الشَبُو رِجسٌ من عمل الشيطان ( تعميم)

راشد بن عبد الرحمن البداح
1444/06/12 - 2023/01/05 14:14PM

الحمدُ للهِ على نِعَمٍ تترَى، وعلى أرزاقٍ لا نُطيقُ لها حصرًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شهادةً تكونُ لنا ذُخرًا، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه المخصوصُ بالفضائلِ الكبرَى، صلى اللهُ وسلمَعليهِ إلى يومِ الأُخرى. أما بعدُ: فالتقوى وِقاءٌ، ولباسُها خيرُ لباسٍ.

إذا مدحتَ إنسانًا وقلتَ: إنه عاقلٌ. فتلكَ مِدْحةٌ رفيعةٌ؛ لأن عقلَهيقودُه للفضائلِ، وينهاهُ عن الرذائلِ.

لكن ما ظنُكَ بمن يسعَى بإذهابِ عقلِه بيدِه؟! ألَا يكونُ أحطَّ من الحيوانِ؟! فكيفَ يسعَى في جنونٍ مَن عَقَلَ؟!

إذا ذهبَ العقلُ حضرَ الشيطانُ وأرجَسَ ونجّسَ، ووقعتِ العداواتُ، وضاعتِ الصلواتُ، وتفككتِ الأسرُ بالمشكلاتِ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}.

ولو قالَ قائلٌ: كيفَ يرضَى العاقلُ أن يتلذذَ بذهابِ عقلِهِ؟ فيُقال: إن إبليسَ خَدَعَ أبانا من طريقٍ لازالَ –وللأسفِ- يستخدمُه معنا نحنُذريتَه، وذلك بأن يجعلكَ تفعلُ المعصيةَ بتصورٍ خاطئٍ خادعٍ، كما صوّرَ إبليسُ لأبِينا عليهِ السلامُ فقالَ له: يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى" يقول: جرّبْ وستَسْعَدُ! لكنْ هلْتضمنُ أنك إذا تناولتَها مرةً سيكونُ بيدِكَ القرارُ ألَّا تتناولَها مرةًأخرى؟! وإلا لَمَا رأيتَ شبابًا يتهافتونَ عليها، كتهافُتِ الفَرَاشِعلى النارِ، مع عِلمِهم بضررِها.

• فإلى كل شابٍ لم يقَعْ بمستنقعِ الدخانِ والشيشةِ والمخدراتِ، ثم الشَّبْوِ والشبوُ أدهَى وأمَرّ: احذرْ كلمةَ: جرّبْ! فإن أولَ أمرِها يسيرٌ،ثم تكونُ لها الأسيرُ. أتدريْ أنَ متناولِي الشبوِ قَتَلَ بعضُهم أمَه، وزوجتَه، وآخرُ نحرَ أولادَه بالسكينِ، فأفاقَ من سكرتِهِ على جريمتِهِ البشعةِ وهو في السجنِ!
• وإلى المرابطينَ في مكافحةِ المخدراتِ، والدورياتِ الأمنيةِ؛ فلهم منا دعاءٌ وثناءٌ، وأيضًا بِشارةٌ؛ بأنهم داخلونَ في المجاهدِينَ في سبيلِاللهِ- كما أفتى بذلك الشيخُ ابن بازٍ رحمهُ اللهُ-().
• أما أنتمْ أيُها الآباءُ: فاقتربُوا من أبنائِكم وصاحِبُوهم واعرِفوا مشكلاتِهم، وإلا بقُوا نَهْباً للفراغِ والهمِ وشياطينِ الإنسِ والجنِ.واحذرُوا شكوكاً لا تُبنَى على قرائنَ ولا أدلةٍ.
• وأنتنَ أيتُها الزوجاتُ إن ابتليتُنَ بأزواجٍ يتعاطونَ المخدرَ: فتعاملْنَمع الموقفِ بحزمٍ وحكمةٍ، واتصلي برقمِ (995) للاستشاراتِ، والتدخلِ العلاجِي بسريةٍ، ودون ملاحقةٍ قانونيةٍ.
• وأنتم أيُها الدعاةُ والمُرَبُّونَ: افعلُوا كفعلِ عمرَ -رضيَ اللهُ عنهُ-حين بلغَه أن شابًا أغواهُ الشيطانُ، فشربَ خمراً. فدعا بصحيفةٍ ثم كتبَ فيها: مِن عمرَ بنِ الخطابِ إلى فلانٍ: السلامُ عليكَ أما بعدُ: [حم*تَنْزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللهِ العَزِيزِ العَلِيمِ* غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ] والسلامُ. فلما قَرَأَها الرجلُ بَكَى، وتابَ مما فعلَ. فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ أَمْرُهُ قَالَ: هَكَذَا فَاصْنَعُوا، إِذَا رَأَيْتُمْ أَخًا لَكُمْ زَلَّ زَلَّةً فَسَدَّدُوهُ، وَوَفِّقُوهُ، وَادْعُوا اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِ، وَلَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَيْطَانِ عَلَيْهِ().
• فاللهم تُبْ علينا حتى ترضَى عنا، وأعِذْنا من الشيطانِ وشِرْكه وشَرَكِهِ.
الحمدُ للهِ وكفَى، وصلاةً وسلامًا على النبيِ المصطفَى، أما بعدُ:

