الشتاء والصدقة وحملة اغاثة اخواننا في سوريا

سعود المغيص
1438/03/30 - 2016/12/29 19:56PM
الخطبة الاولى

أما بعد عباد الله:
اتقوا الله تعالى واعلموا أن البرد الشديد جُندٌ من جنودِ الله جل وعلا يسلطه على من شاء من عباده،
وهو من زمهرير جهنم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اشتكت النار إلى ربِّها، فقالت يا رب، أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نفسين؛ نفسًا في الشتاء، ونفسًا في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها ) أعاذنا الله وإياكم منها.
عباد الله: إن من منَّة الله جل وعلا علينا أن جعل لنا مساكن تأوينا، وملابس تقينا حر الصيف وبرد الشتاء، وناراً تدفئنا ونطهو بها طعامنا،
قال جل وعلا:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} فاشكروا ربكم الذي امتن عليكم بتلك النعم في وقت ترون فيه كثيراً من المسلمين وغير المسلمين يصيبهم الجوع والفقر والحاجة، فله الحمد دائماً على عطائه ومنه وجوده وكرمه، ونسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، وأن يرزقنا شكرها، فإن الشكر سبب في المزيد، قال جل وعلا : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }
وأنتم ترون مصير الأطعمة في بعض المناسبات وأماكن الاجتماعات فإلى المشتكى من هذه الأفعال المشينة، وماذا يضير هؤلاء لو صرفوها للمحتاجين والفقراء أم أنها المباهاة والمفاخرة عياذاً بالله .
عباد الله : ومع ما نعيشه في هذه الأيام من شدة البرد وقسوته، علينا أن نتذكر إخواننا من الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وأسر السجناء ممن يعيشون معنا
ممن هم في حاجة إلى العون والمساعدة، فهناك أسرٌ يتعففون عن سؤال الناس فلا يجد أبناؤهم ثياباً تدفئهم من برودة الشتاء عند ذهابهم إلى مدارسهم، وليس عندهم دفايات تدفئ بيوتهم، وليس عندهم ما يسد جوعهم ولا يملأ جوفهم، فهم يحتاجون إلى الرعاية والعناية والدفء
بالطعام والملابس والبطانيات.وهناك عُمال نراهم في طرقاتنا ممن يعملون في الشوارع لا يجدون قفازات وشرابات تدفأ أيديهم وأرجلهم، ولا أكواتا تدفؤوا أجسامهم، لأنهم يسعون من أجل لقمة العيش، ويوفرون القليل من المال من أجل أهليهم وذويهم، فلا تحرموا أنفسكم الأجر في كسوتهم بما تجود به أنفسكم.
عباد الله: تفقَّدوا إخوانكم المحتاجين في حيكم والأحياء الأخرى القريبة منكم، وتلمسوا حاجاتهم، وارسموا بسمة الدفء في عيون صغارهم، وأدخلوا السعادة والفرحة في قلوبهم، وابدؤوا بأقاربكم وذوي أرحامكم ثم جيرانكم وأهل بلدكم ثم الأقرب منكم فالأقرب، وقدموا لأنفسكم من الخير ما ينفعكم عند ربكم، ولا تحقروا من المعروف شيئاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( اتقوا النار ولو بشق تمرة )

اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم واغفر لنا انك أنت الغفور الرحيم
أقول قولي هذا ..

الخطبة الثانية
أما بعد عباد الله:
تذكروا بارك فيكم أخوة لكم في الشام وغيرها من بلدان المسلمين ممن يلتحفون السماء، ويفترشون الأرض، وقد أصاب البرد القاسي أجسامَهم، واخترقت شدتُه عظامهم، ولا يجدون ما يدفئهم من الملابس والبطانيات، والدفايات، والخيم، ومنهم من يموت بسبب هذا البرد الشديد، فيجب علينا أن نبادر إلى مساعدتهم، والوقوف بجوارهم، والعطف عليهم كي نرفع عنهم الكرب والحاجة، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بحملة الإغاثة لإخواننا في سوريا والوقوف معهم في محنتهم العصيبة التي يمرون بها، فجزاه الله عنا وعن المسلمين في كل مكان خير الجزاء ووصيتي لكل مسلم ومسلمة أن يقدموا ما يستطيعون لإخوانهم في سوريا، سواء بالتبرع النقدي، أو العيني،
أو الدعاء كل على حسب استطاعته.

أسأل الله تعالى أن يعجل بنصر إخواننا في سوريا، وأن يحقن دماءهم، وأن يتقبل قتلاهم، وأن يشفي مرضاهم، وأن يتول أمرهم، وأن يرينا في الظالمين من عجائب قدرته ما يثلج صدور قوم مؤمنين

الا وصلوا ..
المشاهدات 1118 | التعليقات 0