الزوجُ وحقُّ الزوجة

سليمان بن خالد الحربي
1441/12/28 - 2020/08/18 14:15PM

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستَعينُه ونستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِنْ شُرور أنفسِنا وسيِّئَاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه، ومَنْ سارَ على نَهْجِه، واقْتَفى أثَرَهُ إِلَى يومِ الدِّينِ، وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

أَمَّا بعْدُ:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا- فقد قال –سبحانه وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

إخوةَ الإسلامِ: اتفق أهلُ العِلمِ على أنه لا حَدَّ للسِّنِّ الذي تتزوجُ به الفتاةُ ما دامت تُطيقه.

وقد روى البخاريُّ ومسلمٌ مِن حَدِيثِ هشام بن عروة عن عائشة: «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا»([1]).

ولكن مَن هي عائشةُ؟

قال عطاء: «كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْيًا فِي الْعَامَّةِ» ([2]).

وقال عروةُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِشِعْرٍ، وَلَا فَرِيضَةٍ، وَلَا أَعْلَمَ بِفِقْهٍ مِنْ عَائِشَةَ» ([3]).

وقال أبو الزِّنَادِ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِشِعْرٍ مِنْ عُرْوَةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرْوَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! قَالَ: وَمَا رِوَايَتِي مِنْ رِوَايَةِ عَائِشَةَ! مَا كَانَ يَنْزِلُ بِهَا شَيْءٌ إِلا أَنْشَدَتْ فِيهِ شِعْرًا» ([4]).

قال الزُّهْرِيُّ: «لو جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَعِلْمُ جَمِيعِ النِّسَاءِ، لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ» ([5]).

ورَوَتْ عنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أكثرَ مِن أَلْفَيْ حديثٍ.

إن السِّنَّ ليس هو المقياسَ في نجاحِ الزواجِ وفَشَلِهِ، وإنما في عَقْلِ المرأةِ وتَربيتِها، وكذلك الشاب.

ولهذا روى الترمذيُّ عن أبي هُريْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» ([6]).

فَجعل المنَاطَ هو الدِّينَ والخُلُقَ.

وقد روى البخاري ومسلم مِن حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» ([7]).

قال النَّوَوِيُّ -رحمه الله- ([8]): «المرَادَ هُنَا بِالْبَاءَةِ مُؤَنُ النِّكَاحِ، سُمِّيَتْ بِاسْمِ مَا يُلَازِمُهَا، وَتَقْدِيرُهُ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ مُؤَنَ النِّكَاحِ فَلْيَتَزَوَّجْ».

إن واقعَ كثيرٍ مِن المتزوجين يَعيشُ ظُلمًا مِن الأزواجِ على زوجاتِهم، وبعضُها تَرَنُّحًا ينتظرُ السُّقوطَ، فبعضُ الأزواجِ يُريدُ زوجةً لا تُكَدِّرُه أبدًا تسمعُ وتُطيعُ، ولا يَحِقُّ لها الشكوى، ولا الأَنِينُ، وهذا طَلَبُ المحَالِ.

لِنَتَأَمَّلْ حالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه القصةِ المؤثرةِ التي رواها مسلمٌ مِن حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ - قَالَ - فَأُذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، فَوَجَدَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا - قَالَ – فَقَالَ: لَأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ: «هُنَّ حَوْلِي كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ». فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا فَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا كِلَاهُمَا يَقُولُ تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَيْسَ عِنْدَهُ. فَقُلْنَ وَاللهِ لَا نَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ، ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28]، حَتَّى بَلَغَ: {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 29]، قَالَ فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ». قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَتَلَا عَلَيْهَا الآيَةَ، قَالَتْ أَفِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَسْتَشِيرُ أَبَوَيَّ، بَلْ أَخْتَارُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لَا تُخْبِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِكَ بِالَّذِي قُلْتُ. قَالَ: «لَا تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا أَخْبَرْتُهَا، إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا»([9]).

