السنن الربانية في مسار الثورة السورية / د . عزة محمد

احمد ابوبكر
1435/01/09 - 2013/11/12 03:22AM
هاقد مضى مايربو على ثلاثين شهراً على مسار الثورة السورية المباركة وقد بذل الشعب السوري جل التضحيات وكبرى الشجاعات بذل مئات الألوف من الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين والمسجونين وملايين النازحين واللاجئين هنا وهناك وصبر صبراً عظيماً حتى أصبح مثالاً على ألسن الكثيرين ومع عظم هذه المحنة والمعاناة والتضحيات يتساءل الكثيرون ومع طول المعركة وتأخر النصر والأمل بالفرج ينتظر يوماً بعد يوم كانت لي هذه التذكرة بسنن ربانية لو تأملناها لزدنا بإذن الله يقيناً بنصر من الله قريب وتزودنا بالصبر والثبات على الطريق الشاق الطويل

1- سنة الإرادة والعلم والمعرفة والتقدير الرباني :

وأن كل مايجري بعلم وإرادة الله ولحكمٍ قد نجهل ونغفل عن كثيرٍ منها ( لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون ) الروم 4

2- سنة التدافع ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) البقرة 251 وأن الصراع بين الخير والشر والحق والباطل قائم ليوم الدين وله جولات وصولات تشتد حيناً وتفتر أخرى وينتصر الحق والعدل دهراً ويتراجع هنةً وترةً حسب توفر أسباب النصر وعوامل القوة وغياب عناصر الضعف والهزيمة فقد تراجع المسلمون في أحد وكسرت رباعية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وجرح جبينه صلى الله عليه وسلم لمخالفة أمر من أوامره في سير المعركة وكذلك هزموا يوم حنين لما أعجبوا بكثرة عددهم ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئاً) التوبة 25 وهكذا دواليك فقد تقصر معركة وتطول أخرى وتستعر ثورة هنا وينطفؤ أوارها هناك وربما تزداد شعلة وعنفوانا في رقعة وتخمد وتكبت في بلد آخر .

3- سنة الإبتلاء ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) هود 7 ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) تبارك 2 وأشد الناس ابتلاء الأنبياء فالأصلح وقد ابتلي آدم بهبوطه من الجنة من قبل وابو الأنبياء عليه السلام بقذفه بالنار وذبح ابنه الحبيب وأيوب بمرضه وموت أبنائه ونوح بكفر ابنه ويوسف بسجنه بضع سنين وفتنته مع امرأة العزيز وهذه سنة دارجة مستمرة فابتلى الله شعبنا بطغمة من الطغاة المجرمين أذاقوه الويل والذل والهوان والقتل والتعذيب والتشريد ولا حول ولا قوة إلا بالله فلنا أسوة بأنبياء ورسل الله ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) البقرة 214 ألا إن نصر الله قريب (ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) محمد 31 ففي هذه السنة التمحيص والتنقية والغربلة وتمييز الصفوف ( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) آل عمران 141 وكذلك لتمييز الصادقين من الكاذبين والصالحين من المنافقين والطيبين من الخبيثين ( ماكان الله ليذر المؤمنين على مأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران 179

4- سنة الكيد والتآمر : ( إنهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) الطارق 15-17 (وأملي لهم إن كيدي متين ) الأعراف183 فالتآمر على الحق قديم وها قد تآمر غرب وشرق وعرب تآمر روس وفرس وشيعة ويهود ونصارى وشيوعيون ومغرضون ومنافقون على هذه الثورة بل لقد تآمر العالم بأثره إلا من رحم ربي على إجهاض هذه الثورة المباركة لالشيء إلا لأنها رفعت راية إسلامية سنية في غالبيتها( وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ) آل عمران 120 فليتذكر أهالينا مع هذا التآمر العظيم والتخاذل المتصاعد الشديد أنها سنة ربانية فقد تآمر قوم إبراهيم وقذفوه بالنار وجاء الرد الرباني ( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) الأنبياء 69 وتآمر إخوة يوسف فرموه في الجب وتآمر قوم موسى ليقتلوه ( قال ياموسى إن الملأ يأتمرون ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) القصص 20 واجتمعت قريش وقبائلها لقتل رسول الله ضربة رجل واحد فأذن الله له بالهجرة وتآمرت قريش وقبائل العرب واجتمعت على حربه فكانت معركة الأحزاب وغزوة الخندق وهزم الجمع فلا ضير قومي وإن شاء الله (سيهزم الجمع ويولون الدبر ) القمر 45 ( الذين آمنوا يقاتلون في سبسل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا لأولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) النساء 76

