الصيام وتزكية النفوس

د. زاهر بن محمد الشهري
1438/09/05 - 2017/05/31 14:20PM
الحمد لله، منَّ علينا بخيرِ الشرائع وأوفاها، وعلِم جهرَ كلِّ نفسٍ ونجوَاها، أحمدُه تعالى وأشكره عزَّ ربًّا وجلّ إلَهًا، سبحانه من إلهٍ عظيم وربٍّ رحيم لا يُماثَل ولا يضاهَى، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له شهادةَ من طهّر نفسه وزكّاها، وأشهد أنّ نبيّنا وسيّدنا محمّدًا عبد الله ورسوله المبعوثُ بأشرفِ الملَلِ وأزكاها، الذي قرَّر قواعدَ الملة وشيَّد بِناها، صلى الله عليه وعلى آلهِ وأصحابه خيارِ الأمّة وأتقاها وأعلمِها وأهداها، والتابعِين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا.. أما بعد:
أيها المسلمون: إن تزكية النفوس من كبرى مقاصد الرسالات الإلهية وبعث الرسل عليهم الصلاة والسلام، فقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى) [النازعات: 17 - 19]، وقال سبحانه: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران: 164]،
وقد أكد الله عز وجل تزكية النفس بأحد عشر قَسَماً فقال: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس: 1 - 10].
وبتزكية النفس يُذاق طعم الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من فعلهن فقد طَعِم طَعْم الإيمان" وذكر منها: "وزكّى نفسه" رواه الطبراني وصححه الألباني.
ودرجات الجنة العلى جزاء من تزكى، يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) [طه: 75، 766]
والتزكية لها معنيان:
الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والثاني: هو الزيادة والنماء، يقال زكى المال يزكوا إذا نمى، ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له.
وعلى أساس هذا فتزكية النفس شاملة للأمرين:
تطهيرها من الأدران والأوساخ، وتنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
والله سبحانه وتعالى هو الذي يزكي النفوس وليس ذلك لأحد غيره سبحانه، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) أي: ذلك إليه سبحانه، فهو العالم بمن يستحق التزكية من عباده، ومن لا يستحقها، فليدع العباد تزكية أنفسهم ويفوضوا أمر ذلك إلى الله سبحانه، فإن تزكيتهم لأنفسهم مجرد دعاوى فاسدة تحمل عليها محبة النفس، وطلب العلو، والترفع، والتفاخر، والنفس إنما تزكو بفعل ما أمر الله - عز وجل- به من الطاعات، وبترك ما نهى الله عنه من المحرمات.
ومن الأعمال الصالحة التي جعلها الله - عز وجل- تزكية للنفس الصيام، وخاصة صيام شهر رمضان، فرمضان فرصة عظيمة لتهذيب النفس وتزكيتها، والصيام يعين المسلم على هذا ويساعده.
ومن معالم تزكية النفس في رمضان:
- أن الصيام يزكي النفس على معنى عظيم من معاني العبودية لله رب العالمين، الذي يكون فيه التسليم الكامل لله -عز وجل، وهو امتثال أمره في ذلك، وقد أمرنا بالصيام فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
- أن الصيام يزكي النفس من خلال الغاية للصيام (لعلكم تتقون)، فإن النفس حين تنالها التقوى بالصيام فإنها تزكو وتُنقى من الأفعال المانعة من كمال أجر الصيام، فالصوم كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم جُنَّة، والجُنَّة وقاية تقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات، فالصوم يمنع ما يوقع النفس في الشهوات أو في المعاصي التي ترديها في النار، وذلك بأن يزكي له نفسه فترتقي على علية الفضائل، وتحقق العبودية الكاملة لله.
