السلاح الفعال.

عاصم بن محمد الغامدي
1438/03/24 - 2016/12/23 08:12AM
[align=justify]الحمد لله الذي أنشأ وبنا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذرا، لا يغيب عن بصره دبيب النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه ما عَنَّ وما طرا، أحمدُه ما قُطع نهارٌ بسيرٍ وليلٌ بسُرَى، وأصلي على رسوله محمدٍ المبعوث في أم القرى، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل، فاتقوا الله -رحمكم الله- فلله درُّ أقوامٍ نعِمُوا بالإخلاص والطاعة، وتدثَّروا بلباسِ التُّقى والقناعة، ففازوا بأربحِ البضاعة، زالَتْ عنهم الأكدار، وكانت لهم عقبى الدار، نعيمٌ مقيمٌ، وجناتٌ تجري من تحتها الأنهار؛ فاعتبروا -رحمكم الله- بالسابقين، وتفكَّروا في الراحلين، فالقلوب بالذكرى تلِين: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيْعُ أَجْرَ المُحْسِنِيْنَ}
عباد الله:
ابتلاء الله تعالى للمؤمنين سيرةٌ ماضية، وسنَّةٌ باقية، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
وأنَّى التفتَ المسلمُ اليوم يحارُ مما يراه من مآسي إخوانه، فيحترقُ قلبُه حُزنًا على إخوانه، ويمتلئُ صدرُه غيظًا على أعدائهم، مستشعرًا حديثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصحيحَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
وربَّما نسيَ في خضمِّ البلاءِ أنَّ معهُ سلاحًا، ما أعطي المسلمون أعظمَ منهُ، تهوي دونه القوى الماديةُ الرخيصة؛ لأن الله تعالى وعدَ -ومن أصدق من الله قيلاً-، بأنْ ينصر صاحبَه ولو بعد حين، قال صلى الله عليه وسلم: "دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ". [رواه الترمذي وقال: حديث حسن].
سهامُ الليل لا تخطي ولكنْ
لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ
ولهذا كان أنبياء الله عليهم السلام إذا ادلهمَّت بهم الخطوب، وزادت عليهم الكروب، يتوجهون إلى الحي القيومِ، الذي يحيي العظامَ وهي رميم، هذا إبراهيم عليه السلام، لما تَرَكَ أهلَهُ بِأَمْرِ رَبِّهِ في بلدٍ لا زَرْعَ فيهِ وَلا مَاءَ، توجَّهَ إليهِ قائلاً: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، فاستجابَ لهُ الكَريمُ الرَّحيمُ: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا}.
وهذا نوحٌ عَليه السلامُ كُذِّبَ ورميَ بالجنونِ، {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}.
ولما طغى قومُ فرعونَ وبغوا، دعا موسى وهارونَ عليهما السلامُ قائلَينِ: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
وخيرُ الأنبياءِ والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه، لما رأى كفارَ قريش في غزوةِ بدرٍ، وكانوا ثلاثةَ أضعافِ المسلمينَ، وقد اشْتَدَّ الأمرُ، اسْتَقْبَلَ القبلةَ، ومدَّ يديهِ، وجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: «اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ. [رواه مسلم]. ثم أنزل الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ودعا عليه الصلاة والسلام بعد أُحُدٍ قائلاً: "اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ". [رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد].
وجاء إلى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعضُ قبائلِ العربِ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، وطَلبُوا منه المددَ لِدَعْوَةِ قَوْمِهِمْ وَتَعْلِيمِهمْ دِينَهُمْ، «فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ»، كانَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهُمْ يُسَمُّونَهمُ القرَّاء، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ، حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ، فغَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أولئكَ الكافرينَ شَهْرًا، يسميهم بأسمائهم. [رواه البخاري ومسلم].
وكان إذا أراد الدعاء لأحد أو على أحد، يجهر بعد رفعه مِنَ الرَّكْعَةِ وربما قال: «اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ». [رواه البخاري ومسلم].
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه «يَقْنُتُ فِي الظُّهْرِ، وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ». [رواه مسلم].
ولهذا يُشرع للمسلمين في القنوت، أن يُسَمُّوا المستضعفين في دعائهم، وأن يذكروا أعداءهم بأسمائهم.
عباد الله:
الدعاء أمره عظيم، وشأنه عند الله كبير، وربَّما استبطأَ بعضُ المسلمين الإجابة، ونسيَ أنه سدَّ طريقها بالذنوب، انظروا إلى حالنا مع الصلاة، وراقبوا المساجد في صلاة الفجر، وقد نام عنها كثير من الناس، وتساهلوا في أمرها، حتى صار ذلك لا يعدُّ بينهم قدحًا ولا عيبًا، وقيسوا على ذلك كثيرًا من شؤوننا الدينية.
