يَا رِجالَ المُسْلِمِينَ :طلاقُ المرأةِ إضرارٌ بها، وليس للرجلِ أن يفعلَ ذلكَ إلا لسببٍ مقبولٍ شرعًا،و ينبغي للرجلِ المسلمِ أن يكونَ حَكَمًا عادلاً ، فيعاملَ زوجتُهُ بمثلِ ما يحبَ أن تعاملَ به أختَه أو بنتَه من قِبَل زوجها، وإلا كانَ ظالمًا لها، والمرأةُ بمجردِ أن يعقدَ عليها الزوجُ عقدَ النكاح صارتْ زوجةً له، ولها حقوق، وعليها واجبات، فكيفَ إذا كانَ قد اختلى بها، وَأَلِفَتْهُ، وأَنِسَت به، واطمأنت إليه، وعقدتْ آمالاً طيبةً على الحياةِ معه، فكيفَ يفجعُها بالطلاق، ويخيبَ آمَالها، ويهدمَ أحلامَها المشروعة!
وقد قال الله تعالى: (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا).ويقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ . ويقول الرسول ﷺ : استوصوا بالنساء خيرًا فإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
باركَ اللهُ في امرأةٍ لطيفةِ العشرة، قويمةَ الخلق، تسُرُّه إذا نظر، وتطيعهُ إذا أمر، ولا تخالفهُ في نفسها، ولا مالها بما يكره، لا تطلبُ من زوجها غلطًا، ولا تُحْدِث عنده لغطًا.
قال الله جل وعلا: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامت شهرها، وحفِظت فَرْجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبوابِ الجنةِ شئتِ))؛
يا أَبْنَاءِ وَبَنَاتِ المُسْلِمِينَ:أَنْتُمْ أَمَلُ الأُمَّةِ الْمُشْرِقُ، وَعُدَّةُ الْمُسْتَقْبَلِ الْوَضَّاءِ، وَرِجَالُ الْغَدِ الْمُتَلَأْلِئِ، عَلَيْكُمْ بِالْقِيَامِ بِرِسَالَتِكُمْ، قُومُوا بِوَاجِبِكُمْ، وَاعْرِفُوا مَكَانَتَكُمْ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُمْ، وَتَلَاحَمُوا مَعَ عُلَمَائِكُمْ، وَاسْلُكُوا الْمَنْهَجَ الْوَسَطَ، فَلَا غُلُوَّ وَلَا جَفَاءَ، وَلَا إِفْرَاطَ وَلَا تَفْرِيطَ، حَذَارِ من الاِسْتِرْسَالَ فِي الْغَفْلَةِ وَالشَّهَوَاتِ، صَلاتُكم نُورُكُم، وَصِلَتُكُم بِربِّكم هي سَبَبٌ لانشِرَاحِ صُدورِكُم، وَتَيسيرِ أُمورِكم. اللهَ اللهَ لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شُغلٌ ولا هَوَى، ولا شَيطَانٌ ولا قَرِينُ سُوءٍ!
سعد النمشان
الحمدُ للهِ الذِي أَتَمَّ الصِّيَامَ ، وَمَتَّعَنَا بِصَلَاةِ القِيَامِ ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمد ، عَدَدَ مَا ذَكَرَه الذَاكِرُونَ وَاسْتَغْفَرَهُ المُسْتَغْفِرُونَ ، وَسَبَّحَ بِحَمْدِهِ المُسَبِّحُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّناَ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ
.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أبائي المصلين وأمهاتي المصليات إخواني المصلين وأخواتي المصليات أبنائي المصلين وبناتي المصليات:
أُهنِئكُم بِحلولِ عيدِ الفطرِ المباركِ،وأقرّ اللهُ قلوبُكُم بتعظيمهِ وتعظيمِ شعائره،والحمدُلله علىٰ ما تَفضلَ بهِ علينا من إتمامِ الصيامِ والإعانةِ علىٰ صالحِ الأعمال،والرجاءُ باللهِ المنانْ أَن يَفتحَ لنا جميعاً بابَ القبولِ كما فَتَحَ لنا باب العملْ،وأن يَقرّ أعيُننا بِتقواهُ والسبقُ إلى طاعتهِ بإخلاصٍ وإيمانٍ،وأَن يَجعلَ أَيامنا كُلها صوماً وفِطاماً مِن قِربانِ الآثامِ ومَعاصِيه،وثباتاً علىٰ طَاعتِه،وعيداً بالقُربِ منه،وفرحاً بِمحبتِه،والتوفيقِ لصالحِ الأعمالِ وقبُولِها بالعفوِ والغفرانْ،وباركَ لكمْ في عِيدِكُم و حَباكُم من فضلهِ نورًا و قرّةً و مسرّة،وكلُ عامٍ أنتُمْ بِخير.
