الصحابة هم خيرُ جيلٍ عرفتهم البشرية
محمد البدر
1438/06/11 - 2017/03/10 02:13AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد : عباد الله :قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ إن صحابة رسول الله هم خيرُ جيلٍ عرفتهم البشرية قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾فهم قدوة للمؤمنين، وخير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين، قال ابن عباس في قول الله عز وجل: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ أصحاب محمد .
الصحابة هم أبرُّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقُها علما، وأدقُّهم فهما، وأصدقُهم إيمانا، وأحسنُهم عملا، بدمائِهم وأموالِهم وصل الإسلامُ إلى أطرافِ الأرض، وبجهادِهم وتضحياتِهم قام صرحُ الدينِ وانهدَمَ شِركُ المشركين ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.
إنهم بحقٍّ جيلٌ فريدٌ في إيمانِه وجهاده وعلمه وعمله وصدقه وإخلاصه، يعجُزُ اللِّسانُ عن ذكرِ مآثرهم، ويكَلُّ القلمُ في تعداد فضائلهم وذكر سيرتهم لا تمل .
ثبتت عدالتُهم بثناءِ الله عز وجل عليهم، قال الله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ﴾ويكفيهم فخراً قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾.
قال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابي. فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَه» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن ابن مسعود عن النبي قال : « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبو بُردةَ قال: قال رسول الله : « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ويقول ابن مسعود : (فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فبعثه بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قلب محمد فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وزراء نبيه يقاتلوون عن دينه (أخرجه الإمام أحمد عن ابن مسعود موقوفاً).
أقول هذا القول وأستغفر الله .....
الخطبة الثانية :
عباد الله: إن معرفة قدر الصحابة وما لهم من شريف المنزلة وعظيم المرتبة من أولى المهمات المتعلقة بصلاح العقيدة واستقامة الدين، لهذا كان علماء الإسلام يؤكدون في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة، ويذكرون فضلهم وفضائلهم وأثرهم وآثارهم، مع الدفاع عن أعراضهم؛ فالدفاع عنهم دفاع عن رسول الله ، فهم بطانته وخاصته، ودفاع عن الإسلام، فهم حملته ونقلته .
فكل قولٍ أو عملٍ يؤول إلى انتهاكِ حُرمةِ الصحابة، أو تقليلِ شأنِهِم في النفوس، أو تسوِيَتُهم بغيرهم، فباطلٌ يجب البعد عنه، وذنبٌ تجب المبادرةُ إلى التوبةِ منه.
ولقد عرف السلف الصالح فضلَ الصحابةِ الكرام وبيَّنوه، ورَدُّوا على كلِّ من أرَادَ انتقاصَهُم ، يقول ابن عمر :(لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فلَمُقَام أحَدُهُم ساعةً خيرٌ من عملِ أحدِكُم عُمُرَه) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام).
وقال أبو زُرعة رحمه الله: ( إذا رأيت الرجل ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرحُ بهم أولى وهم زنادقة) ا.هـ الا وصلوا ....
[/align]
أما بعد : عباد الله :قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ إن صحابة رسول الله هم خيرُ جيلٍ عرفتهم البشرية قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾فهم قدوة للمؤمنين، وخير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين، قال ابن عباس في قول الله عز وجل: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ أصحاب محمد .
الصحابة هم أبرُّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقُها علما، وأدقُّهم فهما، وأصدقُهم إيمانا، وأحسنُهم عملا، بدمائِهم وأموالِهم وصل الإسلامُ إلى أطرافِ الأرض، وبجهادِهم وتضحياتِهم قام صرحُ الدينِ وانهدَمَ شِركُ المشركين ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾.
إنهم بحقٍّ جيلٌ فريدٌ في إيمانِه وجهاده وعلمه وعمله وصدقه وإخلاصه، يعجُزُ اللِّسانُ عن ذكرِ مآثرهم، ويكَلُّ القلمُ في تعداد فضائلهم وذكر سيرتهم لا تمل .
ثبتت عدالتُهم بثناءِ الله عز وجل عليهم، قال الله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ﴾ويكفيهم فخراً قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾.
قال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابي. فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَه» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن ابن مسعود عن النبي قال : « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبو بُردةَ قال: قال رسول الله : « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ويقول ابن مسعود : (فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فبعثه بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قلب محمد فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وزراء نبيه يقاتلوون عن دينه (أخرجه الإمام أحمد عن ابن مسعود موقوفاً).
أقول هذا القول وأستغفر الله .....
الخطبة الثانية :
عباد الله: إن معرفة قدر الصحابة وما لهم من شريف المنزلة وعظيم المرتبة من أولى المهمات المتعلقة بصلاح العقيدة واستقامة الدين، لهذا كان علماء الإسلام يؤكدون في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة، ويذكرون فضلهم وفضائلهم وأثرهم وآثارهم، مع الدفاع عن أعراضهم؛ فالدفاع عنهم دفاع عن رسول الله ، فهم بطانته وخاصته، ودفاع عن الإسلام، فهم حملته ونقلته .
فكل قولٍ أو عملٍ يؤول إلى انتهاكِ حُرمةِ الصحابة، أو تقليلِ شأنِهِم في النفوس، أو تسوِيَتُهم بغيرهم، فباطلٌ يجب البعد عنه، وذنبٌ تجب المبادرةُ إلى التوبةِ منه.
ولقد عرف السلف الصالح فضلَ الصحابةِ الكرام وبيَّنوه، ورَدُّوا على كلِّ من أرَادَ انتقاصَهُم ، يقول ابن عمر :(لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فلَمُقَام أحَدُهُم ساعةً خيرٌ من عملِ أحدِكُم عُمُرَه) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام).
وقال أبو زُرعة رحمه الله: ( إذا رأيت الرجل ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرحُ بهم أولى وهم زنادقة) ا.هـ الا وصلوا ....
[/align]