الشهرية

[font="] الشهريّـــــة[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]" الشهريّة " عندنا هي الرّاتب الذي يقبضه كل موظّف.. و كل عامل.. باختصار كل أجير.. في بلادي الحبيبة كثيرا ما يقبض الأجير " الشهريّـة " و يخرج من مقرّ عمله فرحا، مغتبطا، لأنّه سيتمكّن أخيرا من تلبية طلبات أفراد عائلته، و لكن المسكين لا يدري بما ينتظره في الطريق.. أو في الحافلة.. أو في المترو.. [/font]
[font="]يومها نظر إلى الحافلة التي مالت على جانبها الأيمن وهو يترنّح في سيره.. لأوّل مرّة لا تضيق عيناه، و لم يعمل فكره، بل ابتسم بثقة متناهيّة.. ينظر إلى المناكب التي تتدافع وهو يختلق لها الأعذار.. ينظر إلى الركّاب على أنّهم أناس مثله يعانون.[/font]
[font="]لحظات مرّت قبل أن تغيب الحافلة عن عينيه.. مدّ يده ليطمئنّ على جيوبه.. كان يتساءل كيف اندفع وسط تلك الكتل البشريّة إلى عرض الطريق.. [/font]
[font="]ابتسم ثانية.. أكمل السّير.. لا بأس من العودة إلى البيت.. لا بدّ أن يبدأ الآن.. [/font]
[font="]أن تكون لحياته برنامج جديد.. مغاير..[/font]
[font="]يقدّم لزوجته النقود و ليكن نصف " الشهريّة ".. لابدّ أن يشعر بقوامته على زوجته و على أبنائه.. و النصف الآخر بينه و بين والده و العائلة الكبيرة..[/font]
[font="]و لابدّ أن تشعر زوجته بأنّه موجود.. أن تنظر إليه بإكبار و أن تركن إليه في وقت الضّيق.. و لابدّ لوالده الكبير في السنّ، الذي يرى في عينيه ما لا يقال و الذي يتحدّث صمته بما يريد، أن تعود ابتسامته.. لابدّ أن تعود الحياة إليه من جديد.. تلك الرجفة آن لها أن تغيب و أن يزول الانطواء و الشّرود..[/font]
[font="]لقد حقّق ابنه الحلم.. امتدّت حياته في ولده.. لابدّ إذن أن يستريح..[/font]
[font="]أخوه الصّغير أيضا لن يذهب إلى المدرسة دون كرّاسات.. لن يضربه المعلّم أو يلومه أمام التلاميذ.. سيأخذ الدّرس الخصوصي الذي تحدّث عنه.. سيقف على قدم المواساة مع الزملاء.. والدته لن تزجره.. لن تحادثه بصوت خافت أو تشرح له ما لا يعنيه.. [/font]
[font="]هو أيضا لن ينسى نفسه اليوم.. سيدور على المحلاّت يشاهد بنفسه و يختار ما يريد، و لا بأس من اصطحاب بعض الزملاء معه.. لابدّ أن يشاركوه الاختيار.. اليوم من حقّه أن يشعر بشيء من الفخار.. لقد وصل إلى جيبه أوّل " شهريّـة " من عمله الجديد..[/font]
[font="]وصل إلى الحومة.. الحي الذي يسكن فيه.. نظر إلى النّاس.. جيرانه تسلّم عليه.. نظر إلى الإشارة الضوئية تلألأ نورها الأخضر.. مدّ يده إلى جيبه يتحسّس ما فيه.. لم ينتبه إلى احمرار الإشارة ..[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] الشّيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب[/font]
[font="][/font]
المشاهدات 1469 | التعليقات 0