الصبر (أقسامه وأهميته)
باسم أحمد عامر
1438/08/08 - 2017/05/04 14:42PM
الخطبة الأولى:
وبعد،
من المنازل العظيمة عند الله تعالى منزلة الصبر، فقد ذكر الله تعالى الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعًا، وجعل جزاء الصبر بغير حساب، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)،
قال بعض السلف: "لا تكال الأجور للصابرين ولا توزن، وإنَّما تُغرف لهم غرفًا"،
الصبر عباد الله: هو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما،
في صحيح مسلم عن النبي عليه السلام قال: "والصبر ضياء" وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة السلام قال: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر"، وقال علي -رضي الله عنه-: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ثم رفع صوته وقال: أما إنه لا إيمان لمن لا صبر له"،
عباد الله، الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الصبر على ما أمر الله به من الطاعات: كالصبر على إقامة الصلاة في أوقاتها بأركانها وواجباتها، وكالصبر على بر الوالدين، وصبر المرأة على حجابها، والصبر على سائر الأوامر والواجبات، وهذا القسم هو أفضل أنواع الصبر،
القسم الثاني: الصبر عما نهى الله عنه من المعاصي: كالصبر عن الشهوات المحرمة، كالفواحش والنظر الحرام وغيرها،
الثالث من أقسام الصبر: الصبر على أقدار الله، كالصبر على المصائب؛ في النفس، أو الأهل، أو المال،
عباد الله، يحتاج المسلمون إلى تعلم أحكام الصبر، لأن بعض المسلمين قد يقولون بعض الأقوال ويقومون ببعض الأفعال التي تتعارض مع الصبر، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض هذه الأخطاء، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت"،
فيخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث أنه سيبقى في الناس أمران هما من خصال الجاهلية، وهما من أنواع الكفر الأصغر الذي لا يُخرج عن ملة الإِسلام، ولا يسلم منها إلا من رحم الله، وهما: الطعن في النسب: أي تعيير الناس في أنسابهم، وتنقصها، وذمها وعيبها،
الثاني: النياحة على الميت: وذلك برفع الصوت بالبكاء والصراخ عند المصيبة، والجزع والتسخط عند موت أحد من الناس،
أمَّا مجرد دمع العين والحزن فلا يُلام عليه العبد، ففي الصحيح أنه لما توفي إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إنَّ العين لتدمع، وإنَّ القلب ليحزن، وإنَّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون"، ولم يتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات،
وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"،
فبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أموراً تتعارض مع الصبر، وهي: لطم الخدود: يعني عند المصيبة؛ جزعًا على الميت وتسخطًا، وشق الجيوب: فقد جرت عادة الجاهلية أنهم يشقون جيوبهم؛ جزعًا على الميت، والـدعاء بـدعوى الجاهلية: فقد كان أهل الجاهلية يدعون على أنفسهم بالويل والثبور عند موت أحد من الناس،
كل ذلك مما يتعارض مع الإيمان، ويتنافى مع الصبر، الذي جاء به الإسلام، فمن وقع في تلك الأمور، فقد خالف منهج الإسلام الذي يدعو إلى الصبر والاحتساب عند المصائب والبلايا،
أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
علمنا الله تعالى في كتابه ما نقوله عند المصيبة، فقال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)،
وفي الحديث قوله عليه الصلاة السلام: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنى في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها" رواه مسلم،
هذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند المصائب، صبر واسترجاع وذكر لله جل وعلا، بلا اعتراض ولا لطم ولا نياحة ولا تجديد للأحزان، فهذه سنته عليه الصلاة السلام، قال عليه الصلاة والسالم: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت...
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح،
اللهم يا مقلب القلوب،
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة...
عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)
ملاحظة: ربما استفدت من خطب سابقة لإعداد هذه الخطبة
وبعد،
من المنازل العظيمة عند الله تعالى منزلة الصبر، فقد ذكر الله تعالى الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعًا، وجعل جزاء الصبر بغير حساب، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)،
قال بعض السلف: "لا تكال الأجور للصابرين ولا توزن، وإنَّما تُغرف لهم غرفًا"،
الصبر عباد الله: هو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما،
في صحيح مسلم عن النبي عليه السلام قال: "والصبر ضياء" وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة السلام قال: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر"، وقال علي -رضي الله عنه-: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ثم رفع صوته وقال: أما إنه لا إيمان لمن لا صبر له"،
عباد الله، الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الصبر على ما أمر الله به من الطاعات: كالصبر على إقامة الصلاة في أوقاتها بأركانها وواجباتها، وكالصبر على بر الوالدين، وصبر المرأة على حجابها، والصبر على سائر الأوامر والواجبات، وهذا القسم هو أفضل أنواع الصبر،
القسم الثاني: الصبر عما نهى الله عنه من المعاصي: كالصبر عن الشهوات المحرمة، كالفواحش والنظر الحرام وغيرها،
الثالث من أقسام الصبر: الصبر على أقدار الله، كالصبر على المصائب؛ في النفس، أو الأهل، أو المال،
عباد الله، يحتاج المسلمون إلى تعلم أحكام الصبر، لأن بعض المسلمين قد يقولون بعض الأقوال ويقومون ببعض الأفعال التي تتعارض مع الصبر، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض هذه الأخطاء، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت"،
فيخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث أنه سيبقى في الناس أمران هما من خصال الجاهلية، وهما من أنواع الكفر الأصغر الذي لا يُخرج عن ملة الإِسلام، ولا يسلم منها إلا من رحم الله، وهما: الطعن في النسب: أي تعيير الناس في أنسابهم، وتنقصها، وذمها وعيبها،
الثاني: النياحة على الميت: وذلك برفع الصوت بالبكاء والصراخ عند المصيبة، والجزع والتسخط عند موت أحد من الناس،
أمَّا مجرد دمع العين والحزن فلا يُلام عليه العبد، ففي الصحيح أنه لما توفي إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إنَّ العين لتدمع، وإنَّ القلب ليحزن، وإنَّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون"، ولم يتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات،
وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"،
فبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أموراً تتعارض مع الصبر، وهي: لطم الخدود: يعني عند المصيبة؛ جزعًا على الميت وتسخطًا، وشق الجيوب: فقد جرت عادة الجاهلية أنهم يشقون جيوبهم؛ جزعًا على الميت، والـدعاء بـدعوى الجاهلية: فقد كان أهل الجاهلية يدعون على أنفسهم بالويل والثبور عند موت أحد من الناس،
كل ذلك مما يتعارض مع الإيمان، ويتنافى مع الصبر، الذي جاء به الإسلام، فمن وقع في تلك الأمور، فقد خالف منهج الإسلام الذي يدعو إلى الصبر والاحتساب عند المصائب والبلايا،
أقول قولي هذا،،،
الخطبة الثانية:
وبعد،
علمنا الله تعالى في كتابه ما نقوله عند المصيبة، فقال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)،
وفي الحديث قوله عليه الصلاة السلام: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنى في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها" رواه مسلم،
هذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند المصائب، صبر واسترجاع وذكر لله جل وعلا، بلا اعتراض ولا لطم ولا نياحة ولا تجديد للأحزان، فهذه سنته عليه الصلاة السلام، قال عليه الصلاة والسالم: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)،
هذا وصلوا على الحبيب،،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين...
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت...
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح،
اللهم يا مقلب القلوب،
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة...
عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)
ملاحظة: ربما استفدت من خطب سابقة لإعداد هذه الخطبة