الصَّوَارِيخُ الآثِمَةُ على بِلادِ الحَرَمِينِ 28/7/1442ه

خالد محمد القرعاوي
1442/07/24 - 2021/03/08 20:21PM

الصَّوَارِيخُ الآثِمَةُ على بِلادِ الحَرَمِينِ 28/7/1442ه
الْحَمْدُ للهِ أَعَزَّ مَنْ أَطَاعَهُ وَاتَّقَاهُ، أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا رَبَّ لنا سِواهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ومُصطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ ومَنْ اهتدَى بِهُدَاهُ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ، فَمَن اتَّقى رَبَّهُ جَعَلَ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَكَتَبَ لَهُ النَّصرَ والتَّمكِينَ. قَالَ اللهُ سُبحَانَهُ :(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ). مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ: بِكُلِّ أَلَمٍ وأَسًى, تَابَعْنَا أَحْدَاثَ صَوَارِيخَ غَادِرَةٍ، وَطَائِراتٍ مُسَيَّرَةٍ سَقَطَتْ على بِلادِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ! بِقَصْدِ الْإِضْرَارِ بِنَا وَمُحَاوَلَةِ زَعْزَعَةِ أَمْنِنَا! انْطَلَقَ الاعْتِدَاءُ مِنْ فِئَةٍ مُجْرِمَةٍ, إنَّهُمُ الرَّافِضَةُ الحاقِدُونَ, وَبِدَعْمٍ صَفَوِيٍّ إيرانِيٍّ سَافِرٍ, وَبِمَكْرٍ كُبَّارٍ مْنْ دُوَلٍ مُتَغَطْرِسَةٍ مُتَلَوِّنَةٍ! عِبَادَ اللَّهِ، الْفَسَادُ والْإِفْسَادُ صِفَةُ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، وَلَا يُفْسِدُ في الْأَرْضِ إِلَّا مَنِ امْتَلَأَ قَلْبُهُ غِلًّا وَحَسَدًا بِمَا حَبَا اللَّهُ بِلَادَنَا مِن النِّعَمِ التي لا تُحْصى. وَصَدَقَ اللهُ:(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ). أيُّهَا المُسْلِمُونَ: مُحَاوَلاتُ الرَّافِضَةِ الْغَاشِمَةِ وَجَرَائِمُهُمْ النَّكْرَاءَ ليْسَتْ جَدِيْدَةً عَلينا، وَكُلُّها بِحَمْدِ اللهِ وَلُطْفِهِ تَنْتَهِيْ بِالْفَشَلِ والخُسْرَانِ, وَصَدَقَ اللهُ القَائِلُ:(وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا).فَهِيَ بِحَمْدِ اللهِ تِزِيدُنَا ثَبَاتَاً على دِينِنَا, وَتَمَسُّكَاً بِشَرْعِ رَبِّنَا, وَتَلَاحُمًا وَنُصْحَاً والتِفَافَاً حَولَ عُلَمَائِنَا وَوُلاتِنَا, لأَنَّ هَدَفَ إِيْرَانَ وَأَذْنَابِهَا الْقَضَاءُ علَى أَهْلِ الْسُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ وَإِقَامَةُ دَوْلَةٍ صَفَوِيَّةٍ فَارِسِيَّةٍ، وَلَكِن خَابُوا فَبِلاَدُنَا بِحَمْدِ اللهِ مُبَارَكَةٌ بِمُقَدَّسَاتِهَا, وَبِرَفْعِهَا رَايَةَ الدِّينِ والعَقِيدَةِ, وَبِأنْواعِ الخَيرِ وَمَجَالاتِ البِرِّ فِيهَا, وَهِيَ بمُتَمَاسِكَةٌ حُكَاماً وَمحْكُوْمِيْن:(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ). وَنَحنُ مُؤمِنُونَ بِوَعْدِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ: (وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ). صَحيحٌ على شَرْطِ الشَّيخَينِ. نَسْأَلُ اللهَ العَظِّيْم أَنْ يُرِيَنَا فِيْ الرَّفِضَةِ وَإيرَانَ وَأنْصَارِهِمْ وَأعْوانِهِمْ عَجَائِبَ قُدرَتِهِ، وَأنْ يَشْفِيَ صُدُورَنَا بِعِزِّ الإسْلامِ والمُسْلِمينَ, وَذُلِّ الرَّافِضَةِ والخَائِنِينَ, وحَمَى اللهُ بِلادَنَا مِنْ كُلِّ شَر، وَحَفظَهَا مِنْ كُلِّ مَكْرُوْهٍ. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللْمُسلِمينَ, مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وتَقصِيرٍ، فاستغفِرُوه، إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:الحَمدُ للهِ قَاهِرِ المُتجبِّرينَ، أَشهدُ ألَّا إله إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وأَصحَابِهِ أفضَلُ الصَّلاةِ والتَّسلِيمِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمِنُون، وَلْنَعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَحْدَهُ, لَا بِقُوَّتِنَا وَلَا بِعَدَدِنَا أَوْ عُدَّتِنَا,(وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).