فضلًا لا أمرًا :
بلّغوا والِدَيكُم سَلامي و تَهنئتي بالعيد،رَحمَ الله من رَحل من والِدَينَا،وشفىٰ من كان مريضاً،ومتّعَ من كانَ معافىٰ بالصحةِ والعافية.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : اليَوْمَ فَرْحَةٌ ، وَمَا أَجْمَلَ فَرْحَةً تُتَوِّجُ صِيَاماً وَقِيَاماً وَزَكَاةً ، وَتَنْطَلِقُ مِنْ صَلَاةٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَحْمِيدٍ ، فَحُقَّ لَكُمْ أَنْ تَفْرَحُوا ، فَأَنْتُمْ سَائِرُونَ عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ وَالفَلاَحِ ، تَقْتَفُونَ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا، فَمَا صُمْتُمْ وَقُمْتُمْ إِلاَّ اْبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، وَرَجَاءَ جَنَّتِهِ ، وَاتِّقَاءَ نَارِهِ ، مَاسَهِرْتُمْ لَيَالِيَ رَمَضَانَ، وَلَيَالِيَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ رُكَّعاً سُجَّداً ، إِلاَّ لإِيمَانِكُمْ بِمَا عِنْدَ اللهِ ، مِنْ عَظِيمِ الأَجْرِ، وَجَزِيلِ الثَّوَابِ ، فَأَبْشِرُوا بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، فمَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَمَنْ قَامَهُ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ كَماَ بَيَّنَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لِبْسُ الجَدِيدِ يَوْمَ العِيدِ تَيَمُّناً بِبَيَاضِ الصَّحِيفَةِ ، وَنَقَاءِ السَّرِيرَةِ ، وَمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ وَتَجْدِيدِ العَهْدِ مَعَ شَرِيعَةِ اللهِ ، فَاجْعَلُوا مِنْ بَيَاضِ ثِيَابِكُمْ ، صَفَحَاتٍ بَيْضَاءَ جَدِيدَةً فِي حَيَاتِكُمْ، إِرْضَاءً لِرَبِّكُمْ ، وَاقْتِدَاءً بِنَبِيِّكُمْ، لِتَزْكُوَ نُفُوسُكُمْ، وَتَطِيبَ سَرَائِرُكُمْ ، فَالتَّقْوَى هِيَ المَقْصُودُ مِنَ الصِّيَامِ حِينَمَا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ ، وَأَمَّا الأُلْفَةُ وَالمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ ، فَهِيَ وَللهِ الحَمْدُ سَابِغَةٌ بَيْنَنَا ، عَلَى اْخْتِلَافِ بُلْدَانِناَ وَأَوْطَانِنَا ، فَنَحْنُ إِخْوَةٌ فِي الدِّينِ (إِنَّما المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، جَمَعَناَ الإِسْلَامُ ، وَجمَعَناَ القُرْآنُ الكَرِيمُ ، وَسُنَّةُ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلْنَشْكُرْ اللهَ عَلَى سِعَةِ حُلْمِهِ وَعَظِيمِ عَفْوِهِ
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
إِنَّ التَّرْبِيَةَ فِي هَذَا الزَّمَانِ عَظُمَتْ وَثَقُلَتْ ، فَاجْتَهِدُوا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ بِتَحْصِينِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ، وَغَرْسِ الوَازِعِ الدِّينِيِّ وَبِنَاءِ الْقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ لَدَيْهِمْ ، كُونُوا أَصْدِقَاءَ لَهُمْ، إِبْنُوا جُسُورَ الحِوَارِ مَعَهُمْ، دَعُوهُمْ يَبُثُّونَ هُمُومَهُمْ لَكُمْ ، وَيَشْكُونَ مَشَاكِلَهُمْ إِلَيْكُمْ ، بَدَلاً مِنْ أَنْ يَكُونُوا فَرَائِسَ لِلْمُتَرَبِّصِينَ، وَصَيْداً لِلْمُغْرِضِينَ، وَ(كُلُّكمْ رَاعٍ وَكُلٌّ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : أَنْتُمْ لُحْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَدٌ وَاحِدَةٌ، جَمَعَكُمْ اللهُ عَلَى هَذَا الدِّينِ ، فَاحْمِدُوا اللهَ الذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ ، وَعَضُّوا عَلَى أَمْرِكُم هَذَا بِالنَّوَاجِذِ، وَ(أَطِيعُوا اللهَ وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمْرِ مِنْكُمْ) ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِمَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ ، فَهَذَا هُوَ مَنْهَجُ سَلَفِكُمْ الصَّالِحِ ، ، فَالإِئْتِلاَفُ وَالإِجْتِمَاعُ وَعَدَمُ الفُرْقَةِ ، سَبَبٌ لِلْأَمْنِ وَالإِسْتِقْرَارِ وَالقُوَّةِ ، فَلَنْ يَكُونَ لِلْأُمَّةِ قُوَّةٌ خَارِجِيَّةٌ ، يَهَابُهَا الأَعْدَاءُ ، إِلَّا بِوُجُودِ قُوَّتِهَا الدَّاخِلِيَّةِ ، وَهِيَ تَمَاسُكُهَا وَالْتِفَافُهَا حَوْلَ قِيَادَتِها وَوُلاَةِ أَمْرِهاَ وَأَنْتُمْ أَثْبَتُّمْ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ ذلك فَالْزَمُوا دِينَكُمْ وَصَبْرَكُمْ وَإِيمَانَكُمْ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِدِينِ اللهِ وَاعْتَصَمَ، كَفَاهُ اللهُ وَوَقَاهُ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا).
