الصلاة نور

إبراهيم بن سلطان العريفان
1444/05/08 - 2022/12/02 09:49AM
بسم الله الرحمن الرحيم إخوة الإيمان والعقيدة ... إن الصلاة أعظم شعائر الإسلام، بل هي الركن الركين، والصلة بين العبد وربه، ولها فضائل ومكارم في الدنيا والآخرة، وفوائد على الفرد والمجتمع؛ قال رسول الله ﷺ (الصلاة نور). فالصلاة نور للإنسان في قلبه، تفتح عليه باب معرفة الله عز وجل، وباب المعرفة في أحكام الله وأفعاله وأسمائه وصفاته؛ كمت قال U ]وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي[. الصلاة نور؛ لأنها سبب لانشراح القلب، وإقباله إلى الله تعالى بظاهره وباطنه. الصلاة نور يُستضاء به في دياجير الظُّلَم، تنير للمسلم الطريق المستقيم، وتهديه إلى الصواب، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر؛ كما قال U ]وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ[. الصلاة نور يستعين بها صاحبها على سلوك طريق الهدى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ[. الصلاة نور يُشرِق على الوجه، فيكسوه بهاء وجلالًا؛ ولهذا تجد أكثر الناس نورًا في الوجوه أكثرهم صلاة، وأخشعهم لله عز وجل ]سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ[. والصلاة نور بكل معاني النور؛ نور للعبد في قلبه، وفي وجهه، وفي قبره، وفي حشره يوم القيامة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، فإذا قام العمود قام البناء، وإذا لم يقُمِ العمود فلا بناء. والمساجد بيوت النور؛ أذِن الله أن تُرفع، ويُذكر فيها اسمه، هي مهبط رحمته، ومنزل ملائكته، تُعمَر بالعبادة والصلاة والذكر ]فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ[. والصلاة، تُقرأ فيها فاتحة الكتاب، وهي نور (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ). وفي الصلاة يقرأ المصلي ما تيسر من القرآن، والقرآن نور ]قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ[ وفي آية أخرى ]وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا[. الصلاة نور تنير ظلمة القبر؛ قال ﷺ (إنَّ هذِه القُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً علَى أَهْلِهَا، وإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لهمْ بصَلَاتي عليهم) وقال أبو الدرداء t: صلوا ركعتين في ظُلَمِ الليل لظلمة القبور. الصلاة نور يتلألأ على جبين المصلين يوم القيامة، وأمة محمد ﷺ هي أمة الغرة والتحجيل، وتُدعى بين الخلائق بهذا النور، قال ﷺ (إن أمَّتي يُدْعَون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء). وإذا كانت الصلاة نورًا وبرهانًا، فإن ترك الصلاة سواد وظلمة في الدنيا والآخرة؛ فالطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلما قوِيَتِ الظلمة ازدادت الحيرة، حتى تظهر وتعلو على الوجه، فيصير سوادًا يدركه أهل البصائر، ينتهي به الحال إلى سوء المآل يوم العرض على الملك الجبار ]مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ[. عباد الله .. إن الصلاة الجامعة لشروطها ومكملاتها يعظم ثوابها، وهي نور للعبد في جميع أحواله، وهذا يقتضي أن يحافظ عليها، ويكثر منها حتى يكثر نوره وإيمانه، وتكون له يوم القيامة نورًا، يضيء له طريقه إلى الجنة. أسأل الله أن يمدنا بنور من نوره، وأن يجعل في قلوبنا نورًا، وفي أبصارنا نورًا، وفي أسماعنا نورًا، وفي قبورنا نورًا، وفي الحشر نورًا، وعلى الصراط نورًا، وأن يعظم لنا نورًا. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب   الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا... معاشر المؤمنين ... اعلموا أن من أراد النجاة في الدنيا والآخرة، فعليه بوصية رسول الله ﷺ وميراثه، بالمحافظة على الصلاة؛ فنحن بمسيس الحاجة إلى نور تُبْصَر به الحقيقة، ويُبدَّد فيه الظلام، ويُقتبس منه لإكمال السير إلى الله، والصلاة هي محل هذا النور، ونحن بحاجة إلى كمال التزود منها كل يوم وليلة، خصوصًا في أزمنة الفتن والمحن اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لِما تحب وترضى، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى. اللهم انصر جنودنا المرابطين، وردهم سالمين ظافرين.  
المرفقات

1669963757_الصلاة نور.docx

1669963767_الصلاة نور.pdf

المشاهدات 438 | التعليقات 0