فهذا الأسبوعُ حافلٌ بالمفرحاتِ والمياهِ النازلاتِ من السماءِ، ديمٌ هتانٌثلاثةَ أيامٍ متوالياتٍ بلا شدةِ بَرْدٍ ولا برقٍ ولا رعدٍ، رحمةً من أرحمِالراحمينَ {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ}. ففرِحَ الناسُ، وتناقلُوا البشائرَ، (وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ حَدَّثَ بِالْجَوْدِ). وتناقلُوا الصورَوالمقاطعَ شاكرينَ، وقد كانُوا مجدِبِين، فـ{إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(48)وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ}. نعمْ ربَنا صِرْنا مستبشرِينَ بعد أن كنا مُبلِسِينَ.

فاللهم كما بشّرْتَنا بهذا الغيثِ الدِّيْمِ، اللهم فبشِرْنا بدخولِ جناتِعدنٍ، بعد عمرٍ طويلٍ، واجمعْنا فيها بمن رحلُوا عن دُنيانا.

• اللهم لكَ الحمدُ كما أنتَ أهلُه، اللهم إنا عاجزونَ عن شكرِكَ، فنُحيلُ إلى علمِك وفضلِك .لك الحمدُ على سترِك، وعلى برّك، وتواصُلِ نعمِك، من صحةٍومالٍ وأهلٍ وأمنٍ وإيمانٍ وبركاتٍ وغيثٍ مدرارٍ.
• اللهمَ لكَ الحمدُ على ما أنزلتَ من خيراتِ السحابِ، وأجريتَ من وديانٍ وشِعاب. اللهم إنه لا غِنَى لنا عن فضلِك، فتابِعْ علينا برحمَتِكَ الخيراتِ، وأنزلْعلينا من البركاتِ.
• اللهم واحفظْ علينا دينَنا، وأعراضَنا ومقدساتِنا، وحسِنْ أخلاقَنا، وباركْأرزاقَنا، واقضِ ديونَنا، واكشفْ همومَنا، وارزقنا وأهلَنا وشبابَنا مزيدَ التبصرِ بكيد متبعِي الشهواتِ، الذين يريدونَ أن نَميلَ ميلاً عظيمًا.
• اللهم يا من حفِظت بلادَنا طيلةَ هذهِ القرونِ الماضياتِ، وكفيتَها شرَ العادياتِالمدبَّراتِ الماكراتِ، اللهم فأدِمْ بفضلِك حفظَها من كل سوءٍ ومكروهٍ، وأدِمْ عليها نعمةَ النماءِ والرخاءِ. وعُم بذلك أوطانَ المسلمينَ.
• اللهم واحفظْ جنودَنا ورجالَ مكافحةِ المخدراتِ في حراساتِهم وثكناتِهم وتفتيشاتِهم، وفي الجماركِ والطرقِ والحدودِ، واخلفهم في أهليهِم بخيرٍ.
• اللهم يا مجيبَ الدعواتِ احفظْ لنا ملكَنا، وأعنْه ووليَّ عهدِه ببطانةٍ صالحةٍ ناصحةٍ. وسددْهُم في قراراتِهم ومؤتمراتِهم. اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ.

المرفقات

1672917277_الشبو رجس من عمل الشيطان.pdf

1672917285_الشبو رجس من عمل الشيطان.doc

المشاهدات 1419 | التعليقات 0