الرياح .. والعواصف الغبارية
متدرب متدرب
1438/06/26 - 2017/03/25 12:52PM
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحانه عما يشركون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أعلم الناس بربه وأخشاهم له- صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد
فاتقوا الله - عباد الله -، واعلموا أن أحسنَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المُسلمين؛ فإن يدَ الله على الجماعة، ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾
عباد الله .. أقسمَ الله أربع مراتٍ في كتابه العزيز، بآية من آياته ، فقد قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ ، وقال - سبحانه -: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾... إنها آيةُ الرِّيح والرياح .
كما جاء في كتاب الله العزيز ذكر للرياح والريح في مواطن متعددة، فمن ذلك قوله سبحانه : (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .
فقد جعلَ الله - سبحانه - تصريفَ الرِّياح من الآيات لقومٍ يعقِلون، فهي فتكون باردةً وحارةً، وجنوبًا وشرقًا، وشمالاً وغربا، وتُثيرُ السَّحاب وتُؤلِّفُ بينَه، وتجعلُه رُكامًا يخرُج الودْقُ من خلاله، وتكونُ لواقِح للمطر والنبات، وتكون مصدرًا للطاقة الكهربائية، والطواحين، وسير السُّفن، وحركة الطيران، ولا يُخرِجُها ذلكم كلُّه عن كونها آيةً من آيات الله، ومحلاًّ لإطلاق الفِكر والنظر في ملكوت السماوات والأرض وما مخلوقاته.
أيها المسلمون: للرياح أحكام ينبغي لنا معرفتها زمن ذلك:
أنه إذا عصفت الريح سُنّ للمسلم وشرع له أن يقول ما حدثت به أم عَائِشَةُ (ر) ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ [أي اشتد هبوبها] قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
أما ما يقوله بعض الناس إذا هبت الريح :«اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا» فهو لا يصح ، قال الألباني رحمه الله منكر وإسناده ضعيف جداً. فليتنبه لذلك.
ومن الأحكام كذلك أنه لا يجوز سب الريح؛ لحديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ [أي من الريح إما شدة حرها أو بردها أو قوتها] فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ». رواه الترمذي وصححه الألباني. أي لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضرر بسببها فإنها مأمورة مقهورة فلا يجوز سبها بل تجب التوبة عند التضرر بها، وهو تأديب من الله تعالى لعباده وتأديبه رحمة للعباد فلهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :«الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا». أي رحمته رواه أحمد وابو داود وابن ماجة وصححه الألباني. وكونها قد تأتي بالعذاب لا ينافي كونها من رحمة الله فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما،أَنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، فَلَعَنَهَا, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ :«لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ». رواه الترمذي وصححهَ الألبانيُّ. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: لا ينبغي شتم الريح فإنها خلق مطيع لله وجند من جنوده يجعلها الله رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء..
وكان من هديِه - صلى الله عليه وسلم - أن مُنادِيَه في الليلة المطيرة أو الليلة البارِدة ذات الرِّيح: "صلُّوا في رِحالِكم". وقد ذكرَ أهلُ العلم جوازَ الجمع في الرِّيح الشديدة البارِدة
عباد الله .. كما أن الرياح قد ثير الغبار ، وقد تناقل الناس في الجوالات ، مقولة منسوبة إلى ابن خلدون في مقدمته ، تذكر فوائد الغبار وأنه من النعم وأثره في قتل الحشرات و أن ذلك سبب في الوقاية من الأمراض .
والحقيقة أن تلك المقولة ، لا تصح نسبة ولا معنى ، فهي لم ترد في كتابه المقدمة كما زعموا ، كما أنها لا تصح معنى ، فالمشاهد أن الرياح التي تثير الغبار الشديد ، تسبب الكثير من الأمراض ، بل وثبت أن الغبار سبب نشر جراثيم بعض الأمراض مثل مرض التهاب السحايا في وسط أفريقيا . العواصف الغبارية تتسبب بعشرات الحوادث المختلفة، وتعطيل آلاف المسافرين وتسبب ربكة في خطوط الملاحة الجوية، وتدفع بالمئات من الناس لمراكز الطوارئ طلباً للأكسجين، والعواصف الرملية تؤثر بشكل مباشر على النشاط التعليمي والتجاري والزراعي والسياحي والرياضي والنقل والمواصلات وكذا العمليات الحربية.
