الشبيحة قتلوا أولادها وأجبروها على السباحة بدمائهم حتى فَقَدَتْ عقلها

احمد ابوبكر
1435/04/09 - 2014/02/09 13:05PM
عقب كل مجزرة ترتكبها قوات النظام تغيب تفاصيل وقصص ضحاياها لحساب الخبر الذي ينقلها بالعموم، تطفو حكاية المجزرة على الفضائيات لفترة من الزمن، ثم تغوص مبتعدة عن ذاكرة الناس، ليبقى كل ذي جرح يتألم بصمت وتجاهُل الآخرين له.
"جديدة الفضل" كانت جغرافية لإحدى فصول مأساة السوريين، ارتكبت قوات النظام مجزرة بحق الأهالي هناك وردمت على أصحابها التراب مخفية كثيرًا من تفاصيلها، إلا أن الألم أقوى من أن يتم دفنه، وأصحاب الجرح لا يمكن لقوة على الأرض أن تمنعهم من الصراخ والبوح.
أم عدنان.. ككل أمهات سوريا، كانت تعيش وعائلتها حياة طبيعية في مدينة "جديدة الفضل" بريف دمشق، الحادي والعشرون من شهر نيسان العام الفائت لم يكن عاديًّا على العائلة، ذلك اليوم يؤرخ في ذاكرة أم عدنان لمشهد دموي أفقدها عقلها، وجعلها شريدة الذهن بعدما عاينت مقتل أولادها وزوجها، واغتصاب ابنتها القاصر أمام عينيها.
تقول ابنة أم عدنان: “كان لديّ أربعة إخوة، أحدهم يقاتل في الريف الغربي من "القنيطرة"، وثلاثة لم تسمح لهم والدتي بمغادرة المنزل، وفي ذلك اليوم المشؤوم -يوم المجزرة- دخلت مجموعة من الميليشيات العراقية إلى منزلنا، وقلبوا البيت رأسًا على عقب بحثًا عن سلاحٍ غير موجود أصلاً، لكنهم عاثوا في المنزل خرابًا، غير أنهم وجدوا ضالتهم في إخوتي الذين حاولوا الاختباء على سطح المنزل".
إخوتي الثلاثةُ البالغون من العمر 8 و12 و18 عامًا، اقتادتهم تلك العصابات إلى ساحة المنزل، وكبَّلوا أمي وأبي، ثم سحبوني بوحشية ورموني بين أفراد أسرتي، حيث بدأوا بالتناوب على اغتصابي واحدًا بعد آخر أمام أعين أفراد عائلتي!.. وبعد أنْ أشبعوا غريزتهم الحيوانية، وكانت الدماء تنزف مني، جلبوا والدي وذبحوه أمامنا، ومن ثمَّ بدأوا بإخوتي الكبير فالأصغر والأصغر، وكانوا في حالة هيستيريا يشوبها ضَرْب من الجنون والضحك. إنهم لا يعرفون شيئًا عن الإنسانية، المشهد الأصعب في تلك المأساة إجبار هؤلاء الوحوش لوالدتي على السباحة في دم إخوتي.
وبعد أن انتهوا من إجرامهم تركوني وأمي في حالة لا توصف، وبعد وقت قصير استجمعت قواي وحاولت ارتداء أي شيء يسترني قبل أن أذهب لأطلب المساعدة، حاولت أن أحمل والدتي وأُبعِدها عن الدماء، غير أنها رفضت وتابعت العبث بدماء إخوتي، حاولت مرارًا سحبها، لكن لم أستطع؛ لأكتشف أن والدتي قد فقدت عقلها!…
وتختم ابنة أم عدنان: وبعد عدّة أيام من انقضاء المجزرة أتى خالي إلينا واصطحبنا إلى مزرعته التي أعيش فيها الآن مع والدتي منذ عدّة أشهر.
المشاهدات 964 | التعليقات 0