الصادقون في محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إبراهيم بن صالح العجلان
1441/02/19 - 2019/10/18 01:53AM

الصادقون في محبة النبي صلى الله عليه وسلم 18/ 2 / 1441هـ

مَعاشِرَ المُسْلِمِينَ:

انْقَضَتْ غَزْوَةُ أُحُدٍ، وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، بَعْدَ أَنْ خَلَّفَتْ وَرَاءَهَا عَشَرَاتٍ مِنَ الْمَوْتَى وَالْجَرْحَى، ونزلتْ بالمسلمينَ نازلة قاسية، وأصيبوا بمصيبة لم يصابوا بمثلها.

 بيد أنَّ خَطْباً مُفْزِعاً، وَنَبَأً مُزْعِجاً قد طرق أسماع الناس في المدينة.

يَقُولُ هَذَا الخَبَرُ: قَدْ قُتِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاضْطَرَبَتْ فِي إِثْرِهِ النُّفُوسُ، وَهَلَعَتْ مَعَهُ القُلُوبُ، وَأُصِيبَ النَّاسُ بِكَآبَةٍ وَغَمٍّ وَقَلَقٍ وَهَمٍّ، هَاجَتْ فِيهَا العَبَرَاتُ، وَتَجَمَّعَتْ فِي المَآقِي الدَّمْعَاتُ، وَأَصْبَحَ الجَمِيعُ يَتَرَقَّبُ الحَقِيقَةَ، وَيَتَحَيَّنُ النَّبَأَ المُؤَكَّدَ.

وَكَانَ مِمَّنْ تَلَوَّعَ وَتَرَوَّعَ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي دِينَارٍ، تَجَمَّعَتْ عَلَى تِلْكَ المَرْأَةِ المُؤْمِنَةِ مَصَائِبُ عُمْرِهَا فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، قُتِلَ أَبُوهَا وَأَخُوهَا وَزَوْجُهَا فِي صَبِيحَةِ أُحُدٍ، فَلَمَّا نَعُوا لَهَا اسْتَرْجَعَتْ وَحَوْقَلَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: خَيْرًا يَا أُمَّ فُلانٍ، هُوَ بِحَمْدِ اللهِ كَمَا تُحِبِّينَ، قَالَتْ: أَرُونِيهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَأُشِيرَ لَهَا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: ذَاكَ رَسُولُ اللهِ، فَلَمَّا كَحَّلَتْ عَيْنَيْهَا بِرُؤْيَتِهِ قَالَتْ: كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَكَ جَلَلٌ؛ (أَيْ: صَغِيرَةٌ).

إِنَّهَا المَحَبَّةُ الَّتِي غَرَسَهَا اللهُ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.

إِنَّهَا المَحَبَّةُ الَّتِي يَتَضَاءَلُ أَمَامَهَا كُلُّ غَرَامٍ وَهُيَامٍ.

إِنَّهَا المَحَبَّةُ الَّتِي أَنْطَقَتِ الجَمَادَاتِ، وَحَنَّتْ إِلَيْهَا البَهَائِمُ العَجْمَاوَاتُ.

إِنَّهَا المَحَبَّةُ الَّتِي تَعْجِزُ الأَلْسِنَةُ عَنْ تَعْبِيرِهَا، وَتَقِفُ الأَقْلامُ عَنْ تَسْطِيرِهَا، وَيَعْجُمُ البَيَانُ عَنْ تَصْوِيرِهَا، وَيَكْفِي أَنَّ مَحِلَّهَا وَمُسْتَقَرَّهَا سُوَيْدَاءُ القَلْبِ، فَحُبُّهُ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - دِينٌ وَإِيمَانٌ، وَطَاعَةٌ وَقُرْبَانٌ، ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)).

أَمَّا لِمَاذَا نُحِبُّ رَسُولَ اللهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ كُلِّ نَفْسٍ وَنَفِيسٍ؟

فَلِئَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الكَرِيمَ كَانَ سَبَبًا لِهِدَايَتِنَا وَنَجَاتِنَا مِنْ عَذَابِ الجَحِيمِ، فَإِحْسَانُهُ لَنَا لاَ يُقَابَلُ وَلاَ يُوازَى، وَمَعْرُوفُهُ عَلَيْنَا لاَ يُقَدَّرُ وَلاَ يُجَازَى؛ {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

وَأَحْبَبْنَا رَسُولَ اللهِ أَيْضًا لِأَنَّهُ حَرِيصٌ علينا ، مُشْفِقٌ بنا، كَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَالَ: ((لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِكَذَا....))! وَكَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ رَفَعَهَا لِرَبِّه: ((يَا رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي))!

