الشيخ محمد الراوي فقيد الأمة

حسن الخليفة عثمان
1438/09/07 - 2017/06/02 23:41PM
• علّم الأمة عبر مسيرته أن آخرها لن يصلح إلا بما صلُح به أولها، فلم يجعل له شاغلا سوى دستور أولها، فحمل لواءه بشرف وإباء وارِثِ الأنبياء، فما بدّل وما حرّف، بل كان النافي عنه والماحق لتحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين..
• كان العالم الرائد الذي لم يكذب أهله، ولم تلتبس عليه فتنة، ولم تأسره الأضواء، ولم يكن له في مسيره من غاية سوى رضى الله عنه، العيون الجامدة تهطُل الدمع مدرارا بين يديه، القلوب القاسية تذوب خوفا ورجاء حين تصغي إليه..
• حافظ على نضارة الإسلام وبضاعته الأصلية في مدرسة الأصالة الروحية؛ التي جسّدت الإسلام بجذوره وجوهره، بعيدا عن التكلف في قشوره ومظهره
• كان يرى أن السبيل إلى الإصلاح والصلاح لا يمتهد إلا بوحدة هذه الأمة واعتصامها بحبل الله، وكان أكثر ما يُحزنه هو شتات الأمة وفُرقتها.
لا أعلم مصيبة للأمة المسلمة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من مصابها بفقد الربّانيين من علمائها، الذين هم نورها وضياؤها الذي تستضيء به في مسيرها، أولئك الذين حين يرحل أحدهم فإن فقده ثُلمة لا تُسد ما تعاقب الليل والنهار، وإن رحيل أحدهم لنذير خطر، ومُصاب جلل للأمة؛ ذلك أن " اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ." رواه البخاري
صباح الأمس الجمعة من شهر رمضان المبارك، شهر القرآن، والذي لله فيه كل ليلة عتقاء من النار؛ فاضت إلى بارئها روح عظيم من عظماء عصره، جدّد بكلام الله الإيمان في قلوب الكثير من هذه الأمة، وأفنى عمره وشبابه في صناعة أجيال قرآنية تنشر النور، والسلام، والرحمة، والعدل في مشارق الأرض ومغاربها
فاضت روح الأستاذ ورئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لحقبة طويلة من العمر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خادم القرآن الشيخ محمد الراوي -رحمه الله- عن عمر بلغ التاسعة والثمانين عاما قضاها في رحاب العلم وأنوار القرآن، أفاض فيها على الدنيا مما أفاض الله عليه من فتوحات وأنوار
رحل عن الدنيا عظيما كما عاش فيها بالقرآن عظيما، والعظماء الربّانيون الحقيقيون قِلةٌ بين الورى
فاللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها..
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك أيها العظيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم إن عبدك محمد الراوي قد وفد عليك، وأمسى في ضيافتك، اللهم أحسن وفادته، وأكرم نُزله، ونوّر قبره، وأره مقعده في الجنة، وافسح له في قبره مد بصره، واجزه عن أمته خير ما جزيت إماما عن أتباعه وأمته وملته..
اللهم إنه أحيا بالقرآن قلوباً؛ فاجعل رفقته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا..

https://goo.gl/Wqy6z7

https://www.facebook.com/hassanelkhalifa1/videos/1367405876611949/
المشاهدات 1070 | التعليقات 0