الزمن الجميل حقا ..د. خالد رُوشه
احمد ابوبكر
1437/05/14 - 2016/02/23 03:53AM
يكثر في حديث الناس ذكر " الزمن الجميل " , ولو تتبعت هذه الكلمة في حكايات الناس في مواقع التواصل , وفي كتاباتهم , ومحادثاتهم , لوجدتها تدور حول وصفهم لزمن الذكريات المؤثرة عندهم , فتارة يتحاكون عن الفن أو الغناء , وتارة يتحاكون عن أثمان الأشياء , وتارة يتحاكون عن أيام سهولة الخدمات .. وغيرها
بالطبع فإن ذلك الوصف " الزمن الجميل " يعطيك انطباعا بأنهم يقصدون أن زمانهم هذا لم يصبح جميلا , مقارنة بتلكم الايام الجميلة الفائتة من العقد الماضي او قبل الماضي او الذي قبلهما .
لاشك أن هناك ترديا في الأذواق عامة , كما أن هناك ترد وتراجع على مستويات كثيرة ومختلفة , جعلت من الايام التي نعيشها اياما ثقيلة , كثيرة المعاناة , فهموم الأمة تتزايد , وهموم الأفراد وأحزانهم لا تنقطع .
لكن الحقيقة أن وصفهم ما يتحدثون عنه بالزمن الجميل هو ايضا نوع من تراجع سلبي مؤلم !
فالزمن الجميل لم يكن يوما هو زمن الفن الساقط , الذي جاء به الممثلون فنشروه في ربوع بلادنا , ولا زمن الأغنيات والآهات التي ملأت إذاعاتنا وشاشاتنا عبر السنين .
ولا هو كذلك زمن رخص الأثمان للمشتريات , ولا زمن تحسين الخدمات , فهي كلها ماديات تتحول وتتغير , تروح وتأتي , يستغنى عن بعضها , ويصبر على الآخر , وتنقضي الحياة بما يتيسر منها .
إنما الزمن الجميل حقيقة , هو ايام كانت الأخلاق هي المرجع الحقيقي للمجتمعات , وكانت المبادىء هي الاصول التي تنظم معيشتهم , وكانت القيم هي الآمال التي يرتجي كل واحد أن يلتزم بها ليكون قدوة لغيره .
الزمن الجميل الحقيقي هو كل زمن أطعنا فيه أمر ربنا سبحانه , فكانت كل لحظة في طاعته فوز وكسب وفلاح , وفوز في الدنيا والآخرة .
وهو كل زمن أصلحنا فيه مجتمعنا , بالإيجابية التطبيقية , وبالعلم النافع الراقي , وبمواقف المروءة الثابتة , وبالتعاون والتعاضد والمشاركة في الإصلاح .
وهو كل زمن أدينا فيه الحق الذي علينا , فقمنا فيه بآداء الأمانة , وبلغنا رسالة الكلمة والسلوك , وربينا أنفسنا وأبناءنا ومن حولنا على كريم المعاني , وأدينا حقوقنا تجاه أنفسنا ومن نعول , وتجاه مجتمعنا والمحيطين بنا , وقبل ذلك كله تجاه ديننا وربنا وكتابنا .
إذا قلنا ذلك واعتبرناه , ثم بحثنا عن وصف للزمن الجميل سيصعب أن نجد فيه ذلك الزمان بتلك الأوصاف , لكننا ولاشك سنتفق أن نطلق هذا الوصف على زمن القرون الفاضلة , قرن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .
إنه حقا الزمن الجميل الذي يستحق ذلك الوصف , يوم كانت قيم الإيمان وأخلاق الإسلام تتمثل حقيقة واقعة على الأرض في أشخاص المؤمنين , وكانت العلوم تحمل المجتمعات حملا , وتسير بها سيرا , وتدفعها للتقدم في مقدمة الأمم , يوم كانت الآمال كلها معلقة بالآخرة , وبمصلحة الأمة الكبيرة , وكان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا , فإذا اشتكى عضو من جسد الأمة تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
إنه الزمن المستحق لهذا الوصف , والذي لايزال نورا ونبراسا لكل مهتد .. والذي يدعونا أن نقتدي به , ونطبق معانيه وقيمه , فنعيد بيننا زمنا جميلا ونقيم في مجتمعاتنا معانيه .
