السعداء في الدنيا
محسن الشامي
1436/11/11 - 2015/08/26 21:27PM
الحمد للهِ الذي أحكمَ بحكمتِهِ ما فطرَ وما بنى وقربَّ من خلقِهِ برحمتِهِ من تقربَ ودنا ورضيَ بالشكرِ من بريتِهِ لنعمِهِ ثمناً أمرَنا بعبادتهِ لا لحاجتِهِ بل لنا، يغفرُ الخطايا لمن أساءَ وجنا ، أحمدُهُ مُسِراً للحمدِ ومُعلِناً وأشهدُ أن لا إله إلاَّ هو، يجزلُ العطايا لمن كان محسِناً ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، إمامَ الهدى ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأمناءِ ، وسلَّم تسليماً كثيراً (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } إخوة الايمان إنَّ الخشيةَ الحقةَ لله هي التي تُربي القلبَ حتى لا يُفرقَ بينَ مَعصيةٍ وأُخرى فلا يُنظرُ إلى صِغَرِ المعصيةِ ولكن يُنظَرُ إلى عظمةِ من عَصِي ولذلك يقولُ سُبحانه {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}فأهلُ الخشيةِ هُم السعداءُ في الدُّنيا,الفائزونَ في الآخرةِ قال تعالى {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} وقال سُبحانَهُ{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }ورَوى التّرمِذي وابنُ ماجةَ وصححَهُ الألبانيُّ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ:سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيةِ:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت: أهمُ الذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرقونَ؟ قالَ:(لا يا بنتَ الصديقِ ولكنهم الذي يصومونَ, ويصلونَ, ويتصدقونَ, وهم يخافونَ ألا تقبلَ منهم, {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} وكان أشد الناس خشية لله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ففي الحديث الذي رواه أبو ذرو حسنه الألباني قال رسول الله (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ)قال أبو ذر:والله لوددت أني شجرة تعضد وأخرجَ البخاريُ ومسلمٌ من حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ {إني لأنقلبُ إلى أهلي فآخذُ التمرةَ ساقطةً على فراشي فأرفعُها لآكلَها ثم أخشى أن تكونَ صدقةً فألقيها} أيها المؤمنون:وفي يومٍ حضرَهُ الشيطانُ وغابتْ فيه خشيةُ اللهِ ومراقبتُهُ أَجمعَ إخوةُ يوسفَ على رَميهِ في غَياهبِ البئرِ وكانَ ما كانَ من أمرِ السيارةِ وبيعِ يوسُفَ عليهِ السلام وهُوَ الحرُّ الأبيُّ وبعدَ كلِّ ما لاقى من الآلامِ والمتاعبِ وهو بَعدُ فَتىً يَافعٌ دخلَ بيتَ العزيزِ غُلامًا يَخدِمُ وَقَد بَلَغَ من الجَمَالِ مبلغًا حتى أُوتي شطرَ الحُسنِ جمالاً لم تصبرْ معهُ امرأةُ العزيزِ الْمُفرَطَةُ في البَهاءِ والجمالِ,حتى تَجَمَّلتْ وتَزيَّنتْ ، وغَلَّقتْ الأبوابَ فأقبلتْ تدعُو وتُغري هَيتَ لكَ هيتَ لكَ قد مَلَكَتْ جَمَالاً تُغريهِ بهِ , ومَنصبًا وجَاهًا يَحفظُهُ من العقوبةِ فهي امرأةُ العزيزِ وكان الطَّلبُ منها,بعد أَنْ غَلّقتِ الأبوابَ فَتصوّرْ كلَّ هذا, والمكانُ يَعلوهُ السكونُ , لا يُسمعُ فيهِ إلا نِداءَ الإثمِ والفُجورِ, هَيتَ لكَ , هيتَ لكَ .حِينَها قَالَ يوسفُ عليه السلام (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) هربَ إلى اللهِ ,فرَّ إلى اللهِ يَممَ البابَ خشيةً من اللهِ فَمَدتْ يدَها تجرُّ قميصَهُ.وقَدّت قَميصُهُ كما قالَ تعالى (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ودارتْ الأيامُ وعَظُمَ الإِغراءُ وقُدِّمَ عليهِ السلامُ بينَ يَدي نِساءِ عِليةِ القومِ فقُطعتِ الأيدي وأُعجمتِ الألسنُ (وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) وفي هذه الأثناِء نطقتْ صاحبةُ الشأنِ وأعلنتْ أمرَها وجددتْ عزمَها(قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)أبعدَ الحرمانِ وفِراقِ الأهلِ والأوطانِ وألمِ الرقِّ والعبوديةِ يكونُ السجنُ؟نعم السجن بل قال عليه السلام (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) نعم السجنُ ولمَ لا يكونُ السجنُ إذا كانَ دونَ العُهرِ والفاحشةِ والرذيلةِ .