كأن عائشة -رضي الله عنها- توقعت: أنَّه إذا لم يُخبِر أحدًا مِن زوجاتِه يكونُ فيهن مَن يختارُ الدنيا، فيفارقها النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهن إذا سَمِعْنَ باختيارها هي له اقْتَدَيْنَ بها فَيَخْتَرْنَهُ، وكذلك فعلنَ.

ووجهُ التيسيرِ في هذا أنه إذا أخبَر بذلك اقتدى بها غيرُها مِن أزواجِه، وسَهُل عليها اختيارُ اللهِ ورسولِه، والدارِ الآخِرةِ.

أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26].

بَاركَ اللهُ لي ولَكُم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم، أقولُ ما سمِعْتُم، وأَستغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُم ولِسائر المسلمين مِن كُلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاسْتغفِرُوه وتُوبوا إليْهِ؛ إنَّه هو الغفور الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ على توفيقِه وامتنِانِه، وأشهدُ ألا إله إلا اللهُ تعظيمًا لِشَانِه، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى جنَّتِه ورضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه أَمَّا بعْدُ:

مَعْشَر الإِخْوَةِ، إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَمُرُّ ببعض هذا مع أزواجِه، مع أنهن أُمَّهَاتُ المؤمنين، فكيف بِغَيْرِه.

فالزوجُ عليه أن يَتَّقِيَ اللهَ في تعامُلِه مع زوجتِه، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في خُطبتِه التي سُمِّيَتْ بخُطْبَةِ الوداعِ: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» ([10]).

جاء في الصَّحِيحَيْنِ مِن حَدِيثِ أبي هُريْرَةَ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» ([11]).

قال ابن حجر -رحمه الله-: «يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ضَرَبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِأَعْلَى المرْأَةِ، لِأَنَّ أَعْلَاهَا رَأْسُهَا، وَفِيهِ لِسَانُهَا، وَهُوَ الَّذِي يَحْصُلُ مِنْهُ الْأَذَى»([12]).

وقد شَعَرَ الصحابةُ -رضي الله عنهم- عِنايةَ الكِتابِ والسُّنةِ بالوصيةِ بِحَقِّ الزوجةِ، والتأكيدِ على ذلك، فاسمع إلى ابن عمر -رضي الله عنه- كما في صحيحِ البخاريِّ- وهو يَحُدِّثُنا عن ذلك إذ يقول: «كُنَّا نَتَّقِي الكَلاَمَ وَالِانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- هَيْبَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا شَيْءٌ، فَلـمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا»([13]).

فقوله: «والانبساط»، أي ومِن جُملَةِ ما نَتَّقِي أيضًا التقصيرَ في حَقِّهِنَّ، وتَرْكِ الرِّفْقِ بهن، كما أفاده العَيْنِيُّ رحمه الله ([14]).

قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

فكيف إذا كان شتمًا ولعنًا، وربما تتعدى يدُه الآثمةُ إلى ضربٍ مُبْرِحٍ.

لقد عَظُمَ الخَطْبُ على كثيرٍ مِن أَخَواتِنا أَمامَ همجيةِ بعضِ الأزواجِ الذين لا يَجِدُون رادِعًا دُنْيَوِيًّا، ولا يخافون عِقابًا أُخْرَوِيًّا.

وكم سَمِعنا مِن المآسي ما تتقطعُ له الأكبادُ، وهذه المرأة المسكينة تتجرع الغصص وتعيش النكد وتتحمله إما بسبب قلة الناصر من أوليائها أو النظر إلى عاقبة أولادها وتأمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الإمامُ أحمدُ وغيره مِن حَدِيثِ أبي هُريْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَكْمَلُ المؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ» ([15]).

وروى الترمذيَّ وغيره مِن حَدِيثِ عائشةَ -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»([16]).

