السينما الأمريكية // د. مالك الاحمد

احمد ابوبكر
1435/09/03 - 2014/06/30 02:32AM
تمثل السينما في أمريكا صناعة وتجارة رئيسية ولطالما كانت السينما جزءاً من الدعاية السياسية فالكثير من الأفلام تمجد السياسة الخارجية للدولة ومن عناصرها: محاربة الأرهاب (غالباً ما يكونوا مسلمين وأحياناً قليلة جداً من أمريكا الجنوبية أو من الاتحاد السوفيتي السابق !)، وتدعم وجهة نظر وزارة الدفاع في أنشطتها الخارجية تجاه الأعداء (الحقيقيون أو المتخَيَّلون)؛ لذا لا تبخل الوزارة في توفير كل ما تحتاجه هوليود في أفلامها من حاملات طائرات، وطائرات ودبابات وعربات عسكرية وجنود ومواقع القواعد العسكرية… هي دائماً في خدمة السينما، بالطبع لاتفاق الجهتين على الأهداف الإستراتيجية والتي يمكن أن يكون الفلم أداتها المناسبة غير الملحوظة، بل أحياناً تكون هذه الأفلام وسيلة لتشجيع الشباب الأمريكي للانضمام للجيش والتحبيب للتجربة الأمريكية.

هذا لا يعني أن جميع التفاصيل تمثل وجهة وزارة الدفاع بل يكفي الصورة العامة والانطباع النهائي حتى لو تعارضت بعض الجزئيات مع هذا الأمر (بل قد يكون أكثر مناسبة وواقعية حتى لا تكون أفلام دعائية !).

الجهات الأمنية داخل أمريكا (بالذات fbi) محل تقدير وافتخار واعتزاز للشعب الأمريكي لدورها في حماية البلد ومعاقبة الخربين والإرهابيين والمجرمين.

قد يتم إلقاء الضوء على بعض الحالات الشاذة (خصوصاً في cia) فقط لإكمال الصورة وإعطاء انطباع أن ليس هناك كمال في أي جهاز لكن النتيجة النهائية مرضية وممتازة.

من الرسائل التي تبثها هوليود أن الشعب دائماً خلف الرئيس وأنه ناصح للأمة وقائد حقيقي لها وعلى قدر كبير من المسئولية.

الشرطة أيضاً محل تقدير فهي تطارد الجريمة (وهذا دورها ولا يتطلب تكلف وتزييف) وتحمي المواطن الأمريكي وتستعمل القوة (غالباً مع استثناءات يسيرة) لردع المجرمين.

الرسائل الثقافية التي تبثها هوليود واضحة وجلية سواء للمواطن الأمريكي أو للشعوب والأمم الأخرى التي تتهافت على الأفلام الأمريكية:

أمريكا جنة الله في أرضه وهي بلد الجميع يرغب استيطانها والهجرة إليها.

أمريكا دولة العدالة سواء داخل أمريكا أو حتى خارجها.

أمريكا دولة القانون (وهذا حقيقي لكن ليس على الإطلاق ونظام المحلفين غير منصف.. وقضايا المسلمين فيها تميز واضح !).

أمريكا – كأي دولة – فيها المخربون والخارجون عن القانون لكن النظام والأمن يتعقبهم ويأخذ على أيديهم…

أمريكا دولة التقدم العلمي والتقني (وهذا صحيح إلى حد كبير).

الشعب الأمريكي متجانس والوطنية هي السائدة والتفرقة العنصرية من مخلفات الماضي وتم علاجها.

أمريكا دولة القوة فالسلاح متوفر وبكافة أنواعه وحرية التملك متاحة كجزء من حقوق المواطن.

أمريكا بلد الحرية وللفرد الحق في التعبير بكافة أشكاله فقط ألاّ يتجاوز الأسلوب السلمي في ذلك.

السينما الأمريكية تحت سيطرة لوبيات معروفة ومحددة، وهي جزء من أخطبوط إعلامي عالمي وما تحويه من مفردات وسياسات لا تخرج عن إطار مصالح هذه النخب وأيضاً مصالح اليهود المتنفذة والدولة الداعمة (عادة).

بالطبع هناك السينما المستقلة، والتي هي أقرب لنبض الشارع وأصدق في التعبير عن الواقع، لكنها محدودة ومحاصرة ولا تستطيع الوصول للمشاهد بسهولة، فالصالات شبه محتكرة وشركات التوزيع أغلبها تحت سيطرة الشركات العملاقة، والاستوديوهات الضخمة جميعها تتبع هوليود فلا يبقى للسينما المستقلة إلا الفتات وبصيص من الضوء.

لرأس المال دور رئيسي في صناعة الفلم الأمريكي فهي منذ التأسيس مستقلة وتنفذها شركات ولها ارتباط كبير وملكية مع محطات التلفاز مما يمثل دورة متكاملة.

الفلم الأمريكي – في الغالب الأعم – يجمع بين أهداف مادية (كيف يكسب ويربح)، وأيضاً أجندة ثقافية (كيف يمرر مفاهيمه وفكره).

الفيلم الاميريكي لا يهتم – ابتداءاً – بالمشاهد غير الأمريكي لأن المشاهد الامريكي هو مصدر الدخل الرئيسي للمنتج السينمائي.

المهارة الفنية الأمريكية في إنتاج الأفلام (من السيناريو إلى التصوير فالإخراج) جعلت الفكرة السخيفة والموضوع الفارغ محل انجذاب وقبول وأيضاً استمتاعمن عموم المشاهدين.

صناعة الفلم الأمريكي سخرت التقنية واستخدمت أحدث التكنولوجيا لإضفاء صورة جميلة للمشاهد ومتعة حقيقية تجعله يتقبل – وبصدر رحب – الرسائل المتضمنة من خلاله سواء كانت إيجابية (وهي قليلة) أو سلبية (وهي الأكثر) وهذا ما يمثل اكبر خطورة.
المرفقات

486.doc

المشاهدات 928 | التعليقات 0