الصَّحَابَةُ خَيْرُ الْقُرُونِ - عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ
محمد البدر
1442/01/13 - 2020/09/01 15:14PM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾وَقَالَ ﷺ «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَه»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.خلّد التّاريخ الإسلامي سيرة كثيرٍ من الصّحابة الذين كانت لهم مواقفهم المشهودة، وسجلّهم المليء بالإنجازات والتّضحيات في نصرة النّبي ﷺ وإعلاء كلمة الدّين، ومنهم ثَانِي الْخُلَفَاءِ وَإِمَامَ الْحُنَفَاءِ الْفَارُوقُ أَبَو حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَوَّلَ مَنْ تَسَمَّى بأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وحَظِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بمكانة متميزة في حياة النبيّ ﷺ ، فقد كان مستشاره الأمين إلى جانب أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وهو من كُتّاب الوحي ، وهو أحد الذين اختارهم النبيّ لجباية الصدقات، واشتهر بالفتوى والقضاء في عهد رسول الله ﷺ ، و شارك المسلمين في بناء المساجد، ومنها: المسجد النبوي، ومسجد قباء، وشارك في جميع غزوات النبيّ ﷺ ، وله مواقف مشهودة في كثير منها، ومنها موقفه في غزوة بدر حينما أشار على النبيّ ﷺ بقتل الأسرى، فنزل القرآن الكريم موافقاً لرأيه.
عِبَادَ اللَّهِ:ومن مناقب وَآثَار الْفَارُوقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ﷺ «إِيهٍ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ -أَوْ وَافَقَنِي اللَّهُ فِي ثَلَاثٍ- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ,قَالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ ﷺ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ, قُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ ﷺ خَيْرًا مِنْكُنّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ: يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ، حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ﴾»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ ﷺ «قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ ﷺ «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. والأحاديث في فضله كثيرة جداً وفيما ذكرنا كفاية.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ ﷺ «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. قَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَامَتُهُ رَحْمَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ، قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُوا سَبِيلَنَا، وهو أول من جمع الناس لقيام رمضان ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة ، وأول من عسّ في عمله ، وهو واضع الخراج ، كما أنه استقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها ووسّع مسجد الرسول ﷺ وزاد فيه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة وهو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عُمَرَ الْفَارُوقُ.
الا وصلوا .