🌟الصحابة🌟

تركي بن عبدالله الميمان
1446/02/17 - 2024/08/21 09:52AM

الخُطْبَةُ الأُوْلَى

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْد: فَاتَّقُوا اللهَ واذْكُرُوْهُ كثيرًا، واعْلَمُوا أنَّ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا؛﴿وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا﴾.

عِبَادَ الله: إِنَّهُمْ خَيرُ القُرُونِ، وصَفْوَةٌ مِنَ البَشَرِ لا يَتَكَرَّرُون؛ هُمْأَفْضَلُ العَالَمِيْن، بَعدَ الأَنبِيَاءِ وَالمُرسَلِين؛ إِنَّهُمْ أَصحَابُرَسُولِ اللهِ ﷺ؛ فَفِي الحديث: (خَيْرُ النَّاسِ قَرنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم). قال شَيخُ الإسلام: (مَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ القَوْمِ؛ عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الخَلْقِ بَعدَ الأَنبِيَاءِ، لَا كَانَ ولَا يَكُونُ مِثْلهُمْ، وَأَنَّهُمْ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ، مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الأُمَّة!).

وجَاءَتْ تَزْكِيَةُ الصَّحَابَةِ مِنْ رَبِّ البَرِيَّات؛ مِنْ فَوقِ سَبْعِسَمَاوَات! قال I: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِوَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.

والطَّعْنُ في الصَّحَابَةِ: طَعْنٌ في الدِّيْنِ، وقَدْحٌ في سَيِّدِالمُرْسَلِين! فَإِنَّ الدِّيْنَ لم يُنْقَلْ إلَّا مِنْ طَرِيقِهم وتَبلِيغِهِم، وَلَمْيَصِلْ إِلَيْنَا الإسلامُ إلَّا بِبَذْلِ أَمْوَالِهِمْ وأَرْوَاحِهِمْ! قال ﷺ: (لا تَسُبُّوا أَصحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا؛ مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ). قال أبو زُرْعَة: (إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ، وَالرَّسُولَ حَقٌّ، وَمَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، وَمَا أَدَّى إِلَيْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَّا الصَّحَابَةُ؛ فَمَنْ جَرَحَهُمْ؛ إِنَّمَا أَرَادَ إِبْطَالَ الكِتَابِ وَالسُّنَّة).

وَلَمَّا عَلِمَ اللهُ مَا فِي قُلُوبِ الصَّحَابَةِ: مِنَ الصِّدْقِ والنَّقَاءِ، والمَحَبَّةِ والوَفَاء؛ اصْطَفَاهُمُ اللهُ لِنُصْرَةِ الدِّيْن، وصُحْبَةِ إِمَامِالمُتَّقِين؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ﴾. قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ t: (إنَّ اللهَنَظَرَ في قُلُوبِ العِبَاد؛ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ ﷺ خَيْرَالقُلُوب، ثُمَّ نَظَرَ في قُلُوبِ العِبَادِ -بَعْدَ قَلْبٍ مُحَمَّدٍ-، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ القُلُوبِ؛ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَنَبِيِّهِ، يُقُاتِلُونُ على دِيْنِهِ).  

ولَمَّا سَبَقَ الصَّحَابَةُ إلى الإِسْلام، بَشَّرَهُمُ اللهُ بِدَارِ السَّلَامِ، وَجَعَلَهُمْ قُدْوَةً لِلْأَنَامِ! قال ﷻ: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ﴾.

قال بعضُ السَّلَف: (فَمَنْ كانَ مُسْتَنًّا؛ فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ مَاتَ؛ فَإِنَّ الحَيَّ لا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الفِتْنَة؛ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍﷺ: كَانُوا أَفْضَلَ هَذِهِ الأُمَّة: أَبَرَّهَا قُلُوْبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا).  

ومِنْ صِفَاتِ الصَّحَابَةِ الأَبْرَار: الكَرَمُ وَالإِيثارُ: وَهِيَ أَعلَى مَرَاتِبِ السَّخَاءِ؛ وهو أنْ يَجُودَ أَحَدُهُمْ بِمَالِهِ، مَعَ حَاجَتِهِ إِلَيْه! قال U: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾. يقول الخطيبُالبغدادي: (لَوْ لَمْ يَرِدْ مِنَ اللهِ وَرَسُوْلِهِ فِيْهِمْ شَيء؛لَأَوْجَبَتِ الحالُ الَّتِي كانُوا عَلَيْهَا: مِنَ الهِجْرَةِ، والجِهَادِ، وَالنُّصْرَةِ، وبَذْلِ المُهَجِ والأَمْوَالِ، وَقُوَّةِ الإِيْمَانِوَاليَقِيْنِ= القَطْعَ بِعَدَالَتِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ، وأَنَّهُمْ أَفْضَلُمِنْ جَمِيعِ المُعَدِّلِيْنَ والمُزَكِّيْن، الَّذِيْنَ يَجِيْئونَ بَعْدَهُمْأَبَدَ الآبِدِيْنَ).

سُئِلَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ t -قَبْلَ أَنْ يَقْتُلَهُ المشركون -: (أَتُحِبُّ أَنَّكَ الآنَ فِي أَهْلِكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا مَكَانَكَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ؟)؛ فقال t: (وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ مُحَمَّدًا في مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ!).