روى البخاريُ ومسلمٌ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ{سبعةٌ يظلُّهم اللهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّهُ} وذكرَ منهم:(ورجلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتَ منصبٍ وجمالٍ فقالَ:إني أخافُ اللهَ}قال مسروقٌ رحمه اللهُ ـ: "كفى بالمرءِ علمًا أن يخشى اللهَ وكفى بالمرءِ جهلاً أن يُعجبَ بعملِهِ"وقال إبراهيمُ بنُ سفيانَ "إذا سكنَ الخوفُ القلبَ أحرقَ مواضعَ الشهواتِ منهُ وطردَ الدنيا عنه" واليومَ عاثتِ الدُّنيا بأهلِها فأضحى المخلوقُ يخشى المخلوقَ دونَ الخالقِ يَرجو الْمربُوبَ دونَ الربِّ سبحانه فعجبًا لمن يَخشى النَّاسَ ويخافُ الناسَ وعيونَ الناسِ وألسنةَ الناسِ وعقابَ الناسِ ولا يخشى ربَّ النَّاس أَعمالُهُ للخلقِ وسؤالُهُ للخلقِ يُعطِي لِيُرضيَ فُلاناً ويَمنعُ لِيحظى بِقُربِ فلانٍ يُحبُّ للدنيا ويُبغضُ للدُّنيا خابَ وخسرَ ما قامَ في قَلبِهِ الوجلُ من ربِّهِ ولا عَرَفَ اللهَ حقَّ المعرفةِ وصَدَقَ الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}قال عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ:رحمه الله"مَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ اللهُ منه كلَّ شيءٍ ومن لم يَخَفِ اللهَ خَافَ مِنْ كلِّ شيءٍ" قال تعالى {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}وقال تعالى {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} وقال سُبحانَه{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} أيها الناس: وبكل اسى واسفٍ أقول إِنَّ مفهومَ هذه العبادة العظيمةَ (عبادة الخشيةِ من الله) غابَ في قاموسِ كثيرٍ من النَّاسِ إِلاَّ من رَحِمَ غَابَ في تَعامُلِنا مع ربِّنا في تعاملِنا في أنفسِنا,في تعاملِنا مع الناسِ في أقوالِنا في أفعالِنا, في بيعِنا وشرائِنا, في تربيتِنا لأبنائِنا في أدائِنا في وظائفِنا, في تعاملِنا مع الأُجراءِ في حياتِنا كلِّها والموفقُ من وفقَهُ اللهُ اللهم فاطر السموات والأرض رب كل شئ ومليكه ارزقنا خشيتك في السر والعلن . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
الحمد لله حمداً لا ينفد والصلاة والسلام على النبي الأمجد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعدُ:فاتقوا الله أيُّها المسلمون واخشوه في السر والعلن فكم من البشرِ الحجارةُ والجبالُ والأشجارُ والحيوانُ خيرٌ منه الم يقل الله جلَّ وعلا{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
عباد الله :"من كانَ باللهِ أعرفُ كان له أخوفُ"ولهذا يتمايزُ المؤمنُ من غيرِهِ,ويظهرُ الصادقُ في خشيتِهِ ممن يدّعي ويتزينُ يَظهرُ أهلُ الخشيةِ الحقةِ في وقتِ الخلواتِ وساعاتِ الوحدةِ والعزلةِ عن الخلقِ فكثيرٌ أولئكَ الذينَ يَتَصَدَّقونَ أمامَ الناسِ ولكنهم في السرِّ قليلٌ وكثيرٌ الذين يَتوَرَّعُونَ عن ظلمِ الناسِ أمامَ الناسِ وهُمْ في السرِّ أَظلمُ الخلقِ وكثيرٌ هُم أولئكَ الّذين يَقومُونَ بالطَّاعَاتِ ويَهجرونَ المعاصي في حَضرةِ الخلقِ وإذا خلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها فعن ثوبان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم)لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجة وروى الترمذي وابن ماجةَ وحَسَّنه النووي عن أنسٍ رضي اللهُ عنه أن النبيَّ دخلَ على شابٍ وهو في الموتِ فقالَ:{كَيفَ تَجِدُكَ؟} قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إني أرجو اللهَ وإني أخافُ ذنوبي, فقالَ رسولُ الله (لا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ إلا أعطاهُ اللهُ ما يرجو, وأمنَّهُ مما يخافُ) الا وصلوا وسلمو
الحمد لله حمداً لا ينفد والصلاة والسلام على النبي الأمجد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعدُ:فاتقوا الله أيُّها المسلمون واخشوه في السر والعلن فكم من البشرِ الحجارةُ والجبالُ والأشجارُ والحيوانُ خيرٌ منه الم يقل الله جلَّ وعلا{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
عباد الله :"من كانَ باللهِ أعرفُ كان له أخوفُ"ولهذا يتمايزُ المؤمنُ من غيرِهِ,ويظهرُ الصادقُ في خشيتِهِ ممن يدّعي ويتزينُ يَظهرُ أهلُ الخشيةِ الحقةِ في وقتِ الخلواتِ وساعاتِ الوحدةِ والعزلةِ عن الخلقِ فكثيرٌ أولئكَ الذينَ يَتَصَدَّقونَ أمامَ الناسِ ولكنهم في السرِّ قليلٌ وكثيرٌ الذين يَتوَرَّعُونَ عن ظلمِ الناسِ أمامَ الناسِ وهُمْ في السرِّ أَظلمُ الخلقِ وكثيرٌ هُم أولئكَ الّذين يَقومُونَ بالطَّاعَاتِ ويَهجرونَ المعاصي في حَضرةِ الخلقِ وإذا خلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها فعن ثوبان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم)لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجة وروى الترمذي وابن ماجةَ وحَسَّنه النووي عن أنسٍ رضي اللهُ عنه أن النبيَّ دخلَ على شابٍ وهو في الموتِ فقالَ:{كَيفَ تَجِدُكَ؟} قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إني أرجو اللهَ وإني أخافُ ذنوبي, فقالَ رسولُ الله (لا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ إلا أعطاهُ اللهُ ما يرجو, وأمنَّهُ مما يخافُ) الا وصلوا وسلمو