ومعَ ذلك فلا نيأسْ من رحمة الله، قال بعض السلف: لا تتركوا الدعاء، ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم، فقد استجاب الله لإبليسَ وهو شر الخلق {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}.
ورحمة ربنا واسعة، فربما أخَّر الإجابة لنكثر الدعاء، وربما ادَّخرها لنا إلى يوم القيامة، قَال صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا" قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: "اللهُ أَكْثَرُ". [رواه أحمد بإسناد جيد].
وللدعاء أيها الإخوةُ آدابٌ، حريٌ للملتزم بها أن يجاب.
فمن أهمها كثرةُ التوبةِ إلى الله، والإنابةِ إليه، وإظهارُ الوجلِ منه، وصدقُ التوكلِ عليه.
ومنها حضورُ القلبِ في الدعاء، مرَّ عمرُ بنُ عبدِ العزيزَ رحمهُ اللهُ بشابٍ يلعبُ بالحصى ويقول: اللهم زوجنيْ الحورَ العين، فأقبل إليه وقال: بئسَ الخاطبُ أنتَ، ألا ألقيتَ الحصَى، وأخلصتَ للهِ الدعَاء.
ومن الدعاء المستجاب، دعاءُ المسلم لأخيه بظهر الغيب، قال صلى الله عليه وسلم: "دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ". [رواه مسلم].
يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّميرِ ويسْمعُ *** أنتَ المعَدُّ لِكلِّ مَا يُتَوقَّعُ
يَا مَنْ يُرجَّى للشَّدائدِ كُلِّها *** يَا مَنْ إليهِ المشْتَكَى وَالمفْزَعُ
يَا مَنْ خَزَائنُ رِزْقِهِ فِي قَوْلِ: "كُنْ" *** امْنُنْ فَإنَّ الخَيرَ عِندَكَ أَجْمَعُ
مَا لي سِوَى فَقْرِي إليكَ وَسِيلَةٌ *** فَبِالافْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِيَ أَدْفَعُ
مَا لي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ *** فَإذَا رُدِدْتُ فأيَّ بَابٍ أَقْرعُ؟
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمدلله حمد الشاكرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فرغمَ ما في قلوبنا من الأسى على إخواننا في حلب والموصل وغيرها من بلاد المسلمين، إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا، فلا يعلمُ الإنسان أينَ الخيرُ له، ولعل الله تعالى أراد لأولئك المؤمنين رفعة في الدرجات، وزيادة في الحسنات، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلاَءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ". [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
وإن فيما وقع لإخواننا من البلاء ابتلاءً لنا، بما نعمله لنصرتهم، وما نقدمه لشكر نعمة الله علينا، وقد أمَّننا في أهلينا وأموالنا وأنفسنا، وله الحمد، فهل أعددنا للسؤال بين يدي الله جوابًا، وهل أعددنا للجواب صوابًا؟
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة، أصحاب السنة المتبعة، أبي بكر، وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والصحابة، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ نَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَى فَرَجًا مِنْ عِنْدِكَ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي حَلَبَ وَفِي سَائِرِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَبُورْمَا وَفِي كُلِّ بَلَدٍ يُذَلُّ فِيهِ أَهْلُ دِينِكَ.
اللَّهُمَّ ضَعُفَ النَّاصِرُ إِلَّا بِكَ، وَانْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا فِيكَ، وَلَا حَوْلَ لِإِخْوَانِنَا وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اللَّهُمَّ أفرغ عليهم صبرًا وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين، اللهم احْقِنْ دِمَاءَهُمْ، وَصُنْ أَعْرَاضَهُمْ، وَفُكَّ حِصَارَهُمْ، وَاشْفِ جَرْحَاهُمْ، وَخَلِّصِ أَسْرَاهُمْ، وَتَقَبَّلْ قَتْلَاهُمْ فِي الشُّهَدَاءِ اللَّهُمَّ فَرِّجْ كَرْبَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، وَاجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَأَدِرْ دَوَائِرَ السُّوءِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. اللَّهُمَّ الْطُفْ بِعِبَادِكَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَارْفَعِ الْبَلَاءَ عَنْهُمْ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِمْ عَافِيَتَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَازِمَ الْأَحْزَابِ اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ، اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهُمْ، وَأَعِدْهُمْ إِلَى ذُلِّهِمْ وَهَوَانِهِمْ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِطاغية الشام وأعوانه وأزلامه، اللهم عليك بملاليِّ إيران الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، اللهم عليك بالصهاينة المحتلين، اللهم عليك بالوثنيين والصليبيين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم اشدد وطأتك عليهم، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، اللهم اشف صدور المؤمنين منهم.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم من أرادنا وديننا وأمننا واستقرارنا وعلماءنا وولاتنا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
[/align]
المشاهدات 828 | التعليقات 0