5- السنة الثابتة الربانية : إنها ملة الكفر واحدة : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) البقرة 120 وهكذا يجب أن لانركن لأعداء الإسلام بشتى مسمياتهم روافض ويهود ونصارى صليبيين نصيريين وروس وصينيين أمميين وعالمانيين وشيوعيين وليبراليين فها نحن نراهم جميعاً يجتمعون ويتفقون على محاربة الثورة وإجهاضها كل بطريقته من الداخل والخارج ويرمونها من وراء قوس واحدة وعلينا أن نجمع أنفسنا ونرص صفوفنا وأن لانخدع بأحد ولا نثق بأحد من هؤلاء ولو حاولوا تضليلنا بكلامٍ معسول ووعود تزييف

6- سنة الإملاء والإمهال والإستدراج : علينا أن نعي هذه السنة بأن الله يمد للظالم ويمهله ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ) الكهف 59 وكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ( أن لايعجل كعجلة أحدكن وأنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) منها لكشف وفضح الظالم والمجرم والسفاح كي يظهر على حقيقته فلاينخدع به أحد أبدا ويصبح أمره واضحاً وكفره بيناً وظلمه ثابتاً لاغبار عليه وكي ينكشف زيغ الباطل وقناع المنافقين والمتزلفين والمتسلقين والمخادعين ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) آل عمران 178 وكي يعرف العدو من الصديق ويوضح أعوان النظام ومساعديه ويعرف الصادق من الكاذب وبالتالي ينقسم الناس الى فسطاطين فسطاط حق وعدل وفسطاط باطل وظلم فريق مؤمن وآخر كافر منافق ضال وذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحي من يحي على بينة ( ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي على بينة وإن الله لسميع عليم ) الأنفال 42

7- سنة الانتصار : ( إنا لننصر رسلنا والذين ىمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) غافر 51

( ذلك ومن عاقب بمثل ماعوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ) الحج 60

يجب علينا أن نوقن تماما أن النصر آتٍ لامحالة وبدون أدنى شك بإذن الله والعاقبة لاشك للمتقين ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) الأعراف 128 وعسى ذلك أن يكون قريباً ولكن مع النصر وقفات

أولا : النصر من عند الله ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) آل عمران 126 وسيكون متى أراد الله وكيف شاء وعندما يريد وحين تتحقق شروط النصر وتضمحل موانعه وتزول عوامل الهزيمة وعلينا أن نتيقن ان النصر من عند الله وحده ومنه فقط إذا أخذنا بالأسباب المادية المطلوبة وتوكلنا عليه حق التوكل واعتمدنا عليه وتضرعنا إليه وأن يكون يقيناً قلبياً وراسخاً في نفوسنا أن النصر لن يأتي لامن قبل شرق ولا غرب ولا روس ولا أمريكان ولا عالمانيين ولا ليبراليين ( ولننظر أحداث مصر أمام أعيننا ) وهنا لاشك بمعرفة أهمية الإخلاص لله وإصلاح النية وترك حظوظ النفس والإبتعاد عن العجب والغرور وهوى النفس .

ثانياً : إن تنصروا الله ينصركم : ( يأيها الذبن آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد 7 ( مقالات إن تنصروا الله ولماذا تآخر النصر والحكمة في تآخر النصر ) ويكون ذلك بتطبيق شرع الله في نفوسنا وأن ننتصر على أنفسنا وأن نتبع الأوامر ونتجنب النواهي ننشط في الطاعات ونترك المعاصي نطبق السنن ونبتعد عن البدع

ثالثاً الإعداد ؛ ( وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرون من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم ) الأنفال 60 الإعداد المادي والمعنوي بكل مانملك وعندما نستنفذ كافة الطاقات ونسخر كل الإمكانيات ونضع كل القدرات لدعم الثورة عندها يتحقق النصر

رابعاً :التضحيات لن يكون النصر سهلا بدون بذل التضحيات الجمة فالجزائر دفعت مليون شهيد وشتان شتان بين الاحتلال الفرنسي والاحتلال النصيري الأسدي ( راجع مقارنة بين احتلالين والاحتلال الأسدي ومشروع مليون شهيد ) فيجب علينا بذل الرخيص والثمين والنفيس كلٌ منا بما يملك بذل المال والنفس والوقت والعمل والجهد ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم ) البقرة 218 ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض … ) ألأنفال 72 ( و الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 9 الأنفال 74 ولا يكون ذلك إلا بجعل هم الدين والثورة همنا الأول والأساسي وأن نبذل كل وأغلى مانملك من الأرواح والممتلكات والطاقات والقدرات والإمكانيات ونسخرها في دعم الثورة صادقين مع الله ومع أنفسنا كلٌ بما يستطيع

خامسا: من أسباب النصر :

الاعتصام بحبل الله والوحدة والاجتماع ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) آل عمران 103

عدم التنازع والاختلاف ( واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) الأنفال 46 وإصلاح ذات البين والتوفيق بلأسلوب الحسن ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) الحجرات 10 وما أحوجنا لتطبيق ذلك وممارستها فعليا على أرض الواقع بشفافية وروح أخوية إسلامية

التناصح والنصيحة بين جميع المخلصين العاملين ( الدين النصيحة .. لله وكتابه ورسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم )

التشاور وإبداء الرأي واختيار الأنسب وما يخدم مصلحة الثورة ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) الشورى 38

الحديث المباشر والحوار الشخصي المباشر والتخاطب بين المعنيين وجها لوجه بل حتى إن لزم العتاب واللوم فليكن مشافهة وبشفافية كي لايفتح مجالاً للريب والشك واتساع الشقة والفجوة بين الإخوة وعدم السماع للمرجفين والمغرضين ومن يثيرون الشائعات ويبثون الفرقة بين المسلمين

التثبت من نقل الأخبار وعدم بثها إلا بما ينفع الأمة ( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على مافعلتم نادمين ) الحجرات 6

الأصل المسلمون ثبت عدل ثقات مالم يثبت دليل عكس ذلك والأصل الثقة والصدق في التعامل بين جميع الأطراف والفصائل من المسلمين

ساسا: فقه الأولويات والضروريات وتطبيق قواعد فقه المصالح والمفاسد خاصة في هذه المرحلة الحرجة فالاتفاق واجب شرعي على تحقيق مصلحة كبرى ودرء مفسدة عظمى ألا وهي إسقاط النظام ومحاربة المجرم السفاح وعصاباته وشبيحته وتأجيل خلاقات جزئية فقهية وربما منهجية وتبيان الطريق الصواب والمنهج السليم والصراط المستقيم ومحاولة جمع الشمل ورأب الصدع وتحقيق بعض المصالح خير من عدمها ودرء مفاسد كبيرة خير وأفضل من جلب مصالح ضئيلة وهذا يساعدنا في كيفية التعامل. وطريقة الوصول لتحقيق الأهداف فقد قاتل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التتار مع مخالفيه من الصوفيين والمعتزلة وغيرهم وقاتل أبو إسحاق الفقيه الروافض العبيديين تحت راية أبا يزيد الخارجي .

سابعا: الثبات و عدم التراجع والاستمرار في مقارعة العدو ( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله ) البقرة 193 وأن التراجع طريق الهزيمة والصبر والثبات سبيل النجاة والنصر

ثامنا: التضرع والدعاء واللجوء لله كما كان نبينا عليه السلام يدعو ربه ليلة بدر حتى تورت قدماه طالبا منه نصر الثلة المؤمنة

تاسعاً : مفهوم النصر وحقيقة الانتصار : وليس بالضرورة حصول التمكين كما سيأتي لقد انتصر سحرة موسى وقد قطعت أرجاهم وايديهم من خلاف وانتصر الغلام وقتل بسهام جند الملك حين نطقوا حين رميها باسم رب الغلام حيث دلهم على طريقة قتله بعد عجزهم عن ذلك في محاولات عديدة وقد انتصر أهل الأخدود وقذفوا به , ووالله لنصر عظيم عودة ورجوع الكثيرين من أهل الشام لربهم ودينهم ( وما خلقت الجن والإتس الا ليعبدون ) الذاريات 56 وفضح النظام وزبانيته أمام عامة الناس بعد خداعهم خمسة قرون ووالله لنصر كبير كشف القناع عن نصر اللات وحزب الشيطان بل الشيعة قاطبة ومذهبهم وإيضاح زيف منظمات أممية وحقوق إنسانٍ خادعة منافقة مزيفة وكذلك فضح زيغ أصدقاء عدو الشعب السوري من شرق وغرب وناتو عداك عن إزالة القناع عن الدب الروسي والذئب الإيراني والتنين الصيني

عاشراً : عدم الاستعجال والتأني في أخذ القرارات وحسن التخطيط في مسار هذه الثورة ودراسة الأمور بموضوعية نظراً لخبث ومكر النظام وأعوانه

وأشد ماتكون هذه الوقفات بحاجة من وعي وتفهم وتبصر من قادات الكتائب الجهادية الذين بعد الله عز وجل تتطلع إليهم الأنظار والآمال بتسطير بطولات النصر المؤكد بإذن الله

8- سنة الصبر : فقد وردت كلمة الصبر حوالي تسعين مرة في القرآن دليلا على أهميته ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) الأنفال 46 فعلينا التحلي بالصبر على فداحة المحنة وعظم المصائب وجور النظام وتآمر العالم ضدنا والتخاذل الدولي ويكون بتعود أنفسنا بالاستعانة بالله بالصبر على هذه الشدائد والصبر على الطاعات والصبر طاعة ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 ( يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون ) آل عمران 200

9- سنة التمكين : والذي يأتي غالبا بعد النصر ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا .. ) النور 55 ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) الأعراف 128

انتصرت الثورة الجزائرية بعد التضحية بمليون شهيد ولم يمكن لجمعية علماء الجزائر ولا الإسلاميين التمكين للان بل حوربوا وقتلوا وانتصر شعب تونس وفازت حركة النهضة بالانتخابات لكن لم يمكن لالها ولا للإسلام من الحكم وانتصرت ثورة مصر المجهضة وفاز الاخوان واستلمواالرئاسة ووضعوا الدستور و لكن لم يمكنوا بل انتكست الثورة وذبح الإخوان كالنعاج وسجنت قياداتهم وعادوا للمحنة من جديد وعادت الدولة الخفية والنظام العسكري للبطش والحكم مجددا و قتل القذافي وسقطت امبراطوريته لكن لم يمكن لشعارات الاسلاميين الذين ضحوا بعشرات الألوف من اجل ثورتهم لتحكيم شرع الله او حتى الوصول للحكم هي هي الدروس امامنا وما أظن إلا أن الله يريد أن يحقق للشعب السوري النصر ويليه التمكين لانه بسقوط النظام التصيري الأسدي ستتهاوى معظم الأنظمة الاستبدادية الظالمة الطاغوتية وسيعلو صوت الحق باذن الله وينتشر العدل والسلام والإسلام بعد الاستفلدة من الدروس والعبر والواقع المرير

10- أخيرا السنة الربانية والتي من أجلها أرسل الله الرسل والأنبياء ألا إنها سنة الدعوة إلى الله عز وجل وفي خضم هذه المحن والظروف لابد أن يستمر بالدعوة لتبيين المنهج الحق والصراط المستقيم وهي فرصة لعودة الكثيرين من العصاة والغافلين لمنهج الله الرباني والعودة لحظيرة الإسلام فلا يصرفنا الواقع والإنشغال في المعركة عن هذا المسير وهذا السبيل الرباني ولا بد أن تسير المور جنبا لجنب (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعان 162 ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56 ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف 108 ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وقال إني من المسلمين ) فصلت 33

إننا بأشد الحاجة للتمعن بهذه السنن الربانية وبها نستطيع الثبات على الطريق الطويل حتى يتمكن النصر والتمكين بإذن الله وأعتقد أن الفصائل المقاتلة في ساحات الوغى أشد ماتكون بحاجةٍ لفهم هذه السنن وتطبيقها سلوكا وواقعيا كي نصل جميعاً لشاطئ السلامة ويتحقق النصر المكتوب

المصدر: الدرر الشامية
المشاهدات 1278 | التعليقات 0