وَلْنَعْلَمْ أَنَّ التَّصَدِّيَ لِلمُعْتَدِينَ على بِلادِ الحَرَمَينِ جِهَادٌ شَرْعِيٌّ، فَليَبشِرْ جُنودُنَا بِقَولِ اللهِ: (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا). وَحِينَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ, أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ:(إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ. كَما يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ يَقِظِينَ مِنْ المُندَسِّينَ والمُتَآمِرِينَ. كَمَا عَلينَا أنْ نَبْتَهِلَ إلى اللهِ بِطَلبِ النَّصرِ والتَمكِينِ. يَا مُؤمِنُونَ: عَلِّقُوا قُلُوبَكُمْ بِاللهِ وَحْدَهُ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ جَميعِ ذُنُوبِكِمْ، فَمَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وَلا تَغتَرُّوا بِكَثرَةِ عَدَدٍ وَلا قُوَّةِ عُدَّةٍ، فَقَدْ أَوضَحَ اللهُ لَنا سَبِيلَ النَّصْرِ فَقَالَ سُبحَانَهُ:(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).قَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ ما مفادُهُ: فَأبْشِرُوا يَا مُسْلِمُونَ فَإنَّكُم وإنْ ضَعُفَ عَدَدُكُمْ وَعُدَدِكُمْ، وَقَوِيَ عَدُوُّكُمْ فَإنَّ رُكْنَكُمُ القَوِيُّ العَزِيزُ، فَاعْمَلُوا بِالأَسْبَابِ، ثُمَّ اطْلُبُوا مِنْهُ نَصْرَكُمْ، وَقُومُوا بِحَقِّ الإيمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، فَمَنْ مَلَّكَهُمُ اللهُ الأَرْضَ(أَقَامُوا الصَّلاةَ)فِي أَوْقَاتِهَا، (وَآتُوا الزَّكَاةَ) التي عَلَيهِمْ وَعَلَى رَعِيَّتِهِم،{وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ}مِن حُقُوقِ اللهِ، وَحُقُوقِ الآدَمِيِّينَ،{وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}وَهُوَ كُلُّ مُنْكَرٍ شَرْعَاً وَعَقْلاً!{وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ}فَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى، فَمَنْ كَانَ مِن المُلُوكِ، وَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ، كَانَت لَهُ العَاقِبَةُ الحَمِيدَةُ، وَمَنْ تَسَلَّطَ عَلَيهِم فَوِلايَتُهُ مَشْئُومَةٌ، وَعَاقِبَتُهُ مَذْمُومَةٌ. اهـ يَا مُسْلِمُونَ: لِنَكُنْ صَفًّا وَاحِدًا مَعَ عُلَمَائِنَا وَوُلاتِنَا, فلا عِصْمَةَ مِنْ فِتْنَةٍ، ولا خُرُوجَ مِن أَزْمَةٍ إلاَّ بِالتَّوبَةِ إلى اللهِ القَائِل:(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). فَلا للفِسْقِ وَالعَبَثِ, لا لِلمُجُونِ والَّلهْوِ والسَّرَفِ. فَكُلُّ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مُعَافَاةٌ إِلَّا مَنْ جَاهَرَ اللهَ بِالْمَعَاصِي!ِ فاللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْ الرَّافِضَةَ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِم، وَثَبِّتْ جُنُودَنَا وَأَيَّدْهُمْ بِتَأْيِيدِكَ وَكُنْ مَعَهُمْ وَلا تَكُنْ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ احفَظْ بِلادَنَا والمُسلِمينَ مِن كُلِّ سُوءٍ, اللَّهُمَّ وفِّق وليَّ أَمرِنَا لِما تُحبُّ وترضى. اللَّهُمَّ احفَظْ علينا أَمنَنا واجعَلنا شاكِرين لنِعَمِك، عباد الله: اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً،(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

 

المشاهدات 1119 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا