الشتاء ومعانات الفقراء ( خطبة جمعة ) * دعواتكم لأهل حلب
محمد بن سليمان المهوس
1438/03/14 - 2016/12/13 20:40PM
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَمُسْبِلِ النِّعَمِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، عَظُمَ حِلْمُهُ فَسَتَرَ ، وَبَسَطَ يَدَهُ بِالْعَطَاءِ فَأَكْثَرَ ، نِعَمُهُ تَتْرَىَ ، وَفَضْلُهُ لَا يُحْصَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَفَارِجُ الْكُرُبَاتِ ، وَمُجْزِلُ النِّعَمِ عَلَى الْبَرِيَّاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيِراً .
أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاسُ/ أُوُصِيِكُمْ وَنَفْسِيِ بِتَقْوَىَ اللهِ تَعَالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / نَعِيشُ هَذِهِ الْأَيَّامُ أَجْوَاءً شُتْوِيَّةً بَارِدَةً لَمْ نَعْهَدْهَا مِنْ قَبْل ، وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ جَعَلَ فِي الدُّنْيَا مَا يُذَكِّرُ بِالْآخِرَةِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ )) فَشِدَّةُ الْبَرْدِ تُذَكِّرُ بِمَا فِي جَهَنَّمَ مِنَ الزَّمْهَرِيِرِ ! وَهُوَ شِدَّةُ الْبَرْدِ الَّتِي لَا تُطَاقُ، وَالَّتِي قَدْ تَصِلُ إِلَى أَعْلَى دَرَجَةٍ مِنَ التَّجَمُّدِ ، وَهَذَا يَجْعَلُنَا نَزْدَادُ إِيمَانًا بِرَبِّنَا،وَيَقِينًا بِخَالِقِنَا ، وَتَصْدِيقًا بِمَا أَمَامَنَا ، وَالْبُعْدُ كُلُّ الْبُعْدِ مِنْ جَهَنَّمَ وَزَمْهَرِيِرِهَا ، وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ )) وَالزَّمْهَرَيِرُ هُوَ الْغَسَّاقُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ((هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ )) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : الْغَسَّاقُ : هُوَالزَّمْهَرِيرُ الْبَارِدُ الَّذِي يُحْرِقُ مِنْ بَرْدِهِ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ بِرْدِهِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ .
عِبَادَ اللهِ / وَنَحْنُ فِي هَذَا الْجَوِّ الْبَارِدِ يَحْسُنُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَمْرٍ مُهِمٍّ فِي عِبَادَتِنَا ؛ أَلاَ وَهُوَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارَةِ أَيْ رُبَّمَا تَوَضَّأَ الْوَاحِدُ مِنَّا عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ ، لِكَوْنِ الْجَوِّ بَارِدًا ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُسَخِّنُ بِهِ الْمَاءُ فَيَتَوَضَّأُ عَلَى كُرْهٍ ، وَهَذَا الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ ؟ )) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَلَا يَعْنِي أَنَّنَا لَا نُسَخِّنُ الْمَاءَ ، وَلَا نَسْتَعْمِلُ وَسَائِلَ التَّدْفِئَةِ الْمُخْتَلِفَةِ لِتَوَقِّي شِدَّةَ الْبَرْدِ ، وَمَنْ خَافَ الضَّرَرَ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ بِالْبَرْدِ أَوْ غَيْرِهِ فَعَلَيْهِ التَّيَمُّمَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُم مّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْه)) وَفِي إِحْدَى الْغَزَوَاتِ احْتَلَمَ عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْغَزْوَةِ وَفِيِ لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْمَاءِ ، فَتَيَمَّمَ وَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الصُّبْحَ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،فَقَالَ : (( يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ؟ )) فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي مَنَعَهُ مِنَ الِاغْتِسَالِ ، وَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ : (( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
عِبَادَ اللهِ / وَدِيْنُنَا الْإِسْلَامِيُّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْيُسْرِ وَرَفْعِ الْحَرَجِ ؛ فَرَخَّصَ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ ، وَهِيَ رُخْصَةٌ تَوَاتَرَتْ فِيهَا الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ رِوَايَةِ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا ، كُلُّهُمْ أَخْبَرَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافٌ فِي ذَلِكَ ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ التَّابِعِينَ، وَأَتْبَاعِهِمْ ،وَأَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَقَرَّرُوهَا فِي عَقِيدَتِهِمْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ أَنْكَرَهَا مِنَ الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ فَقَدْ خَالَفَ أُصُولَهُمْ ، وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ . وَأَحْكَامُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ مُبَيَّنَةٌ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ يَنْبَغِي الرُّجُوعُ إِلَيْهَا لِضِيقِ الْمَقَامِ لِذِكْرِهَا .
اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَنَا وَأَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ ، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي تَعَاقُبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عِبْرَةً وَمُدَّكَراً ، وَفِي تَوَالِي الشُّهُورِ وَالْفُصُولِ وَالْأَعْوَامِ عِظَةً وَمُعْتَبَرًا يَارَبَّ الْعَالَمَيِنِ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .
عِبَادَ اللهِ / اِتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي الشِّتَاءِ مَرْتَعٌ خَصْبٌ لِلصَّالِحِينَ ، يَتَقَرَّبُونَ فِيهِ إِلَى رَبِّهِمْ بِأَنْوَاعٍ مِنْ الطَّاعَاتِ ، وَبِمُخْتَلِفِ الْقُرُبَاتِ ، فَقَدْ جَاءَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ طَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ))
عِبَادَ اللهِ / إِنَّ الَّذِي أَعْطَانَا لِقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَمْنَعَنَا ، وَإِنَّ الَّذِي كَتَبَ الْبَلَاءَ عَلَى أَقْوَامٍ لِقَادِرٌ عَلَى أَنْ يُبَدِّلَ رَخَاءَنَا ضُرًّا ، وَأَمْنَنَا خَوْفاً ((فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ)) فَلَا نَنْسَى فِي هَذَا الشِّتَاءِ مَنْ هُمْ فِي أَمْسِّ الْحَاجَةِ إِلَى مَدِّ يَدِ الْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ فِيِ الدّاخِلِ وَالْخَارِجِ الَّذِينَ اكْتَوَوْا بِصَقِيعِ الْبَرْدِ ، وَلَهِيبِ الزَّمْهَرِيرِ ، وَنَارِ الْحَرْبِ :
أَتَدْرِي كَيْفَ جَارُكَ يَا بْنَ أُمِّي يُهَدْهِدُهُ مِنَ الفَقْرِ العَنَاءُ
وَكَيْفَ يَدَاهُ تَرْتَجِفَانِ بُؤْسًا وَتَصْدِمُهُ الْمَذَلَّةُ وَالشَّقَاءُ
يَصُبُّ الزَّمْهَرِيرُ عَلَيْهِ ثَلْجًا فَتْجُمُدُ فِي الشَّرَايِينِ الدِّمَاءُ
يَجُوبُ الأَرْضَ مِنْ حَيٍّ لِحَيٍّ وَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَمَاءُ
مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَرْضَى بِهَذَا وَطِفْلُ الْجِيلِ يَصْرَعُهُ الشَّقَاءُ
أَتَلْقَانِي وَبِي عَوْزٌ وَضِيقٌ وَلا تَحْنُو فَمِنْ أَيْنَ الحَيَاءُ
أَخِي فِي اللهِ لاَ تَجْرَحْ شُعُورِي أَلاَ يَكْفِيكَ مَا جَرَحَ الشِّتَاءُ
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ،وَادْعُوا لِإِخْوَانِكُمُ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي كُلِّ مَكَانِ ، وَخُصُوصاً فِي مَدِينَةِ حَلَبَ ؛فَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَلَايَا وَالرَّزَايَا مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ، فَاللَّهُمَّ يَا مُجِيرُ الضُّعَفَاءِ ، وَيَاعَظِيمُ الرَّجَاءِ ، يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارٌ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ؛ نَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَنَا وَقِلَّةَ حِيلَتِنَا ، اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ ، يَا غِيَاثُ الْمُسْتَغِيثَيْنَ ، وَيَا أَمَانُ الْخَائِفِينَ َ، نَسْأَلُكَ أَنْ تُغِيثَ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ عَنْهُمْ الْكَرْبَ ، وَعَجَّلْ لَهُمُ الْفَرَجَ ، اللَّهُمَّ أَنْزَلْ عَلَيْهِمْ صَبْرًا ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ ، وَامْنُنْ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالْإِيمَانِ يَارَبَّ الْعَالَمَيِنِ ؛ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) [ رَوَاهُ مُسْلِم ]
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَمُسْبِلِ النِّعَمِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، عَظُمَ حِلْمُهُ فَسَتَرَ ، وَبَسَطَ يَدَهُ بِالْعَطَاءِ فَأَكْثَرَ ، نِعَمُهُ تَتْرَىَ ، وَفَضْلُهُ لَا يُحْصَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ ، وَفَارِجُ الْكُرُبَاتِ ، وَمُجْزِلُ النِّعَمِ عَلَى الْبَرِيَّاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيِراً .
أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا النَّاسُ/ أُوُصِيِكُمْ وَنَفْسِيِ بِتَقْوَىَ اللهِ تَعَالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / نَعِيشُ هَذِهِ الْأَيَّامُ أَجْوَاءً شُتْوِيَّةً بَارِدَةً لَمْ نَعْهَدْهَا مِنْ قَبْل ، وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ جَعَلَ فِي الدُّنْيَا مَا يُذَكِّرُ بِالْآخِرَةِ ،كَمَا قَالَ تَعَالَى ((نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ )) فَشِدَّةُ الْبَرْدِ تُذَكِّرُ بِمَا فِي جَهَنَّمَ مِنَ الزَّمْهَرِيِرِ ! وَهُوَ شِدَّةُ الْبَرْدِ الَّتِي لَا تُطَاقُ، وَالَّتِي قَدْ تَصِلُ إِلَى أَعْلَى دَرَجَةٍ مِنَ التَّجَمُّدِ ، وَهَذَا يَجْعَلُنَا نَزْدَادُ إِيمَانًا بِرَبِّنَا،وَيَقِينًا بِخَالِقِنَا ، وَتَصْدِيقًا بِمَا أَمَامَنَا ، وَالْبُعْدُ كُلُّ الْبُعْدِ مِنْ جَهَنَّمَ وَزَمْهَرِيِرِهَا ، وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ )) وَالزَّمْهَرَيِرُ هُوَ الْغَسَّاقُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ((هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ )) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : الْغَسَّاقُ : هُوَالزَّمْهَرِيرُ الْبَارِدُ الَّذِي يُحْرِقُ مِنْ بَرْدِهِ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ بِرْدِهِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ .
عِبَادَ اللهِ / وَنَحْنُ فِي هَذَا الْجَوِّ الْبَارِدِ يَحْسُنُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَمْرٍ مُهِمٍّ فِي عِبَادَتِنَا ؛ أَلاَ وَهُوَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارَةِ أَيْ رُبَّمَا تَوَضَّأَ الْوَاحِدُ مِنَّا عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ ، لِكَوْنِ الْجَوِّ بَارِدًا ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُسَخِّنُ بِهِ الْمَاءُ فَيَتَوَضَّأُ عَلَى كُرْهٍ ، وَهَذَا الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ ؟ )) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَلَا يَعْنِي أَنَّنَا لَا نُسَخِّنُ الْمَاءَ ، وَلَا نَسْتَعْمِلُ وَسَائِلَ التَّدْفِئَةِ الْمُخْتَلِفَةِ لِتَوَقِّي شِدَّةَ الْبَرْدِ ، وَمَنْ خَافَ الضَّرَرَ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ بِالْبَرْدِ أَوْ غَيْرِهِ فَعَلَيْهِ التَّيَمُّمَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى ((وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُم مّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْه)) وَفِي إِحْدَى الْغَزَوَاتِ احْتَلَمَ عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْغَزْوَةِ وَفِيِ لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْمَاءِ ، فَتَيَمَّمَ وَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الصُّبْحَ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،فَقَالَ : (( يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ؟ )) فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي مَنَعَهُ مِنَ الِاغْتِسَالِ ، وَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ : (( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ))
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
عِبَادَ اللهِ / وَدِيْنُنَا الْإِسْلَامِيُّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْيُسْرِ وَرَفْعِ الْحَرَجِ ؛ فَرَخَّصَ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْجَوْرَبَيْنِ ، وَهِيَ رُخْصَةٌ تَوَاتَرَتْ فِيهَا الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ رِوَايَةِ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا ، كُلُّهُمْ أَخْبَرَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافٌ فِي ذَلِكَ ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ التَّابِعِينَ، وَأَتْبَاعِهِمْ ،وَأَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَقَرَّرُوهَا فِي عَقِيدَتِهِمْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ أَنْكَرَهَا مِنَ الرَّافِضَةِ وَغَيْرِهِمْ فَقَدْ خَالَفَ أُصُولَهُمْ ، وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ . وَأَحْكَامُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ مُبَيَّنَةٌ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ يَنْبَغِي الرُّجُوعُ إِلَيْهَا لِضِيقِ الْمَقَامِ لِذِكْرِهَا .
اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَنَا وَأَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ ، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي تَعَاقُبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عِبْرَةً وَمُدَّكَراً ، وَفِي تَوَالِي الشُّهُورِ وَالْفُصُولِ وَالْأَعْوَامِ عِظَةً وَمُعْتَبَرًا يَارَبَّ الْعَالَمَيِنِ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ ، صَلّى الله عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً .
عِبَادَ اللهِ / اِتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي الشِّتَاءِ مَرْتَعٌ خَصْبٌ لِلصَّالِحِينَ ، يَتَقَرَّبُونَ فِيهِ إِلَى رَبِّهِمْ بِأَنْوَاعٍ مِنْ الطَّاعَاتِ ، وَبِمُخْتَلِفِ الْقُرُبَاتِ ، فَقَدْ جَاءَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ طَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ))
عِبَادَ اللهِ / إِنَّ الَّذِي أَعْطَانَا لِقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَمْنَعَنَا ، وَإِنَّ الَّذِي كَتَبَ الْبَلَاءَ عَلَى أَقْوَامٍ لِقَادِرٌ عَلَى أَنْ يُبَدِّلَ رَخَاءَنَا ضُرًّا ، وَأَمْنَنَا خَوْفاً ((فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ)) فَلَا نَنْسَى فِي هَذَا الشِّتَاءِ مَنْ هُمْ فِي أَمْسِّ الْحَاجَةِ إِلَى مَدِّ يَدِ الْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ فِيِ الدّاخِلِ وَالْخَارِجِ الَّذِينَ اكْتَوَوْا بِصَقِيعِ الْبَرْدِ ، وَلَهِيبِ الزَّمْهَرِيرِ ، وَنَارِ الْحَرْبِ :
أَتَدْرِي كَيْفَ جَارُكَ يَا بْنَ أُمِّي يُهَدْهِدُهُ مِنَ الفَقْرِ العَنَاءُ
وَكَيْفَ يَدَاهُ تَرْتَجِفَانِ بُؤْسًا وَتَصْدِمُهُ الْمَذَلَّةُ وَالشَّقَاءُ
يَصُبُّ الزَّمْهَرِيرُ عَلَيْهِ ثَلْجًا فَتْجُمُدُ فِي الشَّرَايِينِ الدِّمَاءُ
يَجُوبُ الأَرْضَ مِنْ حَيٍّ لِحَيٍّ وَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَمَاءُ
مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَرْضَى بِهَذَا وَطِفْلُ الْجِيلِ يَصْرَعُهُ الشَّقَاءُ
أَتَلْقَانِي وَبِي عَوْزٌ وَضِيقٌ وَلا تَحْنُو فَمِنْ أَيْنَ الحَيَاءُ
أَخِي فِي اللهِ لاَ تَجْرَحْ شُعُورِي أَلاَ يَكْفِيكَ مَا جَرَحَ الشِّتَاءُ
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ،وَادْعُوا لِإِخْوَانِكُمُ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي كُلِّ مَكَانِ ، وَخُصُوصاً فِي مَدِينَةِ حَلَبَ ؛فَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَلَايَا وَالرَّزَايَا مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ، فَاللَّهُمَّ يَا مُجِيرُ الضُّعَفَاءِ ، وَيَاعَظِيمُ الرَّجَاءِ ، يَا عَزِيزُ يَا جَبَّارٌ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ؛ نَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَنَا وَقِلَّةَ حِيلَتِنَا ، اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ ، يَا غِيَاثُ الْمُسْتَغِيثَيْنَ ، وَيَا أَمَانُ الْخَائِفِينَ َ، نَسْأَلُكَ أَنْ تُغِيثَ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْ أَهْلَ حَلَبَ ، اللَّهُمَّ اكْشِفْ عَنْهُمْ الْكَرْبَ ، وَعَجَّلْ لَهُمُ الْفَرَجَ ، اللَّهُمَّ أَنْزَلْ عَلَيْهِمْ صَبْرًا ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ ، وَامْنُنْ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالْإِيمَانِ يَارَبَّ الْعَالَمَيِنِ ؛ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ ، فَقَالَ (( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) [ رَوَاهُ مُسْلِم ]
المرفقات
الشِّتَاءُ وَمُعَاناتُ الفُقَراءُ.doc
الشِّتَاءُ وَمُعَاناتُ الفُقَراءُ.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق