الروافض والخوراج وجهان لعملة واحدة
إبراهيم بن سلطان العريفان
1436/10/22 - 2015/08/07 07:34AM
الحمد لله الملك المبين، أنار الطريق للسالكين، وأوضح المحجة للمتبصرين، وصرف عن صراطه الضالين، وجعل البلاء سنة في عباده أجمعين ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لمُبْتَلِينَ ) نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، ونسأله الثبات على دينه، ونعوذ به من زوال نعمته، وتحول عافيته، وفجاءة نقمته، وجميع سخطه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عظيم في ربوبيته وألوهيته، وله الكمال المطلق في أسمائه وصفاته، وله الحكمة البالغة في أفعاله وأحكامه، لا يدرك الخلق أسرار أقضيته وأقداره، ولا يعلمون من الوجود إلا ما علَّمهم إياه ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ).
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، لينشر الأمان والأمن، ويقيم الحق والعدل، ويرفع الباطل والظلم، فآمن الناس بدعوته، وركنوا إلى عدل دينه، وضاق بأهل الشر شرهم، فما ضروا به إلا أنفسهم ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) فبالاجتماع تأتلف القلوب، وتزداد القوة ، وتهاب الأمة ويتحقق الأمن والأمان. وبالفرقة تستوحش القلوب، وتتنافر النفوس، وينتشر الخوف، وتستباح الأمة.
معاشر المؤمنين ... منذ ظهور الإسلام وانتصارُه، بدأت المؤامرات تحاك ضده، فقد حاول اليهود اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، وحاولوا خيانته مع كفار قريش يوم الأحزاب، كما ظهر النفاق في المدينة المنورة عقب تأسيس نواة دولة الإسلام، لكن الله عز وجل أبطل كيدهم.
وعقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض القبائل، وظن المرجفون والمنافقون أن دولة الإسلام زالت، لكن الله عز وجل ثبت قلب الصديق رضي الله عنه، فتصدى لها حتى أعادها إلى الإسلام.
أما الفاروق عمر رضي الله عنه، فقد واصل نشر الإسلام فهدم إمبراطورتي فارس والروم الظالمتين، ولم يقبل بالهزيمة بعض قادة فارس وكهانها، فدبروا اغتيال الفاروق على يد أبي لؤلؤة المجوسي.
وفي عهد عثمان ذي النورين رضي الله عنه، تحرك أحد أحبار اليهود في اليمن ويدعى عبدالله بن سبأ، فادّعى الإسلام وتجول بين أهل مصر والشام والعراق، وبث فيهم النقمة على الخليفة عثمان، وجمع حوله الغوغاء وقدم بهم على المدينة المنورة، فاحتلوها وأصروا على عزله من الخلافة، ولما رفض عثمان نزع الخلافة امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا ينزع قميص الخلافة، قتلوه وهو يقرأ القرآن.
ثم واصل ابن سبأ اللعب بهؤلاء الغوغاء، حتى قسمهم إلى شطرين، شطر قاتل أبا الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخوارج، وشطر ألّه علياً وهم السبئية أصل الرافضة والشيعة!!
ومنذ ذلك الوقت والشيعة والخوارج مصدر للشرور والفتن والكوارث على أمة الإسلام - وهذا أمر معروف ومقرر بين العلماء -فإن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين، أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره.
لأن أصل كل فتنة وبليه هم الخوارج والرافضة ومن انضوى إليهم وكثير. من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، فسعوا في قتل عثمان وهو أول الفتن ثم انزووا إلى علي لا حبا فيه ولا في أهل البيت لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين، ثم هؤلاء الذين سعوا معه منهم من كفّره بعد ذلك وقاتله كما فعلت الخوارج، وسيفهم (سيف الخوارج) أول سيف سل على الجماعة ومنهم من أظهر الطعن على الخلفاء الثلاثة، كما فعلت الرافضة وبهم تسترت الزنادقة كالغالية من النصيرية.
وكانت سياسة اليهودي ابن سبأ لأتباعه تتلخص في قوله : ابدؤوا في الطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا قلوب الناس وادعوهم إلى هذا الأمر. وهي نفس السياسة التي يسير عليها اليوم الشيعة والخوارج، إبداء المعارضة للأنظمة الحاكمة بالحق والباطل، ورفع الشعارات الإسلامية البراقة (الجهاد، الولاء والبراء، تحكيم الشريعة، محاربة المنكرات،...)، فينخدع بها البسطاء والشباب المتحمس!!