بالطبع فإن ذلك الوصف " الزمن الجميل " يعطيك انطباعا بأنهم يقصدون أن زمانهم هذا لم يصبح جميلا , مقارنة بتلكم الايام الجميلة الفائتة من العقد الماضي او قبل الماضي او الذي قبلهما .
لاشك أن هناك ترديا في الأذواق عامة , كما أن هناك ترد وتراجع على مستويات كثيرة ومختلفة , جعلت من الايام التي نعيشها اياما ثقيلة , كثيرة المعاناة , فهموم الأمة تتزايد , وهموم الأفراد وأحزانهم لا تنقطع .
لكن الحقيقة أن وصفهم ما يتحدثون عنه بالزمن الجميل هو ايضا نوع من تراجع سلبي مؤلم !
فالزمن الجميل لم يكن يوما هو زمن الفن الساقط , الذي جاء به الممثلون فنشروه في ربوع بلادنا , ولا زمن الأغنيات والآهات التي ملأت إذاعاتنا وشاشاتنا عبر السنين .
ولا هو كذلك زمن رخص الأثمان للمشتريات , ولا زمن تحسين الخدمات , فهي كلها ماديات تتحول وتتغير , تروح وتأتي , يستغنى عن بعضها , ويصبر على الآخر , وتنقضي الحياة بما يتيسر منها .
إنما الزمن الجميل حقيقة , هو ايام كانت الأخلاق هي المرجع الحقيقي للمجتمعات , وكانت المبادىء هي الاصول التي تنظم معيشتهم , وكانت القيم هي الآمال التي يرتجي كل واحد أن يلتزم بها ليكون قدوة لغيره .
الزمن الجميل الحقيقي هو كل زمن أطعنا فيه أمر ربنا سبحانه , فكانت كل لحظة في طاعته فوز وكسب وفلاح , وفوز في الدنيا والآخرة .
وهو كل زمن أصلحنا فيه مجتمعنا , بالإيجابية التطبيقية , وبالعلم النافع الراقي , وبمواقف المروءة الثابتة , وبالتعاون والتعاضد والمشاركة في الإصلاح .
وهو كل زمن أدينا فيه الحق الذي علينا , فقمنا فيه بآداء الأمانة , وبلغنا رسالة الكلمة والسلوك , وربينا أنفسنا وأبناءنا ومن حولنا على كريم المعاني , وأدينا حقوقنا تجاه أنفسنا ومن نعول , وتجاه مجتمعنا والمحيطين بنا , وقبل ذلك كله تجاه ديننا وربنا وكتابنا .
إذا قلنا ذلك واعتبرناه , ثم بحثنا عن وصف للزمن الجميل سيصعب أن نجد فيه ذلك الزمان بتلك الأوصاف , لكننا ولاشك سنتفق أن نطلق هذا الوصف على زمن القرون الفاضلة , قرن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .
إنه حقا الزمن الجميل الذي يستحق ذلك الوصف , يوم كانت قيم الإيمان وأخلاق الإسلام تتمثل حقيقة واقعة على الأرض في أشخاص المؤمنين , وكانت العلوم تحمل المجتمعات حملا , وتسير بها سيرا , وتدفعها للتقدم في مقدمة الأمم , يوم كانت الآمال كلها معلقة بالآخرة , وبمصلحة الأمة الكبيرة , وكان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا , فإذا اشتكى عضو من جسد الأمة تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
إنه الزمن المستحق لهذا الوصف , والذي لايزال نورا ونبراسا لكل مهتد .. والذي يدعونا أن نقتدي به , ونطبق معانيه وقيمه , فنعيد بيننا زمنا جميلا ونقيم في مجتمعاتنا معانيه .