّ اللهُ أسرَه وأسرَ إخوانِه الصالحينَ-يقولُ: "حينَ قدمتُ للمجتمعِ الغربيِ أولَ مرةٍ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ للدراسةِ؛ اعتنيتُ عنايةً بالغةً بتتبعِ قَصَصِ حديثي العهدِ بالإسلامِ-المسلمينَ الجُدُدِ-وأخبارِهم.

كنتَ أحاولُ أنْ أستكشفُ سؤالًا واحدًا فقطْ:

ما هو أكثرُ مُؤَثِّرٍ يدفعُ الإنسانَ الغربيَ لاعتناقِ الإسلامِ؟ حتى يمكنَ الاستفادةُ منه في دعوةِ البقيةِ.

كنتُ أتوقعُ أنني يمكنُ أنْ أصلَ إلى نظريةٍ معقدةٍ حولَ الموضوعِ، أو تفاصيلَ دقيقةٍ حولَ هذه القضيةِ لا يعرفُها كثيرُ من الناسِ، وقرأتُ لأجلِ ذلك الكثيرَ مِنْ التجاربِ الذاتيةِ لشخصياتٍ غربيةٍ أسلمتْ، وشاهدتُ الكثيرَ من المقاطعِ المسجلةِ يَروي فيها غربيونَ قصةَ إسلامِهم، وكمْ كنتُ مأخوذًا بأكثرِ عاملٍ ترددَ في قَصَصِهم، ألا وهو أنَّهم سمعوا القرآنَ وشَعَروا بشعورٍ غريبٍ استحوذَ عليهم، هذا الحدثُ يتكررُ تقريبًا في أكثرِ قَصَصِ الذينَ أسلمُوا، وهم لا يعرفونَ اللغةَ العربيةَ أصلاً!

إنها سطوةُ القرآنِ، واللهُ يقولُ-سبحانه-: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)، هذا تأثرُ الجماداتِ فكيف بالبشرِ؟!

ومِنْ أعجبِ أخبارِ سطوةِ القرآنِ قصةٌ مشهورةٌ رواها البخاريُ-رحمه اللهُ تعالى-في صحيحِه، وقدْ وقعتْ قبلَ الهجرةِ النبويةِ، وذلك حينَ اشتدَ أذى المشركينَ لما حَصَروا بني هاشمٍ والمطلبِ في شِعبِ أبي طالبٍ، فحينَذَاك أَذِنَ النبيُّ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ- لأصحابِه في الهجرةِ إلى الحبشةِ، فخرجَ أبو بكرٍ يريدُ الهجرةَ للحبشةِ فلقيَه مالكُ بن الحارثِ (ابنُ الدَّغِنَةِ) وهو سيدُ قبيلةِ القارَةِ، وهي قبيلةٌ لها حِلْفٌ مع قريشٍ، وتَعَهَّدَ أنْ يُجيرَ أبا بكرٍ ويحميَه لكي يعبدَ ربَه في مكةَ، يقولُ الراوي: "فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ في دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بالصَّلَاةِ، وَلَا القِرَاءَةِ في غيرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لأبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَكانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عليه نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ-يزدحمونَ ويكتَظونَ حولَه مبهورينَ بجمالِ القرآنِ-وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فأفْزَعَ ذلكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ".

هذهِ الكلمةُ: "فَيَتَقَصَّفُ عليه نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ"، من العباراتِ التي تطرقُ الذِهنَ كثيرًا حينَ تسمعُ تاليًا للقرآنِ يأخذُ الناسَ بتلابيبِهم..

فانظرْ كيفَ كانَ أبو بكرٍ-رضي اللهُ عنه-لا يحتملُ نفسَه إذا قرأَ القرآنَ فتغلبُه دموعُه.

وانظر لعائلاتِ قريشٍ كيفَ لم يستطعْ عُتاةُ الكفارِ وصناديدُهم الحيلولةَ بينهم وبين الهربِ من البيوتِ لسماعِ القرآنِ.

للحديث بقية...

يا حيُّ يا قيومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنَّا من الظالمينَ، أسألكَ بأسمائِك الحُسْنَى، وصفاتِك العُلَى، اللهم إنَّي أسألك لي وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، وأَسْأَلُكَ لي ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ في كلِّ شيءٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمينَ، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهُمَّ عليك بأعداءِ الإسلامِ والظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ، اللهُمَّ إنَّا نجعلُكَ في نـُحورِهم، ونعوذُ بكَ مِنْ شرورِهم.

اللهم أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ.

اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ اللهِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1654833217_الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-1-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران.docx

1654833223_الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-1-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران.pdf

المشاهدات 710 | التعليقات 0