لا يزال الحال كما هو، فيوماً بعد يوم تتكشف الأصول والصلات العجيبة واليهودية لقادة التشيع والخوارج في واقعنا المعاصر، ولا يزال المستفيد الحقيقي من أنشطة الشيعة والخوارج هم أعداء الأمة.
فاليوم تعيش الأمة عدوان الشيعة الرافضة المتواصل على دينها ودمائها وأعراضها وأموالها، في إيران والعراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن وغيرها من البلاد، وهذا العدوان يتم جهاراً نهاراً، وبكل الأسلحة والأدوات، ولعل أكبر دليل على هذا العدوان البشع والحقد الدفين، ما تسرب في كل وقت من صور تعذيب وقتل لأكثر من آلاف مسلم، تلك الصور التى تصور كل أشكال الحقد والكره الأسود الذي تعتمل عليه صدور الشيعة تجاه أمة الإسلام، دون ذنب أو سبب، سوى أننا سنة.أما الدمار والتخريب الذي طال مساجد الله والقرآن الكريم ومدارس السنة فهذا يؤكد عظم خطرهم وفداحة مكرهم، إن تمكنوا من بلد من بلاد الإسلام.
وبالمقابل نجد الخوارج (داعش) التي رفعت رايات الجهاد وتحكيم الشريعة .. فإن أمة الإسلام تعاني من شرها .. فقد تفننوا في القتل والتخريب والدمار، وواصلوا بشرهم على المسلمين حتى أثناء الصلاة في بيوت الرحمن – فإنا لله وإنا إليه راجعون -.
ومن هنا نتلخص بأن الروافض والخوارج وجهان لعملة واحدة .. اجتمعوا على السيف والقتل والقتال والاغتيال والخطف في الامة فلم يبقى للدماء والأموال والأعراض عندهم حرمة. يحاربون الدعوة إلى التوحيد. وطعنوا في العلماء والدعاة السائرين على السنة وتشويه صورتهم والتنفير منهم ونشر الإشاعات الكاذبة عليهم بل وقتلهم أن أمكنهم. أظهارهوا العداوة للكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ، وهم الذين يحققون أهدافهم في الامة في جميع المجالات. هم أهل غدر وخيانة في وعودهم وعهودهم مع أهل الاسلام. ما تمكنوا من بلد من بلاد المسلمين الا أضعفوه وأفسدوه وأشعلوا فيه الفتن. اللهم يسر لنا من أمرنا رشداً، وأنصر دينك وأعلِ كلمتك.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... بعد هذا السرد المختصر في بيان أوجه التوافق بين الروافض والخوارج في عداوتهم للإسلام والمسلمين ..
فقد آلمنا وآلم كل مسلم ما حصل لإخواننا المصلين في جامع قوة الطواريء الخاصة بأبها يوم أمس وهم يؤدون صلاة الظهر آمنين قد استودعوا أرواحهم وأجسادهم لمولاهم فأتاهم البغي من حيث لا يشعرون وانقلب الخشوع والإخبات إلى أنين وصراخ وآهات ألا قاتل الله البغي وأهله :
الغيمُ يا أبها يكفكفُ جرحهُ *** والماءُ رغم ضلالهمْ يتبسّمُ
قولي لمنْ نثرَ الدماءَ توهُمـــــــــــــــــاً *** الله أكبرُ من هواكَ وأرحمُ
لا ندري أيها الإخوة هل نحمي الوطن من "الأعداء" أم نحميه من "الأبناء" .. عقول لا تدري كيف تم اقناعها أن الجنّة فوق جثث المسلمين ! وأشلاء الموحدين وبتفجير بيوت رب العالمين أي دين أم أي عقل يقر هذا أو يرضاه.
والله ثم والله .. لم نكن نتوقع يوماً أن يصل العفن الفكري والهوس التكفيري والانحطاط الأخلاقي إلى أن يجرؤ من يدعي الإسلام فيدخل بيوت الله الطاهرة وفيها نفوس المؤمنين مطمئنة وجباههم لله ساجدة يعلون أصواتهم بالتكبير والتسميع والتحميد .. فيأتي هذا المارق الخارجي الخبيث الذي انطوت نفسه على كل قبيحة وتدثر بالخيانة وانسلخ من الحياء من ربه والمؤمنين ثم يفجر نفسه بين صفوف المصلين فيقتلهم أو يزرع بينهم ما يزهق أرواحهم. أين الحياء من الله أن يقتل في بيته ومن يصلي له!! وأي مروق عن الإسلام وهديه بعد هذا لمن يقتل المصلين!!
قاتلهم الله وكشف أستارهم وأبان عوارهم عاجلاً غير آجل.
قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل مسلماً واغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) وهناك فئام من الناس لم يباشروا القتل ولم يشاركوا فيه بأنفسهم لكنهم اغتبطوا وفرحوا وشجعوا ذلك فوالله أنهم في الإثم سواء ولو كان أحدهم يتعبد الله في جوف الكعبة.
فاتقوا الله وأبغضوا ما أبغضه الله وابرأوا إلى الله منه تنجون بين يدي ربكم.
هل ريأيتم أشلاء المصلين كيف تقطَّعت !! هل رأيتم المصاحف كيف تمزَّقت !! هل رأيتم بيوت الله تعالى كيف هُدِّمت !! فبأي جُرمٍ تلك الأرواح أُزهقت !! وبأي ذنبٍ قُتِلت !!
فإذا كانَ قد نُهيَ عن قتلِ الرَّاهبِ الكافرِ في صومعتِه حالَ الحربِ .. فتحريمُ قتلِ المسلمِ في مسجدِه حالَ الأمنِ .. أشدُّ وأعظمُ حُرمة.
متى كنَّا نسمعُ عن القتلِ في مساجدِنا .. فضلاً عن التَّفجيرِ وقتلِ العشراتِ .. متى كنَّا نحتاجُ إلى حمايةٍ في بيوتِ اللهِ .. فإذا لم يأمنُ النَّاسُ في المساجدِ، فأينَ يأمنونَ؟ وأينَ يُوجدُ الأمانَ، إذا فُقِدَ من أماكنِ رفعِ الأذانِ!!
فالحذر الحذر عباد الله! من التساهل في حرمات الله وحرمات خلقه، والبعد كل البعد عن الأقوال والأفعال والنيات التي تغضب الله – عز وجل-. فهل من معتبر ومتعظ بما حصل في دول حيث فُقد الأمان وحملت البندقية على المسلمين، فسُفكت الدماء البريئة، وهُتكت الأعراض المصونة، واقتُحمت المنازل، وبُقرت بطون الحوامل، وقُتلت الأطفال، وحصل السلب والنهب، والفرقة والاختلاف، والخوف والاضطراب،وهجرت المساجد وأصبحت فارغة، بعد أن كانوا إخوة آمنين، مقبلين على ربهم، معافين في أهليهم وأبدانهم، فحلَّ بهم ما حلَّ بسبب سفك الدماء، واستطالة المسلم على عرض أخيه المسلم- والعياذ بالله-.كفانا الله والمسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اغفر لرجالِ أمنِنا وارحمهم وتقبَّلَهم في الشُّهداءِ .. اللهم جازِهم بالحسناتِ إحساناً .. وبالسيِّئاتِ عفواً وغفراناً .. اللهم اجزِ الأحياءَ منهم عنا خيرَ الجزاءِ .. وأفرغ عليهم الصَّبرَ والعطاءَ .. واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفِهم ومن عن أيمانِهم وعن شمائلِهم ومن فوقِهم ونعوذُ بعظمتِك أن يُغتالوا من تحتِهم .. اللهمَّ اهدِ ضالَّ المسلمينَ، اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ، اللهم أصلحْ ذاتَ بيننا وألِّفْ بين قلوبِنا وأهدِنا سُبلَ السَّلامِ وأخرجْنا من الظُّلماتِ إلى النَّورِ، اللهم آمنَّا في الأوطانِ والدُّورِ، واصرف عنَّا الفِتنَ والشُّرورَ، اللهمَّ آتِ نفوسَنا تقواها زوكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألُك الهُدى والسَّدادَ، اللهمَّ وفِّقْ وليَ أمرِنا لما تحبُ وترضَى وأعنْه على البِرِّ والتَّقوى وسدِّده في أقوالِه وأعمالِه، وألبسْه ثُوبَ الصِّحةِ والعافيةِ يا ذا الجَلالِ والإكرامِ، وارزقْه البِطانةَ النَّاصحةَ الصَّالحةَ يا حيُّ يا قَيومُ، اللهمَّ وَفِّقْ جميعَ وِلاةِ أُمورِ المُسلمينَ للعملِ بكتابِك واتِّباعِ سُنَّةِ نبيِّك محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ، واجعلهم رحمةً ورأفةً على عبادِك المؤمنينَ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، لينشر الأمان والأمن، ويقيم الحق والعدل، ويرفع الباطل والظلم، فآمن الناس بدعوته، وركنوا إلى عدل دينه، وضاق بأهل الشر شرهم، فما ضروا به إلا أنفسهم ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) فبالاجتماع تأتلف القلوب، وتزداد القوة ، وتهاب الأمة ويتحقق الأمن والأمان. وبالفرقة تستوحش القلوب، وتتنافر النفوس، وينتشر الخوف، وتستباح الأمة.
معاشر المؤمنين ... منذ ظهور الإسلام وانتصارُه، بدأت المؤامرات تحاك ضده، فقد حاول اليهود اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، وحاولوا خيانته مع كفار قريش يوم الأحزاب، كما ظهر النفاق في المدينة المنورة عقب تأسيس نواة دولة الإسلام، لكن الله عز وجل أبطل كيدهم.
وعقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض القبائل، وظن المرجفون والمنافقون أن دولة الإسلام زالت، لكن الله عز وجل ثبت قلب الصديق رضي الله عنه، فتصدى لها حتى أعادها إلى الإسلام.
أما الفاروق عمر رضي الله عنه، فقد واصل نشر الإسلام فهدم إمبراطورتي فارس والروم الظالمتين، ولم يقبل بالهزيمة بعض قادة فارس وكهانها، فدبروا اغتيال الفاروق على يد أبي لؤلؤة المجوسي.
وفي عهد عثمان ذي النورين رضي الله عنه، تحرك أحد أحبار اليهود في اليمن ويدعى عبدالله بن سبأ، فادّعى الإسلام وتجول بين أهل مصر والشام والعراق، وبث فيهم النقمة على الخليفة عثمان، وجمع حوله الغوغاء وقدم بهم على المدينة المنورة، فاحتلوها وأصروا على عزله من الخلافة، ولما رفض عثمان نزع الخلافة امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا ينزع قميص الخلافة، قتلوه وهو يقرأ القرآن.
ثم واصل ابن سبأ اللعب بهؤلاء الغوغاء، حتى قسمهم إلى شطرين، شطر قاتل أبا الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخوارج، وشطر ألّه علياً وهم السبئية أصل الرافضة والشيعة!!
ومنذ ذلك الوقت والشيعة والخوارج مصدر للشرور والفتن والكوارث على أمة الإسلام - وهذا أمر معروف ومقرر بين العلماء -فإن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين، أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره.
لأن أصل كل فتنة وبليه هم الخوارج والرافضة ومن انضوى إليهم وكثير. من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، فسعوا في قتل عثمان وهو أول الفتن ثم انزووا إلى علي لا حبا فيه ولا في أهل البيت لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين، ثم هؤلاء الذين سعوا معه منهم من كفّره بعد ذلك وقاتله كما فعلت الخوارج، وسيفهم (سيف الخوارج) أول سيف سل على الجماعة ومنهم من أظهر الطعن على الخلفاء الثلاثة، كما فعلت الرافضة وبهم تسترت الزنادقة كالغالية من النصيرية.
وكانت سياسة اليهودي ابن سبأ لأتباعه تتلخص في قوله : ابدؤوا في الطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا قلوب الناس وادعوهم إلى هذا الأمر. وهي نفس السياسة التي يسير عليها اليوم الشيعة والخوارج، إبداء المعارضة للأنظمة الحاكمة بالحق والباطل، ورفع الشعارات الإسلامية البراقة (الجهاد، الولاء والبراء، تحكيم الشريعة، محاربة المنكرات،...)، فينخدع بها البسطاء والشباب المتحمس!!
لا يزال الحال كما هو، فيوماً بعد يوم تتكشف الأصول والصلات العجيبة واليهودية لقادة التشيع والخوارج في واقعنا المعاصر، ولا يزال المستفيد الحقيقي من أنشطة الشيعة والخوارج هم أعداء الأمة.
