السعودية تعزز مكانتها كقيادة جديدة للعالم العربي / جمال سلطان

احمد ابوبكر
1437/03/05 - 2015/12/16 04:05AM
[align=justify]مفاجأة جديدة أعلنت عنها المملكة العربية السعودية اليوم بالإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب ليشمل حوالي أربعة وثلاثين دولة عربية وإسلامية ، بقيادة المملكة ، من أجل القيام بالدور المطلوب تجاه التهديدات الإرهابية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي ، وقد لاقى الإعلان الجديد قبولا دوليا ، بوصفه يمثل خطوة متقدمة للعالم الإسلامي ، وخاصة العالم السني وهو الأغلبية الساحقة من العالم الإسلامي ، في مواجهة الإرهاب ، وقد كان ذلك مطلبا متكررا من الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي عتبت على العالم الإسلامي ضعف موقفه تجاه الإرهاب . الخطوة الجديدة تأتي لتأكيد زعامة السعودية للعالم العربي والإسلامي ، وهي زعامة تستحقها بدون شك في تلك اللحظة التاريخية ، لأن المملكة كقوة اقتصادية وسياسية تمثل قوة كبيرة وحاسمة في العالم الإسلامي في وقت يمثل الاقتصاد العامل الحاسم في تقرير مصائر الأمم ، كما أنها تمثل مركز الثقل الكبير في الخليج العربي ، مركز الثروة العربية الأهم والأكثر تأثيرا ، وتحظى السعودية دائما في الخليج بصفة الأخ الأكبر الذي يحظى باحترام الجميع مهما كان الخلاف ، وعادة ما يعود الجميع إليه عند الخلاف ، والقوة الاقتصادية للخليج الآن أثبتت قدرتها على التأثير الحاسم في مجريات الأحداث في عواصم عربية عديدة ، وصلت إلى حد تشكيل برلمانات وتشكيل حكومات وفرض أوضاع سياسية داخلية بحسابات خاصة ، بغض النظر عن تقييمنا لذلك سلبا أو إيجابا ، كما أنه على الصعيد العسكري أثبتت السعودية أيضا حضورها القوي والفعال والمبادر أيضا ، وغير المتردد عند مفارق الطرق الخطرة ، فعلت ذلك عندما أوشكت البحرين في السقوط تحت حكم ولاية الفقيه والسيطرة الإيرانية ، فتدخلت القوات المسلحة السعودية وأوقفت الانهيار ، وفعلت ذلك في اليمن عندما تدخلت في اللحظات الحاسمة لوقف سيناريو مشابه ، ينتهي بتحويل اليمن إلى ما يشبه ولاية إيرانية في خاصرة المملكة ، وأحدث تدخلها لدعم الشرعية هناك تحولا حاسما في حماية اليمن من السيناريو الكارثي ، وفعلت ذلك أيضا في سوريا ، بوقفتها التاريخية بجوار الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته من حكم آل الأسد الدموي والإجرامي ، وكان الدعم السعودي حاسما في صمود الثورة السورية ، رغم تدخل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية وميليشيات حزب الله اللبناني لقمع ثورة الشعب السوري ، إلا أن صمود الثوار ودعم أشقائهم جعلهم يكسرون شوكة البغي ولولا التدخل الروسي الأخير لأوشك بشار على السقوط ، وبطبيعة الحال كان للحضور السعودي حساباته المتعلقة بمصالح الأمن القومي للسعودية أيضا ، ولكن هذا لا يقلل من أهمية الدور الذي قدمته ومازالت هناك ، والذي ترجم بجعلها مقرا لأهم مؤتمر لقوى الثورة والمعارضة ، كما تحولت إلى مقر دائم للجنة العليا للتفاوض من قبل الثوار مع النظام . عندما تقارن هذا الدور السعودي الحاسم والمبادر مع مواقف دول أخرى ، كانت كبيرة ، في المنطقة ، وترى مدى تهميش دورها وتقلص تأثيرها في محيطها الإقليمي بسبب ترددها وغياب روح المبادرة فيها ، والذي أوصلها إلى مواجهة تهديدات بالغة الخطورة على أمنها القومي والحيوي دون قدرة على فعل شيء ، تعرف لماذا نجحت السعودية في انتزاع موقع القيادة في العالم العربي الجديد ، القيادة السياسية ، والقيادة العسكرية أيضا . التحالف العسكري الإسلامي ، انضمت إليه مصر ، التي تثمن دائما موقف السعودية الداعم لنظامها السياسي والذي ساعده على الاستمرار ، والذي وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه بأنه كان دورا حاسما ، وأنه لولاه لما استطعنا الاستمرار ، حسب كلامه الذي كرره في أكثر من مناسبة ، وستعمل مصر تحت قيادة المملكة في الحرب على الإرهاب ، كذلك انضمت للتحالف دول عربية وإسلامية أخرى ، منها دول ليست على وفاق مع مصر ، مثل قطر ، رغم أن الجميع سيكون مطالبا بتبادل المعلومات والخبرات وربما تنسيق العمليات العسكرية المشتركة أيضا ، وسيكون كل ذلك منوطا بالقيادة السعودية التي تنسق وتوزع الأدوار وتقود العمليات ، من مقر القيادة والتوجيه والتنسيق الذي سيكون في العاصمة الرياض . تردد مراكز الأبحاث الدولية كثيرا هذه الأيام أن الشرق الأوسط يتشكل من جديد ، وأن الأوضاع التي كانت سائدة في ما سبق ستتغير جذريا ، وأعتقد أن جزءا من هذا التغير الذي يتوجب الاعتراف به ، والتواضع أمامه ، أن قيادة العالم العربي ، انتقلت الآن ، ولسنوات طويلة مقبلة ، إلى الخليج العربي ، وبشكل خاص إلى الرياض التي أصبحت مركز صنع القرار العربي[/align]
المشاهدات 629 | التعليقات 0