الصَّحَابَةُ خَيْرُ الْقُرُونِ - عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
محمد البدر
1442/02/21 - 2020/10/08 02:20AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ﴾ وَقَالَ تَعَالَى :﴿ لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير﴾ وَقَالَ ﷺ «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. إن صحابة رسول الله ﷺ هم خيرُ جيلٍ عرفتهم البشرية ، كَانُوا أَفْضَلَ هذه الْأُمَّة ، وَأَبَرَّهَا قُلُوبًا ، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا ، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ الله لِصُحْبَة نَبِيِّه وَإِقَامَة دِينِه ، فَاعْرَفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ ، ومنهم ثالث الْخُلَفَاءِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقد لُقّب بذي النّورين؛ لأنّه تزوّج بابنتي النبيّ ﷺ وهما: رُقَيَّةَ وَأُمَّ كُلْثُومُ ، وهو أحد العشرة المبشَّرين بالجنة، وقد اشترك في الغزوات باستثناء غزوة بدر، لاشتغاله بتمريض زوجته رُقَيَّةَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً، قَالَ ﷺ «إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وكان شديدَ الحياء قَالَ ﷺ «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وقد كانت له مواقفُ عظيمةٌ، تدلُّ على فضله ونُصرته لهذا الدين، فمن ذلك أنه هاجَرَ الهجرتين: الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، وجهَّز جيش العُسرة، وحفَرَ بئر رُومَة وتصدَّق بها على المسلمين، كما قام بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي عهده جمع القرآن الكريم، وتوسَّعتْ فتوحات المسلمين، ووصلتْ إلى مشارق الأرض ومغاربها.
عِبَادَ اللَّهِ:ومن فضائله ونُصرته لهذا الدين قَالَ النَّبِيُّ ﷺ «مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ»فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ، وَقَالَ«مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَقَالَﷺ«افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» فَإِذَا عُثْمَانُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَحَمِدَ اللَّهَ،ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ المُسْتَعَانُ .رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . وَقَالَﷺ «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ مَرَّتَيْنِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: وقد قُتل شهيدًا مظلومًا، على يد الخوارج قَالَﷺ «الْخَوَارِجُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَعَنِ النَّبِيِّ ﷺ حَيْثُ وَصَفَ هَؤُلَاءِ القَوْمَ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» إِنَّمَا هُمُ الْخَوَارِجُ وَالْحَرُورِيَّةُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْخَوَارِجِ . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .فقد حاصروه وآذوه وكان باستطاعته أن يستعين بالصحابة للدِّفاع عنه، ولكنه لم يرغب أن تُراق قطرةُ دم من أجْله، وقد أخبر النَّبِيِّ ﷺ بقتله ظلمًا في حياته، فقال«يُقْتَلُ هَذَا فِيهَا مَظْلُومًا لِعُثْمَانَ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ الاسناد.وَقَالَﷺ«يَا عُثْمَانُ إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. الا وصلوا .
المرفقات
الصَّحَابَةُ-خَيْرُ-الْقُرُونِ-عُثْ
الصَّحَابَةُ-خَيْرُ-الْقُرُونِ-عُثْ