فاليوم تعيش الأمة عدوان الشيعة الرافضة المتواصل على دينها ودمائها وأعراضها وأموالها، في إيران والعراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن وغيرها من البلاد، وهذا العدوان يتم جهاراً نهاراً، وبكل الأسلحة والأدوات، ولعل أكبر دليل على هذا العدوان البشع والحقد الدفين، ما تسرب في كل وقت من صور تعذيب وقتل لأكثر من آلاف مسلم، تلك الصور التى تصور كل أشكال الحقد والكره الأسود الذي تعتمل عليه صدور الشيعة تجاه أمة الإسلام، دون ذنب أو سبب، سوى أننا سنة.أما الدمار والتخريب الذي طال مساجد الله والقرآن الكريم ومدارس السنة فهذا يؤكد عظم خطرهم وفداحة مكرهم، إن تمكنوا من بلد من بلاد الإسلام.
وبالمقابل نجد الخوارج (داعش) التي رفعت رايات الجهاد وتحكيم الشريعة .. فإن أمة الإسلام تعاني من شرها .. فقد تفننوا في القتل والتخريب والدمار، وواصلوا بشرهم على المسلمين حتى أثناء الصلاة في بيوت الرحمن – فإنا لله وإنا إليه راجعون -.
ومن هنا نتلخص بأن الروافض والخوارج وجهان لعملة واحدة .. اجتمعوا على السيف والقتل والقتال والاغتيال والخطف في الامة فلم يبقى للدماء والأموال والأعراض عندهم حرمة. يحاربون الدعوة إلى التوحيد. وطعنوا في العلماء والدعاة السائرين على السنة وتشويه صورتهم والتنفير منهم ونشر الإشاعات الكاذبة عليهم بل وقتلهم أن أمكنهم. أظهارهوا العداوة للكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ، وهم الذين يحققون أهدافهم في الامة في جميع المجالات. هم أهل غدر وخيانة في وعودهم وعهودهم مع أهل الاسلام. ما تمكنوا من بلد من بلاد المسلمين الا أضعفوه وأفسدوه وأشعلوا فيه الفتن. اللهم يسر لنا من أمرنا رشداً، وأنصر دينك وأعلِ كلمتك.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... بعد هذا السرد المختصر في بيان أوجه التوافق بين الروافض والخوارج في عداوتهم للإسلام والمسلمين ..
فقد آلمنا وآلم كل مسلم ما حصل لإخواننا المصلين في جامع قوة الطواريء الخاصة بأبها يوم أمس وهم يؤدون صلاة الظهر آمنين قد استودعوا أرواحهم وأجسادهم لمولاهم فأتاهم البغي من حيث لا يشعرون وانقلب الخشوع والإخبات إلى أنين وصراخ وآهات ألا قاتل الله البغي وأهله :
الغيمُ يا أبها يكفكفُ جرحهُ *** والماءُ رغم ضلالهمْ يتبسّمُ
قولي لمنْ نثرَ الدماءَ توهُمـــــــــــــــــاً *** الله أكبرُ من هواكَ وأرحمُ
لا ندري أيها الإخوة هل نحمي الوطن من "الأعداء" أم نحميه من "الأبناء" .. عقول لا تدري كيف تم اقناعها أن الجنّة فوق جثث المسلمين ! وأشلاء الموحدين وبتفجير بيوت رب العالمين أي دين أم أي عقل يقر هذا أو يرضاه.
والله ثم والله .. لم نكن نتوقع يوماً أن يصل العفن الفكري والهوس التكفيري والانحطاط الأخلاقي إلى أن يجرؤ من يدعي الإسلام فيدخل بيوت الله الطاهرة وفيها نفوس المؤمنين مطمئنة وجباههم لله ساجدة يعلون أصواتهم بالتكبير والتسميع والتحميد .. فيأتي هذا المارق الخارجي الخبيث الذي انطوت نفسه على كل قبيحة وتدثر بالخيانة وانسلخ من الحياء من ربه والمؤمنين ثم يفجر نفسه بين صفوف المصلين فيقتلهم أو يزرع بينهم ما يزهق أرواحهم. أين الحياء من الله أن يقتل في بيته ومن يصلي له!! وأي مروق عن الإسلام وهديه بعد هذا لمن يقتل المصلين!!
