الصحافة الغربية تستعرض أسباب الدعم الروسي اللامحدود لبشار

احمد ابوبكر
1434/11/09 - 2013/09/15 03:14AM
يثير الدعم الروسي المستميت لنظام الأسد تساؤلات كثيرة كما يثير أقلام الإعلام الغربي للإجابة عليها اعتماداً على قراءات تاريخية و ربطها بالواقع الراهن, أو بناءً على تصريحات مباشرة من عدة أطراف معنية بالشأن السوري, ولكن مهما تعددت الأسباب واختلفت الإجابات وتكاثر القتلة فالموت واحد.

فورن أفيرز وتحت عنوان "السبب الحقيقي وراء دعم روسيا للأسد" تحدثت عن سياسة موسكو التي تعارض بشدة التدخل الدولي لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، معتبرة أن الصراع يجب حله من خلال المفاوضات و أن الأسد يجب يكون جزءاً في أي ترتيبات انتقالية تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة.

لماذا يقدم بوتين مثل هذا الدعم الثابت للأسد؟ من خلال نظرة سطحية يبدو أن موسكو تسعى للاستفادة من تصدير السلاح إلى سوريا والحفاظ على وصول روسيا إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، إلا أن ما سبق هو مصالح هامشية ورمزية، والدافع الحقيقي وراء دعم بوتين نظام الأسد وخوفه من انهياره، هو الخوف ذاته الذي واجهه أثناء انفصال جمهورية الشيشان عن روسيا في شمال القوقاز، والذي قمعه بوحشية في حرب أهلية دامية استمرت بين عامي 1999 و 2009, وفي سلسلة من المقابلات التي أجراها عام 2000 أعلن بوتين أن "جوهر الوضع في شمال القوقاز وفي الشيشان هو استمرار لانهيار الاتحاد السوفياتي وإذا لم نفعل شيئا بسرعة لوقفه فإن روسيا كدولة في شكلها الحالي سينتهي وجودها، وكنت مقتنعا أنه إذا لم نوقف على الفور المتطرفين في الشيشان، فسوف نواجه يوغوسلافيا جديدة في كامل أراضي الاتحاد الروسي" (تتألف روسيا من عدة وحدات فيدرالية ذات حكم مركزي)، ونحن نعرف كيف يشعر بوتين حول انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث وصفه في عام 2005 بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين".

تيلغراف
تعتبر روسيا ثاني أكبر تاجر سلاح في العالم بعد الولايات المتحدة وتصدر الأسلحة إلى سوريا, رغم أن مبيعاتها إلى سوريا ليست كبيرة إلا أنها تشكل دفعة للجيش الروسي الذي يسيطر على السلطة في الكرملين (البيت الرئاسي في موسكو). علاوة على ذلك تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية في سوريا وهي الموطأ الأخير للاتحاد السوفياتي السابق الذي اقام العلاقات مع والد بشار الأسد الدكتاتور الراحل حافظ الأسد الذي تولى البلاد في انقلاب عسكري.

لكن السبب الأكبر والذي يفسر رغبة موسكو في بيع الأسلحة للأسد هو خشيتها من شبح الحرب الشيشانية التي تهدد مصالحها وربما تهدد النظام الروسي نفسه حيث خاض الكرملين حرباً ضد المتطرفين الاسلاميين في الشيشان أعوام 1999-2009 ويرى بوتين أنه لولا الانتصار على هؤلاء الأصوليين "السنة" فإن روسيا كانت غير موجودة كما هو الحال اليوم، بل تحولت إلى مجموعة من الجماعات المتنافسة والمتباينة تقاتل بعضها البعض, و من الشيشان كما يرى بوتين أن الأصوليين الإسلاميين انتقلوا إلى أفغانستان وباكستان واليمن ودول عربية أخرى لزعزعة الاستقرار فيها, حتى روسيا لا يزال لديها العديد من المتطرفين "السنة" داخل حدودها وليس فقط في الشيشان، بل في منطقة الفولغا وفي شمال القوقاز وحتى في موسكو وغيرها من المناطق الحضرية الكبرى.

أثناء الحرب في الشيشان، أعلن بوتين في كلمة ألقاها عام 1999 أنه سيلاحق المتطرفين في كل مكان حتى خارج روسيا، ونتيجة لذلك قتل عشرات الآلاف من المدنيين الشيشان وحول غروزني الى ركام. كما يخشى بوتين من تحول سوريا إلى ملاذ آمن لمقاتلي السنة مثل ليبيا وأفغانستان, وحينها سيقومون بدعم إخوتهم الشيشان وربما مشاركتهم في إشعال معارضتهم العنيفة للحكم الروسي.

إن بي سي
من الواضح أن بوتين وزملاءه لا يرغبون في رؤية ديكتاتور يسقط وهو ما يهدد وجودهم ويشكل قدوة سيئة قد تطالهم أيضاً حيث قدمت روسيا دعما ثابتاً للرئيس بشار الأسد رغم المزاعم بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية، ورغم الصور المروعة للأطفال القتلى وما يقدر بنحو 100 ألف قتيل. ويقول سيرجي لافروف في أحد تصريحاته أنه "إذا كان هناك من يعتقد أن قصف وتدمير البنية التحتية العسكرية السورية، وتحضير ساحة المعركة لمعارضي النظام للانتصار سينهي كل شيء فهو واهم"..

وأضاف لافروف "سيكون هناك زيادة في العنف وإطلاق العنان لموجة جديدة من الإرهاب وهنالك المئات من المسلحين من الدول الغربية وحتى من روسيا الذين سيعودون إلى بلدانهم بخبرة قتالية اكتسبوها من الحرب في سوريا وهي مسألة تستدعي قلقنا العميق". كما دأب بوتين على مقارنة معاركه مع الجماعات الانفصالية المسلمة في القوقاز الروسي مع الحرب على الإرهاب في الغرب.

المصدر: اورينت نت
المشاهدات 1144 | التعليقات 0