الزواج في زمن كورونا

د. ماجد بلال
1441/11/19 - 2020/07/10 12:12PM

خطبة الزواج في زمن كورونا / د. ماجد بلال / جامع الرحمن تبوك / 19/11/1441هـ

أيها المسلمون في هذه الازمة من الدروس والعضة والعبار ما سيحكيه التاريخ ويرويه الأبناء عن الآباء والجداد

سنة جاء فيها الوباء فاغلقت كثير من الأنشطة المحرمة وتحجب لأجلها كثير من المتبرجات ورجع كثير من الناس الى الله سبحانه وتعالى دعء وتضرعا وتوبة

وصدق الله ﴿ وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216] وَقَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]

سنة سيؤرخها الزمن ويذكرها الأب لأولاده ، أنه تزوج في أسعد أيام حياته يوم أن تزوج بأقل التكاليف، نعمة يحمد الله عليها مدى الحياة

الزواج بلا قروض ولا ديون ولا اباء ولا تكاليف ولا حجوزات ولا دوران في الأسواق وبحث عن القاعات زواج كله راحة ووتوفير وسكينة أصبحت كروت الدعوة التي كان الكرت الواحد منها يطبع أحيانا بعشرة ريالات، أصبحت صورة في الجوال وليست بطاقة دعوة بل اشعار وإعلان زواج فلان من فلانة، يا الله ما اجملها من بساطة وسهولة وراحة للبال وسعادة وطمأنينة

لا حجة لكل ناعق وكل مرجف، فلا خوف من الشرهة ولا العيب والعذر جاهز وطاعة لولاة الأمر،

كيف لو كانت حياتنا كلها بهذه البساطة ، بعيدا عن الرياء والسمعة والمغالاة والتعب والتكاليف والديون المرهقة التي تتسبب للزوجين بالتعاسة والحرمان وعدم السعادة،

كورونا رحمة من حيث نشعر أو لا نشعر، مع ما فيه من خطر وأحزان على البعض، الا انه كان رحمة لكثير من أبنائنا الشباب المقبلين على الزواج

 

لماذا أيها المؤمنون، لا تؤثر فينا الخطب والمواعظ والايات والاحاديث في الكلام عن الاقتصاد في تكاليف الزواج

وانا اولكم .... أقوله حرقة لأن الانسان قد يضطر اليها اضطرار ارتكاب لاقل المفسدتين من ارتكاب التكاليف الباهضة او حصول المشاكل الاسرية فنختار مقهورين لا مختارين خيار تكاليف الزواج لارضاء القاصي والداني

 

-هل نحتاج في كل مرة الى كارثة او كورونا لا قدر الله حتى نرعوي وننصاع الى أوامر الله

إن هذا المال أيها المسلمون أمانة يسألنا الله عز وجل عنها يوم القيامة

عن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزول قَدَما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل: عن عُمره فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه فيمَ فعل؟ وعن مالِه؛ مِن أين اكتسَبَه؟ وفيمَ أنفَقَه؟))[20]؛

وقال الله ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾

﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ مديونا مثقلا حزينا كسيرا  ، وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ  وتستدين وتقترض وهذا قرض الزواج وهذا تمويل بنكي وهذا تورق من معارض السيارات وهذه بطاقات ائتمانية ، كل ذلك لارضاء الناس الذين مهما قدموا لك من هدايا ودعم لن يسدوا دينك الذين صنعته لنفسك من اجلهم ،

 

أحكم امرك، وتفكر بعقلك، واعتبر بغيرك، واستفد من الحياة ، فالحياة دروس وتجارب، دع كلام الناس واجعله آخر ما تفكر فيه، بل سن سنة حسنة واجعل هذه الازمة بداية خير لك ولجماعتك ، وليكل عرفا وسلما في القبيلة ولتكن عادة حسة يقول e  يقول: {من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا} خرجه مسلم في صححيه.

 

اللهم خذ بنواصينا للبر والتقوى

أقول قولي هذا

 

الخطبة الثانية

علمتنا الازمة يا عباد الله الفرق بين الرزق المباح الحلال والكسب الطيب المبارك

 

كلام في نفسي منذ سنوات عديدة ولم أتكلم به لأنني لم اسمع أحدا تكلم به، ولما وجدت كلام الطحاوي وافق ما في نفسي أتكلم به الان لكم

روى مسلم من طريق معقل، عن أبي الزبير، قال:

سألت جابراً عن ثمن الكلب والسنور، قال: زجر النبي -صلى الله عليه وسلمعن ذلك


وقال الطحاوي في مشكل الآثار (12/ 84).

 «ولم نعلم اختلافاً بين أهل العلم في ثمن السنور أنه ليس بحرام، ولكنه دنيء» 

وعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ: أَنَّ مُحَيِّصَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ أَنْ يَأْكُلَ [ص:78] كَسْبَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُهُ حَتَّى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ " [ص:79]

- فَلَمْ يَكُنْ نَهْيُهُ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ لِأَنَّهُ حَرَامٌ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَدْ أَبَاحَ سَائِلَهُ أَنْ يَعْلِفَهُ نَاضِحَهُ وَرَقِيقَهُ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ حَرَامًا، لَمَا أَبَاحَهُ ذَلِكَ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ حَرَامًا كَانَ مَعْقُولًا أَنَّ نَهْيَهُ e إِيَّاهُ عَنْهُ كَانَ لِمَا فِيهِ مِنَ الدَّنَاءَةِ، لَا سِوَى ذَلِكَ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدَنِّئُوا أَنْفُسَهُمْ وَمِنْهَا مَا ذُكِرَ فِيهِ أَنَّهُ جَعَلَهُ سُحْتًا، فَاحْتُمِلَ، إِذَا كَانَ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ فِي كَسْبِ الْحَجَّامِ أَنَّهُ سُحْتٌ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ حَرَامٌ، وَلَكِنْ لِأَنَّهُ دَنِيءٌ فَمِمَّا رُوِيَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ

أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ حَرَامٌ، وَلَكِنْ لِأَنَّهُ دَنِيءٌ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ أَنْ يُدَنِّئُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْأَشْيَاءِ الَّتِي تُدَنِّئُهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرَامًا عَلَيْهِمْ فِي شَرِيعَتِهِ، كَحُرْمَةِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي حَرَّمَهَا الشَّرْعُ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ نَهَاهُمْ عَنْ أَثْمَانِ الْكِلَابِ لِمِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى، [ص:83] ثُمَّ نَظَرْنَا هَلْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى إِحْلَالِ أَثْمَانِ الْكِلَابِ الَّتِي يُنْتَفَعُ بِهَا، شرح مشكل الآثار (12/ 77-82)

وعليه ثمة أنشطة تجارية ليست حراما لكنها تشجع على التبذير والاسراف فاصبح البعض يتمنى أنه لم توجد قصور الافراح الفارهة ومحلات الزينة الفارهة والحلويات الفارهة والمطاعم الفارهة التي هي سبب كل تلك الخسائر، وفيه إشارة الى أصحاب التجارة والأموال بالاستثمار في كل ما يهم الناس في طعامهم وشرابهم ولباسهم ومساكنهم وفي كل ما يعود عليهم بالنفع واعمار الأرض

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ....

صلوا وسلموا  .....

 

المرفقات

الزواج-في-كورونا

الزواج-في-كورونا

الزواج-في-كورونا-2

الزواج-في-كورونا-2

المشاهدات 921 | التعليقات 0