بَكَى نَهَارًا طَوِيلاً يُرَدِّدُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَى خَدِّهِ وَلِحْيَتِهِ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ.

وَاللهِ  إِنَّ قُلُوبَنَا لِتَخْفُقُ حُبًّا وَشَوْقًا لِرَسُولِنَا، لِفَضْلِهِ عَلَيْنَا، وَلِأَنَّهُ أَحَبَّنَا، وَاشْتَاقَ إِلَيْنَا.

ذَهَبَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى البَقِيعِ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَدَعَا لِأَصْحَابِهِ الأَمْوَاتِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((وَدِدْتُ أَنْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا))، فَقَالَ الصَّحَابَةُ: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: ((بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، إِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الحَوْضِ)).

أَحْبَابُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا عَرَفَ العَبْدُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ، وَأَعْظَمَ اشْتِيَاقًا إِلَيْهِ، وَلِذَا لَمَّا عَرَفَ الصَّحَابَةُ رَسُولَهُمْ عَنْ قُرْبٍ وَاقْتِرَابٍ وَصَلَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قُلُوبِهِمْ شَأْنًا عَالِيًا وَمَبْلَغًا عَظِيمًا، وَرَخُصَ فِي سَبِيلِ هَذِهِ المَحَبَّةِ كُلُّ غَالٍ فِي حَيَاتِهِمْ مِنَ النَّفْسِ وَالمَالِ وَالأَهْلِ، فَضَرَبُوا لِمَنْ بَعْدَهُمْ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ فِي مَحَبَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْقِيرِهِ وَنُصْرَتِهِ وَاحْتِرَامِهِ.

كَيْفَ لاَ، وَهُمْ يَرَوْنَ مَحَبَّتَهُ قَدْ ظَهَرَتْ حَتَّى فِي الجَمَادِ وَالنَّبَاتِ، فَقَدْ حَنَّ الجِذْعُ شَوْقًا إِلَيْهِ، وَأَخْبَرَتْهُ الشَّاةُ المَسْمُومَةُ خَوْفًا عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ الشَّجَرُ وَالحَجَرُ، وَسَبَّحَ الطَّعَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ وَالحَجَرُ سُجُودَ مَحَبَّةٍ وَإِعْظَامٍ، لاَ سُجُودَ عِبَادَةٍ.

فَإِذَا كَانَ الجَمَادُ وَهُوَ الأَصَمُّ قَدْ أَحَبَّهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ خَالَطَهُ وَعَايَشَهُ وَعَامَلَهُ، وَاللهِ لَوْ ذَابَتِ القُلُوبُ فِي أَحْشَائِهَا، وَتَفَتَّتَتِ الأَكْبَادُ فِي أَجْوَافِهَا شَوْقًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَتْ وَرَبِّي مَلُومَةً.

إن محبَّةَ صحابته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ جَيَّاشَةٍ أَوْ إِعْجَابٍ خَالِص، بَلْ هِيَ عَقِيدَةٌ مُؤَسَّسَةٌ فِي النَّفْسِ، رَاسِخَةٌ فِي الوِجْدَانِ، قَدْ انْعَكَسَتْ هذه المحبةُ عليهم في سُلُوكِهِم وَمُعَامَلَتِهِم، وَعِبَادَتِهِم وَاسْتِقَامَتِهِم.

أحبوا نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعظموا هَدْيِهِ، وقدسوا سُنَّتِهِ، ولم يستهينوا بِشَرِيعَتِهِ، أَوْ تَقْدِيمِ قَوْلِ أَحَدٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ عَلَى قَوْلِهِ.

أحبوا نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت قلوبُهم تَفِزُّ إِذَا ذُكِرَ اسْمُهُ، وآذانُهُمْ تُصْغِي عِنْدَ سَمَاعِ كَلِمَاتِهِ، وأرواحهم شغوفة بِمَعْرِفَةِ آثَارِهِ، وَالاطِّلاعِ عَلَى أَخْبَارِه.