وإن أعظمَ حَقٍّ على الزوجِ هو أمرُها بالقيامِ بحقوقِ رَبِّها جل وعلا، وذلك بأَمْرِها بالصلاةِ والمحافظةِ عليها، كما وصفَ اللهُ نَبِيَّهُ إسماعيلَ -عليه السلام- بقوله: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].

وإن مِن الخيرِ الذي انتشرَ هذه الدوراتِ التثقيفيَّةَ في إدارةِ الأُسرةِ والتعاملِ بين الزوجين في وقتٍ أصبحَ كثيرٌ مِن الشبابِ والفتياتِ يَتَلَقَّفُون قانونَ الحياةِ مِن الإعلامِ الهابطِ، والممثلين الهابِطِينَ الذين فَشَلُوا في إدارة أنفسهِم قَبْلَ بُيوتِهم وزوجاتِهم.

وكثيرٌ مِن المشاكلِ التي نسمعها -وبعضُها يؤدي إلى الطلاقِ- هي بسبب أمورٍ تافهةٍ لا يخلو منها بيتٌ، ولكن طريقةُ التعاملِ معها، وعدمُ تَدَخُّلِ العُقلاءِ مِن الأُسرتين أَدَّى إلى الطلاقِ.

على الأُمِّ أن تُثَقِّفَ بنتَها بحقِّ الزوجِ، وأهمِّيَّةِ رِعايةِ زوجِها، لا أن تأتيَ البنتُ وأكبرُ هَمِّهَا هو السَّفَرُ والأسواقُ واللباسُ، والتحدثُ بذلك عند صديقاتِها، بل لتُخبِرَها أن الزوجَ طريقٌ للجنةِ، إنْ قامَتْ بِحَقِّه ورعايتِه.

وعلى الأبِ أن يُرَبِّيَ ابنَه على احترامِ حَقِّ زوجتِه، وألا يستعبِدَها، ولا يَحْقِرَها، وأنْ يحفظَ كرامتَها، ويُنزِلَها المكانَ اللائقَ بها، واتَّقُوا الظُّلْمَ فإنه ظُلماتٌ يومَ القيامةِ.

عَنْ أَبِى هُريْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- «لَا يَفْرَكْ -أي لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» ([17]).

ثمَّ صلُّوا وسلِّمُوا على رسولِ الْهُدَى، وإمام الورى، فقد أمركم ربُّكم فقال -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبه أجمعين، وارْضَ اللهُمَّ عن الخلفاء الراشدين، وَالأئِمَّةِ المهْدِيِّين أَبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وعليٍّ، وعنِ الصَّحابةِ أجْمَعين، وعنَّا معهم بعفْوِك وكَرَمِك يا أكرمَ الأكْرَمِين...

([1]) أخرجه البخاري (7/17، رقم 4840)، ومسلم (2/1039، رقم 1422).

([2]) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/15، رقم 6748).

([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (5/276، رقم 26044).

([4]) الاستيعاب لابن عبد البر (4/1883).

([5]) موطأ مالك (6/124).

([6]) تقدم تخريجه.

([7]) أخرجه البخاري (5/1950، رقم 4778)، ومسلم (2/1018، رقم 1400).

([8]) شرح النووي على مسلم (9/173).

([9]) أخرجه مسلم (2/1104، رقم 1478).

([10]) أخرجه مسلم (2/886، رقم 1218).

([11]) أخرجه البخاري (3/1212، رقم 3153)، ومسلم (2/1091، رقم 1468).

([12]) فتح الباري (9/253).

([13]) أخرجه البخاري (7/26، رقم 4891).

([14]) انظر عمدة القاري (20/167).

([15]) أخرجه أحمد (6/99، رقم 24721)، والترمذي (3/458، رقم 1162).

([16]) أخرجه الترمذي (5/709، رقم 3895).

([17]) أخرجه مسلم (2/1091، رقم 1469).

المشاهدات 607 | التعليقات 0