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
يَوْمُ العِيدِ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: يَوْمُ فَرْحَةٍ وَتَوَاصُلٍ، وَتَرَاحُمٍ وَتَكَافُلٍ، فَأَشْهِرُوا مَظَاهِرَ الفَرْحَةِ بِلاَ سَرَفٍ ، وَالسَّعَادَةَ بِلَا طُغْيَانٍ ، إِرْحَمُوا أَيْتَامَكُمْ ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَأَصْدِقَاءَكُمْ وَجِيرَانَكُمْ ، بِالزِّيَارَاتِ أَوْ بِوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ المُتَوَفِّرَةِ بِالهَوَاتِفِ وَالرَّسَائِلِ وَغَيْرِهَا ، ، وَادْعُوا لِأَمْوَاتِكُمْ ، وَادْعُوا لِلْمَكْرُوبِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : لَا تَتْرُكُوا كِتَابَ اللهِ بَعْدَ رَمَضَانَ ، لاَ تَهْجُرُوا القُرْآنَ ، فَإِنَّهُ مَا حَافَظَ عَلَيْهِ عَبْدٌ إِلاَّ زَادَهُ اللهُ رِفْعَةً وَمَكَانَةً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ خَلْقِهِ ، نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ فَأَصْبَحَ أَفْضَلَ المَلَائِكَةِ ، وَنَزَلَ عَلَى قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَأَصْبَحَ أَفْضَلَ الرُّسُلِ ، وَنَزَلَ فِي رَمَضَانَ فَأَصْبَحَ أَفْضَلَ الشُّهُورِ ، وَأُنْزِلَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ فَأَصْبَحَتْ أَعْظَمَ لَيْلَةٍ ، وَأُنْزِلَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَصَارَتْ خَيْرَ الأُمَمِ ، وَأُنْزِلَ فِي مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ فَصَارَتَا خَيْرَ البِقَاعِ ، فَلازِمُوا هَذَا الشَّرَفَ ، وَاجْعَلُوا لَكُمْ ورْدًا يَوْمِيَّا كَطَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ . وَاحْرِصُوا عَلَى صِيَامِ السِّتِّ مِنْ شَوَّالٍ فَعَنْ أَبي أَيوبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ ) رواهُ مُسْلِمٌ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
يَا رِجالَ المُسْلِمِينَ :طلاقُ المرأةِ إضرارٌ بها، وليس للرجلِ أن يفعلَ ذلكَ إلا لسببٍ مقبولٍ شرعًا،و ينبغي للرجلِ المسلمِ أن يكونَ حَكَمًا عادلاً ، فيعاملَ زوجتُهُ بمثلِ ما يحبَ أن تعاملَ به أختَه أو بنتَه من قِبَل زوجها، وإلا كانَ ظالمًا لها، والمرأةُ بمجردِ أن يعقدَ عليها الزوجُ عقدَ النكاح صارتْ زوجةً له، ولها حقوق، وعليها واجبات، فكيفَ إذا كانَ قد اختلى بها، وَأَلِفَتْهُ، وأَنِسَت به، واطمأنت إليه، وعقدتْ آمالاً طيبةً على الحياةِ معه، فكيفَ يفجعُها بالطلاق، ويخيبَ آمَالها، ويهدمَ أحلامَها المشروعة!