قاتلهم الله وكشف أستارهم وأبان عوارهم عاجلاً غير آجل.
قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل مسلماً واغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) وهناك فئام من الناس لم يباشروا القتل ولم يشاركوا فيه بأنفسهم لكنهم اغتبطوا وفرحوا وشجعوا ذلك فوالله أنهم في الإثم سواء ولو كان أحدهم يتعبد الله في جوف الكعبة.
فاتقوا الله وأبغضوا ما أبغضه الله وابرأوا إلى الله منه تنجون بين يدي ربكم.
هل ريأيتم أشلاء المصلين كيف تقطَّعت !! هل رأيتم المصاحف كيف تمزَّقت !! هل رأيتم بيوت الله تعالى كيف هُدِّمت !! فبأي جُرمٍ تلك الأرواح أُزهقت !! وبأي ذنبٍ قُتِلت !!
فإذا كانَ قد نُهيَ عن قتلِ الرَّاهبِ الكافرِ في صومعتِه حالَ الحربِ .. فتحريمُ قتلِ المسلمِ في مسجدِه حالَ الأمنِ .. أشدُّ وأعظمُ حُرمة.
متى كنَّا نسمعُ عن القتلِ في مساجدِنا .. فضلاً عن التَّفجيرِ وقتلِ العشراتِ .. متى كنَّا نحتاجُ إلى حمايةٍ في بيوتِ اللهِ .. فإذا لم يأمنُ النَّاسُ في المساجدِ، فأينَ يأمنونَ؟ وأينَ يُوجدُ الأمانَ، إذا فُقِدَ من أماكنِ رفعِ الأذانِ!!
فالحذر الحذر عباد الله! من التساهل في حرمات الله وحرمات خلقه، والبعد كل البعد عن الأقوال والأفعال والنيات التي تغضب الله – عز وجل-. فهل من معتبر ومتعظ بما حصل في دول حيث فُقد الأمان وحملت البندقية على المسلمين، فسُفكت الدماء البريئة، وهُتكت الأعراض المصونة، واقتُحمت المنازل، وبُقرت بطون الحوامل، وقُتلت الأطفال، وحصل السلب والنهب، والفرقة والاختلاف، والخوف والاضطراب،وهجرت المساجد وأصبحت فارغة، بعد أن كانوا إخوة آمنين، مقبلين على ربهم، معافين في أهليهم وأبدانهم، فحلَّ بهم ما حلَّ بسبب سفك الدماء، واستطالة المسلم على عرض أخيه المسلم- والعياذ بالله-.كفانا الله والمسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اغفر لرجالِ أمنِنا وارحمهم وتقبَّلَهم في الشُّهداءِ .. اللهم جازِهم بالحسناتِ إحساناً .. وبالسيِّئاتِ عفواً وغفراناً .. اللهم اجزِ الأحياءَ منهم عنا خيرَ الجزاءِ .. وأفرغ عليهم الصَّبرَ والعطاءَ .. واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفِهم ومن عن أيمانِهم وعن شمائلِهم ومن فوقِهم ونعوذُ بعظمتِك أن يُغتالوا من تحتِهم .. اللهمَّ اهدِ ضالَّ المسلمينَ، اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ، اللهم أصلحْ ذاتَ بيننا وألِّفْ بين قلوبِنا وأهدِنا سُبلَ السَّلامِ وأخرجْنا من الظُّلماتِ إلى النَّورِ، اللهم آمنَّا في الأوطانِ والدُّورِ، واصرف عنَّا الفِتنَ والشُّرورَ، اللهمَّ آتِ نفوسَنا تقواها زوكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألُك الهُدى والسَّدادَ، اللهمَّ وفِّقْ وليَ أمرِنا لما تحبُ وترضَى وأعنْه على البِرِّ والتَّقوى وسدِّده في أقوالِه وأعمالِه، وألبسْه ثُوبَ الصِّحةِ والعافيةِ يا ذا الجَلالِ والإكرامِ، وارزقْه البِطانةَ النَّاصحةَ الصَّالحةَ يا حيُّ يا قَيومُ، اللهمَّ وَفِّقْ جميعَ وِلاةِ أُمورِ المُسلمينَ للعملِ بكتابِك واتِّباعِ سُنَّةِ نبيِّك محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ، واجعلهم رحمةً ورأفةً على عبادِك المؤمنينَ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..