وإذا كان الغبار ينقي الجو من الجراثيم والأمراض كما يقولون ، فما حال البلاد الكثيرة التي لا يتكون لديهم الغبار مثل الموجود عندنا ـ
والحقية انه كما للغبار أضرار كثيرة فله أيضا فوائد بالمقابل
أسأل الله تعالى أن يرزقنا بركة الرياح ويجنبنا شرها
بارك الله لي ولكم ..
الثانية:
الحمد لله وكفَى، والصلاة والسلام على رسوله المُصطفى، وعلى آله وصحبِه ومن اقتفَى. أيها المسلمون: الرياح خلق من خلق الله تعالى لا يراها البشر، ولكنهم يحسونها، ويرون أثرها، فهي تكون رحمة وتكون عذابا بأمر خالقها ومدبرها جل في علاه، وهي من أعظم الآيات الدالة على عظمته وقدرته، ووجوب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له
والريح آية في حال كونها رحمة من الله تعالى يرحم بها عباده (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ).وفي الآية الأخرى (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ).
كما أن الريح آية عظيمة من آيات الله تعالى في حال كونها عذابا؛ فقد عدد الله عز وجل جملة من آياته الدالة على قدرته سبحانه، وذكر منها آية إهلاك عاد بالريح فقال: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ).
أيها الإخوة: وللرياح منافع عظيمة لأهل الأرض، وبفقدها تموت الأرض ومن عليها؛ فالرياح هي سبب الغيث المبارك بأمر الله تعالى، وهي البشرى بين يديه (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)
والرياح هي التي تسوق السحب في السماء أمثال الجبال إلى حيث يأمر الله تعالى، فيسقي به من يشاء من عباده (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المَاءَ)
والرياح: تلقح السحب بأمر الله تعالى فينزل الماء، وتلقح الزرع والشجر فيهتز خضرا مثمرا، وتنقل البذور من أرض إلى أرض حتى إذا سُقيت اكتست خضرة وربيعا، ومهما عمل البشر وبكل إمكانياتهم فهم أعجز من أن يزرعوا صحارى تمتد مد النظر فتكون بساطا أخضر بأنواع النبات الطيب في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن الرياح تفعل ذلك بأمر الله تعالى وقدرته وتدبيره (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)
أيها الإخوة: والرياح جند من جند الله تعالى يسخرها سبحانه لقوم ساكنة طيبة، تجري بها فلكهم في البحار حيث يريدون، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) .
وفي لحظة يأمرها الله عز وجل، فتتحرك بعد السكون، وتتحول من ريح طيبة هادئة إلى عاصفة تكاد تغرقهم، ولذلك حذر الله تعالى العباد من الكفر به، وأمن مكره، وهددهم بريح تغرقهم (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ).
أيها الأحبة: ولما كانت الريح من جند الله تعالى فإنه سبحانه سخرها لبعض رسله؛ فهو سخرها لسليمان عليه السلام (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ).
ونصر الله تعالى هودا عليه السلام بالريح ، وأهلك بها عادا لما كذبوا (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا)، وقال: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ).
قال السعدي رحمه الله: "كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض، فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره"..
ونُصِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالريح في أعسر موقف أحاط بالمسلمين، لما حاصرت جموع المشركين المدينة في غزوة الأحزاب، ففرقت الريح جموعهم، وفكت تحالفهم، وصدعت أحزابهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) قال مجاهد رحمه الله تعالى: "سلط الله تعالى عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى رحلوا".
ونحن نرى كل حين ما تفعل الريح بأمر الله تعالى في الأعاصير حين تحرك البحر فتخرج أمواجه العاتية أمثال الجبال لتضرب مدنا ساحلية فتغرقها، وتطمر جزرا كاملة، وتهلك بشرا كثيرا، وتتلف مالا كبيرا، وتخلف خرابا عظيما.
في بلدان كانت قبل الريح عامرة متحركة، تدب الحياة في أرجائها، ويأتيها البشر من كل مكان؛ لجمال أرضها، وصفاء أجوائها، وحسن سواحلها، وفي غمضة وإفاقتها أضحت موحشة يبابا، لا ساكن فيها ولا زائرا، فسبحان من خلق الريح لها، وسبحان من سخرها عليها، وسبحان من أمرها ففعلت فعلها، فأهلكت من أهلكت بأمر ربها، ونجا من نُجِّي منها.. نسأل الله تعالى العفو والعافية من سخطه ونقمته.