- الصيام يزكي النفس ويعوِّدها على امتثال أوامر الله -عز وجل-، وإخلاص العمل له، ورجاء ثوابه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري ومسلم، يعني: مصدِّقًا بفرض صيامه، ومحتسبًا مريدًا بذلك وجه الله، بريئًا من الرِّياء والسُّمعة، فالصَّائم يدع أحبَّ الأشياء إليه من الطَّعام والشَّراب والجماع من أجل الله تعالى؛ كي يتعوَّد الصَّائم على قهر نفسه وغلبته عليها حتَّى تنقاد لأمر مولاها ومخالفة هواها.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابنِ آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به)، وفي رواية: (يترك طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به) ورواه مسلم عن أبي هريرة بلفظ: (كل عمل ابن آدم يُضاعَف: الحسنة بعشر أمثالِها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي)، قال العلامة ابن قدامة: "إنّ في الصوم خصيصةً ليست في غيرِهِ؛ وهي إضافتُهُ إلى الله ، حيث يقول سبحانه: (الصومُ لي وأنا أجزي به)؛ وكفى بهذه الإضافة شرفاً! كما شرّف البيتَ العتيقَ بإضافتِهِ إليه في قولِه: (وطهِّرْ بيتي)؛ وإنما فُضِّل الصومُ لمعنيَيْن: أحدُهما: أنه سِرٌّ وعملٌ باطِنٌ لا يراه الخلقُ ولا يدخله رياءٌ! الثاني: أنه قهرٌ لعدوِّ الله".
- الصيام يزكي النفس ويورثها الخشية من الله تعالى والخوف منه في السِّرِّ فضلًا على العلانيَّة؛ لأنَّ الصَّائم لا يطَّلع عليه أحد بمجرَّد فعله إلَّا الله، فبإمكانه أن ينتهك حرمة الصَّوم بالإفطار دون أن يراه النَّاس؛ لكن يترك ذلك خشيةً من الله تعالى.
- الصيام يربِّي النَّفس على الصَّبر، ويعوِّدها على تحمُّل المشاقِّ في سبيل الله عز وجل، فهو يجمع أنواع الصَّبر الثَّلاثة: الصَّبر على المأمور، والصَّبر على المحظور، والصَّبر على المقدور. ومن استكمل هذه الأنواع فقد استكمل حقيقة الصَّبر، وبلغ ذروته؛ فيكون صَبرًا على المأمور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على امتثال أمر الله له بالصَّوم؛ وعلى المحظور؛ لأنَّ الصَّائم يجتنب ما حرِّم عليه؛ وصبرًا على المقدور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على الرِّضى بما قدّر عليه من ألم الجوع والعطش.
- الصيام وسيلة للاستعفاف، وضبط النَّفس عن هيجانها، وإطفاء نار شهوتها، وتضييق مسالك الشَّياطين من وساوسها، ولهذا حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الشَّباب الَّذين تعذَّر عليهم الزَّواج، وخشوا على أنفسهم من الفتنة أن يصوموا فقال: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" رواه البخاري ومسلم، قال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله: "فأرشدهم إلى الدَّواء الشَّافي الَّذي وُضع لهذا الأمر، ثمَّ نقلهم عنه عند العجز إلى البدل، وهو الصَّوم، فإنَّه يكسر شهوة النَّفس، ويضيِّق عليها مجاري الشَّهوة، فإنَّ هذه الشَّهوة تقوى بكثرة الغذاء وكيفيَّته، فكميَّة الغذاء وكيفيَّته يزيدان في توليدها، والصَّوم يضيِّق عليها ذلك، فيصير بمنزلة وِجاء الفَحل، وقَلَّ من أدمن الصَّوم إلَّا وماتت شهوته أو ضعفت جدًّا، والصَّوم المشروع يُعدِّلها"
- الصيام يربِّي النَّفس على حسن الخلق والحلم والأناة، وتحمُّل إيذاء النَّاس، ويعوِّدها على كَظْمِ الغيظ وسكون الغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ"، فيحفظ الصَّائم نفسه من أن تمضي ما هي قادرةٌ على إمضائه، باستمكانها مـمّن غاظها، وانتصارها مـمّن ظلمها، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله: "فلا يرفث... والمراد بالرفث هنا...الكلام الفاحش، وهو يطلق على هذا، وعلى الجماع، وعلى مقدماته...ويحتمل أن يكون لما هو أعم منها، قوله: ولا يجهل: أي لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه، ونحو ذلك".
- الصيام يطهِّر النَّفس من الشُّحِّ والبُخل، ويربِّيها على الجود والكرم، كما قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" رواه البخاري ومسلم.
وإنَّما كان يعظم جوده في رمضان؛ لأنَّه موسم الخيرات، وفيه تتضاعف الحسنات، وليعين الصَّائمين على صومهم، وَليُفطِّرَهم، فيحصل له مثل أجورهم، وإذا ذاق الصَّائم ألم الجوع والعطش دعاه ذلك إلى التفكُّر في البائس الفقير الَّذي يبيت طاوياً طوال السَّنة، فيبادر إلى التَّصدُّق عليه والإحسان إليه.

