السحاب والمطر آيات وسنن وعبر

صالح العويد
1437/01/17 - 2015/10/30 05:35AM
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 -71]. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أيّها المسلمون، خلَق الله الخلقَ العجيبَ والكونَ المهيب دلالةً وحجّةً على ذاتِه وصفاتِه وعظمَته وكبريائه وكمال قُدرته وجَليل آياته، كلُّ شيءٍ تحتَ قهرِه وتسخيره، وكلّ شيءٍ تحتَ تدبيره وتقديرِه، قهّر كلَّ شيءٍ بقدرته، ودان كلُّ شيءٍ لعظمَته، الخالقُ البارئ المصوّر، المدبر المسخِّر المقدر، ليس له من خلقه نظيرٌ يساميه، ولا قريبٌ يدانيه. تتجمع سحب كالجبال تسود مرة وتبيض أخرى، تتراكم وتتبدد تنتظر إذن خالقها فيأذن الله لها فتفرغ مابها ، فترى الودق يخرج من خلاله ، ويتباشر الناس بأخباره، ويتساءلوا عن جهاته ومدى انتشاره .ثم من أذن لها بالمطر أمرها أن تمسك فخرج الناس على فترة من المطر يمشون، ولمسايله ووديانه ينظرون. ثم ها هو المطر يعاودهم بإذن من الممسك له، فليلهم مطير، ونهارهم صحو فتعالى الله العليم القدير .(الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق – وهي قطرات الماء – يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) إنه مشهد من المشاهد الدالة على قدرة الله العظيمة وكماله وجلاله ووحدانيته في الربوبية المستلزمة لوحدانيته في الألوهية. لقد أمرنا كثيراً في القرآن الكريم بالتفكر في آيات الله الكونية؛ لأن لها أثراً على الإيمان بالزيادة؛ ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164].السحاب المسخر السحاب المذلل بين السماء والأرض، السحاب المسير بين السماء والأرض، السحاب المثبت في الهواء بين السماء والأرض، آية من آيات الله العظيمة لقوم ينظرون بأبصارهم ويتفكرون ويعقلون ببصائرهم وقلوبهم. ولنا مع هذه الآية العظيمة تأملات ونظرات وتسبيحات، لعل نظرنا لها في المستقبل يكون نظر المؤمن المتفكر الذي كل شيء في هذا الكون يذكره بخالقه العظيم، وإلهه الكريم الذي يخلص له عبادته: أول هذه النظرات: كيف يكوِّن الله هذا السحاب؟ الجواب في سورة الروم ، قال العظيم-تبارك وتعالى-: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ) [الروم: 48]. قال ابن كثير -رحمه الله- "يبين الله -تعالى-كيف يخلق السحاب الذي ينزل منه الماء، فيقول: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا) [فاطر: 9].إما من البحر كما ذكره غير واحد أو مما يشاء الله -عز وجل-: (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ) أي يمده فيكثره وينميه، ويجعل من القليل كثيراً، ينشئ سحابة تُرى في رأي العين مثل الترس، ثم يبسطها حتى تملأ أرجاء الأفق: (وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) أي متراكماً أسود من كثرة الماء تراه مدلهماً ثقيلاً قريباً من الأرض" ا. هـ. وقال تعالى في سورة النور: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء) [النــور: 43]. فيذكر الله -تعالى- أنه يسوق السحاب بقدرته أول ما ينشؤها وهي ضعيفة، وهو الإزجاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكماً، يركب بعضه بعضاً، ويجعل في السحاب الركامي جبالاً من برد ينزل منها البرد. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "والمادة التي يخلق منها السحاب والمطر، هي الهواء الذي في الجو تارة، وبالبخار المتصاعد من الأرض تارة" أ هـ. فسبحانك من اله عظيم . ثانياً: من التأملات في السحاب والغيم: هذه السحب الضخمة، والغيوم الكثيفة الثقيلة، مثبتة مسخرة في الهواء بين السماء والأرض دون أعمدة أو علائق، من الذي يمسكها أن تقع على الأرض؟ أخبر سبحانه أنها سحاب ثقال، قال الكبير المتعال: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12]. وقال: (وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164]. بل لما فيها من الدلائل على كمال قدرة الله أقسم الله بها، فقال: (فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا) [الذاريات: 2]. ثبت عن علي بن أبي طالب تفسيرها بالسحاب التي تحمل الماء الكثير الثقيل، وهذا معنى: "الوقر" فإنه الحمل الثقيل. عباد الله: إن المتر المكعب الواحد من الماء يزن طناً ـ يعني ألف كيلو، فكم من الأطنان تحمل هذه السحب الثقال؟ وكيف لا تقع على الأرض مع أنها في مجال الجاذبية الأرضية؟ إن الذي يمسكها هو الخالق العظيم القادر الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض. إنه المستحق أن يعبد ويحمد ويمجد ويسبح لكماله وجلاله. فسبحان من سخر السحاب بين السماء والأرض. ثالثاً: من التأملات: أن رؤية السحاب تجدد وتقوي إيماننا بالملائكة، فهم الذين يسوقون السحاب ويسيرونها ويزجرونها إلى حيث أمر الله، ويأمرونها بإنزال مائها على الأرض التي أراد الله، وقد أقسم الله بالملائكة حال كونها تزجر السحاب، فقال تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً)[الصافات: 1-2]. قال غير واحد من المفسرين: أنها الملائكة تزجر السحاب. والملائكة عالم غيبي خلق من خلق الله، خلقهم الله من نور، وجعلهم عباداً مكرمين، لا يعصونه فيما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ووكلهم بأعمال في هذا الكون. الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان الستة."وميكال" هو الملك الذي وكله الله بإنزال الرحمة والمطر، وإنبات النبات، وله أعوان من الملائكة؛ ثبت هذا في إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لليهود لما قال لهم: جبريل الذي ينزل علي بالوحي، فقالوا: جبريل عدونا، لو قلت: "ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان"[أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وحسنه السيوطي وصححه الألباني وأحمد شاكر]. رابعاً: من التأملات: أن كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) [الإسراء: 44]. ومن المسبحات بحمد الله: "الرعد" الذي نسمعه من السحاب، قال الله -تعالى-: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ)[الرعد: 13]. فالله المستحق للمحامد كلها، المنزه عن النقائص كلها. الله أكبر! هذا الصوت الشديد المخيف وما نراه من البرق اللامع يسبحان بحمد الله، ولذا يسن لنا إذا سمعنا الرعد أن نقول: "سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته". فالرعد والبرق من آيات الله: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا) [الروم: 24]. و قد جاء في السنة ما يبين حقيقة الرعد والبرق الشرعية، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أقبلت اليهود إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن البرق ما هو؟ قال: "ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: " زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر" قالوا: صدقت"[أخرجه الترمذي وصححه الألباني].
خامساً من التأملات: مع المطر: إنَّ نزول المطر لم يكن يوماً حدثاً طبعياً منفصلاً عن علم الله وتقديره ، ولا أمراً عشوائياً خارجاً عن حكمة الله وتدبيره بل نزوله بعلم الله (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث) ، وتصريفه بتقدير الله (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) وإسكانه في الأرض لحاجة العباد بحكمة الله (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) انظرواإلى عظمة الخالق الرازق وقد لفت أنظار عباده لينظروا في حقيقة هذا الماء النازل .
(أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلايبصرون) والأرض الجرز هي الأرض اليابسة التي لا نبات فيها فأنزل الله من السماء ماء بقدر فسالت أودية بقدرها ففي تصريف الأمطار في بعض البلاد وحبسها عن بعض الدّيار لعبرة لأولي الأبصار وعظة للعصاة الفجار، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما من عام أمطر من عام ولكن يصرفه حيث يشاء ثم قرأ (ولقد صرفناه بينهم) رواه الحاكم وقال على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي يقول ابن القيم رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن نزول المطر: "فيرش السحاب على الأرض رشًا، ويرسله قطرات منفصلة، لا تختلط قطرةٌ منها بأخرى، لا يتقدم متأخرها، ولا يتأخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج بها، بل تنزل كل واحدةٌ في الطريق الذي رُسم لها، لا تعدل عنه حتى تصيب الأرض قطرةً قطرةً، قد عينت كل قطرة منها لجزء من الأرض لا تتعداهُ إلى غيره، فلو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا قطرةً واحدةً أو يحصوا عدد القطر في لحظة واحدة لعجزوا عنه" ومن أعظم عبر نزول المطر وحياة الأرض به أنه مثال لحياة الناس في قبورهم وخروجهم ليوم نشورهم ، فقد ضرب الله المثل لإعادة الحياة إلى الجثث الهامدة والعظام البالية بإحياء الأرض بعد موتها ((وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ )) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين، ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم، وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.








الحمد لله مولي النعم وصارف النقم ، أحمده - سبحانه - وأشكره ذا الجود والكرم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله ذو الشرف الأسمى والمقام الأعظم ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الأمجاد والشيم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا عِبَادَ اللهِ، اتَّقُوا اللهَ وَرَاقِبُوهُ، وَامْتَثِلُوا أَوَامِرَهُ وَلاَ تَعْصُوهُ، أيها الإخوة المسلمون، ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام سُنَن قولية وسُنَن فعلية كان يأتي بها عند نزول الأمطار ومن ذلك أنه كان يقول إذا رأى الغيث: ((اللهم صيبًا نافعًا)) رواه البخاري، وفي رواية لأبي داود )اللهم صيبًا هنيئًا))، وثبت عنه أيضًا أنه قال: ((مطرنا بفضل الله ورحمته)) رواه البخاري.
أما إذا نزل المطر وخشي منه الضرر فيدعى بقوله : ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر)) أخرجه الشيخان.
أما السنن الفعلية فمنها استغلال وقت نزول المطر بالدعاء، واستحب بعض العلماء رفع اليدين لحديث: ((ثنتان لا يرد فيهما الدعاء: عند النداء، وعند نزول المطر)) أخرجه الحاكم وحسنه الألباني رحمه الله.
وكذلك يستحب كشف بعض البدن حتى يصيبه المطر، ثبت في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: كشف النبي عن بعض بدنه ليصيبه المطر، وقال: (إنه حديث عهد بربه)، أي: حديث عهد بتخليق الله تعالى له. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي كشف عن رأسه حتى يصيبه المطر. وجاء في الأثر بسند صحيح عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته).فلا ينبغي للمسلم أن تفوته مثل هذه الأدعية و الأذكار.
أيها المسلمون، هذه الأمطار تدفعنا أحيانًا لجمع الصلوات ، وهذه الأفعال أفرد لها علماؤنا أبوابًا متفرقة في كتبهم، وحري بكل مسلم فضلاً عن طالب علم أن يتفقه في دينه ويتعلم أحكام تلك الأفعال حتى يقدم على العبادة على بينة وبصيرة.فلا تتعجلوا بالجمع لأدنى عارض مطر فالطرقات معبدة والمساجد محكمة وقد قال الله تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) .وإنما الجمع للمشقة التي تحصل بالمطر فيشق معه الحضور للصلاة الثانية فيجمع بين الظهرين أو العشائين . وإذا شك الإنسان هل هذا المطر فيه مشقة تبيح الجمع أو هو يسير لا مشقة فيه فالأصل عدم المشقة ووجوب الصلاة في وقتها، فلا تتعجلوا ولا تعجلوا إمامكم وتحملوه على الجمع، أو يكون الموضوع محل اختلاف في المسجد، وتغير قلوب، وجدل لا يليق في بيوت الله .ومع حصول المشقة الشديدة فإنه يرخص بالصلاة في الرحال والصلاة جماعة في المسجدأفضل والله تعالى أعلم وأحكم . هذا َوصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا على خيرخلق الله ومصطفاه محمدبن عبدالله فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالىَ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فقال في مُحْكَمِ التنزيل: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
المشاهدات 3106 | التعليقات 0