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون -، فقال - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسنةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصُر إخواننا المُستضعَفين في دينهم في سائر الأوطان، اللهم انصُر إخواننا المُسلمين في بُورما، وانصُر إخواننا المُسلمين في سُوريا، اللهم انصُرهم على من بغَى عليهم وطغَى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ . سبحان ربِّنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فاتقوا الله - عباد الله -، واعلموا أن أحسنَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعة المُسلمين؛ فإن يدَ الله على الجماعة، ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾
عباد الله .. أقسمَ الله أربع مراتٍ في كتابه العزيز، بآية من آياته ، فقد قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ ، وقال - سبحانه -: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾... إنها آيةُ الرِّيح والرياح .
كما جاء في كتاب الله العزيز ذكر للرياح والريح في مواطن متعددة، فمن ذلك قوله سبحانه : (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .
فقد جعلَ الله - سبحانه - تصريفَ الرِّياح من الآيات لقومٍ يعقِلون، فهي فتكون باردةً وحارةً، وجنوبًا وشرقًا، وشمالاً وغربا، وتُثيرُ السَّحاب وتُؤلِّفُ بينَه، وتجعلُه رُكامًا يخرُج الودْقُ من خلاله، وتكونُ لواقِح للمطر والنبات، وتكون مصدرًا للطاقة الكهربائية، والطواحين، وسير السُّفن، وحركة الطيران، ولا يُخرِجُها ذلكم كلُّه عن كونها آيةً من آيات الله، ومحلاًّ لإطلاق الفِكر والنظر في ملكوت السماوات والأرض وما مخلوقاته.
أيها المسلمون: للرياح أحكام ينبغي لنا معرفتها زمن ذلك:
أنه إذا عصفت الريح سُنّ للمسلم وشرع له أن يقول ما حدثت به أم عَائِشَةُ (ر) ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ [أي اشتد هبوبها] قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
أما ما يقوله بعض الناس إذا هبت الريح :«اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا» فهو لا يصح ، قال الألباني رحمه الله منكر وإسناده ضعيف جداً. فليتنبه لذلك.
ومن الأحكام كذلك أنه لا يجوز سب الريح؛ لحديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ [أي من الريح إما شدة حرها أو بردها أو قوتها] فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ». رواه الترمذي وصححه الألباني. أي لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضرر بسببها فإنها مأمورة مقهورة فلا يجوز سبها بل تجب التوبة عند التضرر بها، وهو تأديب من الله تعالى لعباده وتأديبه رحمة للعباد فلهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :«الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا». أي رحمته رواه أحمد وابو داود وابن ماجة وصححه الألباني. وكونها قد تأتي بالعذاب لا ينافي كونها من رحمة الله فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما،أَنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، فَلَعَنَهَا, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ :«لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ». رواه الترمذي وصححهَ الألبانيُّ. وقال الإمام الشافعي رحمه الله: لا ينبغي شتم الريح فإنها خلق مطيع لله وجند من جنوده يجعلها الله رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء..
وكان من هديِه - صلى الله عليه وسلم - أن مُنادِيَه في الليلة المطيرة أو الليلة البارِدة ذات الرِّيح: "صلُّوا في رِحالِكم". وقد ذكرَ أهلُ العلم جوازَ الجمع في الرِّيح الشديدة البارِدة
عباد الله .. كما أن الرياح قد ثير الغبار ، وقد تناقل الناس في الجوالات ، مقولة منسوبة إلى ابن خلدون في مقدمته ، تذكر فوائد الغبار وأنه من النعم وأثره في قتل الحشرات و أن ذلك سبب في الوقاية من الأمراض .
والحقيقة أن تلك المقولة ، لا تصح نسبة ولا معنى ، فهي لم ترد في كتابه المقدمة كما زعموا ، كما أنها لا تصح معنى ، فالمشاهد أن الرياح التي تثير الغبار الشديد ، تسبب الكثير من الأمراض ، بل وثبت أن الغبار سبب نشر جراثيم بعض الأمراض مثل مرض التهاب السحايا في وسط أفريقيا . العواصف الغبارية تتسبب بعشرات الحوادث المختلفة، وتعطيل آلاف المسافرين وتسبب ربكة في خطوط الملاحة الجوية، وتدفع بالمئات من الناس لمراكز الطوارئ طلباً للأكسجين، والعواصف الرملية تؤثر بشكل مباشر على النشاط التعليمي والتجاري والزراعي والسياحي والرياضي والنقل والمواصلات وكذا العمليات الحربية.
وإذا كان الغبار ينقي الجو من الجراثيم والأمراض كما يقولون ، فما حال البلاد الكثيرة التي لا يتكون لديهم الغبار مثل الموجود عندنا ـ
والحقية انه كما للغبار أضرار كثيرة فله أيضا فوائد بالمقابل
أسأل الله تعالى أن يرزقنا بركة الرياح ويجنبنا شرها
بارك الله لي ولكم ..