وَحُبُّ الصَّحَابَةِ: دِيْنٌ وَإِيْمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ: نِفَاقٌ وَطُغْيَان! قال ﷺ: (آيَةُ الإِيمَانِ: حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ: بُغْضُ الأَنْصَارِ). قال سَهْلُ التُّسْتَرِي: (لم يُؤْمِنْ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ؛ مَنْلم يُوَقِّرْ أَصْحَابَه!).

ومِنْ خَصَائِصِ الصَّحَابَةِ: أَنَّهُ لا يُسْأَلُ عَنْ عَدَالَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ، بَلْذَلِكَ أَمْرٌ مَفْرُوْغٌ مِنْهُ؛ فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ -مَعَ تَعْدِيلِ اللهِ لَهُم- إلى تَعْدِيلِ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ!

يقول النووي: (اتَّفَقَ أَهْلُ الحَقِّ على قَبُولِ شَهَادَاتِهِمْ، وَرِوُايَاتِهِمْ، وكَمَالِ عَدَالَتِهِمْ).

ويَكْفِي الصَّحَابَةَ شَرَفًا: أنَّ أَعْيُنَهُمْ قَدِ اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ سِيِّدِالبَشَرِ: مُحَمَّدٍ ﷺ، وهذا الفَضْلُ لَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُمْ، ولَنْيُدْرِكَهُ أَحَدٌ بَعْدَهُمْ (في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيا!) قال ﷺ: (مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا: نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ!). وعن ثَابِتٍ البُنَانِيِّ قال: قُلْتُ لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ t: (أَعْطِنِي عَيْنَيْكَ الَّتِي رَأَيْتَ بِهِمَا رَسُولَ اللهِ ﷺ؛ حَتَّى أُقَبِّلَهُمَا)، فَأَمْكَنَهُ مِنْ عَيْنَيْهِ فَقَبَّلَهَا! ثم قال ثَابِتٌ لأَنَسٍ t:(هَلْ مَسَسْتَ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ بِيَدِك؟!)، قال: (نعم)، قال:(فَأَعْطِنِي يَدَك) فَأَعْطَاهُ فَقَبَّلَهَا!

وَاتَّفَقَتِ الأُمَّةُ على مَحَبَّةِ الصَّحَابَةِ، والتَّرَضِّي عَنْهُمْ، والدُّعَاءِ لَهُم؛ كَمَا أَرْشَدَنَا اللهُ بِقَولِه: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾. قال الشوكاني: (أَيْ: لَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا بُغْضًا؛ فَأَمَرَهُمُ اللهُ بَعْدَ الِاستِغفَارِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ: أَنْ يَطْلُبُوا مِنَ اللهِ أَنْ يَنْزِعَ مِنْ قُلُوبِهِمُ الغِلَّ لِلَّذِينَ آمَنُوا؛ فَيَدْخُلَ في ذَلِكَ الصَّحَابَةُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا؛ فَمَنْ لَمْ يَسْتَغْفِرْ لِلصَّحَابَةِ، فَقَدْ خَالَفَ مَا أَمَرَهُ اللهُ، فَإِنْ وَجَدَ في قَلْبِهِ غِلًّا لَهُمْ؛ فَقَدْ أَصَابَهُ نَزْغٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَانْفَتَحَ لَهُ بَابُ الخِذْلَانِ، إِنْ لَمْ يَتَدَارَكْ نَفْسَهُ: بِأَنْ يَنْزِعَ مِنْ قَلْبِهِ الغِلِّ لِخَيْرِ القُرُونِ،وَأَشْرَفِ هَذِهِ الأُمَّة).

أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه.

عِبَادَ الله: تَقَرَّبُوا إلى اللهِ، بِحُبِّ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ، وَتَشَبَّهُوا بِأَخْلَاقِهِمْ؛ فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا: حُشِرَ مَعَهُمْ! قال أنَسٌ t: (مَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ؛ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"؛ فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ؛ وأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ؛بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ مِثْلَ أَعْمَالِـهِمْ).

وَمَنْ أَرَادَ الهِدَايَةَ؛ فَعَلَيْهِ بِطَرِيْقِ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّهُمْ قَوْمٌاخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ، وَإِقَامَةِ دِيْنِهِ؛ فَاعْرِفُوا فَضْلَهُمْ، وَاتَّبِعُوا آثَارَهُمْ، فَإِنَّهُم على هُدَىً مُسْتَقِيم، وطَرِيقٍ قَوِيْم! ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾.

* * * *

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن.

* اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ خُلَفَائِكَ الرَّاشِدِيْن، الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّين: أبي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعثمان، وعلي؛ وعَنِ بَقِيَّةِ الصحابةِ والتابعِين، ومَنْتَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِّين.

* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين.

* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.

* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

 

المرفقات

1724223131_الصحابة.pdf

1724223131_‏‏‏‏الصحابة (نسخة مختصرة).pdf

1724223131_‏‏الصحابة (نسخة للطباعة).pdf

1724223131_الصحابة.docx

1724223131_‏‏‏‏الصحابة (نسخة مختصرة).docx

1724223131_‏‏الصحابة (نسخة للطباعة).docx

المشاهدات 478 | التعليقات 0