الصِّيَامُ جُنَّةٌ
محمد البدر
1438/08/30 - 2017/05/26 02:43AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد : عِبَادَ اللهِ: قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ:نذكركم بأن الصيام هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . وصيام رمضان أحد أركان الإسلام العظيمة، فهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل . أما الصغير الذي لم يبلغ فلا يجب عليه الصوم ؛ لكن يؤمر به ليعتاده . وأما المريض مرضاً طارئاً يُنتظر برؤه فإنه يفطر إن شقّ عليه الصوم أو كان الصوم يضره أو يؤخر شفاءه ؛ وعليه أن يقضى بعد شفائه . وأما المجنون فلا يجب عليه الصوم ولا يجب الإطعام عنه . أما العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبر والمرض الذي لا يرجى شفاؤه فليس عليه صوم ؛ وإنما يطعم عن كل يوم مسكينًا نصفَ صاع وهو قرابة كيلو ونصف .
والمرأة الحامل وكذلك المرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع، أو خافتا على ولديهما، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف والحائض والنفساء لا تصومان ، وتقضيان فيما بعد . وأما المسافر فيرخص له الفطر .ومن أحكام الصيام وجوب تبييتُ النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي : « مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ »رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ والنية محلها القلب. ويكفى لشهر رمضان نية واحدة لا تنقطع .
ووقت الصوم : كما قَالَ تَعَالَى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة: 187] . ويُستحب ويَتأكد السُّحور: قال : « فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ وقال : «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ.
وكان من هديه تأخير السُّحور إلى قبيل الفجر بقدر قراءة خمسين آية.
ويجب على الصائم أن يجتنبَ أيَّ قولٍ محرم أو فعل محرم ؛ قال : « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .وكذلك يجتنب الصائمُ اللغوَ والرفث: قال : « الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ، مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ويباحَ للصائم أن يصبح جنباً: فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي : كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُوم » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ويجوز للصائم السواك : قال :« لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولا حرج على الصائم المضمضة والاستنشاق ، قال : « بَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ.ولا حرج على الصائم تحليل الدم وضرب الإبر والحقن العلاجية التي لا يقصد بها التغذية : فإنها ليست من المفطرات، لأنها ليست مغذية ولا تصل إلى الجوف.
ومما لا حرج على الصائم قلع السنِّ ، والكحل وقطرتا العين والأذن.
أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
ويشرع للصائم تعجيلُ الفطر ؛ فهذه سنة النبي وفيها مخالفةٌ لليهود والنصارى ، قال : « لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومن هدي النبصي صلى الله عليه وسلم الفطرُ على رطب ؛ فإن لم يكن فعلى تمر؛ فإن لم يكن فعلى ماء ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ قَالَ الأَلْبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ومن دعائه عند إفطاره : « ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.الا وصلوا ...
[/align]
أما بعد : عِبَادَ اللهِ: قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ:نذكركم بأن الصيام هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . وصيام رمضان أحد أركان الإسلام العظيمة، فهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل . أما الصغير الذي لم يبلغ فلا يجب عليه الصوم ؛ لكن يؤمر به ليعتاده . وأما المريض مرضاً طارئاً يُنتظر برؤه فإنه يفطر إن شقّ عليه الصوم أو كان الصوم يضره أو يؤخر شفاءه ؛ وعليه أن يقضى بعد شفائه . وأما المجنون فلا يجب عليه الصوم ولا يجب الإطعام عنه . أما العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبر والمرض الذي لا يرجى شفاؤه فليس عليه صوم ؛ وإنما يطعم عن كل يوم مسكينًا نصفَ صاع وهو قرابة كيلو ونصف .
والمرأة الحامل وكذلك المرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع، أو خافتا على ولديهما، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف والحائض والنفساء لا تصومان ، وتقضيان فيما بعد . وأما المسافر فيرخص له الفطر .ومن أحكام الصيام وجوب تبييتُ النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي : « مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ »رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ والنية محلها القلب. ويكفى لشهر رمضان نية واحدة لا تنقطع .
ووقت الصوم : كما قَالَ تَعَالَى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة: 187] . ويُستحب ويَتأكد السُّحور: قال : « فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ وقال : «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ.
وكان من هديه تأخير السُّحور إلى قبيل الفجر بقدر قراءة خمسين آية.
ويجب على الصائم أن يجتنبَ أيَّ قولٍ محرم أو فعل محرم ؛ قال : « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .وكذلك يجتنب الصائمُ اللغوَ والرفث: قال : « الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ، مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ويباحَ للصائم أن يصبح جنباً: فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي : كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُوم » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ويجوز للصائم السواك : قال :« لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولا حرج على الصائم المضمضة والاستنشاق ، قال : « بَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ.ولا حرج على الصائم تحليل الدم وضرب الإبر والحقن العلاجية التي لا يقصد بها التغذية : فإنها ليست من المفطرات، لأنها ليست مغذية ولا تصل إلى الجوف.
ومما لا حرج على الصائم قلع السنِّ ، والكحل وقطرتا العين والأذن.
أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
ويشرع للصائم تعجيلُ الفطر ؛ فهذه سنة النبي وفيها مخالفةٌ لليهود والنصارى ، قال : « لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومن هدي النبصي صلى الله عليه وسلم الفطرُ على رطب ؛ فإن لم يكن فعلى تمر؛ فإن لم يكن فعلى ماء ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ قَالَ الأَلْبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ومن دعائه عند إفطاره : « ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.الا وصلوا ...
[/align]