الثانية:
الحمد لله وكفَى، والصلاة والسلام على رسوله المُصطفى، وعلى آله وصحبِه ومن اقتفَى. أيها المسلمون: الرياح خلق من خلق الله تعالى لا يراها البشر، ولكنهم يحسونها، ويرون أثرها، فهي تكون رحمة وتكون عذابا بأمر خالقها ومدبرها جل في علاه، وهي من أعظم الآيات الدالة على عظمته وقدرته، ووجوب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له
والريح آية في حال كونها رحمة من الله تعالى يرحم بها عباده (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ).وفي الآية الأخرى (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ).
كما أن الريح آية عظيمة من آيات الله تعالى في حال كونها عذابا؛ فقد عدد الله عز وجل جملة من آياته الدالة على قدرته سبحانه، وذكر منها آية إهلاك عاد بالريح فقال: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ).
أيها الإخوة: وللرياح منافع عظيمة لأهل الأرض، وبفقدها تموت الأرض ومن عليها؛ فالرياح هي سبب الغيث المبارك بأمر الله تعالى، وهي البشرى بين يديه (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)
والرياح هي التي تسوق السحب في السماء أمثال الجبال إلى حيث يأمر الله تعالى، فيسقي به من يشاء من عباده (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المَاءَ)
والرياح: تلقح السحب بأمر الله تعالى فينزل الماء، وتلقح الزرع والشجر فيهتز خضرا مثمرا، وتنقل البذور من أرض إلى أرض حتى إذا سُقيت اكتست خضرة وربيعا، ومهما عمل البشر وبكل إمكانياتهم فهم أعجز من أن يزرعوا صحارى تمتد مد النظر فتكون بساطا أخضر بأنواع النبات الطيب في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن الرياح تفعل ذلك بأمر الله تعالى وقدرته وتدبيره (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)
أيها الإخوة: والرياح جند من جند الله تعالى يسخرها سبحانه لقوم ساكنة طيبة، تجري بها فلكهم في البحار حيث يريدون، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) .
وفي لحظة يأمرها الله عز وجل، فتتحرك بعد السكون، وتتحول من ريح طيبة هادئة إلى عاصفة تكاد تغرقهم، ولذلك حذر الله تعالى العباد من الكفر به، وأمن مكره، وهددهم بريح تغرقهم (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ).
أيها الأحبة: ولما كانت الريح من جند الله تعالى فإنه سبحانه سخرها لبعض رسله؛ فهو سخرها لسليمان عليه السلام (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ).
ونصر الله تعالى هودا عليه السلام بالريح ، وأهلك بها عادا لما كذبوا (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا)، وقال: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ).
قال السعدي رحمه الله: "كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض، فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره"..
ونُصِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالريح في أعسر موقف أحاط بالمسلمين، لما حاصرت جموع المشركين المدينة في غزوة الأحزاب، ففرقت الريح جموعهم، وفكت تحالفهم، وصدعت أحزابهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) قال مجاهد رحمه الله تعالى: "سلط الله تعالى عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى رحلوا".
ونحن نرى كل حين ما تفعل الريح بأمر الله تعالى في الأعاصير حين تحرك البحر فتخرج أمواجه العاتية أمثال الجبال لتضرب مدنا ساحلية فتغرقها، وتطمر جزرا كاملة، وتهلك بشرا كثيرا، وتتلف مالا كبيرا، وتخلف خرابا عظيما.
في بلدان كانت قبل الريح عامرة متحركة، تدب الحياة في أرجائها، ويأتيها البشر من كل مكان؛ لجمال أرضها، وصفاء أجوائها، وحسن سواحلها، وفي غمضة وإفاقتها أضحت موحشة يبابا، لا ساكن فيها ولا زائرا، فسبحان من خلق الريح لها، وسبحان من سخرها عليها، وسبحان من أمرها ففعلت فعلها، فأهلكت من أهلكت بأمر ربها، ونجا من نُجِّي منها.. نسأل الله تعالى العفو والعافية من سخطه ونقمته.
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون -، فقال - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسنةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصُر إخواننا المُستضعَفين في دينهم في سائر الأوطان، اللهم انصُر إخواننا المُسلمين في بُورما، وانصُر إخواننا المُسلمين في سُوريا، اللهم انصُرهم على من بغَى عليهم وطغَى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ . سبحان ربِّنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.