أحبوا رسولهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذاقوا طعمَ الإيمان، وشَعَّتْ في قلوبهم كلُّ معاني الرضا والاطمئنان، وَرَخُصَ في صدورِهِم كلُّ ما سوى الله ورسوله من بني الإنسان.

أحبو انبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكْثِرِوا من الصَّلاةَ وَالسَّلامَ عَلَيْهِ لَيْلاً وَنَهَارًا، سِرًّا وَجِهَارًا، فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ.

أحبوا نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأحبوا آل بيتِه وقرابتِه، وأكرموهم وعرفوا لهم فضلهم.

أحبوا نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَرَفُوه وعرَّفوا به، فأشرقت عليهم شمس السعادة، وابتسمت لهم الحياة.

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : شَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ، وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْنَا فِيهِ، وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ، وَلَا أَظْلَمَ مِنْ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

يَقُولُ أَبُو إِسْحَاقَ التُّجِيبِيُّ: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَتَذَكَّرُونَ إِلاَّ خَشَعُوا، وَاقْشَعَرَّتْ جُلُودُهُمْ".

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْي سَيِّدِ المُرْسَلِينَ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى عَبْدِهِ المُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى، أَمَّا بَعْدُ، فَيَا إِخْوَةَ الإِيمَانِ:

أما بعد فيا إخوة الإيمان ، هكذا كان حال صحابة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع نبيهم، وهكذا كانت محبتهم واستجابتهم له، فما خبرنا نحن؟

ما خبرنا نحن، ونحنُ تَطْرُقُ مسامعنا أقوالُ النبي صلى الله عليه وسلم وأوامرُه، ونواهيه وزواجرُه، فما أسهل على كثير منا أن يلقيها خلف ظهره, ثم يمشي هو خلف هواه (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ).

ما أحب نبيه صلى الله عليه وسلم من كان غمَّازاً بسنَّتِه، لـمَّـازاً بشريعتِه، يشمئز إذا ذُكرت سيرتُه، ويستبشر ويطرب إذا ذكر الذين من دونه.

لا والله ما أحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قدَّمَ عقلَهُ أو ذوقَهُ أو هواه على هدايات محمد صلى الله عليه وسلم؟

أكلة الربا: أين حبُّـكم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه.

أكلة الرشوة: أين حبُّـكم للنبي صلى الله عليه وسلم :وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي.

يا من نام عن فجره، وخف مقام الصلاة في قلبه، أين استجابتك لقول حبيبك صلى الله عليه وسلم :(أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر).

هل صدق في حبِّه صلى الله عليه وسلم من أذاع المحرمات، وأشاع المنكرات، حتى سُلِبَتْ من القلوب، كره واستقباح الذنوب.

ما صدق في حبِّه صلى الله عليه وسلم من عارض قوله صلى الله عليه وسلم بقوله غيره، حتى هان في قلبه قولُ نبيهم صلى الله عليه وسلم ولان، لأنَّ في كل مسألة قولان.

ما صدق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من وصف سنته أو شيئاً منها بالتشدد، واعتبر بعض التكاليف تتصادم مع الحريات المزعومة التي عظَّمها في قلبه واتبع هواه، (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).

ثم ليعلم يا أهل الإيمان أن محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيمَ كلامه واحترامَه، والاستجابةَ لقوله، مع استشعارِ حجم الإثم في مخالفته، هو أقوى سياج للحفاظ على الهوية الإسلامية في المجتمعات، وتعزيز التدين في النفوس.

يا أهل الإيمان : إن إحياء مبدأ حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإجلاله ليتأكد في زماننا هذا الذي كثرت فيه الانحرافات، وأصبح لأهل الزيغ حجج وشبهات، وأقلام وأصوات.

فحفظاً للأجيال، وإصلاحاً للأعمال، ما أحوجنا أن نستبصر في أنفسنا مقدار حبنا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدى امتثالنا لهديه، واستجابتنا لدعوته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).

ومن أحبَّ واستجاب فهنيئاً له رؤيتُه ومرافقتُه ومجورتُه، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: "فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا وَحَبِيبِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

المرفقات

في-محبة-النبي

في-محبة-النبي-1

في-محبة-النبي-1

المشاهدات 2271 | التعليقات 0