إنَّ الصيام مواساة وإحسانٌ *** قضى بذلك قرآن وبرهانُ
نعم الصيام مع المعروف تبذله *** وليس فيه مع الحرمان حرمانُ

- الصيام يحمل النَّفس على التَّسابق في الخيرات، والتَّنافس في الأعمال الصَّالحات، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ" رواه الترمذي وابن ماجه.
نسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
وأستغفر الله لي ولكم...


الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن الصيام يعين الإنسان على تزكية نفسِه وتطهيرها من المحرَّمات والعادات السَّيِّئة المدمن عليها، كمن بُلي بشرب الخمر أو الدُّخان أو العادة السِّرِّيَّة، فإنَّ الصَّوم خير عون له على التَّخلِّي عنها.
كما أن الصيام يطهر ويزكي الجوارح من الوقوع في الآثام والمعاصي، فيزكي القلب واللسان السمع والبصر واليد والرجل، فيصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية، وكفه عما سوى الله -عز وجل- بالكلية.
ويصوم البصر وذلك بالكف عن الاتساع في النظر إلى الحرام، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله -عز وجل.
ويصوم اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: "والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفثْ ولا يصخب – وفي رواية- ولا يجهل، فإِنِ سابه أحد أو قاتله أو شاتمه، فليقلْ: إني صائم إني صائم" متفق عليه.
ويصوم السمع عن الإِصغاء إلى كل محرم لأن كل ما حرم قوله حرم الإِصغاء إليه.
وتصوم بقية الجوارح بالكف عن الآثام والمعاصي، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال، ثم الإفطار على الحرام والآثام، فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "كمْ من صائمٍ ليس له من صومه إلا الجوع والعطش" أخرجه النسائي وابن ماجه، قيل: هو الذي يفطر على الحرام، وقيل: هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.

إذا لم يكن في السمع مني تصـاون *** وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت
فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما *** فإن قلت إني صمتُ يومي ما صمت

قال ابن القيِّم -رحمه الله: "وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة...فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات"
وقال الإمام الكمال بن الهمام -أحد فقهاء الحنفية- في فوائد الصوم: "إنَّ الصوم يسكن النفس الأمَّارة بالسوء، ويكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج؛ ولذلك قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء، وإذا شبعت جاعت كلُّها"أ.هـ
عباد الله: "شهر الصوم في الإسلام هو مستشفى زماني تعالج فيه النفوس من النقائص التي تراكمت عليها في جميع الشهور من السنة...فيداويها هذا الشهر بالفطام والحِمْية، والحيلولة بين الصائم وبين المراتع البهيمية، ولكنَّ هذه الأشفيةَ كلَّها لا تنفع إلا بالقصد والاعتدال، ولو اتَّبع الناس أوامر ربِّهم, ووقفوا عند حدوده لصلحت الأرض, وسَعُد مَنْ عليها, ولكنهم اتبعوا أهواءهم ففسدوا, وأفسدوا في الأرض وشقوا, وأشقوا الناس".
قال الله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين).
وصلوا وسلموا ...
المرفقات

الصيام وتزكية النفوس.doc

الصيام وتزكية النفوس.doc

المشاهدات 8038 | التعليقات 0