وقد قال الله تعالى: (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا).ويقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ . ويقول الرسول ﷺ : استوصوا بالنساء خيرًا فإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
يَا نِسَاءَ المُسْلِمِينَ : أَنْتُنَّ أَتْبَاعُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُسْوَتُكُنَّ بَعْدَ نَبِيِّ الهُدَى أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابِيَّاتُ الجَلِيلَاتُ، إِلْزَمْنَ العِفَّةَ وَالحِجَابَ ،فَاللهُ أَمَرَكُنَّ بِالعِفَّةِ وَالحِشْمَةِ وَالحِجَابِ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ)، وقالَ سبحانَهُ: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)
باركَ اللهُ في امرأةٍ لطيفةِ العشرة، قويمةَ الخلق، تسُرُّه إذا نظر، وتطيعهُ إذا أمر، ولا تخالفهُ في نفسها، ولا مالها بما يكره، لا تطلبُ من زوجها غلطًا، ولا تُحْدِث عنده لغطًا.
قال الله جل وعلا: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامت شهرها، وحفِظت فَرْجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبوابِ الجنةِ شئتِ))؛
يا أَبْنَاءِ وَبَنَاتِ المُسْلِمِينَ:أَنْتُمْ أَمَلُ الأُمَّةِ الْمُشْرِقُ، وَعُدَّةُ الْمُسْتَقْبَلِ الْوَضَّاءِ، وَرِجَالُ الْغَدِ الْمُتَلَأْلِئِ، عَلَيْكُمْ بِالْقِيَامِ بِرِسَالَتِكُمْ، قُومُوا بِوَاجِبِكُمْ، وَاعْرِفُوا مَكَانَتَكُمْ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُمْ، وَتَلَاحَمُوا مَعَ عُلَمَائِكُمْ، وَاسْلُكُوا الْمَنْهَجَ الْوَسَطَ، فَلَا غُلُوَّ وَلَا جَفَاءَ، وَلَا إِفْرَاطَ وَلَا تَفْرِيطَ، حَذَارِ من الاِسْتِرْسَالَ فِي الْغَفْلَةِ وَالشَّهَوَاتِ، صَلاتُكم نُورُكُم، وَصِلَتُكُم بِربِّكم هي سَبَبٌ لانشِرَاحِ صُدورِكُم، وَتَيسيرِ أُمورِكم. اللهَ اللهَ لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شُغلٌ ولا هَوَى، ولا شَيطَانٌ ولا قَرِينُ سُوءٍ!
ياأَبْنَاءِ وَبَنَاتِ المُسْلِمِينَ: اتَّقُوا اللهَ فِي وَالِدِيكُمْ، واغتنموا خَيرَهُمَا وبِرَّهُمَا أَحْسِنُوا إليهِمَا وَاسْعَدُوا بِوُجُودِهِمَا ورَدِّدوا :(رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا). وَأَعْظَمُ العُقُوقِ مَا كَانَ مِنْ وَلَدٍ لِوَالِدِهِ! فَواللهِ لَنْ يُرْفَعَ لَكَ عَمَلٌ! وَلَنْ تُوفَّقَ لأَيِّ خَيرٍ! لأَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثلاثةٌ لا يَقْبلُ اللهُ مِنْهُم صَرْفًا ولا عَدْلاً: العَاقُّ لِوَالِدَيهِ، وَالْمنَّانُ، والْمُكَذِّبُ بالقَدَرِ"
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ
وصَلّوا وسلِّموا عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً بِكُمْ، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَارْضِ اللهُمَّ عَنْ صَحَابَتِهِ، الذِينَ عَمِلُوا بِسُنَّتِهِ وَاهْتَدَوْا بِهَدْيِهِ.
تَقَبَّلَ اللهُ صِيَامَكُمْ وَقِيَامَكُمْ ، وَحَفِظَ بُيُوتَكُمْ ، وَرَحِمَ مَوْتَاكُمْ ، اللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائِزَهُ. واجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ. اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه. اللهم ما كتبت في أيامِ رمضانَ ولياليه، من صحةٍ وسلامةٍ وسعةَ رزقٍ، وصلاحِ حالٍ ومآل، فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب. وما كتب في أيامِ رمضانَ ولياليه، من شرٍ وبلاءٍ وفتنةٍ وضيقِ رزقٍ وفسادِ حالٍ ومآل، فصرفه عنا وعن المسلمين.
اللهُمَّ احفظ وُلاَةَ أَمْرِنَا، اللهم وفق إما منا خادمَ الحرمينِ الشريفين وولي عهدنا، اللهم سهل لهم العسير واكتب لهم التيسير. اللهم أعنهم واكتب لهم الأجرَ والثوابَ والصحةَ والعافيه. اللهم أَعِزَّ مَنْ أَعَزَّ الدِّينَ، وَأَذِلَّ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ يَا رَبَّ العَالَمِين، عِيدُكُمْ مُبَارَكٌ وَسَعِيدٌ، وَعَسَاكُمْ مِنْ عُوَّادِهِ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وَغَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بخيرٍ
تعديل التعليق